أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - متى يكتشف أحد ما أنني مت ويعلن نبأ موتي !














المزيد.....

متى يكتشف أحد ما أنني مت ويعلن نبأ موتي !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


قمت بتصوير أشعة لساقي اليمنى ، فتبين أنها مصابة بتكلس وتضييق في الشرايين .. وحتى الآن لم أقابل طبيبا مختصا في الأوعية الدموية للعلاج .
هذا الأمر قرب زمن الموت لدي وجعلني أتصوره في أي لحظة ، بل وتعدى الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ، بأن أتخيل جثتي متعفنة إذا ما داهمتني جلطة قاتلة ، فأنا أعيش وحيدا وعلى الأغلب ستمر بضعة أيام قبل أن يكتشف أحد ما أنني مت .. لدي ابن في عمان لكن لا أذكر أنه اتصل بي يوما ليسألني عن صحتي أو يطمئن علي .. فهذه مسألة لا تعنيه كما يبدو .. يتعرف علي أحيانا حين أتصل أنا به . ولدي ابنة في الكويت .. تتذكرني أحيانا مرة أو مرتين في الشهر .. على أية حال تعفن جسدي ليس مشكلة كما هو موتي أيضا .. المشكلة عندي تكمن في جلطة غير مميتة تقعدني ، وليس هناك من يعتني بي .. وكل ما أرجوه من إلهي أن تكون جلطة قاضية ، لا تدعني أبدو ذليلا وضعيفا أمام أحد حتى لو كان أقرب الناس إلي . كفاني ما مررت به في حياتي..
***
أنا لا أستجدي أحداً إلّا إلهي !
ثمة من فهم كلمتي عن موتي على أنها استجداء للناس وهذا أمر غير وارد في الكلمة على الاطلاق .
وثمة من فهم أنني أعاني من وحدتي التي اخترتها لنفسي ، وهذا غير صحيح وعلى الإطلاق أيضا ، فالوحدة كانت أمنية لي لأعيش فيها مع نفسي ومع الكلمة واللون ومع الله وهو الأهم ، وهنا يكمن سرعشقي للوحدة، وسترون بعض لقاءاتي مع الله في الحلقة القادمة (21) من روايتي " قصة الخلق "
وثمة من فهم أنني أخاف الموت وأخاف تعفن جسدي مع أنني أؤكد ضمن الكلمة أنه لا مشكلة لي مع الموت ومع تعفن جسدي ، فالأمر سيان بالنسبة إلي إن كان التعفن تحت الأرض أو فوقها .. فهو ضرورة لكي تمتزج مادة جسدي بمادة الأرض لتمنحها قدرا من المادة الضرورية لعملية الخلق الحيوية كي تظل مستمرة وغنية ، أما طاقة الخلق ( أو الطاقة الخالقة أو الله إن شئتم) التي كانت تسري في جسدي ، فستنضم إلى طاقة الألوهة عينها لتكون في الوجود كله. الشي الوحيد الذي رجوته من إلهي أن يجعل جلطتي قاضية ، إذا يقدر على ذلك ، كي لا أحتاج من يخدمني ، وهذا الشيء الوحيد في الكلمة الذي يمكن أن يكون استجداء، إنما من الله وليس من البشر، رغم أن طاقة الخلق تسري في أجسادهم أيضا حسب فلسفتي.
وثمة من فهم أنني أتجنى على أولادي كثيرا، رغم أنني ذكرت أن ابنتي تتذكرني مرة أو مرتين في الشهر رغم بعدها عني ، كما انها تغمرني بالهدايا باستمرار. ولا يسعني إلا أن اتمنى لها كل الخير. ولا أطالبها أن تتذكرني كل يوم بالتأكيد . أما الابن فلا أظن أنني بالغت في علاقته بي، فهو فعلا يندر أن يتصل بي حتى هاتفيا ، ولم أدخل بيته منذ ثماني سنوات رغم أنه لا يبعد عني سوى بضعة كيلومترات لا تتجاوز أصابع اليد . وكم أتمنى أن أضم أحفادي إلى حضني وأغمرهم بمحبتي والهدايا من لوحاتي على الأقل . أشك في أنه هاتفني أكثر من ثماني مرات في هذه السنوات. وأشك أنني رأيت أحفادي أكثر من ثلاث مرات في السنوات ذاتها ، ولدقائق فقط . ومع ذلك قلت أنه يتعرف علي أحيانا حين أتصل أنا به ، أو تتصل به أخته لتخبره أن يذهب إلي لأنني في صحة سيئة . والحق أنني بت أخجل من أن أطلب منه مساعدة ، حتى لا أواجه بتذرعه بالعمل وعدم الوقت لديه ، وقد عانيت هذه الأيام في البحث عن طبيب مختص. ومع ذلك لا يسعني إلا أن أدعو لابني بالتوفيق .
بقي يا أصدقائي أن أقول لكم . أنني وبعد عناء تمكنت من لقاء الطبيب المختص بأمراض القلب والأوعية الدموية ضمن شارع يكتظ بالعيادات والمستشفيات في جبل عمان.. وفحصني جيدا وعمل لي تخطيط قلب ، ليخلص إلى نتيجة أن صحتي جيدة جدا مقارنة بعمري، وأن الكوليسترول الذي لدي موجود لدى معظم البشر، ووصف لي دواء روزاتين 10 لإذابة الكوليسترول الضار في الجسم . وطلب إلي أن ألقي صورة الأشعة في القمامة وأن أنساها .
جزيل شكري لكل صديقاتي وأصدقائي الذين أثبتوا لدي أنني لست وحيدا رغم وحدتي .. فأن تجد لك أكثر من أربعمائة صديق في زمن القتل والخراب هذا ، لهو أمر عظيم .. محبتي للجميع .
محمود شاهين .



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (20) محاولة اغواء أسيلية !!
- (19) ام بشير تتبتل إلى الله !
- (18) عن سبينوزا وابن عربي ووحدة الوجود مرة أخرى.
- (17) حفل زفاف محمود أبو الجدايل ولمى !
- (16) النّبلاء وحدهم سيتحدون بالألوهة في تجسدها الأرقى!
- متى يتجاوز المتعلم العربي الموروث الديني؟
- الجهل بين الإنسان الأمي والإنسان المتعلم .
- (15) عقد نكاح !!
- (14) الألوهة المتجددة !
- (13) جريمة شرف!
- (12) مذهب وحدة الوجود حسب الصوفية الحديثةّ!
- (11) أحلى وأجمل وأعظم أخ !
- (10) فاسق وبغي وقوّاد!
- (9) لماذا كان للوجود غاية ؟
- (8) الرزق على الله !!
- قصة الخلق . الفصل الأول كاملا .
- (7) عقل الخالق مصدر عقول الكائنات !
- (6) غرام يحاكي الأسطورة في كهف لوط !
- (5) الخلق الحيوي مسودة لوجود فيزيائي!
- ( 4) زيارة لأسرة الضحية!


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - متى يكتشف أحد ما أنني مت ويعلن نبأ موتي !