|
(11) أحلى وأجمل وأعظم أخ !
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 22:43
المحور:
الادب والفن
( الفصل الحادي عشر من رواية قصة الخلق ) " يا إلهي يا إلهي ! هل يعقل أن توجد حياة مثل هذه في هذا الزمن ؟! " هتف محمود أبو الجدايل ملتاعا ، حين فرغت لمى من قراءة رسالة أم بشيرالتي تنضح بفظاعة الألم والمعاناة . - وربما تكون حياتها رغم مأساويتها أفضل من غيرها ، فهي تعيش في كوخ يأويها وأولادها ولا تدفع أجرة مسكن . عقبت لمى . - ماذا يمكن أن نفعل لها ؟ - لا بد من الرحيل عن الكوخ حتى لا تظل تتعرض لمضايقات من كانت تتعامل معهم . - هل نبحث لها عن منزل؟ - ممكن . ويمكن بيع الكوخ والأرض المقام عليها بمبلغ مقبول يفيد في شراء شقة أو دفع أجرة لمسكن . - ما رأيك أن تتصلي بها لنطمئن عليها . - سأرى! وسارعت إلى الاتصال: - مرحبا أم بشير. - أهلا يا سيدتي. - كيف حالكم أنت والأطفال. - نحن بخير منذ أن نعمنا بفضلكم يا سيدتي . استطعت أن أبدي قدرا من الشجاعة، وأن أكف أيدي الأشرارعنّا ولو مؤقتاً، وامتنعت عن استقبال أحد ، وهددت الشيخ والقواد وغيرهما بإبلاغ الشرطة إذا ما تمادوا في الإصرار على زيارتي. لكن لا بد من تدبر الأمر قبل أن يكيدوا لي ، وخاصة بعد أن عرفوا بالنعمة التي أغدقتموها علي . وضعت النقود في البنك وشرعت في البحث عن شقة بعيدا عن وادي الحدادين . للأسف لم أعثر حتى اليوم يا سيدتي . وآمل أن يكون في مقدوركم أنت والسيد مساعدتي في هذا الأمر. - سنعمل كل جهدنا أم بشير، اصمدي ليومين أو ثلاثة أيام على الأكثر. سنباشر منذ الآن البحث عن شقة لكم . حاولي أن تحضري الأشياء غير الضرورية للرحيل . وانتظري مني هاتفا في أي وقت . - ألف ألف شكر سيدتي . إلهي يحفظك . أقبل يديك . سلمي لي على السيد . أقبل يديه . - الله يسلمك أم بشير . لكن دون تقبيل أيدي. - أرجوك سيدتي دعيني أعبر عن شعوري تجاهكم بالحد الأدنى الذي يرضيني . - طيب أم بشير كما تشائين. إلى اللقاء . - في حفظ الله سيدتي. إلى اللقاء. ****** " عظيم أنها تمكنت من ردع شلة الأوغاد " عقب محمود وقد استمع إلى الحوار. - سأتصل بسليم لعل إحدى شققنا المؤجرة قد فرغت . - أنت هائلة لمى ! شرعت في الاتصال بأخيها. - مرحبا سليم - هلا لمى. - كيفك يا أحلى وأجمل أخ ! - مشتاق لك وللأستاذ ! - تشتاق لك العافية . حبيبي بدي منك خدمة . - اؤمري . بس ما تكونوا مقطوعين في هضاب البحر الميت ؟! - لا حبيبي .. مسألة مختلفة . - شو هيّه؟ - بلاقي عندك شقة فارغة من شققنا المؤجرة ؟ - آه فيه شقة فرغت من أسبوع ولم تؤجر بعد ! - يا حبيبي ما أروعك ! فيه أسرة فقيرة صديقة لنا تبحث عن بيت ! - ليشرفوا .. الشقة جاهزة لأسلمهم إياها . - حبيبي انته ! ليس عندهم أحد . هم سيدة وثلاثة أطفال . سأعطيك العنوان . أرسل لهم شاحنة وعاملين لتحميل عفشهم .. وسيارة لتقلهم .. لا تعمل عقد إيجار مع السيدة أنا مسؤولة عن كل شيء. - ألف تكرمي . أنا كم أخت عندي ؟! - يخلي لي إياك يا أعظم أخ ! - متى يمكن أن تبدأ في الأمر؟ - فورا يا أختي . دعيهم يجهزون أنفسهم للرحيل خلال ساعة على الأكثر . - حبيبي . ربي يسعدك ويحقق لك كل أمانيك ! عانق محمود لمى وراح يشكرها لكرمها ولهذه السرعة التي حلت بها المشكلة . خابرت لمى أم بشير وطلبت إليها أن تجهز هي والأولاد للرحيل . ****** لم تصدق أم بشير نفسها .. ربما تعيش في حلم منذ أن زارها محمود أبو الجدايل وهذه السيدة التي لا تعرف نوع علاقتها به . فبعد قرابة ساعتين من محادثة السيدة معها ، وجدت نفسها تسكن مع أولادها في شقة في الطابق الأول في بناء من أربعة طوابق في أحد أحياء جبل عمان !! السيد أبو الجدايل ليس عندها لتسجد على قدميه وتقبلهما ، والسيدة كذلك ، ليس هناك إلا الله في سمائه ، هو لا شك من أرسلهما لها ، إذن لتسجد له وتقبل أرض الشقة تقرّباً إليه. وهكذا فعلت وطلبت إلى الأطفال أن يفعلوا .. سجدوا وقبلوا الارض وشكروا الله ، وتضرعوا إليه أن يحفظ السيد والسيدة . ضمت الأطفال وراحت تحتضنهم وتقبلهم وعيناها تختلجان لأول مرة في حياتها بدموع الفرح، وليس دموع الألم والحزن . ****** محمود أبو الجدايل . التقى ضابط الأمن الجنائي وأخبره بأن أم بشير ستدلي بكل ما تعرفه عن الرجال الذين كان زوجها يلتقي بهم ، ورجاه أن لا يقوموا باستدعائها إلى قسم الأمن ، ليذهب عنصر أمن إلى بيتها ويأخذ أقوالها هناك ، فهي سيدة ضعيفة وقد لا تحتمل أعصابها استدعاء. وهذا ما تم ، حتى أن أبو الجدايل ولمى استبقا دورية الأمن إلى بيت أم بشير وأخبراها أن ضابط أمن سيزورها خلال وجودهما عندها ليأخذ أقوالها . وحين جاءت الدورية . اختلى ضابط بأم بشير وأخذ ما لديها من معلومات وأسماء بعض الأشخاص . وعلى أثر هذه المعلومات تم اعتقال الشيخ والقواد وخمسة آخرين ، ليخضعوا للتحقيق. *****
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(10) فاسق وبغي وقوّاد!
-
(9) لماذا كان للوجود غاية ؟
-
(8) الرزق على الله !!
-
قصة الخلق . الفصل الأول كاملا .
-
(7) عقل الخالق مصدر عقول الكائنات !
-
(6) غرام يحاكي الأسطورة في كهف لوط !
-
(5) الخلق الحيوي مسودة لوجود فيزيائي!
-
( 4) زيارة لأسرة الضحية!
-
(3) لوحة فنية تحاكي المطلق.
-
(2) هل جاء الوجود من العدم ؟
-
العقل الخالق طاقة غير طقمادية !
-
الخالق لا يقوم بالخلق بشكل مباشر!
-
كيف يمكن أن نتقبل الموت بنفس مطمئنة؟!
-
ألله لم يكن سعيدا حتى بوجود جنة لديه !
-
الخالق خلق السموات والأرض وما بينهما أكيد لا ليلعب!
-
الله طاقة عقلانية عظمى!
-
احترام المعتقدات البشرية لا يعني عدم التطرق إلى سلبياتها!
-
مناهج الأزهر تجيز للمسلم أكل لحم المرتد والكافر !
-
الكاتب العربي غير مثقف!
-
هل ننتظر العلم ليخبرنا عن وجود الله أو القائم بالخلق ؟
المزيد.....
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|