التجارب والضيقات - رؤية مختلفة

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

الحوار المتمدن-العدد: 6633 - 2020 / 8 / 1 - 23:08
المحور: سيرة ذاتية
    

فى أوقات التجارب والضيقات، فيه ناس بتقارن تجربتها بتجارب الآخرين فبتصبر نفسها وتقول "اللى يشوف بلاوى الناس بتهون عليه بلوته"، ولكن ماذا يفعل الإنسان اللي بيشوف بلوته فبتهون عليه جميع بلاوى الناس؟.
فلماذا تطول مدة تجربة واختبار هذا الإنسان دون أن يرى وفقاً لفكره البشرى المحدود أى حل ظاهرى لمشكلته فى الوقت القريب أو البعيد؟ فهو ليس الشخص الذى يتعرض لضيقة نتيجة لخطأ ما أو ذنب ارتكبه فى حياته، وليس الشخص الذى يسعى لتلبية حاجة بشرية مثل الشفاء من مرض ما أو انتظار حلاً لأزمة مالية، أو الذى يتضايق لعدم الحصول على منصب أو شهرة أو مديح الناس.
إنه الشخص الذى يطلب معونتك أنت يا الله ضد عدو الخير الذى يريد إسقاطه فلا تتخلى عنه، إنه التراب والرماد الذى رفعته وجعلته يناديك ويلجأ إليك فى وقت الفرح بالشكر ووقت التجارب والضيقات لتنقذه وتحميه من الوقوع فى خطية الغضب والتذمر وإنكار نعمك عليه.
أعطه نعمة الاتضاع والمعونة لأنك تعرف مدى ضعفه وأنه لا يزال تحت الآلام طول فترة غربته على الأرض. فهو التراب والرماد ويعانى من ضعف الطبيعة البشرية التى تقوى عنده كلما طالت مدة التجارب والضيقات. فأنت يارب لن تسر بالبار عندما يترك بره وبالعفيف عندما يتخلى عن عفته وبالصادق عندما يكف عن صدقه والمحب للآخرين عندما يعيش لذاته ويضخم فيها.
أنت يارب لا تنسى أن التراب والرماد يكون كماله نسبياً فى ضوء القدرات البشرية والمواهب والنعم التى أنعمت بها عليه، لذلك فهو يعتقد أنه لا يستحق كل هذه الآلام التى يتعرض لها نتيجة التزامه بوصاياك يا الله يا صاحب الكمال المطلق فى كل شئ. فأنت لا يوجد أى تناقض بين صفاتك النسبية، فأنت رحيم فى عدلك وعادل فى رحمتك، وأنت قلت إن لم تُقصر تلك الأيام فلن يخلص أحد، نعرف أنك تعطى التجربة وفقاً لقدرة كل شخص على التحمل وأنها ستنتهى بالخير فى وقت معين تحدده أنت. فلا تجعل يارب كل من يمر بتجارب قاسية وشديدة يفقد سلامه الداخلي وثقته فى عدلك وفى رحمتك وإمنحه فضيلة الصبر وقوة الاحتمال ليرى تدخلك فى الوقت المناسب لإنهاء جميع التجارب والضيقات التى حتماً ستنتهى إلى خيره وصلاحه.

#صبحى_إبراهيم_مقار (هاشتاغ)       Sobhi_Ibrahim_Makkar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل