أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالباسط سيدا - اللهاث خلف السراب تكتيك سئمناه















المزيد.....

اللهاث خلف السراب تكتيك سئمناه


عبدالباسط سيدا

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التقى في الآونة الأخيرة وفد يضم ثلاثة من مسؤولي الأحزاب الكردية في سورية مع نائبة رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطّار، شقيقة عصام العطّار المعارض السوري المنفي.وما أُعلن بعد الإجتماع من قبل الجانب الكردي هو أن الحديث قد تطرق إلى وجوب إغلاق ملف الكرد المجردين من الجنسية؛ هذا مع العلم أن الرئيس نفسه قد سبق له أن أكد ضرورة حل هذه المشكلة؛ كما ان المؤتمر الأخير لحزب البعث قد اتخذ قراراً بخصوص حلها. ومن هنا لانعلم حقيقة مسوّغات العودة إلى موضوع محسوم رسمياً - حسب مزاعم السلطات ومروجيها - مع نائبة لاتمتلك بكل تأكيد صلاحيات رئيسها.
بالإضافة إلى ذلك صرح الجانب الكردي المشارك في اللقاء - مع ملاحظة الصمت المطبق بخصوص هذا اللقاء من قبل الجانب الرسمي- هو أنه قد تم الإتفاق على لقاءات أشمل من جهة المشاركة والمناقشة؛ لقاءات لانعلم ما إذا كانت ستتم أم لا، ولكن بالإمكان استشفاف نتائجها - هذا إذا حدثت- منذ الآن، وذلك استناداً إلى معرفتنا بالهيمنة الشمولية للأجهزة الأمنية على مفاصل القرار السلطوي في سورية، هذه الأجهزة التي لم ولن تفكر في يومِ ما بحل سياسي ديمقراطي عادل للمسألة الكردية في سورية، طالما أنها مستمرة في دورها الراهن، هذا الدور المتمثّل في تطويع الداخل بكل مكوّناته لصالح فئة همها الأول والأخير هو البقاء في موقع الاستبداد والاستغلال، وبأي ثمن.
فنائبة رئيس الجمهورية هي في الأساس مشروع تجميلي خائب لوجه لم تعد تنفع معه أية رتوش تزيينية. وهي تجسّد عبر موقعها الرسمي لا الشخصي - وهذا الأخير نحترمه ولانتناوله بأي نقد- جملة مفارقات وتناقضات تطبع بميسمها وشماً هستيرياً على سلوكية نظام فَفََد على مستوى الداخل الوطني كل مقوّمات البقاء، لا المشروعية التي لم يمتلكها في أي وقت.
إن دعوة ثلاثة من قادة الأحزاب الكردية – من دون الآخرين بناء على اعتبارات لسنا بصدد التفصيل فيها هنا – من قبل السلطة للتباحث في قضية جزئية تخص الجانب الاجرائي من سياسية الاضطهاد المزدوج الشمولي، سياسية كانت السلطة الحالية نفسها - وليس غيرها - هي التي وضعت أسسها، واستمرت في تطبيقها - وما زالت - بعقلية إقصائية متعالية، لاترى في الكرد سوى مادة للتبعية والنهب والقمع والإلغاء بكل معانيه. إن دعوة من هذا القبيل إنما هي سعي مكشوف من قبل السلطة للمصادرة على احتمالات الحوار الجاري راهناً بين فصائل المعارضة السورية على اختلاف انتماءاتها القومية والدينية، سواء في الداخل أو الخارج.
كما إن هذه الدعوة تستهدف في الوقت ذاته زرع بذور الشقاق والخلاف ضمن الصف الكردي نفسه؛ وهو الأمر الذي كان - وما زال - محوراً رئيساً من ضمن تلك التي تشكل قوام سياسة سلطة البعث السوري في الميدان الكردي. خاصة إذا وضعنا في حسابنا أن السلطة ذاتها كانت تسعى إلى وقت قريب لإعطاء تصور زائف مؤداه أن الكرد في سورية يمثلون جسماً غريباً - لابد أن يقتلع حسب برنامج البعث نفسه- لاذ بالبلد طلباً لآمان. وقد تمكنت السلطة نفسها من تمرير توجهها هذا بتصريحات كردية، أُبعد أصحابها بناء على صفقات أمنية؛ وظل الشعب الكردي في سورية يناضل، ويثبت للقاصي والداني أن حقه المشروع لاتختزله طروحات هجينة كسيحة. وما انتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 سوى محطة ناصعة من محطات نضال هذا الشعب. كانت بفضل عذابات وتضحيات آلاف مؤلفة من الوطنيين الكرد الذين آلوا على أنفسهم الدفاع بشرف عن قضية شعبهم، من دون أن يدور في خلدهم أي تقدير أو تعويض في يوم ما؛ بل كانوا يتحمّلون عذابات الفقر والملاحقة بأريحية تنمّ عن مدى إيمانهم الصادق بمشروعية ما نذروا أنفسهم من أجله.

إن إقدام السلطة السورية على مثل هذه الخطوات في أجواء معاناتها من عزلة دولية وعربية ووطنية داخلية، نتيجة ممارساتها الخاطئة التي تعد الحصيلة المنطقية للأزمة البنيوية المسدودة الآفاق التي تعيشها - وهي أزمة تتصل بطبيعة السلطة السلطة المعنية نفسها - ، إنما هي سعي ً منها للتهرّب من الاستحقاقات الوطنية، استحقاقات التغيير الديمقراطي الشامل التي تظل وحدها موئل الضمان، والأمان للشعب السوري بأكمله من دون استثناء.
ولعل المرء لايحتاج إلى فطنة إستثنائية ليدرك العلاقة بين اللقاء الكردي مع النائبة الحالية لرئيس الجمهورية في دمشق، واللقاء الذي كان بين عبدالحليم خدام النائب السابق للرئيس نفسه وأمين عام سابق لحزب كردي، وذلك في إطار المؤتمر التأسيسي لجبهة الخلاص الذي انعقد بلندن مؤخراً 4/5-6-2006.
فلقاء دمشق كان من دون شك محاولة من جانب السلطات هناك بقصد الإلتفاف حول ما قد يتمخض عنه لقاء لندن من تواصل كردي أوضح مع المعارضة، خاصة إذا ما قررت هذه الأخيرة التحرر من منظومة البعث الايديولوجية. وما يجمع بين اللقاءين هو سعي المنظّمين هنا وهناك من أجل استمالة الكرد، وكسب ودهم، من دون أي التزام بسياسة واضحة المعالم، راسخة الأسس. سياسة ترى أن الكرد هم بالفعل شركاء في الوطن والمصير، يتقاسمون الحقوق والواجبات مع الجميع على قدم المساواة قولاً وعملاً. أما أن نكتفي بوعود هلامية، وجمل إنشائية لاتحدد المدلولات، ولاتشخص المسؤوليات، فهذا معناه اننا لم نصل بعد إلى مستوى التعامل الجدّي المطلوب مع القضايا الوطنية، تعامل يستلزم قبل كل شيء وجود عقلية وطنية ناضجة، تبحث في عوامل الأزمة، وتسعى من أجل وضع حلول جذرية لها. حلول تلتزم بالمعالجة السببية لا العرضية التي ربما أفلحت في التعمية الآنية، لكنها سرعان ما تغدو جزءاً عضوياً من الوضع المأزوم نفسه.

أما على الصعيد الكردي، فقد قلناها مراراً، ونعيدها تكراراً، أنه لا يجوز لأية جهة كانت ، حزبية أو مستقلة، أن تستفرد بلقاءات تخص المصير الكردي العام. بل لابد من التشاور والإتفاق حول الخطوط العريضة قبل وبعد هكذا لقاءات. هذا إذا أردنا أن نتوصّل إلى ما فيه خير الكرد، وخير السوريين جميعهم. فالمسألة الكردية في سورية كانت – وستظل- جزءاً من المسألة الوطنية الديمقراطية العامة على مستوى البلد بأسره؛ تعالج ضمن الإطار الوطني العام على أساس ديمقراطي، يقر بالخصوصيات، ويحترم التعدديات بأسمائها وانتماءاتها المختلفة. وبناء على ذلك، نرى أن المسألة المعنية لم ولن تحل عبر صفقة أمنية، أو مناورة سياسية، لاتؤدي سوى إلى البلبلة، وتكريس مناخ إنتفاء الثقة.



#عبدالباسط_سيدا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهود مستمرة في مواجهة مأساة مستمرة
- حزب البعث: مؤتمر بائس وموقف حائر
- كردستان العراق: ضرورة تجاوز العصبية الحزبية إلى المؤسساتية ا ...
- حول خلفية وطبيعة موقف حزب البعث من المسالة الكردية
- إلى الانتخابات أيها العراقيون من أجل ألاّ يتحكّم صدام آخر بر ...
- الحضور الكردي القوي في الجمعية الوطنية القادمة ضمان لوحدة ال ...
- المعارضة السورية وضرورة الاعتراف بالوقائع
- تغييب الوعي وأسطرة المزيف في الاعلام العربي - أهمية الاعتراف ...
- تفييب الوعي وأسطرة المزيف في الاعلام العربي
- تغيييب الوعي وأسطرة المزيف في الإعلام العربي - شرعنة الإرهاب
- تغييب الوعي وأسطرة المزيف في الاعلام العربي
- تغييب الوعي وأسطرة المزيف في الاعلام العربي - 1
- الإعلام العربي: واقع... وآفاق
- لنتضامن مع الدكتور الشهم عارف دليلة وسائر النبلاء


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالباسط سيدا - اللهاث خلف السراب تكتيك سئمناه