أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة















المزيد.....

من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 18:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من أجل تعزيز مبدأ التوافق في الواقع المعاش بين مكونات الشعب السوري والتوصل عبر الحوار الهادئ الى المزيد من المشتركات الأساسية في الحياة الوطنية لابد من المصارحة ووضع الايدي على الجروح التي خلفها نظام الاستبداد طيلة نصف قرن وهو أمر ليس بالسهولة تحقيقه في طرفة عين بل أنه يتطلب التحاور والتشاور انطلاقا من واقع مجتمعنا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا المتميز بالتعددية والتنوع القومي والديني والمذهبي وهو مصدر غنى ان استطعنا فهم دلالاته وتقبل البعض الاخر واعتبار ان الوطن للجميع على قاعدة التشاركية والتوافق الديموقراطي .
كنت قد نشرت قبل نحو أسبوعين مقالة وتحت نفس العنوان بهدف تنظيم وتفعيل الحوار على أسس واضحة شفافة حددت فيها عشرة مفاهيم خلافية مازالت قيد النقاش والاخذ والرد بين النخب الثقافية الكردية والعربية على صفحات التواصل الاجتماعي وفي الندوات الحية ومن بينها : المفاهيم الأحادية ، والذرائعية ، والحل " المواطني " للقضية القومية ، والشرطية ، وفوبيا الانفصال الكردي ، والشكلية للمساواة ، والاعتباطية في قراءة التاريخ ، والآيدولوجية للجيوسياسيا ، واللاموضوعية اللاعلمية لتفسير موضوعات الشعب والقوم والأمة ،والتعريفية الخاطئة للكرد عطفا على الأحزاب واليوم نعود الى موضوعات الهوية والانتماء والوطنية ، والخلط بين القومية من جهة والدين والمذهب من الجهة الأخرى والفصل التعسفي بين مبدأ حق تقرير المصير والفكر السياسي .
في الانتماء والهوية الوطنية
هناك من النخب العربية في القومية السائدة من يشترط على ( الكردي والتركماني والاقوام الأخرى ) وبشكل يكاد يكون مباشرا التخلي عن جذورهم وأصولهم القومية حتى يكسبوا صفة الوطني بمعنى آخر يسعى هؤلاء بوعي أو من دونه الإبقاء على نتائج تحكم نظام الاستبداد طيلة اكثر من نصف قرن وما أفرزه من سياسات ووقائع تجاه الآخر غير العربي وخاصة الكرد السورييون الذين تعرضوا لتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم والتهجير والتعريب والحرمان من حق المواطنة والحقوق المدنية نعم يسعى هؤلاء الى الحفاظ على كل مالحق بالكرد وغيرهم واعتبار ذلك أمرا واقعا غير قابل للتبديل والمعالجة وبنظر هؤلاء ان الكردي السوري الجيد يجب أن لايفصح عن كرديته وينفي أي تكامل وتشابك وتمازج بين الانتماء القومي والانتماء الوطني فقط بالنسبة لغير العرب وقد واجه شبابنا في بدايات الثورة خلال تظاهراتهم السلمية ورفع الشعارات باللغة الكردية أو رفع الاعلام التي ترمز للانتماء القومي مزيدا من الاحتجاج والرفض من الأحزاب التقليدية العربية خصوصا أحزاب الإسلام السياسي وحينها أتذكر انني كتبت مقالة أوضحت فيها أن الثورة وطنية تخص جميع أطياف الشعب السوري ومن حق الكردي المنتفض ضد النظام أن يعبر عن معارضته بلغته وبشعاراته وفي خضم تلك السجالات أجمعت تنسيقيات الشباب في كل المناطق على تسمية احدى أيام الجمع بجمعة – آزادي – أي الحرية وكان ذلك بمثابة صفعة للأحزاب التقليدية والتي مالبثت أن خانت الثورة والمعارضة بعد حين .
يغيب عن أذهان هؤلاء المراحل التاريخية التي ترافق عادة نمو الفكر القومي لدى شعوب العالم أجمع وكيف أن القومية العربية التي يحكم أتباعها سوريا منذ الاستقلال قد مرت خلال عقود بل قرون في التطور الاجتماعي والثقافي والسياسي الى أن نال حق تقرير المصير وتصدر الدولة السورية باسم العرب والعروبة وذلك على قاعدة نفي وجود الاخر القومي غير العربي بل طمس وجوده في الدستور والقوانين وقمعه ان طالب بالحقوق وعندما عجزت الشوفينية الحاكمة من صهر الكرد في البوتقة القومية العربية بعد استخدام كافة الأساليب والسبل غير الشرعية والمنافية لمبادئ حقوق الانسان وشرعة الأمم المتحدة نجد بعض النخب وبعد اندلاع الثورة السورية والصحوة الثورية ضد الاستبداد يطالب الكرد بالرضوخ لشروط عجزت أنظمة الاستبداد المتعاقبة عن تطبيقها .
الكرد وجميع المكونات السورية التي تعرضت للاضطهاد القومي يجدون في مبادئ الثورة ملاذا لقضاياهم ولمساحات الحرية متنفسا لهم للاستمرار في بلورة هوياتهم القومية والانتقال الى مراحل متقدمة في نيل حقوقهم المشروعة جنبا الى جنب إعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة والتطوران يكملان بعضهما البعض بل لايمكن بناء سوريا الجديدة من دون استعادة حقوق مكوناتها وفي الحالة هذه من واجب النخب العربية الديموقراطية كقومية سائدة المساهمة في العملية هذه وتصدر خطوط الدفاع بل تبني حقوق الاخر غير العربي ان كانت وطنية عن حق .
الخلط المتعمد بين القوم والدين والمذهب
بعض النخب من القومية السائدة وعن سابق إصرار ومن أجل التعمية على مشروعية الحقوق الكردية يعمد الخلط المصطنع بين القومي والديني والمذهبي في الجوانب السياسية والحقوقية ولايأتي على ذكر الكرد والقضية الكردية الا بالترافق مع ذكر الديباجة المعروفة حتى يرسم بذهن القارئ مدى صعوبة الحل متجاهلا الفرق الواسع بين الجانبين فالقوم قد يجمع المسلم والمسيحي والأزيدي والسني والعلوي والدرزي والشيعي والإسماعيلي والقضية القومية لها جوانبها السياسية والثقافية والحقوقية والابعاد القانونية الدولية وحلها يحتاج الى الاعتراف والإجراءات العملية والدستورية والعقود الاجتماعية في ظل النظام الديموقراطي أما مسائل الأديان والمذاهب فتتعلق بحرية المعتقدات وشؤون الميراث والزواج .
الجذور السياسية للقضية القومية
مبدأ حق تقرير مصير الشعوب كان ومازال في صدارة الفكر السياسي وهو في جوهره يحتل مركز الصراع السياسي بين الدول المستعمرة وشعوب التحرر الوطني وتبناه المجتمع الدولي في وثائق عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة كقضية سياسية اجتماعية اقتصادية حقوقية واذا كانت قضايا المكونات القومية وبالمقدمة منها القضية الكردية السورية تندرج في خانة مبدأ تقرير المصير وتتخذ الطابع السياسي مثل سائر القضايا المشابهة بالعالم مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيتها المستندة الى الحل ضمن اطار سوريا الموحدة بإحدى الصيغ المناسبة للحالة السورية اذا كان الامر كذلك لماذا إصرار البعض على اعتبار القضية الكردية السورية خارج الطبيعة السياسية والنظر اليها كدين ومذهب وذلك للتهرب من معالجتها بالشكل الصحيح وحسب المبادئ والمواثيق والشرائع أليس ذلك منافيا للعلم والمنطق والواقع ؟ .
الفسيفساء السوري
مازلنا وبعد الزلزال السوري المدوي وفي الوسط ( المعارض ) من يريد أن يحرم السوري من نعمة – الفسيفساء الوطني – الجميل ويعتبره نقمة بل يتهكم به متجاهلا أن أكثر الدول تقدما في العالم هي من لديها التنوع القومي مثل سويسرا وبلجيكا وفي آسيا الهند ، من حظ سوريا أن تكون متعددة الشعوب والقوميات والاثنيات انها غنى وثروة وموضع اعتزاز لكل وطني سوري مخلص طبعا لاالوم الكثيرين الذين تربوا في حضن البعث ونظامه الشوفيني لعقود والذين مازالوا اسرى لثقافة وخطاب النظام الشمولي خصوصا عندما يتمسكون بمبدأ الاحادية القومية حتى الان ناهيك عن تمسكهم بمبدأ الاحادية الحزبية والطائفية والعائلية والفردية عندما كانوا بحضن النظام ايها السادة يبدو انكم لم تدركوا بعد أن الثورة وضعت حدا لخطاب نظام الاستبداد وثقافة البعث الشوفينية العنصرية .
لذلك أقول أن السوري الجيد الوطني الصادق هو من يعارض النظام لطبيعته الاستبدادية وركوبه موجة الأحادية القومية والمذهبية والعائلية والفردية ومن يسعى الى إيجاد البديل الديموقراطي وتصحيح الخطأ التاريخي حيال المكونات غير العربية وإعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية التشاركية الجديدة والاعتراف بكل الخطايا التي اقترفها النظام ورؤية الواقع السوري التعددي كمنا هو والاعتراف بحقوق الاخر المختلف حينذاك يمكن توافق كل السوريين الصادقين من كل الاطياف لاعادة بناء وطننا جميعا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد وعرب سوريا : مزيدا من المكاشفة
- في أزمتنا الوطنية
- لاحل لأزمة الكرد السوريين الا بالمؤتمر الجامع
- مسلمات الحل السوري
- يا مثقفي القومية السائدة لاتعبثوا بتاريخ ووجود الآخر المختلف
- عندما يواجه الفعل برد فعل أسوأ
- هذا ماينتظره شعبنا من أي اتفاق كردي – كردي
- في جذور الحزب الكردي السوري الأول
- علينا ( كرد وعرب سوريا ) تجاوز حوار الطرشان
- مقارنة في غير محلها
- قانون – سيزر – ماله وماعليه
- حوار مع معارض سوري حول الوجود والحقوق
- الكرد السورييون ..على ماذا مقبلون
- وحدة الأحزاب أم الحركة الكردية أم ماذا ؟
- سوريا في الظلام
- مذكرة الى المبعوث الأمريكي الخاص
- الطريق الصحيح لوحدة - الكرد السوريين -
- عودة الى موضوع الضباط الكرد الثمانية
- رسالتي الى السيد رئيس إقليم كردستان
- نشأة - حزبي - التيار المغامر في الحركة القومية الكردية


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة