أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد نجم - اوهام الوطن و الحدود














المزيد.....

اوهام الوطن و الحدود


اياد نجم
كاتب و باحث

(Ayad Najm)


الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اوهام الوطن والحدود

تصبح حقيقة لا يمكن النقاش فيها أية فكرة يتقادم بها الزمن و تاخذ زمناً طويلاً فتزداد رسوخاً وثباتاً و امتداداً ويمكننا ان ندقق في الكثير من الافكار والاعتقادات السائدة و سنجد ان الكثير منها تنطبق عليه تلك المقدمة.

لذا نحن بحاجة الى وعي المفاهيم التي ورثناها والتي تحيط بنا و محاولة فهمها و الغوص في تاريخها لاستكشاف جذورها فلرب حادث فريد صنع مفهوماً وساهم في تخليده.

و مفهوم الوطنية والوطن باعتقادي هو احد تلك المفاهيم التي بحاجة الى تدقيق وتعمق ومن الواضح ان الانسان يرتبط بالارض التي يحيا فيها و قد حصل ذلك حين اصبح يبحث عن الاستقرار بعد ان ملّ من حياة الترحال والتجوال التي لم تعد مجدية خصوصاً مع المخاطر و المصاعب التي تواجهه خلال هذا الترحال .

ومع استقرار الانسان و أنسهُ بمكان محدد نما لديه ارتباط سيكولوجي مع تلك الفسحة المكانية التي تحيط به و نمت لديه ذاكرة استطيع ان اسميها ذاكرة المكان
فهنا كانت شجرة يتفيأ ظلالها و هنا جدول الماء الذي يشرب منه و هنا مزرعته و هنا قبر قريبه و الى اخره من محفزات الذاكرة التي تجعله يحن للمكان لأن خيوط ذاكرته مرتبطة بهذا المكان.

لكن هذا المفهوم تطور كثيراً بعد نشوء الدول الحديثة فظهرت الحدود واصبح الوطن فسحة مكانية كبيرة لا يتسنى لأي منا ارتياد كل مرابعها و انهارها و بحارها و مدنها وقصباتها و فرضت الادبيات مفهوم حب الوطن و الدفاع عنه والتضحية في سبيله و تفتقت العقول عن تنظيرات كثيرة كل ذلك عن حدود اعتبارية موهومة لا وجود لها سوى في اذهاننا و على الخرائط.

فالحقيقة انني لا ارتبط عاطفياً او سيكولوجياً بمنطقة لم ازرها و لم ارها و لا اعرف طبيعتها او سكانها او لغتهم رغم ان كل ذلك جزء مما يسمى الوطن ،
فأنا ارتبط بذلك الجزء من الارض التي احيى فيها و التي تختزن معي جزء من ذاكرتي لكنني لا يمكن ان ارتبط بأرض تبعد مئات الكيلومترات عن هذه الارض لا لشيء سوى ان هناك من يقول لي ان ذلك هو وطني وعلي ان لا اسمح بالمساس بشبر منها .

لقد اهدرت البشرية دماءاً بريئة و نزفت كثيراً لأجل مسمى الوطن وهو كذبة لا وجود لها سوى في اذهاننا فما يربطني بالانسان الاخر لا يمكن ان تفرقه حدود وهمية و لا يمكن لأسلاك شائكة او حقول الغام مدفونة من ان تمزق علائق الانسانية العميقة التي تعتمل داخل كل منا.

لقد فعلت تكنولوجيا الاتصالات المتطورة فعلها و بدأت بأزالة هذا الوهم الذي بُنيت عليه اكداس من الاوهام كالقوانين الدولية و الحدود الدولية و غيرها من المنظمات التي تساهم في خلق هذا التفاوت الانساني و توطده.

سوف نستفيق من هذا الوهم حين يزول و سنرى اننا بحاجة شديدة الى ازالة هذه الحدود اكثر من وقت مضى و ان البشرية بحاجة الى التوحد اكثر من اي وقت مضى فالمخاطر التي تتهددها كبيرة بما يكفي لأجل التوحد و التوائم وتقليل الفوارق والمسميات.

لست اريد كسر الحدود و ازالتها بل اردت ان لا تصبح تلك الحدود عقبة امام مشتركاتنا الانسانية و ان لا تصبح الفوارق القومية واللغوية والدينية وغيرها حدوداً اخرى نضيفها الى حدودنا المصطنعة.

اياد نجم
22-7-2020



#اياد_نجم (هاشتاغ)       Ayad_Najm#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة الهويات
- في الوعي والمعنى
- حركة المسيح الاصلاحية
- الديانة الصابئية المندائية
- انا عبوة الديناميت
- نظرية في نشوء الدين


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد نجم - اوهام الوطن و الحدود