أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مقتطف -2- من - فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : -الماوية معادية للشيوعية - نموذجا -- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي -















المزيد.....



مقتطف -2- من - فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : -الماوية معادية للشيوعية - نموذجا -- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 13:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقتطف -2- من " فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : "الماوية معادية للشيوعية " نموذجا "- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة " حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي "

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 38 - 39 / أفريل 2020 )
ناظم الماوي

ملاحظة : الثلاثيّة بأكملها متوفّرة للتنزيل بنسخة بى دى أف من مكتبة الحوار المتمدّن .

فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية :
"الماوية معادية للشيوعية " نموذجا

...


كذب وتزوير فى الفصل الثالث : " الماوية ونظرية الحزب اللينيني"


9- فضح الكذب و التزوير بصدد " نظرية الصراع الخطّي معادية للماركسية – اللينينية "

الإستشهاد ( 21) و (32) بالصفحات 27 و32 :

" يقول ماو : " يوجد حاليّا فى حزبنا كثير من الأعضاء الذين ينتموه إليه من الناحية التنظيمية و ليس من الناحية الإيديولوجية …و هؤلاء الناس ينبغى علينا أن نتوحّد معهم و نربّيهم و نساعدهم ".

ورد هذا المقتطف بعد الفقرة التالية للخوجي :

" فالحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني بالنسبة له ليس الحزب الذي يضمّ خيرة عناصر الطبقة العاملة المتفانية فى خدمتها و المتشيّعة لإيديولوجيتها . بل هو حزب يضمّ فى صفوفه عناصرا طبقية مختلفة تمثّل مصالح مختلفة و متناقضة . لذلك ظلّ الحزب " الشيوعي" الصيني مرتعا للعناصر البرجوازية الصغيرة ".

و هاكم الآن النصّ الأصلي لماوتسى تونغ فى إطار معالجته لمسألة النضال ضد الإنعزالية فى صفوف الحزب ، تحت عنوان " تعزيز وحدة الحزب " ، قال :" إذا ما غيّر هؤلاء الناس [ من أخطؤوا] فيما بعد مواقفهم وإعترفوا بأنّهم أخطؤوا فى نعتهم و أنّه كان من غير الصحيح نعتكم بملك مملكة الإنتهازية ، إعتبروا الأمر منتهيا . لكن إذا رفض البعض منهم الإعتراف بخطئهم ، هل يجب الترقّب ؟ وجب ذلك. فبالوحدة نقصد التوحّد مع اولئك الذين لهم رؤى مختلفة عن رؤانا ، أولئك الذين يظهرون لنا الإحتقار ، الذين لا يحترموننا ، الذين فتّشوا لنا عن خصومات ، الذين ناضلوا ضدّنا أو إحتالوا علينا. أمّا الذين يشاطروننا نفس الرؤى و الذين إلتحقوا ، فمسألة الوحدة لا تطرح معهم. المشكلة هي أنّ نتّحد مع اولئك الذين لم يتحدوا معنا بعدُ، بصيغة أخرى ، أولئك الذين لا يشاطروننا الآراء أو الذين لهم عيوب خطيرة مثلا. يوجد الآن فى حزبنا عديد الأعضاء الذين ينتمون إليه تنظيميّا و لا ينتمون إليه إيديلوجيّا. يمكن ان يكونوا من الذين لم يناضلوا ضدّنا و لم يتخاصموا معنا، لكن بما أنّهم لم ينخرطوا بعد فى الحزب إيديولوجيّا، من الحتمي أنّهم لن يتصرّفوا بصورة صحيحة و أن تكون لديهم نواقص أو أن يـأتوا أفعالا تستحق اللوم ، هؤلاء الناس ينبغى علينا ان نتّحد معهم و نربّيهم و نساعدهم. مثلما قلت ذلك من قبل فيما يتعلّق بالرفاق الذين لهم عيوب أو الذين إرتكبوا أخطاء ، لا يجب علينا الإكتفاء برؤية ما إذا سيصحّحون أخطاءهم ، بل يجب ان نساعدهم على أن يصحّحوا مواقفهم. بكلمات أخرى ، لا بدّ من الإنتباه لهم و إعانتهم. إذا ما إكتفينا بالرؤية و بقينا مكتوفي الأيدي أمام ما سيتحوّلون إليه ، إذا قلنا مرحى ! حين يتطوّرون فى الطريق الصحيح و قلنا يا للخسارة! حين يتجهون وجهة خاطئة ، سيكون موقفنا موقفا إستكانيّا لا موقفت عمليّا. على الماركسيين أن يتّخذوا موقفا إيجابيّا فلا يكتفون بالملاحظة و إنّما عليهم أيضا أن يقدّمواالمساعدة ".

( ماو تسي تونغ، المجلّد الخامس من " مؤلّفات ماو تسي تونغ المختارة " ، صفحة 344 ، الطبعة الفرنسية )

لاحظوا انّ ماو هنا يتحدّث عن الرفاق الذين أخطؤوا و تحديدا أخطؤوا إيديولوجيا مثلما سنرى و لا يتحدّث عن "عناصر طبقية مختلفة تمثّل مصالح مختلفة و متناقضة " . فهذه " العناصر" طبعا من صنع خيال الخوجي المثالي، لا غير!

" يجب أن يضمّ الحزب عناصر الطبقة العاملة المتشيّعة لإيديولوجيتها " . فى العموم ، هذا صحيح إلاّ انّه هل يولد المرء " متشيّعا " لإيديولوجيا طبقة ما ؟ لا طبعا. تبنّى الإيديويلوجيا البروليتارية لا يتطلّب إستيعاب النظرية كتلخيص للممارسة البروليتارية السابقة فحسب بل يتطلّب أيضا المشاركة فى الممارسة الثورية و تغيير الواقع الموضوعي و الذاتي وهي محكّ الحقيقة و هذا ليس شأنا يسيرا حتى بالنسبة لأعضاء و كوادر الحزب الشيوعي المتفاوتين موضوعيّا و فعليّا فى الإستيعاب العلمي لعلم الثورة البروليتارية العالمية . فيوجد " متقدّمون" و " متوسّطون" كما يوجد " متأخّرون" نسبيّا حسب التحليل الملموس للواقع الملموس فى كلّ تنظيم حيّ مادي و ليس خيالي مثالي.

ثمّ إنّ " التشيّع " لإيديولوجيا الطبقة العاملة لا يمنع الرفاق من الخطإ و لا يمنع حتى الحزب كلّه من السقوط فى الخطإ. ذلك أنّ الإرادة وحدها لا تمنع من الخطإ و الإنحراف فالخطأ و الصواب مرتبطان بأكثر من عامل و من هذه العوامل الإمساك بالحقيقة ليس إمساكا ظاهريّا و لا إمساكا إحادي الجانب بل إمساكا ماديّا جدليّا شاملا وهو أمر غير يسير إذا أضفنا إليه تعقيدات الواقع و تداخل الظواهر و تطوّرها و فى إطار المجتمع الطبقي و الصراع الطبقي الوعي الطبقي و التحالفات و ميزان القوى و ما إلى ذلك ، كلّ هذا آخذين بعين الإعتبار النظرية الماركسية فى المعرفة و علاقة الممارسة بالنظرية و الذاتي بالموضوعي فى تعقيداتهم...

إلى هذا الحدّ نسأل هل أنّ إرادة الكيلاني الخوجي الظهور فى ثوب " ناقد " لماو تسى تونغ من وجهة نظر بروليتارية حالت دونه و السقوط فى أفظع أخطاء الإنتهازية و الدغمائية و الإرادية ؟ و الجواب بالتأكيد لا.

إنّ حزب الطبقة العاملة فى مجمله و عناصره مأخوذين كلّ على حدة ليسوا معصومين من الخطإ مثلما تلوّح بذلك المثالية الخوجية ، إنّهم يخطئون و ماو فى خطابه ذاك محقّ فى طرح الإشكالية و فى بسط كيفية حلّها : لا بدّ من تربية المخطئين من الرفاق و مساعدتهم على تجاوز اخطائهم لا الوقوف عند الإشارة إلى أين أخطؤوا فقط.

و الواقع يتحرّك ، يتطوّر بفعل ما يتضمنه من تناقضات فيفرز مشاكلا جديدة أبدا ، المشكل تلو الآخر، و ما أن نحلّ مشكلا حتى يظهر تناقض جديد و كي نفهم ما حصل و نغيّر الواقع و نحوّله تحويلا ثوريّا فى مصلحة البروليتاريا صوب الشيوعية، علينا أن نجد حلاّ لتناقضين يتعلقان بنظرية المعرفة :

1- التناقض بين ما يحدث موضوعيّا و مدى إنعكاسه بشكل صحيح فى أذهاننا.

2- التناقض بين إرادة التغيير و التصميم عليه و تحقيق ذلك فعليّا فى الواقع الحي النابض و الحافل بالتطوّر. هذان التناقضان لخّصهما ماو تسى تونغ فى " فى الممارسة العملية " - الموجّه أساسا ضد الدغمائية- فى ما أسماه سيرورتا المعرفة : من الممارسة إلى النظرية ثمّ من النظرية إلى الممارسة و هكذا دواليك نتحقّق من صحّة أفكارنا و ننمّيها و نوسّعها دوما فى سيرورة لولبيّة تصاعدية و نحقّق تغيير الواقع و فى الآن معا نغيّر ذواتنا كما قال ماركس.

و لا يعد هذا أن يكون جانبا من المسألة ، أمّا الجوانب الأخرى لمنشأ التناقضات فى الحزب و صراع الخطّين داخل الحزب الشيوعي و فى المجتمع الإشتراكي فليس هذا مجال معالجتها . و نكتفى هنا بأمرين إثنين هما: أوّلا الإشارة إلى مراجع مهمّة بهذا الصدد منها " نقد برنامج غوتا " لماركس ، و " الدولة و الثورة " للينين، و " تاريخ الحزب الشيوعي(البلشفي) للإتحاد السوفياتي " و عديد صراعات الخطين التى شهدها و " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين..." لجون دوبليه، دار الطليعة ، بيروت 1971، و " فى الردّ على الهجوم الدغمائي التحريفي ضد فكر ماو تسى تونغ" لج. وورن و " فى الردّ على حزب العمل الألباني "...و ثانيا، لفت نظر الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين إلى حقائق تفنّد فهمهم المثالي من تاريخ تطوّر تنظيماتهم هم بالذات فحزب العمّال شهد صراع خطين و إنقسم ( و حتى لاحقا شهد " الحزب الإشتراكي اليساري" صراع خطين و إنقسم ) و " الوطد" بدوره شهد صراع خطين فى أكثر من مناسبة و إنقسم مرّة فمرّة ليصبح عدة مجموعات متناحرة !!! و ثالثا، التأكيد انّ الصراع الطبقي العالمي دلّل على أنّه عندما تخسر البروليتاريا صراع الخطين فى صفوف الحزب الشيوعي يتحوّل الحزب إلى حزب برجوازي و هو ما حصل فعلا فى الإتحاد السوفياتي بعد وفاة ستالين و فى الصين إثر وفاة ماو و حتى على نطاق أوسع ، داخل الحركة الشيوعية العالمية و مآل الأممية الثانية أسطع مثال عالمي على ذلك !!!

و نعود إلى ماو فنقول إنّ ما قدّمه هو الفهم العلمي المادي الجدلي لمعالجة التناقضات غير العدائية بين الرفاق فى صفوف الحزب وهي تناقضات توجد من البداية إلى النهاية داخل الحزب بما أنّ التناقضات ، جدليّا، هي المولّدة لحركته و حياته أصلا مثلما هو الحال بالنسبة لكلّ شيء أو ظاهرة ( قانون التناقض قانون شامل) . و نعيدها ماو يتحدّث عن معالجة التناقض غير العدائي و لكن حينما يتمسّك الرفاق المخطئون بالخطّ و المواقف المناهضة للخط الثوري للحزب و الخادمة لمصالح طبقية معادية للبروليتاريا رغم ما بذل من جهد لضمّهم للخطّ الثوري البروليتاري حينئذ ، بعد فضح القادة العاملين ضد الخطّ العام للحزب و بعد عزلهم ، يقع طردهم فيتمّ بذلك تطهير الحزب و الحفاظ على وحدته الثورية على أساس فهم و وعي أرقى يحصلان بإشراك الرفاق و الجماهير فى نقد الخطّ البرجوازي عندما تبلغ الأخطاء درجة التبلور كخطّ متكامل متماسك ضد الحزب. و لن يتمّ طرد كافة المخطئين ، فقد يعزل المتعنّتون، امّا من يقدّمون نقدهم الذاتي أو الذين وقع التغرير بهم و أدركوا ما حصل و عادوا ليلتفّوا حول الخطّ الثوري البروليتاري داخل الحزب فلن يقع طردهم فمع الصراع معهم تمدّ لهم يد المساعدة ليتجاوزوا أخطاءهم نحو المزيد من الإلتحام بالإيديولوجيا البروليتارية .

هكذا تستعمل الجدلية فى التعامل مع الرفاق . الصراع نعم، الصراع مطلق نعم، و لكن لا ينبغى أن ننسى جانب الوحدة و إن كانت مؤقتة و عابرة ؛ و نسيان الوحدة يعدّ إنحرافا عن النظرة الجدلية و ترجمة لنظرة ميتافيزيقية مثالية إحادية الجانب ترى مظهرا واحدا من مظهري التناقض و لا ترى المظهر الآخر. و معا نلمس لمس اليد أنّ النظرة الخوجية ميتافيزيقية و مثالية إحادية الجانب حول الحزب " و الوحدة الصمّاء " التى تنكر التناقض/ صراع الخطين الموضوعي صلب الحزب و حول الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية بما هو ، حسب الخوجيين، " صراع طبقي " دون طبقات متناقضة و دون برجوازية. فى هذه النقطة كما فى الكثير من النقاط الأخرى ، بهجومهم على المادية الجدلية و التحليل الملموس للواقع الملموس للحزب الشيوعي و المجتمع الإشتراكي مثلما طوّرها ماو تسى تونغ ضمن نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، يحرّفون لينين حين قال " التطوّر هو " صراع " المتضادات " . ( المؤلفات الكاملة ، المجلّد 13، صفحة 301 ، الطبعة الروسية - ذكره ستالين فى " المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية " ، صفحة 23 ، طبعة دار دمشق)


الإستشهاد ( 22) بالصفحة 27 :

الكيلاني الخوجي : " و يضيف [ يقصد ماو] فى مكان آخر قائلا عند معالجته لقضيّة وانغ مينغ و لي ليسان : " إنّ المسألة الهامّة هي أنّ الأمرلا يتعلّق ببعض العناصر المعزولة و لكنّهما يمثلان جزء هاما من البرجوازية الصغيرة... إنّ حزبنا قد قبل أيضا فى صفوفه مثقفين و على عشرة ملايين عضو يوجد حوالي مليون من المثقّفين الصغار و المتوسّطين و الكبار. لا يمكن أن نقول إنّهم يمثّلون الإمبريالية و طبقة الملاكين العقّاريين و البرجوازية البيروقراطية اوز البرجوازية الوطنية بل من الصحيح وضعهم فى صفّ البرجوازية الصغيرة و أي جزء من البرجوازية الصغيرة يمثّلون؟ إنّه الجزء الذى يملك كمّية لا بأس بها من وسائل الإنتاج فى المدينة و الريف كالفلاحين الميسورين على سبيل المثال".

و يتّهم الخوجي ماو تسى تونغ بأنّ الحال لم " يستنفره " و أنّه لم يعمل على كسب البرجوازية الصغيرة " عن طريق تثويرها كفئة إجتماعية و تحويلها على أرضية البناء الإشتراكي ".

علاوة على حذف " خصوصا " بعد " يمثّلون " وهي كلمة لعمرى هامّة فى فهم من يمثّل الشخصان المذكوران بإعتبار أنّ البرجوازية الصغيرة لا تتشكّل من تلك الفئات المذكورة فحسب ، فما حذف بعد " الصغيرة " هو تفسير تلك الوضعية و تحديد مكوّنات الحزب ( و نحن نعلم أن شرح الظروف و التحليل الملموس للشيء لا يعنيان الدغمائيين فى شيء!) . ففى إطار الحديث عن التمييز بين التناقضات بيننا و بين الرفاق الذين أخطؤوا و بيننا من جهة و الأعداء الطبقيين من جهة أخرى ، فى الصفحة 346-347 من المجلّد الخامس من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة "( الطبعة الفرنسية ) ، كتب ماو :

" الصين بلد له برجوازية صغيرة كثيفة العدد و عناصرها المتذبذبة كثيرة. لنأخذ مثالا حال الفلاحين المتوسّطين المترفّهين. مثلما يمكن أن نلاحظ فى أيّة ثورة، إنّهم متذبذبون دائما و تنقصهم الصلابة، يمكن أن يتحمّسوا حدّ الهذيان او أن ييأسوا حدّ القنوط التام. أعينهم غالب الوقت، تكون على ملكيّتهم الصغيرة: حيوان أو حيوانات جرّ، عربة و أكثر بقليل من عشرة " موس" أرض . ينزعجون على الدوام لمصالحهم خوفا من ضياع ما لديهم. يختلفون عن الفلاحين الفقراء فالأخيرين يمثّلون 50% من سكّان الريف فى شمال البلاد و 70% فى الجنوب . و من ناحية تكوينه الإجتماعي ، يتكوّن حزبنا بالأساس من عمّال و فلاحين فقراء ، بصيغة أخرى، من بروليتاريين و أشباه بروليتاريين. وشبه البروليتاريا تنتمى أيضا إلى البرجوازية الصغيرة و لكنها أكثر إندفاعا من الفلاحين المتوسّطين. [ و يواصل " حزبنا قد قبل أيضا...] و بعد المرفّهين نقرأ: " هؤلاء المثقّفين أعضاء فى الحزب يتميّزون بالذاتية و بالإنعزالية على حدّ كبير. ما الذى يمكن أن يعنبيه أن ننتخب هذين الممثّلين لخطّ وانغ مينغ و خطّ لى ليسان ؟ هذا يعنى أنّنا نعامل الناس الذين يخطئون على المستوى الإيديولوجي بشكل مختلف عن المعادين للثورة و الإنشقاقيين ( مثل تشان توسيو، تشانك كوو- تاو، كاو كانغ و جاو تشو تشى) " ( التسطير من وضعنا) .

و فضلا عن كون " كسب البرجوازية الصغيرة " عن طريق تثويرها كفئة إجتماعية و تحويلها على أرضية البناء الإشتراكي" حسب الخوجي غير سليم جزئيّا إذ التثوير مثلما شدّد على ذلك لينين فى " مرض " اليسارية " الطفولي فى الشيوعية "، يتمّ أيضا على ارضية تثوير البنية الفوقية - الثورة الثقافية فى الصين الماوية - فإنّ الإتهام الأوّل بعدم الإستنفار باطل و الواقع يكذّب الإدعاءات الخوجية و ماو يتعامل مع الواقع بجدّية فهو ليس دغمائيّا إذ فسّر وجود ذلك العدد من المثقّفين بالواقع الموضوعي للصين. يبقى هل طرح تثوير هذا الواقع؟ طبعا ، دون ادنى شكّ، عمل على ذلك و لا يهدف التمييز بين ممثّلي الثورة و أعدائها إلاّ تسهيلا لتثوير البرجوازية الصغيرة عبر تربيتها و تدريبها . و هاكم ما قاله ماو تسى تونغ بعد صفحيتين أي بالصفحة 349 :

" إذا إتخذنا فى المؤتمر الثامن تجاه وانغ مينغ و لي ليسان نفس الموقف الذى إتخذناه فى المؤتمر السابع، فإنّ ذلك سيكون لصالح حزبنا و فى مصلحته: مهمّة تحويل البرجوازية الصغيرة الكثيفة العدد جدّا ،ستكون أسهل عبر البلاد بأسره ".( التسطير مضاف)

و عليه فإنّ إدعاء الكيلاني فى هذه المسألة أيضا مردود و عار من الصحّة و محض كذب.


الإستشهاد (23) بالصفحة 27:

كتب الكيلاني الخوجي : " ...بل جعل [ ويقصد ماو] الحزب " الشيوعي" الصيني منبرا لها و مدافعا عن مصالحها و ذلك بمنحها حقّ التمثيل الطبقي فى صلبه. و يتجلّى هذا فى مقولة له : " المشكل هو أنّ البرجوازية الصغيرة هامّة عدديّا فى مجتمعنا و أنّه يوجد عدد كبير من العناصر البرجوازية المتذبذبة ، المثقّفة. و كلّ هذه العناصر تنتظر ما سيكون مصير هذه الحالات النموذجية [ أي وانغ مينغ و لي ليسان ] فإذا رأت أنّ هتين الرايتين ما زالتا واقفتين فإنّها ستشعر بالطمأنينة و ستنام مرتاحة البال و ستعبّر عن بهجتها". ( أنور خوجا ، الصفحة 422-423 من " الإمبريالية و الثورة " ).

هنا ، إضافة إلى لفت الإنتباه على شطب التأكيد " جدّا " بعد " هامة " ما يؤثّر على الفهم الحقيقي لموقع البرجوازية الصغيرة إجتماعيّا إذ هي تمثّل أهمّ الطبقات عدديّا فى الصين ، و من يريد إغفال ذلك فهو يغفل الواقع بقوّة وجوده الدامغ و يقدّم ملاحظات و حلول دينية دغمائية ، و زيادة على ذلك ، نؤكّد أنّ الإطار الذى يندرج فيه كلام ماو هو التمييز بين خطإ الرفاق من جهة و المعادين للثورة من جهة ثانية و كيفية إستفادة الجماهير العريضة و الحزب الشيوعي من ذلك بهدف تحويل البرجوازية الصغيرة تحويلا ثوريّا.(راجعوا الإستشهاد السابق (22) والتعليق عليه).

و الآن أتى دور الفقرة كاملة ، كما هي فى الصفحة 348 من المجلّد الخامس ( الطبعة الفرنسية ) :

" فى بلادنا حيث البرجوازية الصغيرة كثيفة العدد جدّا ، يمثّلان رايتين. إذا إنتخبناهما ، سيقول العديد من الناس : الحزب الشيوعي يظهر معهما ، مع ذلك، صبرا، يفضّل أن يُبقي لهما على مقعدين راجيا أن يصلحا أخطاءهما. أن يصلحا أخطاءهما أم لا تلك مسألة اخرى قليلة الأهمّية ، لا تعنى سواهما. المشكل هو [ كما ورد سابقا ] " . و إن رأت أنّ هتين الرايتين ما زالتا واقفتين فإّناه ستشعر بالطمأنينة و ستنام مرتاحة البال و ستعبّر عن بهجتها...و لكن إذا أطحتم بهتين الرايتين سيتملّكها الفزع. لذلك ليست المسألة مسألة معرفة ما إذا سيصلح وانغ مينغ و لى ليسان نفسيهما أو لا، ليس هذا مهمّا ، ما يهمّ هو أنّ ملايين أعضاء حزبنا الذين هم من أصل برجوازي صغير و الذين لهم ميول للتذبذب خاصّة منهم المثقّفين يترقّبون ما سيكون الموقف الذى سنتّخذه تجاه وانغ مينغ و لى ليسان".

و الغاية كلّ الغاية ، بُعيد سطر أوردناه سابقا، صفحة 449، هي أن تصبح " مهمّة تحويل البرجوازية الصغيرة الكثيفة جدّا " " أسهل".

و إذن؟ ليس هناك ما يوحى بأنّ الحزب أصبح منبرا للبرجوازية الصغيرة، بل بالعكس ما سعى إليه الحزب الماوي هو تحويلها ثوريّا وهو يساعدها على تجاوز اخطائها " الإيديولوجية " تحديدا و لا يستعمل معها، طالما أنّها ( العناصر ذات الأصل البرجوازي الصغير) ليست لا " إنشقاقية " و لا " معادية للثورة " "( مثل تشان توشيو...) " سوى أسلوب الإقناع. و السلوك الماوي هذا لا يعنى و لو للحظة قبول مواقف طبقيّة برجوازية صغيرة داخل الحزب فهي موجودة موضوعيّا و لا يتعلّق الأمر بالقبول أم لا و الأهمّ أنّ ماو حاربها أينما وجدها، على أنّه كماركسي- لينيني أي نعم قبل بعناصر من أصل طبقي برجوازي صغير و لا تدافع عن مصالح طبقتها بل عن طموحات و مصالح البروليتاريا أساسا رغم ما يفرزه واقعها البرجوازي الصغير الموضوعي من تذبذب لا سيما لدى المثقّفين عمل الحزب الشيوعي أبدا على محاصرته كما يلزم . و طريقته فى ذلك كانت " تربية " تلك العناصر المتذبذبة و " مساعدتها على تجاوز أخطائها ". و نسأل المجموعات الخوجية الناقدة للماوية أن تمدّنا بحقيقة العناصر البرجوازية الصغيرة المنتمية إليها عددا و تأثيرا و ما الذى تقوم به لتثويرها إلخ لنقارن بينها و بين الحزب الشيوعي الصيني و حزب العمل الألباني!!!

و ما رأي الخوجيين لو عرضنا عليهم كلاما لمعلّمهم خوجا الدغمائي التحريفي مقتطف من كتاب " مع ستالين" ، طبعة بالفرنسية ، تنيرانا ، 1979، صفحة 64 :

" فى تلك المناسبة وصفت للرفيق ستالين بصورة عامّة التشكيلة الإجتماعية لشعبنا ". و" لهذا السبب ، قلت له، يمثّل الشيوعيون المنحدرون من فئات الفلاحين حاليّا الغالبية فى صفوف حزبنا..." ( التسطير مضاف ).

هكذا كانت تركيبة حزب العمل الألباني (1947) مشابهة إلى حدّ كبير لهيكلة الحزب الشيوعي الصيني فى بداية الخمسينات من القرن العشرين و يتجرّأ الخوجيون على مهاجمة ماو و نعته بمختلف أصناف التحريفية منكرين الواقع الموضوعي للصين و يقدحون فى ماو بينما يكيلون التمجيد لخوجا !!!

و الذى لا بدّ من الإشارة إليه مجدّدا هو أنّ الحزب الشيوعي إضطرّ، موضوعيّا إلى أن يلجأ إلى القبول فى صفوفه بعدد هام من الفلاحين الفقراء و المثقّفين - الأولين كطبقة مثّلوا القوّة الرئيسية للثورة الديمقراطية الجديدة المناهضة للإقطاع و الإمبريالية و الرأسمالية البيروقراطية/الكمبرادورية حين كانت الطبقة العاملة من خلال حزبها الشيوعي القوّة القيادية- علاوة على أهمّية هذه الطبقة عدديّا و ضرورة تحويلها ثوريّا، لأنّه كان عمليّا يحتاج لكي يمارس برنامجه خدمة للطبقة العاملة و الشعب المتكوّن فى غالبيته من الفلاحين و لكي يؤثّر فى البلاد كافة و فى المجتمع قاطبة ، كان عمليّا يحتاج إلى كوادر لا تعدّ بالمئات و لا بالآلاف المؤلّفة بل بالملايين ( 10 ملايين عضو آنذاك) فى بلد يعدّ أكثر من 500 مليون نسمة وقتذاك و لم يكن عدد البروليتاريين الصناعيين لا غالبيّا و لا كبيرا و إن كان البروليتاريون عبر حزبهم الشيوعي يقودون المجتمع و التحالف مع الفلاحين الفقراء أشباه البروليتاريين البرجوازيين الصغار الذين أضحى جزء كبير منهم ، أثناء حرب التحرير و إثرها، يملكون أرضا نتيجة للإصلاح الزراعي فى قواعد الإرتكاز و فى المناطق المحرّرة و فى النهاية عبر البلاد بأسرها.

و من هنا جاءت تلك السياسة إستجابة ضرورية موضوعية لمتطلّبات الواقع الصيني و قد نجح فيها الماويّون و الدليل الآخر على ذلك هو حصيلة ما حدث مع لي ليسان و وانغ مينغ كما وردت على لسان قائد الحزب الشيوعي الصيني سنة 1969 ( أفريل) ناقلا الواقع ، ضمن مداخلته أثناء الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي الصيني :

" إنعقد المؤتمر السابع فى يانان . وقد كان مؤتمر وحدة لأنّه وجدت حينذاك إنقسامات فى الحزب نشأت عن أخطاء تشوتشيو- باي ، لي ليسان و وانغ مينغ- خاصة خطّ وانغ مينغ . كان هناك من كانوا ضد أن ننتخب إلى اللجنة المركزية رفاق إتّبعوا خطّ وانغ مينغ . لم نكن موافقين على ذلك و أقنعنا النواب بإنتخاب مندوبيهم و النتيجة ؟ النتيجة كانت أنّ القليل منهم فقط لم يكونوا جيّدين. لقد هرب وانغ مينغ إلى الخارج ليقاتلنا. و لي ليسان ما كان جيّدا هو الآخر. تشانغ وان- تيان و وانغ تشيا - هسيانغ إقترفا أخطاء. لا يوجد إلاّ هؤلاء."

( " ماو يتحدّث إلى الشعب " نصوص قدّم لها ستوارد شرام، بالفرنسية ، نشر الصحافة الجامعية بفرنسا ، 1977، صفحة 271، التشديد مضاف).

بهذا الصدد طبّق ماو تسى تونغ المادية الجدلية التى تعلّمنا أنّ " إستخدام الطرق المختلفة لحلّ التناقضات المختلفة هو مبدأ يجب على الماركسيين- اللينينيين ان يراعوه مراعاة دقيقة ". أمّا أصحاب الجمود العقائدي فلا يراعون هذا المبدأ إذ أنهم لا يفهمون الفوارق بين الحالات الثورية المختلفة ، و بنتيجة ذلك لا يفهمون أنّه ينبغى اللجوء إلى طرق مختلفة فى سبيل حلّ التناقضات المختلفة ، بل يعتنقون بإنتظام صيغة واحدة يتخيّلون أنّها غير قابلة للتبدّل، و يطبقونها بصورة آلية على كلّ شيء ،الأمر الذى لا يؤدّى سوى إلى جلب النكسات على الثورة أو إلى إفساد قضيّة كانت تسير على ما يرام حتى ذلك الحين".

( المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماوتسى تونغ المختارة " ، الطبعة العربية ، الصفحة 468-469)

و إذا أراد الخوجيون الدغمائيّون التحريفيون مواصلة هجومهم على مثل هذا التكتيك الإستثنائي فعليهم بالتوجّه إلى لينين و ستالين بالنقد اللاذع نفسه الذى وجّهوه لماو تسى تونغ حيث أنّهما ، مثلا و ليس حصرا، أبقيا على تروتسكي فى المناصب القيادية العليا للحزب رغم أنّه إرتكب مرارا و تكرارا أخطاء خطيرة جدّا قبل الإلتحاق بالبلاشفة و بعد ذلك إلاّ إذا إدعى أتباع خوجا أنّ لينين و ستالين لم يفهما سياسات تروتسكي و خطّه الإنتهازي !!

مع الرفاق فى الحزب المنحدرين من البرجوازية الصغيرة ( و أبعد من ذلك المنحدرين من البروليتاريا و هم واقعون تحت تأثير الإيديولوجيا البرجوازية ) الذين أخطؤوا إيديولوجيا و طالما لم يتحوّلوا إلى معادين للثورة و الحزب فالأسلوب و الطريقة التى ينبغى إعتمادها ليست الطرد أو القوّة المسلّحة و إنّما النقد و النقد الذاتي ، الصراع و الوحدة معهم لمساعدتهم على تجاوز أخطائهم و عدم سلوك موقف المتفرّج إزاءهم.

ألا يعدّ هذا " تثويرها كفئة إجتماعية " ، تثوير لم يحدّد الكيلاني الخوجي كيفية إنجازه؟ و " التحويل على أرضية البناء الإشتراكي" بصدد الحصول آنذاك وهو مع ذلك إذا ما أخذناه وحده يعبّر عن نظرة ميكانيكية خوجية وغير كاف لينينيا و ماويا فعملية البناء الإشتراكي تتمّ على كلتا البنيتين التحتية و الفوقية ( ثورة ثقافية ) فى إرتباط عضوي و بتجاوز الملكية و الإنتاج الصغير الحجم الذى يفرز فى كلّ يوم و فى كلّ ساعة عناصر برجوازية رأسمالية كما قال لينين فى " مرض " اليسارية" الطفولي فى الشيوعية ". و فى الكتاب ذاته دعا لينين إلى تربية لا العناصر البرجوازية الصغيرة فحسب فى المجتمع الإشتراكي بل أكثر من ذلك - و لينتفض الخوجيون ما شاؤوا- العناصر البرجوازية و غيرها !


10- فضح الكذب و التزوير بصدد " الدور القيادي للحزب فى النظرية الماوية :
تقاسم القيادة مع الأحزاب البرجوازية "

الإستشهاد (27) بالصفحة 29 :

يقول الكيلاني الخوجي : " إنّ تخلّى ماو عن الدور القيادي للحزب لا يقف عند هذا الحدّ ، بل يتّعداه للدعوة إلى تقاسم هذا الدور مع الأحزاب البرجوازية فى قيادة البلاد. لم تكن التعدّدية وليدة " لتتفتّح مائة زهرة " ، بل هي متأصّلة فى فكره ، يقول : " تبقى المذاهب المختلفة موجودة طالما أنّ الطبقات تبقى موجودة ، و من الممكن أن يكون لمختلف تجمعات الطبقة الواحدة مذاهبها الخاصّة. و بما أنّ الإقطاع له مذهبه الإقطاعي و للبرجوازية مذهبها الرأسمالي ، و البوذيين لهم البوذية ، و للمسيحيين مسيحيتهم، و للفلاحين تعدّد الآلهة و بما أنّه فى السنين الأخيرة يوجد اناس يدعون للكمالية و للفاشية و للإحيائية و " نظرية التوزيع حسب العمل" ، لماذا لا يمكن للطبقة العاملة ان تكون لها شيوعيتها؟ بما أنّ " اليات" عديدة، لماذا ننادى عندما نرى شيوعية واحدة بتصفيتها ؟ و الصواب لا يجب تصفيتها، و من الأفضل الدخول فى مباراة، و إذا خسرت فيها الشيوعية ، نحن الشيوعيين نقبل بالهزيمة بصدر رحب ، لا بدّ أن تتمّ مراجعة هذه " النظرة الواحدة " فى أسرع وقت لأنّها مضادة للمبادئ الديمقراطية ".

أوّل ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ هذا المقتطف غير موجود - كما كتب الكيلاني الخوجي زورا - بالمجلّد الرابع صفحة 387 ذلك أنّ المقال الوارد بهذه الصفحة و غيرها من الصفحات التالية يُعنى بالإقتصاد و لا يحلّل جانب الحزب فى إرتباطه بالإيديولوجيات الأخرى! عثرنا على الكلام الذي يقصده الخوجي بالمجلّد الثاني ، صفحة 387 وقد خطّه ماو سنة 1940 ضمن " حول الديمقراطية الجديدة " أي قبل إنتصار حرب التحرير فما بالك بالمرحلة الإشتراكية !! الخوجيون لا يفرّقون بين مرحلتي الثورة الديمقراطية الجديدة/الوطنية الديمقراطية و الإشتراكية فى طبيعة الهدف و التحالفات و الإستراتيجيا و التكتيك...

هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، نفهم من السياق العام للنصّ أنّ النقاش يدور حول المرحلة الإنتقالية أي مرحلة الديمقراطية الجديدة السابقة للمرحلة الإشتراكية و الممهّدة لها فى الثورة الصينية - و من هنا عنوان " حول الديمقراطية الجديدة " بقيادة الطبقة العاملة ، و علاقة الشيوعيين بالإيديولوجيات الأخرى أثناءها . هذا علما و أنّه على عكس ما يريد الخوجي أن يبلغنا ، فى 8 مارس 1948 ، وهو تاريخ كتابة المقال الموثّق بالصفحة 387 من المجلّد الرابع الذى يتضمّن كتابات ماو إلى أواخر 1949 لا غير بينما آخر نصّ فى المجلّد الثاني تاريخه 1941 ، قلنا فى 8 مارس 1948 لم تنتصر الثورة الديمقراطية الجديدة بعدُ و لم تتأسّس بعد الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية كدولة عبر البلاد كافة سابقة للمرحلة الإشتراكية و ممهّدة لها ، فى ظلّ قيادة البروليتاريا.

و الإطار الذى تتنزّل فيه أسطر ماو تلك هو النقطة التاسعة من " حول الديمقراطية الجديدة " ( 1940) و المعنونة " دحض المتعنّتين" الذين يقولون " حسنا ، لقد أجلتم أيّها الشيوعيون ذلك النظام الإشتراكي إلى مرحلة تالية و أعلنتم ما يلى : " لماّ كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين فى الوقت الحاضر ، فإنّ حزبنا مستعدّ للنضال من أجل تحقيقها تحقيقا كاملا " ، إذن فأطووا شيوعيتكم مؤقتا. إنّ مثل هذه الأقوال تحت عنوان " المذهب الواحد " قد أصبحت صيحة جنونيّة ، وهي فى جوهرها ليست سوى صيحة المتعنّتين من أجل ممارسة تسلّطهم الرجوازي".

( المجلّد الثاني من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، صفحة 502-503، الطبعة الصينية باللغة العربية )

و" يصيحون تلك الصيحة العالية مطالبين ب"طي " الشيوعية و الواقع أن " طيّها " غير جائز ، لأنّها إذا طويت فعلا فستقع الصين مستعبدة على الفور. إنّ العالم جميعه اليوم يعتمد الشيوعية كمنقذة ، و كذلك الأمر بالنسبة على الصين اليوم" ( نفس المصدر ، صفحة 503) و يسترسل ماو قائلا:

" إنّ نظرية " المذهب الواحد " نظرية سخيفة ايضا. و طالما وجدت الطبقات ، فلا بدّ ان يكون لكلّ منها مذهب ، بل قد يكون لكلّ جماعة من جماعات الطبقة الواحدة مذهبها. و ما دام اليوم للطبقة الإقطاعية مذهب إقطاعي ، و للبرجوازية مذهب رأسمالي و ما دام بعض الناس قد نادوا ، فى هذه السنوات الأخيرة ،بالكمالية، و الفاشية، و الحياتية، و "مذهب لكلّ حسب عمله " و ما شابه ذلك. فلماذا لا يمكن إذن ان يكون للبروليتاريا شيوعيتها ؟ نقول بكلّ صراحة، إنّنا لن " نطوي" الشيوعية، فمن الأحرى أن ننظمّ مسابقة بيننا و بينكم؟ فإذا هزمتم الشيوعية فسنعترف نحن الشيوعيين بسوء حظّنا . أمّا إذا لم تهزموها " فلتطووا " انتم فى أسرع وقت ممكن ذلك السلوك الصادر عن " المذهب الواحد " و المخالف لمبدأ الديمقراطية ! " . ( المصدر السابق ، صفحة 504-505، التسطير مضاف)

ما قمنا بتسطيره هو ما أغفله الخوجي عمدا عامدا فهو لا يقوى على ذكر إنتصار ( و إن كان إمكانية ) للخطّ الإيديولوجي و السياسي للحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ فما بالك بذكر إنتصار فعلي حصل على أرض الواقع حيث تمكّنت الشيوعية من أن تصبح قائدة للثورة الديمقراطية الجديدة و أكثر من ذلك حقّقت الظفر (1949 ) و مهّدت للمرحلة الإشتراكية ثمّ و منذ أواسط الخمسينات ، شرعت فى الثورة الإشتراكية و ولجت المرحلة الإشتراكية من الباب الواسع فى ظلّ قيادة البروليتاريا. فأين هو " تخلّى ماو عن الدور القيادي للحزب " ؟ و أين هي " الدعوة إلى تقاسم هذا الدور مع الأحزاب البرجوازية فى قيادة البلاد " ؟ لا وجود لها إلاّ فى رأس الخوجي فالقضيّة كلّ القضيّة ، زيادة على ما تقدّم ، تكمن فى معالجة الجبهة المتحدة ضد اليابان ونعيدها جبهة متحدة ضد الغزاة اليابانيين.

يقول ماو : " و يعرف الجميع أنّ الحزب الشيوعي قد وضع، فيما يتعلّق بالنظام الإجتماعي، منهاجا للحاضر و منهاجا للمستقبل، أي منهاجا أدنى و منهاجا أقصى. الديمقراطية الجديدة فى الفترة الحالية ، و الإشتراكية فى المستقبل، هذان جزءا ن من الكلّ العضوي يسترشدان بالنظام الإيديولولجي الشيوعي الكامل. و إنّ منهاج الحزب الشيوعي الأدنى يتماثل بصورة أساسية مع القواعد السياسية لمبادئ الشعب الثلاثة ، و لمجرّد هذا التماثل راحوا يصيحون بجنون ب "طي" الشيوعية ، أفليس ذلك منتهى السخافة ؟ و هذا التماثل وحده يوفّر لنا نحن الشيوعيين إمكانية الإعتراف ب " مبادئ الشعب الثلاثة كقاعدة سياسية للجبهة المتحدة ضد اليابان". و يستطرد بعد بضعة أسطر : " إنّ نكران الشيوعية يعنى ، فى الحقيقة ، نكران الجبهة المتحدة " .( التسطير مضاف)


و الآن هل الجبهة المتحدة تقاسم للسلطة و تخلّى عن الدور القيادي للحزب الشيوعي؟ بالتأكيد لا! نظريّا و عمليّا قيادة الحزب الشيوعي الصيني للثورة وضعها ماو تسى تونغ شرطا لنجاح الثورة الديمقراطية الجديدة وهو موقف متأصّل فى فكره ، لم يتزحزح عنه البتّة. و فوق ذلك كرّسه عمليّا بأن صارع و رفاقه من أجل جعل الشيوعية تقود الثورة فى مرحلتها الأولى و فى مرحلتها الثانية و يشهد التاريخ على ذلك النجاح. و مسألة القيادة ليست مسألة نظرية فحسب بل مسألة صراع طبقي محتدم على البروليتاريا خوضه بإقدام لكسب ذلك الموقع المحدّد فى نجاح أو فشل الثورة . ليس مجرّد قول بل معركة ضارية و شرسة على أرض الواقع فى المجالات كافة خرج منها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ مظفّرا محرزا دولة جديدة هي دولة الديمقراطية الجديدة بقيادة الطبقة العاملة من خلال حزبها. هذا ما أنجزه الحزب الشيوعي الصيني وهو مفخرة له و لكافة الشيوعيين الحقيقيين فى العالم و درسا لهم منهم يتعلّمون و يستخلصون الدروس و العبر ، أمّا الخوجيون المثاليون ناكرو الواقع و التاريخ فليشربوا البحر!

و الدولة الصينية الجديدة التى أعلنت سنة 1949 - جمهورية الصين الشعبية - هل وقع فيها تقاسم للسلطة و تخلّى عن قيادة الحزب الشيوعي الصيني؟ الجواب عن هذا السؤال جوابا شافيا نقدّمه فى مقتطف من " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " المؤرّخ فى 1949 ، فى الذكرى 28 لتأسيس الحزب ، قبل الإنتصار عبر البلاد كلّها بأشهر قليلة ":

" الشعب فى الصين فى المرحلة الراهنة هو الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و البرجوازية الصغيرة فى المدن و البرجوازية الوطنية. و تحت قيادة الطبقة العاملة و الحزب الشيوعي تتّحد هذه الطبقات و تنشئ دولتها و تنتخب حكومتها و تمارس الدكتاتورية و الإستبداد على خدم الإمبريالية أي على طبقة ملاك الأراضي و البرجوازية البيروقراطية و كذلك على رجعيي الكومنتانغ و شركائهم الذين يمثّلون هاتين الطبقتين، و تضطهدهم ، تسمح لهم فقط بحسن السلوك و لا تسمح لهم أبدا بأن يعربدوا فى الكلام أو العمل . و إذا عربدوا فى الكلام و العمل يقمعون و يعاقبون فورا. إنّ الديمقراطية تمارس داخل صفوف الشعب ن فيتمتّع الشعب بحرّية الكلام و الإجتماع و تأسيس الجمعيّات ... إلخ وحقّ التصويت يمنح للشعب دون الرجعيين فمن جهة ، ديمقراطية للشعب ، و من جهة أخرى ، دكتاتورية على الرجعيين، و يكوّن هذان الوجهان بترابطهما الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية ".

( المجلّد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، صفحة 528، الطبعة العربية ).

فى 1949، تلك كانت الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تقودها البروليتاريا بمشاركة الطبقات الشعبية - و لا وجود لتقاسم قيادة فى الصين و لا فى ألبانيا حيث جرى تشريك قوى غير بروليتارية فى الدولة - و صارت " الإشتراكية فى المستقبل" قريبة المنال، بعد إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة و قد أمسكت البروليتاريا و حلفاؤها ، و البروليتاريا فى موقع القيادة، بزمام دولة تمهّد للإشتراكية كمرحلة تالية و المرحلتان كما قال ماو أعلاه " جزءان من الكلّ العضوي يسترشدان بالنظام الإيديولوجي الشيوعي الكامل ".

و حتى فى ظلّ الإشتراكية و قيادة الطبقة العاملة لدولة دكتاتورية البروليتاريا ، هل قضت التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية على وجود الآراء و المذاهب المختلفة و" المباراة " بالمعنى الماوي أي الصراع من أجل الهيمنة و السيطرة و القيادة إيديولوجيا ؟ فى ضوء تلك التجارب ، بإمكاننا القطع بأنّ ذلك لم يحدث فى الإتحاد السوفياتي فى ظلّ قيادة لينين و ستالين ولا فى الصين فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ و لا فى أيةّ تجربة إشتراكية أخرى. المجتمع الإشتراكي مجتمع طبقي ويعدّ وجود الطبقات المتناقضة و حتى المتناحرة و الصراع الطبقي و الملكية الجماعية التى لم تبلغ حدّ ملكيّة الشعب بأسره و " الحقّ البرجوازي" ... هي الأساس المادي لوجود الأفكار المختلفة و ماو تسى تونغ بما أنّه مادي جدلي ،إعترف بذلك الواقع الموضوعي و لكنّه لم يقف مكتوف الأيدي و إنّما إجتهد فى جعل الشيوعية تنتصر على الإيديولوجيات الأخرى و أسطع دليل على ذلك هو " الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" ( 1966-1976) و نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا التى تعتبر أهمّ مساهمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطويرالماركسية-اللينينية على الإطلاق .

و الخوجيون لا يرون فى الوجود الموضوعي للأفكار المختلفة إلاّ بقايا مجتمع رأسمالي هزم نهائيّا ( الثورة حلّ التناقض نهائيّا حسب الخوجيين) ، أساسها وراثة أكثر منها نتاج علاقات إنتاج و علاقات إجتماعية رأسمالية مرتبطة بالوجود الموضوعي للبرجوازية الجديدة ، البرجوازية بشكل أو أشكال أخرى تفرزها حركة تناقضات المجتمع الإشتراكي ببنيته التحتية و بنيته الفوقية اللتان يتصارعان فيهما الطريق الرأسمالي و الطريق الإشتراكي لا سيما و بالأساس فى صلب الحزب الشيوعي و الدولة الإشتراكية و إمكانية الردّة إلى الرأسمالية ليست واردة فحسب و إنّما تحقّقت فعلا فى جميع البلدان الإشتراكية سابقا.

و لينين ذاته لم يكن ضد فكرة الصراع الإيديولوجي بحثا عن تعزيز مواقع المادية الجدلية و النظرة البروليتارية للعالم و إلحاق الهزيمة تلو الهزيمة بالرؤى الميتافيزيقية و محاصرتها بإستمرار و أكثر من ذلك - و تصوّروا وجه الخوجيين عند قراءة الحقيقة الآتى ذكرها - لم يلغ لينين وجود الأحزاب الأخرى إلاّ تلك التى عملت على الإطاحة بسلطة العمّال و الفلاحين ( و نشدّد على ذلك : سلطة العمّال و الفلاحين كشكل من أشكال دكتاتورية البروليتاريا و تحالف ضروري للثورة دونه ما كانت لتكون ذلك أنّ كلّ ثورة تستدعي تحالفات طبقيّة و لا تنجزها طبقة بمفردها و إن كانت تقودها. هذا ما يعلّمنا إيّاه تاريخ الثورات البروليتارية و حتى البرجوازية أمّا من يبحث عن دولة عمّال لا غير فى الصين أو فى الإتحاد السوفياتي فلن يعثر عليها فى الواقع بإعتبار أنّها ساكنة فى خياله الدغمائي ليس إلاّ. و للتاريخ فى ذلك قول فصل بالخصوص فيما يتّصل بالإشتراكيين الثوريين بُعيد ثورة أكتوبر العظيمة فلينين دعا الإشتراكيين الثوريين إلى تكوين حكومة إئتلافية- فى فترة محدّدة - و تعامل معهم بديمقراطية داخل السوفياتات و حتى السوفيات الأعلى... فليوجّه الخوجيون نيرانهم بوضوح و دون مراوغات إلى لينين الذى و يا للهول صرّح بما يبدو أخطر من ذلك بكثير فى " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي "( صفحة 51، الطبعة العربية لدار التقدّم موسكو) : " إنّ حرمان البرجوازية من الحقوق الإنتخابية لا يشكّل ، كما سبق و أشرت ، سمة لازمة لا غنى عنها لديكتاتورية البروليتاريا."

وليعلم من يهمّه الأمر أنّ المذاهب المتباينة و الإيديولوجيات المتناقضة عدائيّا لا تزول قبل زوال الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و من ثم إضمحلال الدولة و الأحزاب فتسود الأفكار الشيوعية ، مع ظهور إختلافات فى الآراء لا تبلغ حدّ العدائية الطبقية ، المستندة إلى أسلوب الإنتاج الشيوعي و العلاقات الإجتماعية الشيوعية. و خلاف ذلك ليس مادية جدلية بل مثالية ميتافيزيقية.


الإستشهاد (28) بالصفحة 29:

يتّهم الخوجي ماو بأنّه : " يدعو لديمقراطية تتقاسم فيها جميع الطبقات الأدوار" ثمّ يستطرد : " يقول ماو جوابا على سؤال طرحه عليه صديقه الحميم الصحفي الأمريكي " إدغار سنو " عمّا إذا كان افضل أن تتواجد أحزاب عديدة لقيادة البلاد على غرار ما هو موجود فى " البلدان الديمقراطية ": " إنّه من المفيد أن توجد احزاب عدّة حسبما يبدو لنا. هكذا كان فى الماضي و من الضروري أو من الواجب ) ان يكون ذلك فى المستقبل ، إنّه التعايش و المراقبة المشتركة على أمد طويل "( أنور خوجا ، الصفحة 431 من " الإمبريالية و الثورة " ) .

لقد وردت أفكار ماو هذه لا إجابة على سؤال الصحفي الأمريكي " عمّا إذا كان أفضل أن تتواجد احزاب عديدة لقيادة البلاد على غرار ما هو موجود فى " البلدان الديمقراطية " ( و بالتالى ليست ضمن حوار مع الصحفي الأمريكي إدغار سنو! ) ، بل فى المجلّد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ( الطبعة الفرنسية ) ، صفحة 319 و تتنزّل فى إطار خطاب فى إجتماع موسّع للمكتب السياسي للجنة المركزية ، سنة 1956. تفوّه ماو بالضبط بالآتى ذكره :

" هل من الأفضل عموما ، أن يكون لنا حزب أم عدّة أحزاب ؟ من المستحسن أن تكون لنا عدّة احزاب حسب ما يبدو لنا. هكذا كان الأمر فى الماضي و يمكن ان يكون كذلك فى المستقبل ، إنّه التعايش على امد طويل و المراقبة المشتركة " . ( أفريل 1956- التسطير مضاف)

إلى جانب ذلك ، وقع تعويض " يمكن أن يكون " ب" ضروري أو من الواجب " و إنّنا لنستطيع و تستطيعون فهم البون الشاسع بين الإمكان و الضرورة و أيضا بين كلمة " المستحسن" و الكلمة التى حلّت محلّها " المفيد "!

و إجابة على إتّهام " ديمقراطية تتقاسم فيها جميع الطبقات الأدوار" ( لاحظوا "جميع " الطبقات يقول الخوجي ، لا طبقات معيّنة وهو تكتيك إنتهازي يقدّم الأشياء بإطلاقية مثالية لا أغرب منها على الماركسية و بتهويل هو أيضا مثالي إستعمل كذلك عند الحديث عن صراع الخطين الذي يستحيل عند الخوجيين إلى " صراع الخطوط " ) لندع ماو يتكلّم و لننصت إليه فى الصفحات 319-320-321 من المجلّد الخامس، فى مقال " العشر علاقات الكبرى" ، الفقرة السابعة و عنوانها " الحزب الشيوعي و الأحزاب غير الشيوعية " :

" فى بلادنا ، لا تزال توجد عدّة أحزاب ديمقراطية أسّست خلال حرب المقاومة ضد اليابان و النضال ضد تشان كاي تشاك، و التى هي مكوّنة أساسا من عناصر برجوازية وطنية و من مثقّفيها . فى هذا الشأن ، تختلف بلادنا عن الإتحاد السوفياتي. أبقينا على الأحزاب الديمقراطية سامحين لها بإمكانية التعبير و مستعملين إزاءها سياسة الوحدة و الصراع..."[ التسطير مضاف ] و فى الفقر ة الموالية : " بما أنّ الطبقات و الصراع الطبقي لا يزالان مجودين فى الصين ، لا يمكن إلاّ أن توجد معارضة بشكل أو آخر. و رغم أنّ الأحزاب الديمقراطية و الشخصيّات الديمقراطية غير المنتمية إلى أحزاب معيّنة ، صرّحت بقبول قيادة الحزب الشيوعي الصيني ، فإنّ عددا من الناس فى صفوف هذه الأحزاب و ضمن هذه الشخصيّات هي بالفعل بدرجة ما فى المعارضة..." [ التسطير مضاف] وفى الفقرة التالية : "الحزب الشيوعي و الأحزاب الديمقراطية هي جميعا نتاج تاريخي و كلّ نتاج تاريخي يجب أن يضمحلّ فى سيرورة التاريخ. هكذا فى يوم ما سيضمحلّ الحزب الشيوعي، شأنه شأن الأحزاب الديمقراطية . و هل سيكون ذلك محزنا ؟ لا. أعتقد أنّنا سنكون فى غاية الرضا إذا لم نعد نحتاج فى يوم من الأيّام إلى حزب شيوعي و لا إلى دكتاتورية البروليتاريا ، أرى أنّ ذلك سيكون بالفعل جيّدا فمهمّتنا تتمثّل بالضبط فى الإسراع بإضمحلالهما. هذه وجهة نظر عبّرنا عنها فى عدّة مناسبات. لكن حاليّا ، حزب البروليتاريا و دكتاتورية البروليتاريا هما ضروريّان تماما و يجب مواصلة تعزيزهما و إلاّ لن يكون ممكنا قمع المعادين للثورة و مقاومة الإمبريالية و لن يكون ممكنا بناء الإشتراكية و لا توطيدها حين نكون قد شيّدناها. نظرية لينين حول حزب البروليتاريا و دكتاتورية البروليتاريا ليست البتّة "غير صالحة "مثلما يدّعى البعض. هذه الدكتاتورية لا يمكن ممارستها دون إكراه قويّ ."( التسطيرمن وضعنا)

لعلّكم لاحظتم معنا تشديد ماو على الإختلاف التاريخي بين الصين و الإتحاد السوفياتي فى السيرورتين الثوريتين و إفرازاتهما ( ديمقراطية جديدة فى المرحلة الأولى فى الصين المستعمرة و شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية و ديمقراطية برجوازية فى بلد رأسمالي إمبريالي) بينما ينكر الدغمائيون ذلك و يعقدون مقارنات لا تصحّ علميّا و ينكرون الأمر الجوهري فى حديث ماو ألا وهو قيادة الحزب الشيوعي الصيني و ليس تقاسم القيادة و ممارسة دكتاتورية البروليتاريا و قمع المعادين للثورة و لا حديث عن " جميع الطبقات "، واضعا هدفا له الشيوعية عبر بناء الإشتراكية و توطيدها ثمّ المجتمع الخالى من الطبقات و بالتالى من الدول و الأحزاب !!

و فضلا عن ذلك ، ما الضرر الذى يلحق الحركة الشيوعية إن تمكّن الحزب الشيوعي الصيني من أن يفرض فرضا على الأحزاب الديمقراطية هناك أن " تصرّح بقبول قيادة الحزب الشيوعي" مع الوعي التام لوجود عناصر فى صفوفها " بدرجة ما فى المعارضة " ؟ ( و طبعا لا وجود لتقاسم للسلطة هنا ) أم أنّ الخوجيين يرفضون الواقع و يتمنّون محوه ليصحّ ما يزعمون ؟!

و ماو فوق ذلك ، يدعو إلى ممارسة دكتاتورية البروليتاريا و توطيدها. على من ستمارس هذه الدكتاتورية إن لم تكن على " المعادين للثورة " من البرجوازيين والحال أنّ " التناقض الرئيسي بين الطبقة العاملة والبرجوازية الوطنية " ؟

( ماو تسى تونغ، المجلّد الخامس ، صفحة 80 ، بتاريخ 6 جوان 1952 و الإستشهاد * ، بالصفحة 6 من " الماوية معادية للشيوعية " ).

و من المعلوم أن كلمات ماو تلك صدرت فى أفريل 1956 و فى الوقت الذى كان ماو تسى تونغ يدافع عن الحزب اللينيني و عن دكتاتورية البروليتاريا ، كان التحريفيون السوفيات و من لفّ لفّهم من الأحزاب الشيوعية الأوروبية و غير الأوروربية يروّجون للمقولات التحريفية : " حزب الشعب بأسره " و " دولة الشعب بأسره " و سواها ، بعد المؤتمر العشرين للحزب السوفياتي السيئ الصيت ، علما و أنّ الخوجيين سيستقون الكثير و الكثير من الأفكار و المواقف التحريفية السوفياتية - و حتى التحريفية الصينية- ليستعملونها ضد ماو تسى تونغ.


11- فضح الكذب و التزوير بصدد علاقة الجيش بالحزب

الإستشهاد 30 ، بالصفحة 30 :

حسب الكيلاني : " يقول ماو : على كلّ شيوعي أن يقتنع بهذه الحقيقة ، أنّ السلطة فى فوّهات البنادق و مبدؤنا هو الحزب يقود البنادق و من غير المقبول أن تقود البنادق الحزب. فى حين أنّه عندما تكون عندنا البنادق بإمكاننا بالفعل أن نبعث تنظيمات للحزب. و هذا ما وقع فى الصين الشمالية فجيش الطريق الثامن بعث منظّمة قويّة للحزب و بإمكاننا كذلك أن نربّي الكوادر و نبعث المدارس و نطوّر الزراعة و ننظّم الحركات الجماهيرية: إنّ كلّ ما هو موجود فى يانان مردّه البنادق . بالبندقيّة بإمكاننا الحصول على كلّ شيء ". ( و فى فهرس المراجع 30، ماو ، الأعمال المختارة ، الطبعة الفرنسية- دون تحديد كلّ من المجلّد المعنيّ و الصفحة !! )

بعد أن نحدّد نحن المرجع الصحيح ، الصفحة 241 من المجلّد الثاني من الطبعة الفرنسية ، بتاريخ 6-11-1938 ، نقول معلّقين على التعريب بأنّه إضافة إلى ترجمة خاطئة تماما إذ وضع الخوجي زراعة مكان ثقافة و حذف ما رآه أمرا مزعجا فقبل " فى حين أنّه عندما " وقع إسقاط مفردة فرنسية معناها " إلاّ أنّه " وهي تفيد الإستطراد بمعنى انّ المبدأ العام هو " الحزب يقود البنادق" فى عامة الأحوال / مبدأ و الإستطراد يبيّن العلاقة بين الحزب و الجيش فى جانب آخر خاص بإستراتيجيا حرب الشعب فى الصين حيث مهمّة الجيش الأحمر الصيني الذى بناه و قاده الحزب الشيوعي الصيني منذ 1924 أي بعد ثلاث سنوات من تأسيسه لم تكن القتال فقط ( و إن كان المهمّة المركزية ) بل كانت أوسع من ذلك : الدعاية و التحريض و تنظيم صفوف الشعب تبعا لإستراتيجيا حرب الشعب و شيئا فشيئا تشييد سلطة دولة جديدة ( و الدولة ماركسيّا عنصرها الرئيسي هو الجيش) دولة الديمقراطية الجديدة " فالحرب هي الشكل الرئيسي للنضال فى الصين ، كما أنّ الجيش هو الشكل الرئيسي للتنظيم ".

( ماو ، صفحة 305 من المجلّد الثاني من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الطبعة العربية ) وهو ذات رأي ستالين مثلما رأينا و سنرى.

ولكن قبل المزيد من النقاش، لنطّلع معا على النصّ الأصلي بالطبعة العربية من" مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة "، المجلّد الثاني ، صفحة 311-312 : " و على كلّ شيوعي أن يدرك هذه الحقيقة : " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية ". إنّ مبدأنا هو أنّ الحزب يوجه البنادق ،و لن نسمح للبنادق أبدا بأن توجه الحزب إلاّ أنّه بإمتلاك البنادق يمكننا حقّا أن ننشأ منظّمات حزبية ، و قد أنشأ الجيش الثامن منظمات حزبية قويّة فى شمالي الصين. و يمكننا كذلك بإمتلاك البنادق أن نربّي الكوادر و ننشئ المدارس و نخلق الثقافة و ننظّم الحركات الجماهيرية ، و كلّ ما هو موجود فى يانان قد أنشأ بواسطة البنادق. إنّ كلّ شيء يمكن أن ينبع من فوهة البندقية. و يعتبر الجيش ، حسب النظرية الماركسية حول الدولة، العنصر الرئيسي فى سلطة الدولة. فكلّ من يريد الإستيلاء على سلطة الدولة و المحافظة عليها، لا بدّ أن يكون لديه جيش قويّ. إنّ بعض الناس يسمّوننا بسخرية أنصار" نظرية قدرة الحرب على كلّ شيء"[ و كأنّ ماو يردّ على الخوجيين جميعا ! ]، نعم ، إنّنا أنصار نظرية قدرة الحرب الثورية على كلّ شيء ، و هذا ليس شيئا سيّئا ، و إنّما هو شيء حسن ، ماركسي. إنّ بنادق الحزب الشيوعي الروسي قد خلقت الإشتراكية. و نحن نريد خلق جمهورية ديمقراطية. و تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية تعلمنا بأنّ الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين و ملاك الأراضى المسلّحين إلاّ بقوّة البنادق. و بهذا المعنى ، يمكننا أن نقول إنّه لا يمكن إصلاح العالم كلّه إلاّ بالبنادق. و نحن من دعاة القضاء على الحرب، و لسنا نريد الحرب، إلاّ أنّه من غير الممكن القضاء على الحرب إلاّ بواسطة الحرب، و فى سبيل القضاء على البنادق يجب علينا أن نحمل البنادق".( التسطير مضاف)

هذا كلام ماو تسى تونغ و هذه أمثلته الملموسة و نقصد " بنادق الحزب الشيوعي الروسي" و " تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية " ، فأين هي " التناقضات الصارخة " و " البندقية تصنع و تقود [ لاحظوا حقن الخوجي الجملة من عنده ب" تقود " ] كلّ شيء" ؟ و كيف توصّل إلى إستنتاج لا وجود له إلاّ فى خياله المريض بأنّه " يتضح بما لا يترك مجالا للشكّ أنّ التأكيد المبدئي لم يكن سوى غطاء لشعار " البندقية تمكننا من كلّ شيء " و " الجيش هو كلّ شيء " [ " الجيش هو كلّ شيء " يلصق بكلمات ماو على أنّه شعار آخر له و الواقع أنّه من إختراع الخوجيّ]" ؟

و الكيلاني الخوجي ينسى أو يتناسى انّ ستالين فى مقاله الشهير للغاية " آفاق الثورة فى الصين" و الذى تجنّبه الخوجي تجنّب المرء للطاعون لأنّه يفضح الخوجيين و يعرّى الحقيقة التى يجحدون ، أشار فى 30 نوفمبر 1926 إلى أنّ " فى السابق، فى القرن 18و 19، كانت الثورات تتمّ بصفة عامّة ، بإنتفاضة الشعب الذى هو فى غالبيته دون سلاح أو هو قليل التسلّح و الذى كان يواجه جيشا من النمط القديم كان هذا الشعب يسعى إلى حلّه أو على الأقلّ إلى كسب جزء منه إلى جانبه. هذا هو الشكل الخاص بالإنفجارات الثورية فى الماضى. و الشيء ذاته حصل فى روسيا 1905. فى الصين ، أخذت الأشياء منحى آخر. فى الصين ، لا تواجه فيالق الحكومة شعبا أعزل بل شعبا مسلّحا، يعنى الجيش الثوري. فى الصين الثورة المسلّحة تقاتل الثورة المضادة المسلّحة. هذه هي إحدى خصوصيات و ميزات الثورة الصينية ..." ( التسطير مضاف)

و يستطرد : " حسنا الآن، من ذلك يستنتج أنّه على الشيوعيين أن يضاعفوا إلى أقصى حدّ العمل السياسي داخل الجيش و أن يتوصّلوا إلى أن يصير الحامل الحقيقي و المثالي لأفكار الثورة الصينية... و ثانيا ، على الثوريين الصينيين ، و من ضمنهم الشيوعيين ، أن يعملوا ، بكلّ ما فى وسعهم من جهد على دراسة الفنّ العسكري". ( التسطير مضاف)

أكيد ان الخوجيين و قد قرأوا هذه الأسطر لستالين ، سيضربون الأرض بأقدامهم مردّدين : لا ! لا! لا! " الجيش الحامل الحقيقي و المثالي لأفكار الثورة الصينية " ! لا! لا! لا! حتى ستالين ماوي! لا! لا! لا!

إن ماو لم يستوعب ملاحظات ستالين إيّاها فحسب بل عمل جاهدا على تعميقها و تخصيصها على واقع شعبه المعيش و الذى كان هو نفسه يعاينه من قريب و عن كثب ف " حمل أفكار الثورة الصينية " كمقولة صحيحة ، اضحت لدى ماو بالملموس الدعاية و التحريض و تنظيم صفوف الشعب حول حرب الشعب و البرنامج الإستراتيجي و التكتيكي للحزب الشيوعي الصيني مع الأخذ بعين النظر خصوصيات الصين و مميّزاتها و على رأسها حسب ستالين أنّ" الثورة المسلّحة تقاتل الثورة المضادة المسلّحة " ؛ و غدت " دراسة الفنّ العسكري" مؤلفات لامعة خطّها ماو و عناوينها " حول الحرب الطويلة الأمد " و " قضايا الإستراتيجيا فى حرب العصايبات المناهضة لليابان" و " دور الحزب الشيوعي الصيني فى الحرب الوطنية " و " قضايا الحرب و الإستراتيجيا "... وهي مؤلفات نظرية لم تسمح بإنارة طريق الإنتصار للثورة الصينية فقط بل مهّدت الطريق لإنتصار ثورات أخرى من بعدها ؛ وعمقت هذه الدراسات و المؤلفات البحث فى الفنّ العسكري و طوّرت النظرية العسكرية البروليتارية تطويرا خلاّقا بناء على خصوصيّات الصين و ميزاتها و الممارسة الجديدة للثورة فى الصين حيث " أخذت الأشياء منحى آخر" وفق ستالين.

بإختصار، أدرك ستالين خصوصيات الثورة الصينية و مميزاتها و حدّد مهاما عامة للشيوعيين إضطلع بها و طوّرها ماو و رفاقه بتخصيص و دقّة و واقعية و على أفضل وجه ما مكّنهم من الظفر سنة 1949 ؛ و الخوجي أدار ظهره للحقيقة و الواقع الموضوعي و فرض على القائد البروليتاري الصيني ما لم ينطق به و بعد كلّ ذلك يدّعى أنّه ماركسي بل و ماركسي- لينيني فيا للمهزلة !


الإستشهاد 31 ، بالصفحة 31 :

" يقول ماو فى تعرّضه لدور الجيش : " على كلّ كوادر الجيش أن يكونوا قادرين على قيادة العمّال و على تنظيم النقابات و على تعبئة و تنظيم الشبيبة و على التوحد مع كوادر الجهات المحرّرة حديثا و تثقيفهم و على إدارة الصناعة و التجارة و المدارس و الصحف ووكالات الأنباء و محطّات الإرسال الإذاعي و على العناية بالشؤون الخارجية و على تسوية المشاكل المتعلّقة بالأحزاب الديمقراطية و التنظيمات الجماهيرية و على تنسيق العلاقة بين المدينة و الريف و على حلّ مشاكل التغذية و التموين بالفحم الحجري و المواد الضرورية و كذلك تسوية المسائل النقدية و المالية ". ( نقل الخوجي الإستشهاد من صفحة 428 ، من " الإمبريالية و الثورة " لأنور خوجا ).

لكن مهلا يا رجل ! على الفور سنجيبك على مزاعمك هذه.

جاءت هذه الفقرة المنسوبة لماو فى نداء " لنجعل الجيش فرقة عمل " صادر فى 8 فيفري 1949 و ليس قبل ذلك. هدف النداء كان تعيين المهام الآنية و ليس الإستراتيجية للجيش الأحمر وهو على أبواب إفتكاك المدن الكبرى و الإنتصار الشامل للثورة عبر البلاد كافة ، مع العلم أنّ الثورة حقّقت الإنتصار المرجوّ و أعلنت جمهورية الصين الشعبية سنة 1949.

كتب ماو : " إستلمنا برقيتكم بتاريخ اليوم الرابع . إنكم تعجلون فى إعادة تنظيم الجيش و تستعدّون للتحرّك قبل شهر من الميعاد المقرّر ، و هذا حسن جدّا. إستمرّوا إذن فى هذا السبيل و لا تتوانوا. فى الواقع ينبغى لكم أن تواصلوا إعادة التنظيم و التدريب فى مارس أيضا و تشدّدوا على دراسة السياسة و تستعدّوا للإستيلاء على المدن الكبرى و إدارتها. إنّ الصيغة المتبعة فى ال20 عاما الأخيرة " الأرياف قبل المدن" تقلب من الآن فصاعدا و تبدّل بصيغة " المدن قبل الأرياف".

إذا هي سياسة خاصّة و ظرفية تستجيب لمتطلّبات الواقع الثوري و بما أنّ الجيش الأحمر ما هو بالجيش البرجوازي فهو على حدّ كلام ماو ليس فرقة قتال فحسب و إنّما بصورة رئيسية فرقة عمل" هو جماعة مسلّحة تؤدّى المهمات السياسية للثورة التى يحدّدها الحزب الذى أنشأه و يقوده نظريّا و عمليّا. لكلّ هذا فى تلك الظروف المعيّنة " على جميع كوادر الجيش أن يتعلّموا الإستيلاء على المدن و إدارتها ، ينبغى لهم فى المدن أن يعرفوا جيّدا كيف يعاملون الإمبرياليين و رجعيي الكومنتانغ ، و كيف يعاملون البرجوازية ، و كيف يمارسون قيادة العمّال و تنظيم النقابات و تعبئة الشبيبة و تنظيمها و الإتحاد مع كوادر المناطق المحرّرة الجديدة و تدريبهم و إدارة الصناعة و التجارة و إدارة المدارس و الجرائد و وكالات الأنباء و محطّات الإذاعة و معالجة الشؤون الخارجية و معالجة المسائل المتعلّقة بالأحزاب الديمقراطية و المنظّمات الشعبية و تنسيق العلاقات بين المدينة و الريف و حلّ مشكلة الحبوب الغذائية و الفحم و الضروريات الأخرى و كذلك معالجة المسائل النقدية و المالية. و موجز القول أن جميع المسائل المدينية التى لم يألفها كوادر الجيش و المحاربون فى الماضى، تقع منذ الآن بكلّيتها على عواتقكم. سوف تحتلّون، فى تقدّمكم ، أربع أو خمس مقاطعات..." ( التسطير مضاف).

هي إذن إجراءات إستثنائية لواقع إستثنائي معيّن و ما هي أبدا " وضع الجيش فوق الحزب " . و لمّا كان ماو غير دغمائي كان واضحا فى المبدأ و كذلك فى تفاصيل الإجراءات الآنية إذ صرّح فى النصّ ذاته :

" إنّ الجيش يظلّ فرقة قتال ، و فى هذا المعنى لا يسمح بأي توان ، و إن توانى المرء إرتكب خطأ. غير أنّ مهمّة جعل الجيش فرقة عمل فرضت نفسها الآن علينا. و إذا لم نطرح هذه المهمّة الآن و لم نصمّم على إنجازها ، إرتكبنا خطأ جسيما جدّا. نحن نستعدّ لإرسال 53 ألف كادر إلى الجنوب مع الجيش و لكن العدد صغير جدّا. إنّ الإستيلاء على ثماني أوسع مقاطعات و عشرات المدن الكبرى يتطلّب عددا هائلا من كوادر العمل ، و لحلّ هذه المسألة ، ينبغى الإعتماد أساسا على الجيش بالذات..."

( التسطير مضاف ، الصفحات 432-433 من المجلد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الطبعة العربية).

وفى مارس من نفس السنة ، صرّح فى تقرير إلى الدورة العامة الثانية للجنة المركزية السابعة للحزب ( صفحة 460 من المصدر السابق ) : " إنّ دوره [ جيش التحرير الشعبي الذى يقوده الحزب الشيوعي الصيني ] كفرقة عمل سوف يزداد بقدر ما تقلّ العمليّات العسكرية بالتدريج . و هناك إحتمال هو أن يتحوّل جيش التحرير الشعبي كلّه فى مستقبل غير بعيد إلى فرقة عمل ، و علينا أن نضع هذا فى تقديرنا ".

هذا هو التحليل الملموس للواقع الملموس و هذه هي النصوص الأصلية لماو و نحن بجلاء ما بعده جلاء نستغرب من أين أتى الخوجي ب" وضع الجيش فوق الحزب " و ب" أوكل له بصفة فعلية الدور القيادي فى عملية تغيير البنى التحتية و الفوقية " ؟ لعلّ الخوجي ، بل من الأكيد أنّ الخوجي لا يقدر على النظر إلى القضية المطروحة إلاّ بدغمائية و مثالية ذاتية لا أكثر و لا أقلّ فيرى ما يريد و يحجب ما لا يريد . و يا هول ما سيكتشف الخوجيون إن درسوا تاريخ الجيش الأحمر السوفياتي و كيف تحوّل إلى جسم عمل فى فترات معيّنة و تحت قيادة ليس ماو تسى تونغ و إنّما لينين و ستالين !!


12- فضح الكذب و التزوير بصدد " الحزب الماوي من النمط الإشتراكي الديمقراطي : وحدة الحزب الماوي مبنيّة على أساس الوفاق الطبقي"

الإستشهاد 32 عولج قبلا مع الإستشهاد 21 .

الإستشهاد (33) ، بالصفحة 33 :

لنكشف معا مهزلة فى شكل نكنة فيما يتصل بهذا الإستشهاد و إليكم عناصرها : فى الصفحة 27 نقرأ " يوجد حاليّا فى حزبنا كثير من الأعضاء الذين ينتمون إليه من الناحية التنظيمية و ليس من الناحية الإيديولوجية... و هؤلاء الناس ينبغى علينا أن نتوحّد معهم و نربّيهم و نساعدهم ." ( الإستشهاد 21) وفى الإستشهاد 33 بالصفحة 33 نلفى " يوجد الآن فى حزبنا عدد وافر من الأعضاء الذين ينتمون للحزب من الوجهة التنظيمية لكنهم لا ينتمون له إيديولجيّا... يجب علينا أن نتوحّد مع هؤلاء الناس لنثقّفهم و نساعدهم ".( التسطير مضاف)

نفس المقتطف من صفحة إلى أخرى تتبدّل كلماته بفعل فاعل فهل هذا من الجدّية فى البحث فى شيء ؟

و نكتة أخرى على شاكلة السابقة، يتغيّر المقطع ذاته من الصفحة 27 إلى الصفحة 33 حيث لدينا بالصفحة 27 : " إنّ المسألة الهامة هي أنّ الأمر لا يتعلّق ببعض العناصر المعزولة و لكنّهما يمثّلان جزءا هاما من البرجوازية الصغيرة... إنّ حزبنا قد قبل أيضا فى صفوفه مثقفين و على عشرة ملايين عضو ، يوجد حوالي مليون من المثقّفين الصغار و المتوسّطين و الكبار". ( التسطير مضاف )

و بالإستشهاد 34 ، بالصفحة 33 ، لدينا : " المسألة لا تتعلّق هنا ببعض العناصر المعزولة و إنّما بجزء كبير من البرجوازية الصغيرة - الذى يمثلانه - فالصين بلد توجد فيه البرجوازية الصغيرة بأعداد كبيرة منها عناصر [ يقفز فوق عديدة ، فى النص الأصلي لماو] متردّدة... و قبل حزبنا أيضا فى صفوفه مثقفين صغارا و متوسّطين و كبارا يصل عددهم نحو المليون من بين عشرة ملايين عضو". (التسطير مضاف )

جانب التقلّبات النصّية و لا شكّ لا غبار عليه و نودّ التنبيه من ناحية أخرى إلى أنّه مثلما سبق و أن بيّننا ذلك فى ما مرّ بنا ( نقاش الإستشهاد 21 و 22 ) لا يذكر الخوجي عن قصد أنّ " العمّال و شبه البروليتاريا أهمّ مكوّنات الحزب" و يضع تمثيلية البرجوازية على أنّها تمثيلية فكرية طبقية فى حين تحدّث ماو عن أصل طبقي برجوازي صغير و عن أخطاء رفاق فى الحزب و ليس عن معادين للثورة.

و الخوجي لم يتعامل مع مقتطفات ماو بأسلوب التلاعب بالنصوص المرجعية فقط و إنّما شملت " كراماته و بركاته " ستالين أيضا ذلك انّ فى الإستشهاد 29 بالصفحة 30 نعثر على " يقول ستالين : إنّ الإشتراكية لا يمكن أن تبنى إلاّ إذا كانت مقادة من طرف حزب الشيوعيين الذى لا يتقاسم و لا يجب ان يتقاسم أبدا القيادة مع أحزاب أخرى". و الإستشهاد نفسه الذى يحرّف حتى ما قاله خوجا بالصفحة 432 من " الإمبريالية و الثورة " ، يستحيل بكلّ بهلوانية بعد عشر صفحات، أي بالصفحة 40 من " الماوية معادية للشيوعية "، إلى " إنّ دكتاتورية البروليتاريا – كما قال ستالين-لا يمكن أن تكون تامّة إلاّ إذا قادها حزب الشيوعيين الذى ينبغى أن لا يشاركه مطلقا فى القيادة أي حزب"!!!
فظيع أليس كذلك!!!

ورد منسوبا لماو ، بالإستشهاد 34 ، صفحة 33 : " ...إنّنا لن نتبع خطّ وانغ مينغ أو لى ليسان. لقد كانا فى مجال العلاقات الحزبية الداخلية يمطران كلّ الذين إرتكبوا أخطاء او الذين قاوموهما و نعتوهما بالإنتهازية ، لقد كانا يتزيّنان بلقب البلشفيين مائة بالمائة لكن إتضح فيما بعد أنّهما إنتهازيان مائة بالمائة،و مع ذلك فعلى المؤتمر إنتخابهما للجنة المركزية..."( التسطير مضاف)

و لمّا دقّقنا النظر فى النصّ الأصلي لماو تسى تونغ بالمجلّد الخامس من مؤلّفاته المختارة و تحديدا بالصفحة 345-346 تأكّد لنا :

1- أنّ الكيلاني الخوجي عوّض كلمة " يطردان " بكلمة " يمطران" و لا نظنّ ذلك سهوا أو خطأ مطبعيّا بل هو أمر مقصود لأنّ المفردة ( يطردان) مزعجة للغاية حيث تضرب فى الصميم إدّعاءات الخوجي إذ هي تبيّن أنّ القائد البروليتاري الصيني لا يريد " إتباع طريقتهما " البرجوازية فى التعاطى مع الرفاق أي طرد كلّ من أخطأ. إنّ ماو يسعى لتربية من يخطأ من الرفاق و لم يتحوّل إلى معاد للحزب و للثورة و لمساعدته على تجاوز أخطائه. وهي الطريقة البروليتارية فى العمل على تغيير نظرة الرفاق المخطئين للعالم و فى الوحدة و الصراع داخل الحزب.

2- أنّ بعد " إنتهازيين مائة بالمائة "، حُذفت جملة " بينما نحن هم الذين كانوا عُرضة للنعت بالإنتهازيين " و مع ذلك تمكّنا إلى درجة معيّنة من إستيعاب الماركسية " ( مزعجة هي بالفعل هذه الجملة بما أنّها تبيّن تواضع ماو و صحّة تعامله مع رفاقه و لو أخطؤوا فى حقّه هو و حقّ الحزب و لم يتحوّلوا إلى أعداء للحزب و للثورة ) و عُوّضت بجملة أخرى لم ترد أصلا هنا ، فى النصّ الأصلي وهي " و مع ذلك فعلى المؤتمر إنتخابهما للجنة المركزية ".

كأيّ تحريفي يلجأ الخوجي إلى تشكيل النصوص الماوية تشكيلا " فنّيا " زيادة و نقصانا و تحويرا و هكذا و هذا السلوك الإنتهازي الفجّ يذكّرنا بكاوتسكي الذى عرّى لينين ردّته فى " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي"، دار التقدّم موسكو. و بعد تحليل مستفيض للأسلوب الإنتقائي الإنتهازي التحريفي لكاوتسكي لم يسع لينين إلاّ أن يستخلص، و كأنّه يردّ مباشرة على الخوجيين ، " هذه هي الطريقة التافهة ، الحقيرة ، المخزية التى لجأ إليها السيد كاوتسكي " و الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين و معلّمهم أنور خوجا من قبلهم !


الإستشهاد (35) ، بالصفحة (33) :

الكيلاني الخوجي : " و يضيف [ماو] : " أقنعنا الرفاق فى المؤتمر السابع بإنتخاب وانغ مينغ و لي ليسان فى اللجنة المركزية فهل ألحق بنا ذلك ضررا طيلة ال11 سنة الماضية ؟ لا شيء... و حتى إنتصارنا لم يتأخّر لبضعة أشهر من جرّاء إنتخاب وانغ مينغ ".

ملاحظتان :

1- هنا نلفت النظر إلى أنّ الكيلاني الخوجي بعد " لا شيء " و قبل " حتى" ، حذف جملة " و مع ذلك إنتصرنا فى الثورة " وهي جملة توضّح أنّ الخطّ العام للحزب عمليّا كان و لا يزال ثوريّا حينذاك و أنّ ذلك التنازل ( نحيلكم من جديد على نقاش الإستشهادين 22 و 23) لم يكن تنازلا مبدئيّا بل تنازلا ثانويّا جدّا لرفاق مخطئين على المستوى الإيديولوجي و ليسوا معادين للثورة و لم يمنع فى شيء الثورة الماوية من الإنتصار و سهّل تحويل العناصر من أصل برجوازي صغير فى الحزب تحويلا ثوريّا. مثل هذا الإجراء التكتيكي لماو تسى تونغ هو تطبيق لمقولة لينين " لا يجب أن تحول المنغصات الصغرى دون اللذّة الكبرى" .

ثمّ ألم يكن تروتسكي و من وراءه - مثلا و ليس حصرا- قد إرتكب العديد من الأخطاء السياسية و الإيديولوجية و التنظيمية إلاّ أنّ لينين لم يطرده من الحزب و إنّما تعامل معه مثلما تعامل ماو مع الرفاق داخل الحزب ، بطريقة النقد و النقد الذاتي ، الوحدة و الصراع ، طالما لم يتحوّل إلى معاد للثورة أو إنشقاقي لأنّه كمادي جدلي يفهم أنّ وحدة الحزب ليست وهمية بل هي مسألة تتحقّق بالنضال المستمرّ و بالصراع الدؤوب و أنّ الصراع يتخذ أشكالا مختلفة حسب إختلاف نوع التناقض : تناقض بين رفاق او تناقض تناحري و وحدة الحزب ليست سوى طرف ثانوي لحياة الحزب الذى يلقى الموت دون صراع أي أنّ المبدأ الذى يقوده هو أنّ الصراع حتى داخل الحزب هو المطلق و أنّ الوحدة نسبيّة و أنّ الفهم الجدلي لحياة الحزب يستدعى رؤية جانبي القضيّة - مظهري التناقض- الصراع كما الوحدة حتى لا يسقط المرء فى أخطاء إنعزالية او ليبرالية.

و ستالين ألم يناضل لسنوات عدّة ضد تروتسكي و لم يطرده من الحزب ، بعد فضح خطّه تماما ، إلاّ حين بات بالفعل يمثّل تيّارا معاديا للبروليتاريا و لم يعد " تيّارا بروليتاريا " أي حين بات بالمكشوف لدى كوادر الحزب و قواعده و الجماهير العريضة معاد للثورة و إنشقاقي على إثر عمله على قلب السلطة السوفياتية عبر تنظيم المظاهرات و إقامة تكتّلات وسط الحزب و ما إلى ذلك. و غاية كلّ من لينين و ستالين لم تكن آنذاك سوى تربية الرفاق و القواعد التى إنجرّت وراء تروتسكي و غرّر بها أمّا مسألة تروتسكي كشخص فكانت ثانوية سيما و أنّ نصوصا كثيرة للينين و ستالين قد فضحت بعد توجهاته الإنتهازية المعادية للماركسية-اللينينية .

2- و عقب " يجب أن يتخلّى رفيقان لهما سلوك صحيح أو إرتكبا أخطاء طفيفة عن مقعديهما لوانغ مينغ و لي ليسان " (35 مكرّر) يستطرد ماو متسائلا فى مقطع لم يذكره الخوجي : " أليس هذا قمّة اللاعدل ؟ إذا ما نظرنا إلى المشكل من هذه الزاوية ، فإنه غير عادل بالمرّة ... غير أنّه إذا ما إنطلقنا من وجهة نظر أخرى سنصل إلى إستنتاج مغاير" و وجهة النظر هذه هي ان ّ ذلك " سيكون لصالح حزبنا و فى مصلحته ، مهمّة تحويل البرجوازية الصغيرة الكثيفة جدّا ستكون أسهل عبر البلاد بأسرها ".

بداهة ليس هذا " تمثيل البرجوازية الصغيرة فى اللجنة المركزية " كما يدعى المتجنّى الخوجي على ماو. قائد الحزب الشيوعي الصيني يقتفى خطى لينين و ستالين و لم يزغ عن الخطّ البروليتاري الثوري قيد أنملة واضعا نصب عينيه التقدّم بالثورة فى ظلّ قيادة البروليتاريا. و إنتصرت الثورة و خطت خطى جبّارة مراكمة تجاربا بروليتارية جديدة و خائضة معاركا جديدة أسهمت فى تطوير نظرية الثورة البروليتارية العالمية و دفعت بها إلى مرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى هي الماركسية-اللينينية-الماوية.


13 - فضح الكذب و التزوير بصدد " الحزب الماوي جامع لمختلف الطبقات "

الإستشهاد (38) ، بالصفحة 35 :

هذه الفقرة جزء من ذات الإستشهاد 27 بالصفحة 29 الذى عالجناه أعلاه . يبقى أن نشير فى هذا السياق إلى تبدّل الكلمات من مقتطف إلى آخر تبدّل الحرباء وهو نقطة قارّة فى الأسلوب الخوجي فلنشاهد المقتطفين ونقارن. فبالصفحة 27 ، نجد :" تبقى المذاهب المختلفة موجودة طالما انّ الطبقات تبقى موجودة و من الممكن ان تكون لمختلف تجمّعات الطبقة الواحدة مذاهبها الخاصة..." [ التسطير مضاف] و بالصفحة 35 ، نجد : " طالما ظلّت الطبقات موجودة يكون هناك ما يقابلها من المذاهب الفكرية و حتى التجمّعات المختلفة للطبقة المختلفة الواحدة ن بإمكان كلّ واحدة منها أن يكون لها مذهبها الخاص". ( التسطير مضاف)

ما رأيكم فى هذه المواهب الإنتهازية ؟


14- فضح الكذب و التزوير بصدد ماو و القيادة الجماعية

الإستشهاد (47) ، بالصفحة 39:

يعتبر الكيلاني الخوجي انّ " ماو لا يثق باللجنة المركزية و لا بالمكتب السياسي ، يقول ماو : " يجب ان أراقب كلّ الوثائق و البرقيات الموجّهة بإسم اللجنة المركزية للحزب قبل بعثها و إلاّ فإنّها تعتبر ملغاة "."[ خوجا،صفحة 426].

و مباشرة إلى الصفحة 96 من المجلّد الخامس من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " - الطبعة الفرنسية . عنوان النصّ يكفى : " نقد موجّه لليو تشاوتشى و يانغ تشانغ كوان لكسرهما الإنضباط : بعث وثائق صاغاها لوحدهما بإسم اللجنة المركزية" بتاريخ 19 ماي 1953 ( التسطير مضاف).

هل أنّ توجيه النقد لشخص لكسره الإنضباط و المطالبة بالإطلاع على الوثائق المرسلة بإسم اللجنة المركزية يعدّ عدم ثقة باللجنة المركزية و بالمكتب السياسي ( الإسم الثاني لم يذكره ماو قطّ فى النصّ!! ) . يبدو أنّ الشخص ، ليوتشاوتشى ؛ و الشخصين المتعرّضين للنقد بالنسبة للخوجي و لمعلّمه من قبله فى الصفحة 426 من " ملاحظات حول الصين، الجزء الثاني" هما اللجنة المركزية و المكتب السياسي. هذا هو العجب العجاب ! شخص بعصى سحريّة يتحوّل إلى شخصين ثمّ إلى مكتب سياسي و لجنة مركزية !!!

زد إلى ذلك ماو هو رئيس المكتب السياسي و اللجنة المركزية و من حقّه و الحال هذه أن يطّلع على ما يرسل بإسم اللجنة المركزية وهو يطالب بأمر بسيط بل غاية فى البساطة أن لا يبعث شخص وثيقة على أنّها صادرة عن اللجنة المركزية و هذه الأخيرة و رئيسها حتى لا علم لهما بذلك. هذه من أبسط مبادئ المركزية الديمقراطية . فى فهم الخوجيين إطلاع رئيس اللجنة المركزية على ما يرسل بإسمها تسلّط و عدم ثقة و تجاوز للقيادة الجماعية فهنيئا لهم بهذا الفهم الطفولي حقّا !!


15 - فضح الكذب و التزوير بصدد الحزب و دكتاتورية البروليتاريا عند ماو

الإستشهاد (49) ، بالصفحة 40 :

ينسب هذا القول لماو : " إنّنا نحافظ على الأحزاب الديمقراطية لنتمكّن من التعايش معها على أمد طويل".

بداية لا بدّ من الإشارة إلى أنّه لا وجود لهذا الإستشهاد بالصفحة 391-392 و لا حتّى بالصفحة 491-492 على حدّ كلام الكاتب فى المراجع، بل هو نفس كلام الإستشهاد 28 المقتطف فى الواقع من الصفحة 319 من المجلّد الخامس من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " - الطبعة الفرنسية. و بعد هذه الإشارة و قد فكّكنا المسألة عند التعرّض للإستشهاد 28 ، لنقارن كيف ورد الإستشهاد ذاته فى صفحتين مختلفتين إذ بالصفحة 29 نعثر على هذه الصيغة " إنّه من المفيد أن توجد أحزاب عدّة حسبما يبدو لنا هكذا كان فى الماضي و من الضروري ( أو من الواجب) أن يكون ذلك فى المستقبل ، إنّه التعايش و المراقبة المشتركة على أمد طويل" .

بيّن تماما أنّ صيغة الإستشهاد 49 جديدة الجدّة كلّها فشكرا لك يا خوجي على هذا التجديد !!!



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهرس ثلاثيّة ناظم الماوي،- حفريّات في الخطّ الإيديولوجي و ال ...
- مقدّمة عامة ل - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي و السياسي التحر ...
- تأمّلوا في هذه المقولة لبوب أفاكيان عن دور الشرطة !
- على اليوتيوب ما يستحقّ المتابعة : برنامج أسبوعي - الثورة لا ...
- حتّى في خضمّ بواء كورونا ، دون علم ، دون منهج و مقاربة علميّ ...
- حزب العمّال التونسي حزب خوجي تحريفي إصلاحي على حافة الإنهيار ...
- لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة - الفصل الس ...
- مرّة أخرى ، ثورة أم إنتفاضة شعبيّة ؟ - الفصل الخامس من بحث - ...
- مزيدا عن تحريف حزب العمّال للمفهوم الماركسي للدولة - الفصل ا ...
- الهدف الأسمى هو الشيوعيّة و ليس الإشتراكية - الفصل الثالث من ...
- نقد لجوانب من المنهج الخوجي المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهض ...
- دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة- الفصل ا ...
- مقدّمة بحث : وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن ...
- مقالات و كتب ناظم الماوي ( 2019-2011 )
- محتويات العدد 37 من نشريّة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ...
- ثمّة فشل و ثمّة فشل ! - 7 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال ا ...
- السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة ...
- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة – 5 - م ...
- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية – ...
- ملاحظات نقديّة ماركسيّة لخطاب رئيس تونس الجديد إبّان حفل أدا ...


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - مقتطف -2- من - فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : -الماوية معادية للشيوعية - نموذجا -- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي -