أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة- الفصل الأوّل من بحث - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -















المزيد.....



دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة- الفصل الأوّل من بحث - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6489 - 2020 / 2 / 11 - 23:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ، كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية ."
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " )
------------------------------
" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 )
-----------------------------------
" يحدث الآن لتعاليم ماركس ما حدث أكثر من مرّة فى التاريخ لتعاليم المفكّرين الثوريّين و زعماء الطبقات المظلومة فى نضالها من أجل التحرّر . ففى حياة الثوريّين العظام كانت الطبقات الظالمة تجزيهم بالملاحقات الدائمة و تتلقّى تعاليمهم بغيظ وحشيّ أبعد الوحشيّة و حقد جنونيّ أبعد القحّة . و بعد وفاتهم تقوم محاولات لجعلهم أيقونات لا يرجى منها نفع أو ضرّ ، لضمّهم ، إن أمكن القول ، إلى قائمة القدّسيّين ، و لإحاطة أسمائهم بهالة ما من التبجيل بقصد " تعزية " الطبقات المظلومة و تخبيلها ، مبتذلة التعاليم الثوريّة بإجتثاث مضمونها و ثلم نصلها الثوري . و فى أمر " تشذيب " الماركسيّة على هذا النحو تلتقى الآن البرجوازيّة و الإنتهازيّون داخل الحركة العمّاليّة . ينسون ، يستبعدون، يشوّهون الجانب الثوريّ من التعاليم ، روحها الثوريّة . و يضعون فى المقام الأوّل و يطنبون فى إمتداح ما هو مقبول للبرجوازية أو يبدو لها مقبولا ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " )
-----------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة. "
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " )
--------------------------------------
" إنّ الإستعاضىة عن الدولة البرجوازية بدولة بروليتارية لا تمكن بدون ثورة عنيفة "

( لينين ، " الدولة و الثورة " – الصفحة 23 )
----------------------------------
" إنّ الماركسيّة هي أيضا تطوّرت في غمرة النضال . ففي بادئ الأمر كانت الماركسيّة تصطدم بهجمات من كلّ نوع و تعتبر عشبة سامة . و هي في الوقت الحاضر و في أجزء شتّى من العالم ما تزال تتعرّض للهجمات و تعتبر عشبة سامة ..."
( ماو تسى تونغ ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدّم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية. و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " ، 12 مارس/أذار 1957 ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " الصفحة21-22)


" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي - اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء ".

( ماو تسى تونغ ، " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني )

" فى عالم يتميّز بإنقسامات طبقية ولامساواة إجتماعية عميقين ، الحديث عن " الديمقراطية " دون الحديث عن الطبيعة الطبقية لهذه الديمقراطية ، بلا معنى وأسوأ. طالما أنّ المجتمع منقسم إلى طبقات ، لن توجد " ديمقراطية للجميع " : ستحكم طبقة أو أخرى وستدافع عن وتروّج لهذا النوع من الديمقراطية الذى يخدم مصالحها و أهدافها. المسألة هي : ما هي الطبقة التى ستحكم وإذا ما كان حكمها ونظام ديمقراطيتها، سيخدم تواصل أو فى النهاية القضاء على الإنقسامات الطبقية و علاقات الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة المتناسبة معه ."
(بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، المقولة 22 من الفصل الأوّل ، ترجمة شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.

( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
مقدّمة :
في إطار جهدنا الدؤوب الذى لا يعرف الكلل للقيام بالواجب الشيوعي الثوريّ الذى من أوكد مهامه في الوقت الراهن نقد و تعرية التحريفيّة و الإصلاحيّة بوجه عام و تحريفيّة و اصلاحيّة المتمركسين في القطر و عربيّا بوجه خاص للتحرّر من براثنهما و نشر الشيوعية الجديدة كإطار نظري جديد للمرحلة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية ، تتنزّل هذه القراءة النقديّة الماركسية لوثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال الذى إنعقد في ديسمبر من سنة 2018 ؛ وهي ليست باكورة أعمالنا بهذا المضمار بل هي مواصلة و تتمّة و تتويج لمقالات سابقة صغناها للغرض نفسه و شملت نقدا لكتابين للناطق الرسمي باسم هذا الحزب و لم نتركها حبيسة الرفوف.
و يقوم بناء هذه القراءة النقدية الجديدة على ما نعدّه من أهمّ المسائل في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب ، أي على الأعمدة التالية التي سنتناول بالبحث بالقدر اللازم في هذا المقام ، دون إسهاب أو إطناب :
دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة :-I
1- هجوم مسعور على الوقائع و الحقائق التاريخيّة الماويّة و على علم الشيوعية
2- الوقائع محلّيا و عالميّا أثبتت و تثبت صواب الأطروحات الماويّة و خطل الترّهات الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة لحزب العمّال
نقد لجوانب من المنهج الخوجي المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للمادية الجدلية و الماديّة التاريخيّة :-II
1- الإطلاقيّة المثاليّة الميتافيزيقيّة
2- لا حتميّة في النظرة الماركسيّة الأرسخ علميّا
3- قراءة غير مادية جدليّة لمسألة ستالين و الإنقلاب التحريفي فى الإتّحاد السوفياتي
الهدف الأسمى هو الشيوعيّة و ليس الإشتراكيّة : -III
1- شيء من اللخبطة الفكريّة لدى حزب العمّال التونسي في علاقة بالشيوعيّة
2- الثورة و دكتاتوريّة البروليتاريا في الخطّ التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال التونسي
3- الشيوعيّة و ليست الإشتراكية هي الهدف الأسمى للحركة الشيوعية العالميّة
مزيدا عن تحريف حزب العمّال للمفهوم الماركسي للدولة :-IV
1- الدولة الجديدة و الجيش و الأمن وفق الفهم التحريفي الخوجي لحزب العمّال
2- مغالطات بصدد دولة الإستعمار الجديد بتونس
3- الدولة و الدكتاتوريّة بين الفهم الماركسيّ و الفهم التحريفي
مرّة أخرى ، ثورة أم إنتفاضة شعبيّة ؟-V
1- نقاش طفيف لشعار " المؤتمر الوطني الخامس " ، " إلى الثورة "
2- دفاع مستميت عن كونها ثورة و إعترافات بنقيض ذلك ، بأنّها ليست ثورة !
3- الثورة و تحريف حزب العمّال للينينيّة
4- الفهم الماركسي الحقيقي للثورة و تداعياته
- لخبطة فكريّة و مغالطات و بثّ للأوهام البرجوازيّة :VI
1- لخبطة فكريّة بشأن طبيعة الثورة في تونس
2- مغالطات بيّنة بشأن القضاء على الإستبداد و بشأن لجان حماية و الجبهة الشعبيّة
3- تهافت تكتيك الحرّيات السياسيّة
حزب العمّال التونسي حزب خوجي تحريفي إصلاحي على حافة الإنهيار :-VII
1- خطاب ليبالي برجوازي
2- مزيدا عن التفسّخ الإيديولوجي لحزب العمّال
3- حزب مفلس و على حافة الإنهيار
--------------------
و هذه النقاط المحوريّة مرفوقة بخاتمة مقتضبة غاية الإقتضاب .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة -I

" يحدث الآن لتعاليم ماركس ما حدث أكثر من مرّة فى التاريخ لتعاليم المفكّرين الثوريّين و زعماء الطبقات المظلومة فى نضالها من أجل التحرّر . ففى حياة الثوريّين العظام كانت الطبقات الظالمة تجزيهم بالملاحقات الدائمة و تتلقّى تعاليمهم بغيظ وحشيّ أبعد الوحشيّة و حقد جنونيّ أبعد القحّة . و بعد وفاتهم تقوم محاولات لجعلهم أيقونات لا يرجى منها نفع أو ضرّ ، لضمّهم ، إن أمكن القول ، إلى قائمة القدّسيّين ، و لإحاطة أسمائهم بهالة ما من التبجيل بقصد " تعزية " الطبقات المظلومة و تخبيلها ، مبتذلة التعاليم الثوريّة بإجتثاث مضمونها و ثلم نصلها الثوري . و فى أمر " تشذيب " الماركسيّة على هذا النحو تلتقى الآن البرجوازيّة و الإنتهازيّون داخل الحركة العمّاليّة . ينسون ، يستبعدون، يشوّهون الجانب الثوريّ من التعاليم ، روحها الثوريّة . و يضعون فى المقام الأوّل و يطنبون فى إمتداح ما هو مقبول للبرجوازية أو يبدو لها مقبولا ."
هذا ما قاله لينين فى بداية الفصل الأوّل من كتابه العظيم " الدولة و الثورة " و هي كلمات تعكس حقيقة ما إنفكّت تتأكّد يوما بعد يوم في ما يتّصل بالماركسيّة عموما و بالماويّة في العقود الأخيرة و اليوم خصوصا .
بات اليوم واضحا أنّه لا يمكن الحديث عن العلوم الفيزيائيّة دون الحديث عن مساهمات إنشتاين في تطويرها و لا عن العلوم البيولوجيّة دون الحديث عن مساهمات داروين في تطويرها . و هذا الذى يجرى في مجال العلوم عموما ينطبق على الماركسيّة / الشيوعيّة كعلم . فقد أضحى من غير الممكن الخوض في علم الاجتماع و علم التاريخ دون التعرّض للماركسيّة بالتأييد أو النقد فهي بمثابة حجر زاوية في تطوّر هذه العلوم سيما و أنّها تعدّ علما للثورة البروليتارية . و من يتطلّع إلى الثورة في عصرنا هذا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكيّة ، و تدقيق البوصلة الثوريّة حقّا و تحديد إتّجاهات السير ، لا بدّ له من دراسة مباشرة أو غير مباشرة للماركسيّة و إتّخاذ موقف مؤيّد أو مناهض لها حسب الموقع الطبقي و المصالح الطبقيّة ومدى إستيعاب علم الشيوعيّة والمهمّة التاريخيّة المنوطة بالبروليتاريا العالميّة حفّارة قبر الرأسماليّة ، ألا وهي تحرير نفسها و تحرير الإنسانيّة جمعاء من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و إنشاء المجتمع الشيوعي العالمي الخالى من الطبقات.
و قد تطوّرت الماركسيّة منذ زمن مؤسّسيها ماركس و إنجلز أساسا على يد لينين إلى مرحلة جديدة ، ثانية هي الماركسيّة – اللينينيّة ، و تاليا بفضل مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة في تطوير نظريّة و ممارسة الثورة البروليتارية العالميّة و نضاله بلا هوادة ضد التحريفيّة المعاصرة بشتّى تلويناتها و دفعه قدما الثورة البروليتارية إلى أبعد حدّ ممكن ، لا سيما بواسطة الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين الماويّة بين 1966 و 1976 ، قمّة ما بلغته انسانيّة في تقدّمها نحو المجتمع الشيوعي ، قطع علم الشيوعية خطوة جبّارة أخرى إلى الأمام أو مرحلة جديدة ثالثة و أرقى أمست معروفة منذ عقود الآن بالماركسية – اللينينيّة – الماويّة ( الماوية بصيغة مقتضبة ) التي ما فتأت تتطوّر هي الأخرى و إنقسمت إلى إثنين : تيّار دغمائي جعل من بعض الأخطاء الثانويّة للماوية مبادئا و أوقف تطوّر هذا العلم عند ماو تسى تونغ ، و تيّار شيوعي ثوري حقيقي شيّد على الجانب الرئيسي الصائب لدى الماويّة و على النقد و البحوث و الإستفادة من التجارب الشيوعية ما بعد ماو تسى تونغ و من مختلف مجالات النشاط الإنساني صرحا أعلى هو صرح الشيوعية الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية . و يعود الفضل بالأساس إلى بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية في إجراء تقييم نقدي عميق و شامل للتجربتين الإشتراكيّيتن السوفياتيّة و الصينية و للحركة الشيوعية العالمية و معالجة المشاكل التي تتخبّط فيها و مزيد تطوير النظريّة و الممارسة الثوريّة لتصبح شيوعيّة اليوم ، الشيوعيّة القائمة على أرسخ أسس علميّة ، الشيوعية الجديدة إطارا نظريّا جديدا للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية التي تتراءى في الأفق . و لأنّنا شرحنا مضمونها في عدّة أعمال لنا سابقة ، لن نفصّل فيها القول هنا .
و ما يهمّنا الآن و هنا هو أن نؤكّد أنّ الماويّة بما هي مرحلة ثالثة ، جديدة و أرقى في علم الشيوعية صارت منذ عقود جسرا شيوعيّا لا بدّ من عبوره لبلوغ ضفّة الشيوعيّة الجديدة كأرقى تطوّر علمي لعلم الثورة البروليتاريّة العالميّة و التسلّح بها لخوض النضال الشيوعي الثوري الحقيقي على جميع المستويات و الواجهات في سبيل القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة. لذلك يحتاج كلّ من يدّعى الماركسيّة و يعمل من أجل إصلاح النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي و ليس القضاء عليه ، إلى أن يشوّه الماويّة التي ترمز في جانبها الرئيسي إلى الثورة الشيوعية الجذريّة . و ينسحب هذا على موضوع الحال ، أي كتاب حزب العمّال التونسي ، " المؤتمر الوطني الخامس : الوثائق و المقرّرات ( 19/ 23 ديسمبر 2018 ) " فحزب العمّال شأنه شأن جميع المتمركسين – المتقنّعين بالماركسيّة و ليسوا ماركسيّين من حيث الجوهر – لا يقدر على عرض رؤاه و برامجه التحريفيّة الإصلاحيّة دون التهجّم المباشر أو غير المباشر على الحقائق التي تمثّلها الماويّة ( الماركسيّة - اللينينيّة – الماويّة ). و لم يحدث هذا في ثنايا الكتاب الذى ننقد فحسب بل كان الأمر كذلك في كتاب الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي ، الجيلاني الهمّامي ، " مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " الذى لم يفوّت الفرصة ليصبّ جام غضبه الخوجي على الماويّة .
و سعيا منّا إلى الدفاع عن الحقيقة و الشيوعيّة الثوريّة و فضح تشويهات هذا الحزب للماويّة و هجومه المسعور الرجعي المتواصل عليها ، نسوق نقاط جدالنا حسب التخطيط الآتى ذكره :
1- هجوم على الوقائع و الحقائق التاريخية الماويّة و على علم الشيوعية :
منذ أواخر سبعينات القرن العشرين ، شنّت النواة القياديّة التي ستكوّن أواسط الثمانينات حزب العمّال الشيوعي التونسي هجوما مسعورا خوجيّا رجعيّا على الماويّة ناشرة حولها ضبابا كثيفا لا بدّ من تبديده . و خير ما يشهد على ذلك كتاب محمّد الكيلاني " الماويّة معادية للشيوعية " المنشور سنة 1989 و قد كان يعدّ من الوثائق التأسيسيّة لذلك الحزب وفق ما باحت به مقدّمته . و قد تناولنا هذا الكتاب المكرّر في الأساس لخطّ الإنقلاب اللامبدئي الخوجي الدغمائي التحريفي تجاه الماوية كمرحلة ثالثة و أرقى ( الماركسية – اللينينية – الماوية ) المعروض في كتاب أنور خوجا السيّء الصيت " الإمبريالية و الثورة " ، بالنقد التفصيلي في أعمال سابقة و لا حاجة لنا إلى إعادة نقاش جميع تفاصيله هنا . لكن اللافت هو انّ حزب العمّال التونسي الذى أنشأ خطّه الدغمائي التحريفي الخوجي على أنقاض الماركسية – اللينينيّة – الماويّة التي كانت تقود الحركة الماركسيّة – اللينينيّة طوال الستّينات و إلى أواسط السبعينات ، ما إنفكّ يهاجم الماويّة بشتّى الطرق و السبل مذّاك إلى يوم الناس هذا رغم إفتضاح الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة عالميّا و محلّيا و ما بيّنه التاريخ بصدد مآل الخوجيّة في ألبانيا ذاتها و عالميّا . بهذا المضمار بخاصة يسلك حزب العمّال سياسة النعامة فيدفن رأسه في الرمل أمام وابل الحقائق و الوقائع التاريخية المتّصلة بالماوية محلّيا و عالميّا فيعبّر مرّة أخرى عن عدم رغبته الخوجية في القطع مع التحريفية و الإصلاحية و إخفاقاتهما .
و في الكتاب موضوع نقدنا هنا ، " المؤتمر الوطني الخامس : الوثائق و المقرّرات ( 19/ 23 ديسمبر 2018) " الصادر عن مطبعة الثقافيّة المنستير ، تونس ، نلفى هذا الحزب التحريفي الإصلاحي يكيل مجدّدا التهم و التشويه للماويّة و للتجربة الإشتراكية الماوية في الصين ؛ ففي الصفحة 111 ، نقرأ عن " إلتحاق الصين بزريبة الرأسماليّة " و الحال أنّ الرأي الخوجي المعروف حتّى في كتابات هذا الحزب السابقة هو أنّ الصين لم تكن أبدا إشتراكيّة و بالتالى كانت رأسماليّة و من هنا نلمس شيئا من اللخبطة الفكريّة في القول ب" إلتحاق الصين بالزريبة الرأسماليّة " فكيف تلتحق بالزريبة الرأسماليّة وهي أصلا ، رأسماليّة في " الماويّة معادية للشيوعية " مثلا ؟!
و في الصفحة 112 يشوّه هذا الحزب الخوجي حتّى أبسط الأطروحات الماويّة المعلومة لدى القاصى و الداني حيث نطالع أنّ الماويّين في تونس يقولون بأنّ " المجتمع التونسي شبه إقطاعي شبه رأسمالي إسقاطا لتحليل " ماو تسى تونغ " للمجتمع الصيني في النصف الأوّل من القرن العشرين ". فمجرّد العودة إلى المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ سواء باللغة العربيّة أو باللغة الفرسيّة كما باللغات الأخرى و منها الأنجليزية ، تثبت أنّ هذا الكلام الخوجي لا أساس له من الصحّة بل هو هراء وهذيان من أقسم بتشويه الماويّة بشتّى الوسائل و الوسائط و مهما كان الثمن . فالصين ، ماويّا، كانت مستعمرة ، شبه مستعمرة ، شبه إقطاعية حسب الوثائق الماوية المذكورة أعلاه و ما من مرّة تحدّث ماو تسى تونغ عن " شبه إقطاعية شبه رأسماليّة ". و الشيء نفسه يمكن قوله بالنسبة للماويّين في القطر فما من مجموعة منه أعلنت في أيّة وثيقة كانت ، على حدّ علمنا ، أنّ " المجتمع التونسي شبه إقطاعي شبه رأسمالي " ومن المعلوم لدى متتبّعى الصراع الإيديولوجي و السياسي بين الخوجيّين و الماويّين علم اليقين أنّ الماويّين يعتبرون المجتمع التونسي كجزء من المجتمع العربي مجتمعا شبه مستعمر شبه إقطاعي ( و يعتبرون أقساما من الوطن العربي مستعمرة أصلا على غرار فلسطين ...) و تشهد بذلك الوثائق التاريخيّة للماويين بتونس المنشورة باسم محمّد علي الماوي على موقع الحوار المتمدّن على الأنترنت كما يشهد بذلك عدد خاص من مجلّة " أطروحات " أفرد لطبيعة المجتمع و صدر في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين . إذن محض إفتراء على الماويّة و الماويّين و الماويّات هو زعم الحزب الخوجي الساعى سعيا محموما لكسر شوكة علم الشيوعية و تقليم أظافره كي يتسنّى له الترويج كما يحلو له للإصلاحية و التحريفيّة خدمة لمآربه الخاصة و للطبقات الرجعيّة .
و في الصفحة 186 من " المؤتمر الوطني الخامس ..." ، نعثر على مزيد الإفتراء البيّن و مزيد تزييف التاريخ و الحقائق ذات الصلة بالماويّة إذ يصدح أصحاب هذا الكتاب بأنّ " التجربة [ التاريخية لمجمل الحركة الثوريّة الظافرة منها و المنهزمة، و التي لا زات تصارع و تقاوم ] أكّدت إخفاق الأطروحات المنافية للماركسيّة – اللينينيّة مثل التروتسكيّة و الماويّة و الإشتراكيّة الديمقراطيّة التي إعتبرت مبادئ التنظيم البلشفي عفا عنها الزمن إنّها لا تصلح إلاّ كأساس للبيروقراطيّة إعتمادا على مبدأ المركزيّة الديمقراطيّة الذى لا يصلح في أقصى الحالات إلاّ لظروف العمل السرّي".
لا حظتم و لا شكّ أنّ من صاغ هذه الفقرة تعمّد خلط الحابل بالنابل ذلك أنّه وضع في سلّة واحدة التروتسكيّة و الإشتراكية الديمقراطيّة من ناحية ، و الماويّة بما هي قائدة الحركة الماركسية – اللينينيّة العالميّة طوال الستّينات إلى أواسط السبعينات من ناحية أخرى ( و تثبت هذا عشرات وثائق الأحزاب عبر العالم قاطبة و بوسع من لا يزال لديه أدنى شكّ أن يلقي نظرة على مثلا موقع الموسوعة المعادية للتحريفيّة – erol – على الأنترنت ) على أنّهم جميعا ضد الماركسيّة – اللينينيّة ، فيخلط عمدا عامدا بين الماركسيّة – اللينينيّة الحقيقيّة و رمزها لعقود ماو تسى تونغ و قائدها الحزب الشيوعي الصيني و بين رهط من أعداء هذه الماركسيّة – اللينينيّة الذين ناضلت ضدّهم الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالمية و على رأسها الماويين و يقلب الأمور رأسا على عقب بسحب نعت الماركسي – اللينيني للحزب الذى كان ماو يقوده وهو يتزعّم الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة فيطمس بمثاليّة و بفظاظة المزوّرين التي لا يحسد عليها التاريخ بوقائعه الساطعة و حقائقه البليغة ليجعل من رمز الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة و قائدها غير ماركسيّين ! و ذلك لأجل إنتحال صفة الماركسي – اللينيني التي ينسبونها لأنفسهم زورا و بهتانا و التي ينتزعونها إنتزاعا لصوصيّا من الماويّين ليستخدها الخوجيّون قناعا مضلّلا للمناضلين و المناضلات و أوسع الجماهير الشعبيّة .
و منذ مدّة ليست بالقصيرة الآن ، أضحت عديد الوثائق الماويّة متوفّرة باللغة العربيّة ، على نطاق واسع ، على الأنترنت بعدّة مواقع منها موقع الحوار المتمدّن ، بفضل الجهود الجبّارة التي بذلها و يبذلها شادي الشماوي بالخصوص ( و غيره طبعا في هذا الموقع و في مواقع أخرى ). و حسبنا هنا أن نذكر وثيقتين تاريخيّيتن لتفنيد الخزعبلات الخوجيّة لحزب العمّال التونسي ، هما " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي – 1974 " و " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية " ( 1963) ، ففي الوثيقة الأولى دفاع مستميت عن المبادئ التنظيميّة اللينينيّة و منها المركزيّة الديمقراطيّة ( و الحزب الشيوعي الصيني لم يكن في السرّية سنة تأليف الكتاب – 1974 بل كان يقود دولة إشتراكية !) و تطوير ماو تسى تونغ للفهم اللينيني للحزب و مبادئه و خوض الصراع بين الخطّين إلخ . و لتبديد الغموض و الضبابيّة التي جعلها الخوجيّون تكتنف الأمر في فقرتهم الأنفة الذكر نظرا لطول الفصل المخصّص للمركزيّة الديمقراطية في كتاب " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي – 1974 " ، نكتفى هنا بإيراد عنوان الفصل و عناوينه الفرعيّة و نترك للقرّاء إمكانيّة الإطّلاع على كامل الفصل و الكتاب برمّته المتوفّرين بمكتبة الحوار المتمدّن :
VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
- المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
- المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
- تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

و في الوثيقة الثانية المعروفة عالميّا بكونها مثّلت أرضيّة نشوء الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة في معارضة للتحريفيّة المعاصرة السوفياتيّة منها واليوغسلافيّة والإيطاليّة والفرنسيّة والأمريكيّة ... ليس يوجد إعلاء لشأن الحزب اللينيني و مبادئه و حسب بل أيضا دعوة لتكوين أحزاب لينينيّة على أساس تلك المبادئ ما يسفّه إفتراءات الخوجيين التونسيّين ؛ و لنتمعّن معا في هذه الفقرات من تلك النقطة 24 من تلك الوثيقة التاريخية الهامة المنشورة أيضا بموقع الحوار المتمدّن و ضمن كتاب شادى الشماوي " نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفياتية 1956 - 1963 : تحليل و وثائق تاريخية " :
" إنّ التجربة البالغة الأهمية التى جنتها الحركة الشيوعية العالمية هي أن تطوّر الثورة و إنتصارها يرتكزان على وجود حزب بروليتاري ثوري .
لا بدّ من وجود حزب ثوري .
لا بدّ من وجود حزب ثوري مبني على أساس النظرية الثورية و الأسلوب الثوري للماركسية اللينينية .
لا بدّ من وجود حزب ثوري يعرف كيف يمزج بين حقيقة الماركسية اللينينية العامة و بين الأعمال المحدّدة للثورة فى بلاده.
لا بدّ من وجود حزب ثوري يعرف كيف يربط القيادة ربطا وثيقا بالجماهير الواسعة من الشعب .
لا بدّ من وجود حزب ثوري يثابر على الحقيقة و يصلح الأخطاء و يعرف كيف يباشر النقد و النقد الذاتي .
مثل هذا الحزب الثوري فقط بوسعه أن يقود البروليتاريا و الجماهير الواسعة من الشعب لهزيمة الإستعمار و عملائه و يكسب النصر التام فى الثورة الوطنية الديمقراطية و يكسب الثورة الإشتراكية .
و إذا لم يكن حزبا ماركسيّا لينينيّا بل حزبا تحريفيا ،
و إذا لم يكن حزبا طليعيا للبروليتاريا بل حزبا يسير خلف البرجوازية ،
و إذا لم يكن حزبا يمثّل مصالح البروليتاريا و جميع جماهير الشغيلة بل حزبا يمثّل مصالح الأرستقراطية العمالية ،
و إذا لم يكن حزبا أمميّا بل حزبا قوميّا ،
و إذا لم يكن حزبا بوسعه أن يستخدم عقله و يفكر لنفسه بنفسه و يحرز معرفة صحيحة لإتجاهات الطبقات المختلفة فى بلاده نفسها ، عن طريق البحث الجاد و الدراسة ، و يعرف كيف يطبّق حقيقة الماركسية اللينينية العامة و يمزجها بالأعمال المحدّدة لبلاده ، إذا لم يكن هكذا ، بل كان حزبا يردّد كالببغاء كلمات الآخرين ، و ينقل الخبرة الأجنبية دون تحليل ، و يندفع هنا و هناك إستجابة لعصا إرشاد اشخاص معيّنين فى الخارج ، فإنّ حزبا كهذا يصبح خليطا من التحريفية و الجمود العقائدي و كلّ شيء ما عدا المبدأ الماركسي اللينيني .
من المستحيل تماما على حزب كهذا أن يقود البروليتاريا و الجماهير الشعبية الواسعة إلى شنّ نضال ثوري و أن يكسب الثورة و أن يؤدّي الرسالة التاريخية العظيمة للبروليتاريا .
إنّ هذه مسألة على جميع الماركسيين اللينينيين و جميع العمّال الواعين طبقيّا و جميع الطليعيّين أن يفكّروا فيها تفكيرا عميقا."
( إنتهى المقتطف )

و كان هذا في تناقض جلي مع الأطروحات التحريفيّة السوفياتيّة آنذاك، بطبيعة الحال لمن له عيون ليرى و آذان ليسمع و ليس يدفن رأسه في الرمل أو يسلك سياسة التحريفيين " عنزة و لو طارت " !

و في الصفحة 187 ، يتحفنا مؤلّفو كتاب " المؤتمر الوطني الخامس ..." بما يجانب الصواب و الحقيقة بشكل واضح جلي بشأن الماويّة و سياسة " لتتبارى مائة زهرة " ، مدبّجين أنّ " الإحتكام لمنطق " لتتبارى مائة زهرة " ( المقصود بها حقّ التيّارات و التكتّلات في التواجد صلب الحزب ) كما بلورها ماو تسى تونغ ، لم تكن مطلقا عنوانا للديمقراطية سواء في الحزب الشيوعي الصيني الذى إنتهى تحت مغالطة هذه الفكرة على دكتاتوريّة الفرد مع ماو و بعده ..." .
بداية ، لعلّكم لمستم لخبطة فكريّة مثيرة للضحك أو البكاء فهي من المضحكات المبكيات فمن صاغ هذه الفقرة يمرّ كما يقول الفرنسيّون من الديك إلى الحمار و كأنّ شيئا لم يكن ! إنّه يمرّ من تبارى مائة زهرة إلى دكتاتوريّة فرد و لا ندرى كيف و من أين أتى بهكذا قراءة ، يمرّ بصيغة أبسط من العدد مائة إلى العدد واحد في لمح البصر ، و بعلكة كان يلوكها في فمه يلصق الصيغتين مائة و واحد بالماويّة لينال منها مرّتين ، أو يصيب عصفورين بحجر واحد . الخوجيّة وحدها قادرة على مثل هذه القفزات البهلوانيّة من مائة إلى واحد ، من الليبراليّة إلى دكتاتوريّة الفرد في حزب ! و ليضحك من يرغب في ذلك و ليسكب الدموع من كان يتوقّع من حزب العمّال التونسي شيئا آخر غير اللخبطة الفكريّة التحريفيّة الإصلاحية . و عليه لا بدّ هنا من أن نميط اللثام مجدّدا ( فقد فصّلنا القول في المسألة حين ناقشنا كتاب محمّد الكيلاني، " الماويّة معادية للشيوعية " عندما كان من ابرز قادة حزب العمّال الشيوعي التونسي ) عن سياسة " لتتبارى مائة زهرة " و نترك المجال لماو تسى تونغ نفسه يشرح كيف أنّها لا تتّصل البتّة بالحزب الشيوعي الصيني و الصراع صلبه الذى يعتمد فيما يعتمد صراع الخطّين كنظريّة طوّرها ماو تسى تونغ و إنّما تتّصل بمجال الثقافة و الفنّ و العلم ، ثمّ نفسح المجال للينن ليعلّق على "دكتاتوريّة الفرد ".
في خطاب " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " الملقى في فيفري 1957 ، أعرب ماو تسى تونغ مباشرة و صراحة في الجزء الثامن ، عن أنّ :
" السياسة القائلة " دع مئة زهرة تتفتّح و مئة مدرسة فكريّة تتبارى " إنّما تحفز إنطلاق الفنّ و تقدّم العلم ، و تحفز إزدهار الثقافة الإشتراكيّة في بلادنا . ففي ميدان الفنّ يمكن أن تنمو بحرّية أشكال و أساليب مختلفة ، و في مجال العلم يمكن أن تتبارى بحرّية مدارس متنوّعة . و نحن نعتبر أنّ الترويج القسري لهذا الأسلوب أو لهذه المدرسة ، تحريم ذلك الأسلوب أو تلك المدرسة ، بقوّة السلطة الإداريّة ، هو عمل يضرّ بنموّ الفنّ و العلم . إنّ مسألة الصواب و الخطأ في الفنّ و في العلم ينبغي أن تحلّ عن طريق نقاش حرّ بين أوساط الفنّانين و العلماء و عن طريق ممارسة الفنّ و العلم ، و لا يجوز أن تحلّ بأساليب بسيطة . و غالبا ما يكون إمتحان الزمن ضروريّا للبتّ فيما هو صحيح و ما هو خاطئ... "
( الطبعة باللغة العربيّة ، دار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين 1966 ؛ نسخه للأنترنت " الصوت الشيوعي " – مكتبة الشيوعيّين العرب )
فهل من بيان أبلغ من هذا لدحض الإفتراءات و الترّهات الخوجيّة البغيضة لحزب العمّال التحريفي و الإصلاحي الدائس للحقائق التاريخيّة ؟
2- الوقائع محلّيا و عالميّا أثبتت و تثبت صواب الأطروحات الماويّة و خطل الترّهات الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة لحزب العمّال :
في مقال سبق نشره منذ مدّة على صفحات الحوار المتمدّن ، سبتمبر 2017 في العدد 33 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " - و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة - ، و إخترنا له من العناوين " صدق ماو تسى تونغ و كذب الوطنيّون الديمقراطيّون و حزب العمّال الخوجيّون : صراع الخطيّن نموذجا "، أجلينا شيئا من الحقائق بصدد صراع الخطّين الذى نال ما نال من التشويه الخوجي ينطبق حتّى على المجموعات الخوجيّة عينها ذلك أنّه يشمل كلّ شيء و ظاهرة و سيرورة ، بما هو تكثيف مادي جدلي لقانون التناقض ، القانون الأساسي للمادية الجدليّة ، مطبّقا على الأحزاب كمادة في حركة ، شيئا أو ظاهرة أو سيرورة . و ممّا كتبنا نقتبس لكم فقرة لا أكثر تعنى بحزب العمّال التونسي و ما عاشه من صراع خطّين قبل ظهور ما سمّي بالكتلة التصفوية :
" عرف حزب العمّال الشيوعي التونسي الذى رفع إلى السماء " الوحدة الصمّاء " الخوجيّة صراع خطّين شهير جدّا أفرز ما أطلق عليه جماعة حمّة الهمّامي " الكتلة " و على رأسها من كان يعتبر عامة الرجل الثاني في الحزب ، محمّد الكيلاني. و شكّل الكيلاني حلقات الشيوعيين الديمقراطيين و تاليا الحزب الإشتراكي اليساري . و منذ فترة ، جدّ صراع خطّين صلب حزب حمّه و نادت مجموعة خرجت عليه بتأسيس حزب جديد، حزب شيوعي جديد لم يرى النور إلى اليوم. "
و فيما يلصق حزب العمّال التونسي الموسوم ب " بيروقراطية القيادة " حسب عناصر من صفوفه ( ص 156 ) ، يلصق بالماوية زورا و بهتانا على أساس واه مرّ بنا ، " حقّ التيّارات و التكتّلات في التواجد صلب الحزب " و بالمقابل أيضا " دكتاتورية الفرد " ، نشاهده هو ذاته و ليس الحزب الشيوعي الصيني الماوي ، يسمح بذلك فالتكتّل الأخير الذى نعت في وثائق المؤتمر الخامس إيّاه بالتصفوي (ص 156) والذى ظهر في السنوات الأخيرة ، فضلا عن " الكتلة اليمينيّة " ( ص 196) بداية التسعينات( والمقصودة هنا كتلة القيادي آنذاك محمّد الكيلاني وأنصاره )، عاش لسنوات صلب هذا الحزب " قبل و بعد الثورة " ( ص 156 ) : "... ليظهر في ما بعد جوهر الخلاف الذى ظلّ دائما فكريّا / سياسيّا قابل بين الموقف الثوري للحزب و النزعات اليمينيّة او اليسراويّة لهذا أو ذاك ، و آخر تعبيرة عن هذا المنحى بروز التكتّل التصفوي الذى يتغطّى بقناع " محاربة البيروقراطية صلب الحزب و التي تمثّلها القيادة " ، و الذى جمّع مجموعة عناصر من داخل الحزب و خاصة من المنسحبين منه ... و التي تهدف في الحقيقة إلى التخلّى عن طراز الحزب و هويّته و خطّه التنظيمي ..." .
بغض الطرف عن تعبير " المنحى " بدلا من الإنحراف على الأقلّ و الخطّ أصحّ ، و عن كيفيّة مشاركة المنسحبين في تكتّل داخل الحزب ! ، سطّرنا كلمات تشدّد على أنّ صراع الخطّين دام سنوات و أنّ صراع الخطين حقيقة موضوعيّة تعيشها كافة الحزاب بما هي كائنات حيّة ينسحب عليها قانون التناقض أو وحدة الأضداد . و من ينكر الحقيقة التي قال لينين أنّها وحدها هي الثوريّة ، و من ينكر حقيقة صراع الخطّين يضطرّ إلى اللغو حول النقاء الإيديولوجي و الفكري و إلى الوحدة الصمّاء و الفولاذيّة إلخ سابحا في الأوهام بينما الواقع يتحرّك تحته و فوقه و إلى جانبين حركة مادية جدلية يدفعها التناقض / وحدة الأضداد لتفرز هذه الحركة موضوعيّا صراعا و نموّا و تغيّرا كمّيا و كيفيّا / نوعيّا ، مراكمة و قفزات ، و هذا ما حدث مع حزب العمّال الألباني الخوجي ذاته ملهم حزب العمّال التونسي . فبالرغم من تعهّد أنور خوجا و راميز عاليا و غيرهما من قادة ذلك الحزب بالبقاء على الطريق الإشتراكي و بقاء الحزب ماركسيّا – لينينيّا ، جرت المياه بما فنّد و يفنّد و سفّه و يسفّه مزاعم الخوجيّين النظريّة جميعا بشأن صراع الخطّين الماوي فتحوّل الحزب الألباني عينه إلى حزب برجوازي و تحوّلت الدولة التي كان يقودها إلى دولة برجوازية و نسفت المقولات المثالية الميتافيزيقيّة الخوجيّة و تأكّدت مرّة أخرى المقولات المادية الجدليّة الماويّة .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدّمة بحث : وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن ...
- مقالات و كتب ناظم الماوي ( 2019-2011 )
- محتويات العدد 37 من نشريّة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ...
- ثمّة فشل و ثمّة فشل ! - 7 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال ا ...
- السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة ...
- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة – 5 - م ...
- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية – ...
- ملاحظات نقديّة ماركسيّة لخطاب رئيس تونس الجديد إبّان حفل أدا ...
- الدولة بين المفهوم الماركسي و المفهوم التحريفي – 2 - من تجلّ ...
- أشكال حكم دولة الإستعمار الجديد و أوهام إمكانيّة إصلاحها لخد ...
- تونس : تصوّروا فوز حمه الهمّامي الأمين العام لحزب العمّال ال ...
- لخبطة فكريّة بداية من العنوان - 1- من تجلّيات تحريفية حزب ال ...
- من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب ا ...
- الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ...
- - إزدواج الواحد - مفهوم ماديّ جدلي ثوري و- جمع الإثنين فى وا ...
- كتاب جديد لبوب أفاكيان يستحقّ الدراسة النقديّة العميقة : إخت ...
- قانون وحدة الأضداد هو قانون التناقض وماديّا جدليّا، لا وجود ...
- النقد و النقد الذاتي و الطرد من الحزب بين الفهم المادي الجدل ...
- لفهم ما يجرى فى فنزويلا فهما صحيحا و عميقا من منظور شيوعي ثو ...
- نظرية صراع الخطّين فى الحزب تطبيق لقانون التناقض الشامل لكاف ...


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - دحض أسس الهجوم المسعور الرجعي المتواصل على الماويّة- الفصل الأوّل من بحث - وثائق المؤتمر الخامس لحزب العمّال التونسي تبيّن بجلاء أنّه حزب تحريفي إصلاحي لا غير -