أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية - الجزء الخامس















المزيد.....

من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية - الجزء الخامس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 13:37
المحور: القضية الكردية
    


استطاعت الأنظمة العروبية والقوى المتربصة بالكورد، القضاء وبسهولة على مكانة معظم العائلات المعروفة، علما ً أن الغاية الرئيسة لم تكن هذه، بل الفلاح الكوردي والعلاقات الاجتماعية في المجتمع، وعاطفته العفوية تجاهها وتجاه أمته، بعدما مهد لهم ولربما بدون إدراك الحزب الشيوعي؛ كما ذكرنا وفيما بعد أحزاب اليسار الكوردي، وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من نشرهم الخلافات، وخلق الفتن في الريف الكردي، إلى درجة كادت أن تقضي على القضية القومية الكردية تحت خيمة الصراع الطبقي الاجتماعي، في الوقت الذي كان مفهوم القومية العربية تسود وتنتشر عن طريق أحزابها، وتهيمن على النظام ومفاصله والمجتمع، والعشائر العربية تتمدد في جغرافيتنا وتحتل جغرافيتنا، بسلب أراضي الفلاحين الكورد قبل أراضي الإقطاعيين، حتى ولو لم تكن ملكية لكنها كانت مصدر الرزق الوحيد. أتذكر حديث لوالدي في هذ المجال، قال: أن أكثر من تأذى من جهالة الشيوعيين الكورد واليسار الكوردي، دون أن يخلقوا البديل، وأستغلها البعث، هم الفلاحون الكورد، ومن ثم الإقطاعيون، وأكثر من استفاد منها هم أعوان النظام في المدن ومن ثم الفلاح العربي وبعده الإقطاعي العربي، وأضاف، خسرنا ليس علاقاتنا الاجتماعية في القرية، بل كوردستانية جغرافيتنا التي تحتل، وجغرافية كوردستان التي تقتطع أمام أعيننا.
والأغرب هو دور اليسار الكوردي والمتمثل بالحزب المنشق عن الحزب الكوردستاني، ليس من حيث الفكر بل من حيث تعميق الصراع الطبقي الذي عملت عليها طويلا المربعات الأمنية، وقد كان لضحالة قياداتها كما ذكرنا سابقا، وجهالة الذين تأثروا بالفكر الشيوعي رغم وجود تشعبات من البعد القومي، أعجز من أن يأتوا بالبديل:
1- عن المجتمع الطبقي الكوردي الذي أنهار، أتذكر وسيتذكرها الأخوة من جيلي، كيف أن الخدمات الجماعية والتألف في قرانا انعدمت فجأة، بعدما كانت تتم بين أهالي القرية الواحدة والمجاورة بدون مقابل، من مساعدة بناء دار إلى تصليحها قبل مواسم الشتاء، إلى التحضير لمؤونة الشتاء، وجمع الحصاد، والخدمات التي كان يشترك فيها الجميع، زالت ليس بين الأغا أو شبه الإقطاعي والفلاحين بل بين أبناء القرية ذاتهم، وحلت المصلحة والأجرة مكانها، فتأذى الفلاح الفقير أكثر بكثير من الأغا والفلاح الغني.
2- عن المفهوم القومي حيث التوجه الكوردستاني الذي أرسل إلى المرتبة الثانية بعد الأممية، وبجهالة غريبة، فأصبحت مجمل الحوارات والنقاشات في الاجتماعات الحزبية وبين المثقفين على الاشتراكية والنظرية الأممية، إلى درجة أصبح الحديث عن القومية الكوردية والمطلب الكوردستاني معيبا وعدت جهالة سياسية، بل وأصبحت الحالة المادية الثرية مخجلا.
وهذا الخلط ما بين الصراع الطبقي والقومي لم يخرج بمنهجية لتقوية النضال الكوردي كما تم في بعض حركات التحرر العالمية، كمواجهة الموجة القومية العروبية والأممية الشيوعية، بل ساهمت في إضعاف الكورد، قوميا واجتماعيا أمام محتليهم، وكانت أضحل من أن تفكر بإعادة أنتاج العلاقات بشكل يتناسب والنضال القومي الكوردي، أو حتى الطبقي، والتي عادة تدمج في مراحل النضال التحرري للشعوب، كما وأن الطرف الأخر من الحزب، كانت أعجز منها، لكنه على الأقل لم يساهم في توسيع شرخ الصراع بين الشعب الكوردي، وحافظت على البعد القومي، وأهم أسباب هذا العجز كان لغياب التراكم المعرفي والوعي العام وضعف الإدراك للعلاقات الدولية لدى القيادات الحزبية المنتدبة من قبل الغير، ولا شك لهذه المعضلات أسبابها.

لنتذكر الماضي عله ينفع:
الشعب يحلم ألا تتكرر تجارب تاريخنا المؤلم، وألا يكون الجاري تكرار للبعيد، فعندما نراجع صفحات ماضينا تتكدس أمامنا تاريخ الشخصيات الكردية، العشائرية أو السياسية، مثلما أحتل في النصف الثاني من القرن الماضي الصراع الطبقي بين المجتمع الكوردي جل صفحات تاريخنا. وجل الأفراد الذين برزوا، كانوا ما بين الأميين والمتعلمين أو أشباه المثقفين، وبعضهم درجوا، جدلا، تحت صفة أشباه السياسيين، وكثير ما يبالغ البعض في وصفهم، ويتم تضخيم نضالهم ومستوياتهم الفكرية، علما أن معظم القيادات أصبحت خبيرة في الحنكة الحزبية، وضحلة في العلاقات السياسية، لذلك عند دراسة تاريخهم يلاحظ الانتهازية أكثر من فاضحة في علاقاتهم وأفعالهم.
وقد برزت دهائهم في العقود الماضية، ضمن مؤامرات المؤتمرات الحزبية، ودرجت ضمن خانة السياسة، وهي في الواقع نوع من أنواع الخدع الاجتماعية، أبدع فيها العديد من المثقفين الحزبيين الكرد، ومررت تحت خانة، انتهاز الفرص حنكة سياسية، فتناسوا سؤال ذاتهم، لمصلحة مَنْ كان يتم التلاعب: الشعب أم الذات؟ ألم تكن متاجرة بمكانة الحزب، وقضية الأمة، مثلما فعلها سابقا الحزب الشيوعي لمصلحة ذاتية أنانية، ولاحقا البعث لمصلحة القومية العربية.
وطوال هذه المسيرة ظلت قيادات الأحزاب الكورية توسع في الخلافات الحزبية والتي لم تكن لها أرضية فكرية، واليسار الكوردي توسع الشرخ بين المجتمع، الذي لا يزال يعيش الحالتين وبأعمق مجالاتها حتى اللحظة، إلى أن أصبح الشارع الكوردي لا يعرف ذاته إلا على خلاف مع الكوردي الأخر، إن لم يكن حزبيا سيكون طبقيا، وإن لم يكن فكريا سيكون اجتماعيا، ونستطيع القول إن منطق الاختلاف أصبحت سمة كوردية مميزة، كثيرا ما نخلق له تاريخا بيننا. وهذا ما يذكرني قول الفيلسوف اليوناني الغني عن التعريف (سقراط 470-399 ق.م) رائد منهجية استخدام الاختلاف لبلوغ الهدف، وأصبح ضحيتها "سيكون بالنسبة لي من الأفضل لو كان هنالك الكثير من الرجال الذين يختلفون معي بدلاً من أن أكون أنا وحدي غير منسجم مع نفسي" ولم ينتهز الفرصة في الوقت الذي وفرها له طلابه أمثال أفلاطون وزينفون، وفضل التضحية بالذات من أجل تنوير المجتمع، لكننا بعكسه كان يطمح لهدف بعكس أحزابنا الكوردية وقياداتها حيث الخلاف والاختلاف بحد ذاته الهدف، أقول قياداتها، لأن الحزب عرف بشخص أو في افضل الأحوال بعدة أشخاص قياديين، والقيادة بحزبه المسجل باسمه، وهذه إحدى مورثات الحزب الشيوعي.
ومن أغرب ما تبناه قيادات أحزابنا، الجدلية الضحلة، المنشورة من قبل الأنظمة الشمولية، إما معي أو ضدي، وأصبحت مجال حوارات وخلافات حادة بين شريحة واسعة من الحزبيين الكرد، والسياسيين المثقفين، يتقبلون الفكرة دون تحليل ودراسة، ويدعمونها كما يسقط عليهم من قبل أطراف كردستانية، وهنا ضاعت عندهم، ليس فقط منطق توعية المجتمع، بل توعية الذات، قد يفيدون طرفا سياسيا، لكنهم سوف لن ينقذوا المجتمع، ولا الشعب والأمة، ولا قضيتهم الكردستانية.
وهم بعكس المثقف التنويري، صاحب الخطاب العقلاني؛ وبمعرفة أو إدراك جدلية الصح والخطأ ونسبيتهما، ووعيه يحرضه؛ قد يكون لا مع هذا ولا مع ذاك، وليس ضده أو صديقه، بل هو صوت الشارع، ومعاناة المجتمع وحامل لقضية شعبه كما يفهمها، ولن يتوانى من وصف ذاته، في حال الخطأ، كما وصف (ميشيل فوكو 1926-1984م) نفسه بالكاتب الفاشل عندما كان يحس أن كتاباته لا تثير الحدس السياسي وخيال الأديب.
أحيانا وضمن خضم هذه الخلافات الفكرية، والسياسية الكردستانية، تدرج قضية صراع الشعب الكردي مع الأعداء، والتي هي جدلية مغايرة، لا حياد فيها ولا استقلالية، تكون مهمة المثقف ليس فقط تنوير المجتمع، بل تجميع قوى الأمة لمواجهة الأعداء، ومن الخطأ تناسي هذه القضية، وتوسيع الشرخ بين القوى الداخلية، فالحياد هنا، حتى ولو اختلفت أساليب الموجهة، ستكون نوع من الخيانة، وأقله الانتهازية، وللأسف استخدمها البعص من القياديين مثلما يفعلها البعص تحت غطاء الوطن السوري، حتى ولو كان يتم التغطية عليها تحت حجج انتهاز الظروف أو العلاقات أو المواقف السياسية.
فالمأمول من المثقف التنويري قبل المثقف السياسي، لإزالة هذه السلبيات التي رافقت أحزابنا من خلال قياداتها، أو قياداتها على حساب الأحزاب، إحداث تغيير في مفاهيم المجتمع، ومحاولة إعادة تركيبة وعيه، وبالتالي إعادة إنتاج الأحزاب وقياداتها، دون تنازل لأي طرف سياسي، والحذر من الانحياز لطرف ما، والذي قد يغرقه في الالتزام بالإملاءات الحزبية، فيتهم بالانتهازية من قبل المثقف الحزبي السياسي، وبها ستستمر نفس السلبيات، وستتم التغطية على الأضرار التي لحقت بالقضية والمجتمع خلال العقود الماضية.

يتبع...
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
1-11/6/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الرابع
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الثاني
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الأول
- نداء الخيانة العروبي الداعي إلى تقسيم سوريا
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الثاني
- الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام؟ -الجزء الأول
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية -2/2
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية- 1/2
- المثقف الانتهازي
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة- الجزء الثالث
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة-الجزء الثاني
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة - الجزء الأول
- المستقلون في الحراك الكردي
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الرابع


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية - الجزء الخامس