أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث















المزيد.....

الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المنطقي أن يتناول الإعلام السوري أخبار كل القوى السياسية واتفاقياتهم وعلاقاتهم الداخلية والخارجية، ومن بينهم القوى الكوردية، كلاعب رئيس في تحديد مستقبل الوطن، بعدما ضحت الكثير من أجله؛ رغم الحقد والتهميش المتعمد ليس فقط من قبل القوى الإقليمية بل من أبناء الوطن؛ الذين يقدمون ذاتهم معارضة؛ دون أن نأتي على ذكر السلطة لأن مواقفها التاريخية العنصرية من الشعب الكوردي وقضيتهم أكثر من معروفة. كما ومن المنطقي لأية جهة إعلامية البحث في علاقات الكورد الدولية، وما يقدمونه من خدمات إيجابية أو سلبية، وعرضه على محاور النقاش والتحليل، إن كان من بعد معرفي أو تقييم لمدى خدمته للشعب والوطن، كما ويحق للمكون العربي مناقشة العرض الكوردي حول إقامة نظام سوري فيدرالي لامركزي، كاقتراح نابع عن بعد رؤية؛ وعمق معرفة؛ وقناعة على أنه الأنسب لإنقاذ سوريا وشعوبها من الدمار والتقسيم الواضح أشكاله على الساحة الجغرافية.
لكن أن يبث الإعلام العربي السوري، وبينهم قناة أورينت مع أقنية النظام، ومعها شلة انتهازية من المعارضة، وبشكل كيدي عن الشعب الكوردي وحراكه برامج عنصرية، تبين مدى خيانتهم للوطن، لأنها:
1- خالية من المصداقية، وبلغة مليئة بالكراهية، ضد الشعب الكوردي وتتغاضى بالمقابل عن فساد المعارضة وبشائع منظماتها المسلحة ليس فقط في عفرين وكري سبي وسري كانيه بل في إدلب وسابقا في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى، وتتناسى تقسيمهم الجاري والمخزي لسوريا.
2- تبحث في العلاقات الكوردية مع القوى الكبرى والتي هي من حقها على خلفية الأعداء المتربصين بهم، وتعرضها كخيانة وطنية، وتغطي على بيع المعارضة لجزء واسع من جغرافية سوريا الوطن وبحفنة من الدولارات لتركيا، وتغمص عيونها عن العلم التركي المرفرف على ربع جغرافية سوريا، تضعهم في خانة الإجرام بحق الوطن.
3- تهاجم جلسات التفاوض الكوردي-الكوردي، المؤدي، فيما إذا نجحت، إلى خلق تفاهم بين طرفين من أطراف الحرك الكوردي والذي يكمن فيه مصلحة سوريا كوطن، وتقوية حماية مليوني ملتجئ عربي تحتضنهم المنطقة الكوردية، وتتكتم بالمقابل ما هدروه من كرامة السوريين في المؤتمرات العديدة المباعة فيها ربع الوطن، وكيف عرضوهم سلعة رخيصة تتحكم بهم قوى إقليمية؛ أصبحوا عراب مصيرهم: يقررون متى يجب أن يهاجروا من الوطن ومتى يتجهوا نحو أوروبا، ومتى يجب تجنيد شبابنا السوري في حروبهم كمرتزقة لقوى ليبية من أجل شحنات من النفط.
هل ياترى هذه هي مهنة الإعلام الوطني النزيه، وهل هذا ما كان يحلم به المواطن السوري؟
أليس التخلي عن تعرية السلطة وأسقاط النظام، والتفرد بمهاجمة الشعب الكوردي، خيانة وطنية وانحطاط خلقي؟
أليس من حق الشعوب السورية محاكمة القائمون على الإعلام الفاسد، وفي مقدمتهم صاحب قناة أورينت وثلة من طاقمه، مثلما يجب محاسبة النظام الإجرامي وقادة المعارضة والمنظمات التكفيرية؟
للأسف في الوقت الذي توقع الكورد من قناة أورينت تطوير علاقاتها الوطنية، بعدما خصصت قسما للغة الكوردية، انصدموا بعكسه، على خلفية تبيان حقيقة حقد مسؤولي القناة على الشعب الكوردي. ولا نعلم فيما إذا كانوا قد انحرفوا عن مسارهم الوطني الذي بينوه للكورد، وفضلوا الخط القومي العربي، وهذا من حقهم، أم أنهم غطوا بتلك الشراكة الوطنية الناقصة ثقافتهم العنصرية؟
تحْتَ مصطلح الدفاع عن الكورد، والذي بدأنا نقرف منه، المستخدم من قبل كل من يحاول الطعن في قضيتنا، تهاجم قناة أورينت على الحراك الكوردي، وتتهمهم بأبشع ما يمكن تصوره وبلغة سوقية، ولم يتبين بعد فيما أذا كانوا يبثون هذه المفاهيم عن قناعة أو تحت إملاءات خارجية، لكنهم وضحوا قبل يومين وفي البرنامج الخاص عن التفاهمات البدائية بين طرفيين كرديين، وما سبقتها ولمرات عدة، أنهم يبثون إعلام سوري فاسد، وعرف في الوسط العربي قبل الكوردي كقناة موبوءة، فمعظم نشراتها الإخبارية وحواراتها، تزيد من ثقافة الحقد والكراهية التي خلقها البعث على مدى أكثر من نصف قرن بين المجتمع السوري، ومنذ البدايات التي برزت فيها كصوت للمعارضة السورية، نشرت أكاذيب وتلفيقات لا تقل عما بثته جميع المربعات الأمنية ومراكز أعلام البعث على مدى ست عقود، وما خلقته من الشرخ بين الشعب الكوردي والعربي، تجاوزت معظم الإعلام العربي الفاسد وعلى مستوى الوطن العربي، كالجزيرة وبعض القنوات العراقية الحاقدة على الكورد، وبهذا بينت وكأنها الوجه الأخر للإعلام البعثي، الذين تنقصهم القليل من أخلاقيات المهنة.
الشعوب السورية ضحت بالكثير من أجل تغيير النظام، وإحلال البديل المناسب، آملاً تقديره كإنسان، تحت خيمة ثقافة ديمقراطية، ينهض على أسسها أبناءهم وأحفادهم بعزة وشرف وكرامة، ويشعرون أمام الأمم الأخرى بإنسانيتهم، لكن وللأسف ما فعلته المعارضة وما نشرته إعلامها من مفاهيم الكراهية، أصبح العديد من السوريين يحسدون ماض النظام المجرم على حاضرهم، خاصة بعدما ظهرت على العلن فساد الشريحة السياسية والفصائل العسكرية وبذائة بثهم الإعلامي، وسوادهم يتدرج ما بين بيع الوطن على مفترق الطرق الإقليمية، وسرقة الملايين من المساعدات الدولية المرسلة للمهاجرين والمشردين ضمن الوطن.
لا خلاف على أن نتاج ثقافة البعث والأسدين وعلى مدى العقود المظلمة المتسلطة عليها إدارات الظلام، كان كالوباء بين المجتمع، ماتت على خلفيتها الإنسانية في الوطن، لكن وبعد السنوات التسع من الصراع، أنتجت المعارضة فكرا أظلم وإعلام أفسد منه، يضيفون فسادا على ثقافة نظام الأسد العنصري بين المجتمع، ولكن بلباس أخر. ولعدم قدرتهم التحرر من الصور النمطية التي غرزتها فيهم البعث، ومنها عن الشعب الكوردي، تخرج الأفكار أظلم وأكثر دونية، فكريا وأخلاقيا، فتدمير الوطن سهل جدا، بعكس بناءه، وتبنيهم لهذه الأفكار تهدم ولا تعمر.
فبرنامج تلفزيوني من قناة كقناة أورينت، بإمكانها أن تصدع علاقات وطنية مبنية على مدى عقود، وتخلق صراعا مقيتا بين شعبين، أو طائفتين، وللأسف، فبدلا من أن تكون صوت الشعب والثورة، والوطنية الصادقة، أصبحت عرابة أخطر البرامج العنصرية بين الشعبين الكوردي والعربي، تنشر ما لم تتمكن إعلام النظام من عرضه، بل ويقال إن السلطة كثيرا ما تراجعت عن بعض قضاياها ضد الشعب الكوردي؛ لأن إعلام المعارضة، وفي مقدمتهم أورينت، تكفلت بها، فتؤدي واجبها على أكمل وجه ضد الشعب الكوردي والمكونات السورية المذهبية غير السنية، وخير مثال تغطيتهم على جرائم المنظمات المعارضة وبحماية تركية، ضد أهلنا في عفرين وخاصة مع أبناء الديانة الإيزيدية. وكواجب وطني وأنساني كان عليهم أن يخصصوا حلقة يومية عن الجرائم التي تحدث في المناطق المحتلة تركيا.
لكن بالعكس يسخر طاقم أورينت ساعات من عملهم على نشر مفهوم ساذج، مطعون فيه كرديا، وهو أن أطراف الحراك الكوردي بتفاهمهم يتجهون نحو تقسيم سوريا، في الوقت الذي بدأ البعث يضع البديل عنه، لأنه تأكد من غباءه في هذه الإشكالية المردودة عليهم، مع ذلك لا تزال المعارضة الفاسدة متمسكة بالمنطق البعثي المتدني وطنيا، وفي الواقع الجميع يرى وعلى أرض الواقع كيف هم يقسمون سوريا وتحت مسوغات هزيلة، وبينهم من باعوا جزء من الوطن إلى تركيا، والقسم الأخر لإيران، والكورد هم الوحيدون المدافعون عن وحدتها تحت منطق الفيدرالية واللامركزية، علما أن طرحنا المنطقي هذا سينقذ البقية الباقية من أرض سوريا المنهوبة من قبل الدول الإقليمية، وهو الحل الوحيد لإنقاذ الشعوب والمكونات السورية من الصراعات الدموية، وسيخلق الشعور بالأمان، وهذا ما لا يستوعبه الفكر التكفيري العروبي الجامد.

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
18/6/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام؟ -الجزء الأول
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية -2/2
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية- 1/2
- المثقف الانتهازي
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة- الجزء الثالث
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة-الجزء الثاني
- هل كردستان تتجه نحو الحضارة - الجزء الأول
- المستقلون في الحراك الكردي
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الرابع
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الثالث
- من مآسي حراكنا الكردي الجزء الثاني
- من مآسي حراكنا الكردي- الجزء الأول
- الإداراتين الكردستانيتين في مواجهة كورونا
- في محراب اللغة الكردية
- ستنتصر البشرية على الكارثة
- أصغر مخلوق يرعب البشرية- فيروس كورونا
- سم سقراط وأعداء الكرد


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث