الملاحة الفضائية كمشروع محوري لتنمية الاقتصاد الروسي

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 05:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

أندريه كيسلياكوف، معلق نوفوستي السياسي كتب عن الملاحة الفضائية الروسيه علي انها مشروع محوري لتتميه الاقتصاد الروسي وقد نري في القريب العاجل هناك سياحة فضائية!! ويقول اندريه كيسلياكوف ان !!!

لم يكن في مقدور المرء أن يتصور منذ ثلاث سنوات فقط أن ذلك القطاع المحتضر - كما بدا - وهو قطاع الملاحة الفضائية الوطنية كجزء مكون من المجمع الصناعي الدفاعي سيتحول اليوم الى مشروع محوري لتنمية الاقتصاد الوطني. ويستدل ذلك من كلمة ألقاها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أمام المشتركين في المنتدى الاقتصادي الدولي الذي عقد في يونيو الحالي في سانت بطرسبورغ.

وبعد وصفه المجمع الصناعي الدفاعي الوطني بأنه "قاطرة الاقتصاد الروسي" أوضح إيفانوف أن هذا المجمع يوفر منذ الآن أكثر من 70 بالمائة من المنتجات ذات القيمة العلمية والتكنولوجية العالية ويضم أكثر من نصف الباحثين العلميين في البلاد. مع العلم بأن الملاحة الفضائية المدنية تتصدر سائر الفروع الاقتصادية المتقدمة تكنولوجيا.

ليس في مقدور أي بلد أن يضطلع اليوم بمفرده بالبحوث الكونية الواسعة النطاق لا سيما دراسة الفضاء الكوني البعيد وتنظيم بعثات مأهولة طوية الأمد الى الكواكب الأخرى. ويطيب لنا أن إدارة وكالة "ناسا" الأمريكية الفضائية التي تقدر تجربة روسيا في مجال الرحلات الكونية الطويلة الأمد حق قدرها ترحب بالتعاون الأمريكي - الروسي في استكشاف القمر والمريخ. على أي حال نستطيع أن نستقرأ هذا المعنى من تصريح مدير "ناسا" مايكل غريفين الذي أدلى به في المؤتمر الصحفي بصدد برنامج "كونستليشن" (البرج السماوي) الهادف الى عودة رواد الفضاء الى سطح القمر مع حلول عام 2018 ووصول الإنسان الى المريخ مع حلول عام 2030.

ومن جهة أخرى أعلن مدير برنامج الرحلات المأهولة في وكالة الفضاء الروسية ألكسي كراسنوف في أواسط يونيو الجاري أن "مخططاتنا تضم دراسة القمر على نحو أعمق مقارنة برحلات مركبات "أبولو" الأمريكية إليه". وعلى حد قوله إن الحديث يمكن أن يدور في المستقبل حول "استثمار القمر صناعيا". ويعتبر كراسنوف أن البحوث القمرية الواسعة النطاق تهيئ التربة للبعثة الى المريخ.

وتخطط روسيا لإنشاء قاعدة دائمة على سطح القمر وإتقان نظام النقل والمواصلات من أجل جلب هليوم 3 - ذلك الوقود المثالي الآمن أيكولوجيا لمفاعلات الدمج النووي - من القمر إلى الأرض. وأفاد رئيس مؤسسة "أنيرجيا" لصناعة الصواريخ الفضائية الروسية نيقولاي سيفاستيانوف قائلا "إننا نخطط لبناء المحطة الدائمة على القمر مع حلول عام 2015 وبدءا من عام 2020 يمكن أن نباشر هناك استخراج نظير هليوم نادر على الأرض يعرف كـ"هليوم 3".

وأضاف سيفاستيانوف أنه في حال اعتماد البرنامج المناسب يمكن أن يبدأ تشغيل مركبة "كليبر" المتعددة الاستعمال كوسيلة نقل للرحلات نحو القمر اعتبارا من عام 2015. وسوف تغدو المحطة المدارية الدولية بمثابة هدف مرحلي بالنسبة للمركبة الروسية لتتحول وقتئذ الى مطار فضائي دولي - حسب رأي رئيس المؤسسة الصاروخية الروسية.

وقد عبر الأكاديمي آريك غاليموف عضو مجلس البحوث الكونية لدى أكاديمية العلوم الروسية عن قناعته بضرورة الشروع منذ الآن بالبحث عن مصادر بديلة للطاقة لأن مخزون النفط والغاز واليورانيوم على الأرض سيكفي (حسب درجة استهلاكه الحالية) لفترة مائة سنة تقريبا - حسب تقديرات العلماء". وقال "إن تكلفة جلب الوقود من الأجرام الكونية ستكون أقل من تكاليف الطاقة الكهربائية التي تولد الآن في المحطات الكهرذرية". ويعتبر الأكاديمي أن استيراد هليوم 3 من القمر يمكن أن يصبح حقيقة واقعة بعد 30 عاما شريطة الشروع بالعمل في هذا الاتجاه منذ الآن". وحسب تقديراته سوف يكلف إعداد هذا المشروع نحو 100 مليون دولار لا أكثر. ولكنه بديهي أن تنفيذ البرنامج القمري الطويل الأجل سوف يتطلب حتى في ظروف روسيا عدة مليارات من الدولارات، المبلغ الذي لا تملكه وكالة الفضاء الروسية.

وعلى ضوء ذلك توجه مدير وكالة الفضاء الروسية اناتولي برمينوف في أواسط عام 2005 الى "ناسا" باقتراح التعاون في إطار البرنامج المستقبلي لاستثمار القمر. وأفاد مدير وكالة الفضاء الروسية قائلا "إننا تلقينا دعوة للمشاركة في مختلف مشاريع غزو الفضاء الكوني بما في ذلك المشاريع الخاصة بالقمر. وقد طرحنا اقتراحاتنا بهذا الصدد وتقوم "ناسا" الآن بدراستها".

وإذا فسرنا تصريح غريفين المذكور كثمرة لتلك الدراسة فاستطعنا أن نتحدث عما قريب عن حل مسألة الطاقة بالنسبة للأرض.

وفيما يتعلق بتنظيم البعثة المأهولة الى المريخ فإن مشروع المركبة الروسية المستقبلية من أجل هذه البعثة لا بد وأن يثلج قلب المستشار العلمي للرئيس الأمريكي جون ماربورغر الذي أعلن عشية الاجتماع مع زملائه في مجموعة "الثمانية الكبار" في سانت بطرسبورغ في يوليو القادم أن الطاقة والفضاء يعتبران المجالين الواعدين الأكثر للتعاون الثنائي. وفي معرض التعقيب على تصريح الرئيس فلاديمير بوتين بضرورة تكثيف الجهود في مجال تكنولوجيا "النانو" أكد ماربورغر أن الولايات المتحدة مفتوحة للتعاون مع روسيا في هذا المجال.

وجدير بالذكر أن أنظمة دعم الحياة للسفينة المريخية المستقبلية سوف تعتمد تكنولوجيا النانو بعينها. الأمر الذي أكده مدير معهد القضايا الحيوية والطبية الأكاديمي أناتولي غريغورييف في المؤتمر الدولي الـ13 المعني بعلم الأحياء الفضائي والطب الفضائي.

فقال "إن أحد الاتجاهات الثلاثة الهامة لتجربة "500 يوم" (المحاكاة التامة للبعثة الى المريخ في ظروف الأرض) يتمثل في تطوير أنظمة دعم الحياة للمركبة التي سوف تسافر الى الكواكب الأخرى. وهي لا بد أن تعتمد تكنولوجيا النانو لأنها يجب أن تكون مدمجة وخفيفة". ولذا فإن اهتمام الباحثين الروس سوف يتركز - حسب رأي غريغورييف - على هذا الاتجاه الهام.

#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل