أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل محمد عبد الكريم - (نص) (تداعيات حسان بن خنجر وهو يتنفس رطوبة الفاو ومستنقعاته المائية)














المزيد.....

(نص) (تداعيات حسان بن خنجر وهو يتنفس رطوبة الفاو ومستنقعاته المائية)


باسل محمد عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 05:22
المحور: الادب والفن
    


1) تمتدّ يدك
فتحتوي الأماني القديمة،
ثم تنثرها وتعيد احتوائها،
إنها لعبة السنين العجاف

2) أيها الفتى (الغرّ) المشاكس
بيني وبينك خطوتين،
طيلة عقد من السنين،
وما امتلكت جرأة الاختصار،
في عنادك،
كنا نحتمي بفارق السنين وسلطنة التثقف،
واكتمال الرغبات المنسية،
كنا نداري شططك،
بقوانين العشيرة وانضباط القبيلة،
كنت المكمّم الذي نتمنى زعيقه،
لأننا صمتنا دهراً،
ولم ننطق كفراً.
كنا نداري لوعتنا بالعافية التي ستهطل علينا يوماً،
غير أنها،
محض افتراءات،
أضغاث احلام،
وأفراح مفترضة.

3) في مشغله القابع فوق مئذنة الجامع،
كان (حسان بن خنجر) يأوينا،
في قلبه وبين الضلوع،
يحدثنا عن (العاشق)،
الذي مات من الحب،
وعن لوعة المساء،
وأحزانه الجليلة،
عن (دوخته) المفترضة،
وصحوه المؤجل،
عن هيئة (الملاكم) الذي غادرنا،
مجللاً بالزوابع،
يداري صمته،
ويخجل من عذريته.

4) أيها المغامر العتيد،
ذاك الذي لم تروضه امرأةً،
تمهل قليلا وتزود منّا:
أسئلة وشكوك،
قلق مذهل واحتراقات دائمة،
هموم كونية وبحث مستديم،
سفر دائم واحلام لا تنتهي،

5) إنَّكَ وأنتَ القابِعُ في مَكمَنِ المُحاوَلَة،
لتكن عيناك في قلب الأشياء،
تلمّس طراوتها وخشونتها،
تذوق مرارتها وحلاوتها،
دَع عَنكَ المتربصين،
فهي متعتك ومحاولتك البِكر،
أنت الآن تعيش.

6) أيها المقارع خفافيش السوق،
المجافي بطريركية عالم (الخياطة) الأفذاذ،
يا مَن تحتمي ب(جيكور) الأناقة،
وفذلكة صناع (الجلود) المتحذلقين،
لتمرق خجلاً صوب أرداف الثلج وهي في تشهّيها،
والتهابها،
أصابعك تعبث بخارطتها الحنون،
وهي تتلوى غنجاً،
تتأوه مواجعاً،
تستغيث ولهاً،
تطيح بالواجد والموجود،
ثم تصرخ هامدةً:
(آه ... يا حسان وقد طعنتني في الألق المنير،
أنّى لك أن تعيدني حيث ابتديت)

7) عند سباخ الفاو،
هيأت لنا المصائد،
غير أن الطريدة لم توافينا،
واعتللت بالمدافع،
وضوضاءها الذي يحشرنا بين الطين وانطباق الجفون.
يا قمراً مطعون،
في الضلوع،
هل يغادرنا الأحبة في الزمن المأبون،
وهل يتعالى صرح الجنون،
تائهاً ما بين (درابين العبيدي)
ومجاريها المنكشفة صوب السماء،
وبين تشتت الدموع فوق كنائس (بروكسل) الباردة.

8) قلتُ:
أيسمعني ذاك الجندي القديم،
حالماً بجنات عدن في ذاك السراب،
الأبدي.
يامن تساميت عن اللحظة،
واحتملت وداع الأحبة،
أمك (الآن) تقول وداعاً،

9) حينما غادرني،
أودعني
موبقاته،
أمنياته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى م.ح. رفيق خنادق الموت في الفاو.



#باسل_محمد_عبد_الكريم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر الغراف الحزين... إلى عدنان سلمان* حياً
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الثاني
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الاول
- خالد احمد زكي - شهيد الغموكه


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل محمد عبد الكريم - (نص) (تداعيات حسان بن خنجر وهو يتنفس رطوبة الفاو ومستنقعاته المائية)