الرسالة القشيرية

علي صباح الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 15 - 21:05
المحور: الادب والفن
    

دراسة عن كتاب (الرسالة القشيرية)
قلم : علي صباح ابراهيم
لابي القاسم عبد الكريم القشيري كتبها في العام الهجري 438 ولأهميتها اعتمدنا على طبعتين لدراستها الاولى من تحقيق عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف عن دار المعارف – القاهرة – بجزئين في العام 1995 زهاء 617 صفحة من القطع الوسط، وقد اعتمدا على شرح زكريا الانصاري وحاشية مصطفى العروسي، اما الثانية فهي من تحقيق معروف زريق وعلي عبد الحميد بلطه جي عن دار الجيل – بيروت – وبجزء واحد في العام 1990 الطبعة الثانية زهاء 477 صفحة من القطع الوسط وقد اعتمدا المخطوطة وكذلك شرح زكريا الانصاري ونسخة اخرى لزكريا الانصاري فيها بعض النقص والزيادات عن سابقتها.
وقد تناول جانب السير والسلوك لبناء منزل في الاخرة، معرجا على ابو محفوظ معروف الكرخي ووالذي قال عنه الغزالي (كان احمد بن حنبل وابن معين يختلفان اليه ويسألانه ولم يكن في علم الظاهر مثلهما) وهو من موالي الامام علي الرضا وكان ابواه نصرانيان فسلموا معروفا الى مؤدبهم وهو صبي فكان يقول له قل ثالث ثلاثة فيقول بل هو واحد فضربه فهرب معروف وكان ابواه يقولان ليته يرجع الينا على اي دين يشاء فنوافقه ثم اسلم على يد الامام الرضا (عليه السلام )ورجع الى منزله ودق الباب فقيل من بالباب فقال معروف فقالوا على اي دين جئت فقال على الدين الحنيفي.
ومنهم ابن طيفور البسطامي وكان جده مجوسيا اسلم وقال لقد هممت ان اسال الله تعالى ان يكفيني مؤنة الاكل والنساء ثم قلت كيف لي ان اسال ولم يساله رسول الله (ص) اياه فلم اساله ثم ان الله سبحانه وتعالى كفاني مؤنة النساء حتى لا ابالي استقبلتني امرأة او حائط .
ومنهم ابو القاسم الجنيد، فقد قال ابن عربي (هو سيد اهل الطائفة) وحكى القشيري سمعت الاستاذ ابو علي الدقاق يحكي ذلك وسمعته يقول رؤى في يد الجنيد سبحة فقيل له انت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة فقال طريق به وصلت الى ربي لا افارقه وقال الدقاق كان الجنيد يدخل كل يوم حانوته ويسبل الستر ويصلي اربعمائة ركعة ثم يعود لبيته وقال ابو بكر العطوي كنت عند الجنيد حين مات فرايته يختم القران ثم ابتداء بالبقرة وقراء سبعين اية ثم مات وان اقوال الجنيد (لا يصفوا قلب لعمل الاخرة الا اذا تجرد من حب الدنيا).
ولهم الشاهد ومعناه الحاضر فكل ما هو حاضر قلبك فهو شاهدك وسئل ابي بكر الشبلي عن المشاهدة فقال من اين لنا مشاهدة الحق الحق لنا شاهد اشار بشاهد الحق الى المستولي على قلبه والغالب عليه ذكر الحق والحاضر قلبه دائما من ذكر الحق ومن حصل له مع مخلوق تعلق بالقلب فيقال انه شاهده يعني ان قلبه حاضر فان المحبة توجب دوام ذكر المحبوب واستيلاءه عليه وبعضهم تلف في مراعاه وهذا الاشتقاق فقال انما سمي الشاهد من الشهادة.
ولهم المعرفة بالله فقال القشيري المعرفة على لسان العلماء وهي العلم فكل علم معرفة وكل معرفة علم وكل عالم بالله تعالى عارف وكل عارف عالم وعند هؤلاء القوم المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه وصفاته وقال دلف الشبلي ليس لعارف علاقة ولا لمحب شكوى ولا لعبد دعوى ولا لخائف قرار ولا لاحد من الله عز وجل فرار وقال البسطامي للخلق احوال ولا حال للعارف حيث محيت رسومه وفنيت هويته بهوية غيره وغيبت اثاره بأثار غيره وقال الحسين بن منصور الحلاج اذا بلغ العبد مقام المعرفة اوحى الله تعالى اليه بخواطره وحرس سره وقال ايضا علامة العارف ان يكون فارغا من الدنيا والاخرة وقال ابو سليمان الداراني ان لله تعالى يفتح للعارف وهو على فراشه مالا يفتح لغيره وهو قائم يصلي 0
ولهم كرامات قال بشر بن الحارث انه رأى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) قال :
قد كنت ميتا فصرت حيا وعن قريب تصير ميتا
عز بدار الفناء بيت فاين بدار البقاء
وقال ابي بكر بن فورك المعجزات دلالات الصدق ثم ان ادعي صاحبها النبوة فالمعجزات تدل على صدقه في مقالته وان اشار صاحبها الى الولاية دلت المعجزة على صدفة في حالته فتسمى كرامة ولا تسمى معجزة وان كانت من جنس المعجزات للفرق والفرق بينهما ايضا ان الانبياء عليهم السلام مأمورون بإظهارها والولي يجب عليه سترها وإخفاءها والنبي (ص) يقول الولي لا يدعيها ولا يقطع بكرامة، لجواز ان يكون ذلك مكرا.

#علي_صباح_الخالدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات