خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 20:50
المحور:
الادب والفن
ينصت لصوت المذياع يضحك كأنه وحده يذرع السوق لا يعبه لغيره يضحك ويكررها وتتصاعد . لم يكن دأبه هذا فحسب يضحك احيانا ويبكي في أغلب المرات . لا شأن له بالمارة والمتبضعين يهمه فقط ما يرد لأذنيه من اغاني واخبار مكررة ومعادة لا يقوى على كبتها ويلوذ بالفرار ,أنما يضحك كعادته في اغلب الاحيان أو يبكي . الباعة في سوق المدينة القديمة يقولون ما سر هذا الرجل أهو معتوه جاء الى المدينة من أقصاها أم هو يقرأ الوجوه في داخله ويفك الطالع لمن يريد في الخفاء بوجهه الضاحك او ملاذ بكائه المتجدد ,الرجل جاء الى المدينة من اطرافها البعيدة وحل ضيف على ازقتها الضيقة وسوقها العتيق . يقولون ليكن كما هو ما الضير من ذلك أن كان فعلا معتوه ولكن نخاف أن يتخفى تحت عباءة الضحك والبكاء مع صوت المذياع , ونكون عنه غافلين . هذا ما نخشاه . ان صح في بكائه أو في لحضات ضحكه نحن السبب .أنه جاء من كوخ صامت الى مدينة أثرية ضاحكة ليجد ضالته فيها في وجوه المارة والمتبضعين ووجوه أصحاب الأكشاك.
في يوما ممطر جاء مبكرا
كعدته وجد اصحاب الاكشاك عند مدخل السوق بأنتظاره منهم من يبكي ومنهم من يضحك وآخرين صامتين قبضوا عليه واقتادوه عنوة الى وسط السوق .قالوا مرددين جميعا هذا مكانك هنا كشكك أنصت وأسمع أبكي وأضحك أنضر كل يوم الى جوهنا أقرأ لنا الطالع.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟