أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أثمة مواطنة بلا مساواة؟














المزيد.....

أثمة مواطنة بلا مساواة؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باحث ومفكر عربي

سيكون العام الحالي 2020 مناسبة دولية مهمة للاحتفال بمرور ربع قرن على مؤتمر بكين حول المرأة، وهو المؤتمر الذي التأم في العام 1995 بحضور أكثر من 17000 ممثلة وممثل لنحو 189 دولة، وأصدر هذا المؤتمر التاريخي بالإجماع إعلاناً وبرنامجاً (منهاجاً) للعمل ضمّ : أجندة تعتبرُ " شرعة الحقوق" بالنسبة للمرأة، منطلقة من اتفاقية سيداو التاريخية" القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة " لعام 1979.
ولعلّ هدف استعادة مخرجات مؤتمر بكين بعد 25 عاماً هو إجراء مراجعة وتدقيق، بخصوص ما تحقّق للمرأة خلال الفترة المنصرمة فما الذي تحقّق؟ وما الذي لم يتحقق؟ وما هي العوائق والعقبات في الموقف من مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة؟ وكيف السبيل لتجاوز التحديات القديمة والجديدة؟ وسيتم في تلك الاستعادة التوقف عند قرارات وتوصيات المؤتمرات الدولية ذات العلاقة منها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 الذي يخص "المرأة والسلام والأمن" الصادر في 31/ أكتوبر (تشرين الأول) 2000، إضافة إلى الذكرى الخامسة لأهداف التنمية المستدامة العالمية، فضلاً عن 12 قضية ذات بُعدٍ استراتيجي مثل: الفقر والتعليم والصحة والعنف والنزاع المسلح والاقتصاد والمشاركة في السلطة وصنع القرار والآليات المؤسسية وحقوق الإنسان والإعلام والبيئة والتدريب وغيرها، والمراجعة تشمل جميع البلدان ، حيث تطلق الأمم المتحدة حملة رائدة تحت عنوان " جيل المساواة: إعمال حقوق الإنسان من أجل مستقبل متساوٍ".
فما المقصود من مبادئ المساواة التي تتبنّاها مؤتمرات المرأة وتقرّ بها الأمم المتحدة وتتساوق مع التطور الكوني على هذا الصعيد؟ إنها تعني المساواة: في الأجر وتقاسم الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي ووضع حدّ للتحرش الجنسي وجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتيات وخدمات الرعاية الصحية التي تستجيب لاحتياجات المرأة ومشاركتها على قدم المساواة في الحياة السياسية وصنع القرار، وهذا يعني إزالة جميع العقبات القانونية والاجتماعية والتربوية والدينية والنفسية التي تحول دون ذلك، وهو ما ينتظر أن يبحثه اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ينعقد في نيويورك في 25 سبتمبر /أيلول/2020.
وكانت المراجعة قد حصلت خلال العقدين ونيّف الماضيين، ففي مطلع الألفية الثالثة كانت بعنوان : "المساواة، التنمية والسلام" في القرن الحادي والعشرين، وفي العام 2005 كان التركيز على قضايا "النزاع المسلح ومسألة صنع السلام" ، أما في العام 2010 فركّزت على "تبادل الخبرات والتجارب والتغلّب على العقبات وإلغاء القوانين التي تميّز ضد المرأة وقضايا العنف والعدالة".
ولعلّ هذه القراءة الارتجاعية تعيدنا إلى المحطات التاريخية التي مرّت بها المؤتمرات الدولية حول المرأة، فلأول مرّة يجتمع عدد من النسوة في كوبنهاغن عام 1910 ليقرّرن يوم 8 مارس "آذار" من كل عام عيداً للمرأة العالمي، ولم يصبح الاحتفال رسميّاً بذلك اليوم إلّا بعد قيام ثورة أكتوبر الروسية العام 1917، فما كان حلماً تحوّل جزء كبير منه إلى واقع قانوني واجتماعي وأخلاقي بفعل كفاح طويل للمرأة وأنصارها، وليس بمعزل عن نساء ورجال صمموا على إحداث التغيير المنشود وتأمين حقوق المرأة في المساواة، علماً بأن تقدماً لاحقاً مهماً حصل على هذا الصعيد في ظل ميثاق الأمم المتحدة الذي أقرّ مبدأ المساواة وعدم التمييز بسبب الدين أو العنصر أو اللون أو الجنس أو الأصل الاجتماعي، وهو المنحى الذي عمّقه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 والعهدين الدوليين لعام 1966، الأول - الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والثاني- الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وقد اتّخذت الأمم المتحدة بعدها مجموعة خطوات مهمة منها القرار بتحديد "العقد الدولي للدفاع عن حقوق المرأة"، معلنة العام 1975 بداية لهذا العقد. وعقدت لذلك العديد من المؤتمرات أهمّها: المؤتمر الدولي في المكسيك عام 1975 الذي صدر عنه إعلان الأمم المتحدة المذكور بخصوص "عقد المرأة العالمي" و"المؤتمر الدولي للمرأة في كوبنهاغن" عام 1980 و"المؤتمر الدولي في نيروبي 1985" والذي رسم استراتيجية للمرأة لعام 2000 محدّداً العام 1995 "عاماً دولياً للمرأة"، وهو المؤتمر الدولي الذي انعقد في بكين تحت شعار "التنمية والمساواة والسلام" والتي كان بعضها من شعارات المنظمات النسوية وبعض الداعين لقضيتها منذ بداية هذا القرن والتي ارتفع رصيدها في ستينات القرن الماضي، وشارك في هذا المؤتمر، إضافة إلى الحكومات مئات المنظمات النسوية والاجتماعية والمهنية ، بصفتها تنظيمات غير حكومية، وذلك تأكيداً للدور المتعاظم للمنظمات غير الحكومية الذي أخذ بالتعمّق والتعزّز وبخاصة لمؤتمر فيينا الدولي لحقوق الإنسان العام 1993.
إذا كانت اتفاقية السيداو، تشكّل العمود الفقري لمبدأ المساواة، فإن شعار بكين الجديد هو " جيل المساواة"، وتلك مهمة كبيرة وأمامها عوائق عديدة وإشكالات نظرية وعملية، اجتماعية وقانونية واقتصادية ودينية وتربوية ونفسية ، لكنها جديرة بالإنسان والإنسانية، فالمساواة والشراكة ، ومعهما العدل والحرية، تكتمل المواطنة الحيوية والفاعلة.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكين - تل أبيب - واشنطن ... ما الجديد؟
- يوم الأسرة و«قناع 19»
- هيروشيما : الذاكرة والاستعبار
- التطبيع والقدس - مداخلتان بجوهر واحد
- حوار الدكتور شعبان لجريدة الوطن القطرية
- الدهشة الأولى والرعشة الأخيرة إلى وجدان نعمان ماهر الكنعاني
- سوريا والعودة إلى منطقة الضمير
- في التطبيع وذيوله
- سولجنيتسين وهلسنكي والأيديولوجيا
- وماذا عن مؤتمر سان ريمو ؟
- كورونا.. والحرب الناعمة
- العراق ورواية -الأخوة الأعداء-
- مظفر النواب يتلألأ في ضمائرنا*
- ثقافة وحداثة
- رفعت الجادرجي أثمة استعادة وتأصيل ل - الليبرالية العراقية-؟
- «كورونا» وقلم أينشتاين
- من دفتر الاختفاء القسري
- -الهندوية- وروح غاندي
- اليوم العالمي لمعرفة الحقيقة
- ماذا بعد الاتفاق الأمريكي مع طالبان؟


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أثمة مواطنة بلا مساواة؟