أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - فى بعض أسباب تلاشى التنظيمات الماركسية السبعينية فى مصر















المزيد.....

فى بعض أسباب تلاشى التنظيمات الماركسية السبعينية فى مصر


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الماركسى وصموده , وثباته, وان تقدم التنظيم الماركسي , وتلاشيه , أو إندماجه مع منظمات أخرى , لايتعلق فقط بمدى سلامة , وثورية خطه السياسى , وكفاحية وقتالية مناضليه , وإنما بالشرط المادى لإنتاجه , أى الممارسة الإجتماعية لبروليتاريا حقيقية , ولحركات جماهيرية كبرى , أى إرتكازه على قوة إجتماعية مقاتلة – فى عصر مبارك وقبل سقوطه هل كان هناك غير الإنتفاضة العمالية فى المحلة الكبرى من حيث إتساع نطاقها مع عمال السكك الحديدية , والحديد والصلب فى فترات سابقة -- أى للأسس الطبقية لوجوده . من هنا يمكن القول أن دراسة هذه المسألة بشكل علمى , وثورى , يحتاج لجهد تضافرى معمق , يقدم جديدا , ربما للمادية التاريخية , ولعلم إجتماع الثورة . ولابد أن ينأى هذا بنا عن المستوى الهزلى الذى طرحت به المسألة بشكل إستجوابى حلقى عصبوى مزر . وفى القلب من ذلك أوضاع الطبقة العاملة المصرية بشكل إمبيريقى ونظرى معمق , خاصة وأن هناك محاولات لاتستند إلى أسس علمية توسع من مفهوم الطبقة العاملة لتدخل فيه كل من يعمل بأجر, ودون تمييز بين التلاوين المختلفة , داخل الطبقة العاملة ذاتها , من عمال صناعيين إلى عمال خدمات إلى موظفين كادحين حتى بات مأمورى الضرائب , وجباتها , من الطبقة العاملة , ويترتب على ذلك بالطبع ممارسات وتوجهات سياسية معينة بحيث تصبح تنظيمات البورجوازية الصغيرة فعلا إشتراكية إسما .
لقد عرفت الحركات الماركسية الثورية فى كل أنحاء العالم تبدلا فى أشكال التنظيم وتحولات وإندماجات وما إلى ذلك كما عرفها تاريخ الشيوعية المصرية الحافل بمثل هذه الأمور واذا كان حزب العمال الموحد قد إستمر حتى 1996 مناضلا ومكافحا فى أوضاع عسيرة عايناها كلنا منذ إنهيار سور برلين , وحتى زلزال الاتحاد السوفييتى وعمليات " الردة " الواسعة التى جرت فتحول البعض إلى إسلامى , والآخر إلى ليبرالى حقوقى إنسانى , أو تنويرى , أو عدمى , أو هاجر للخارج مع التمييز بين هجرة الباحث عن الثراء , وهجرة المناضل المؤقت المتشبث بقناعاته المدافع عنها , والمروج لها , فعلينا القول بأن هناك من صمدوا أيضا , وحاولوا قدر مستطاعهم أن يقاوموا المد الطاغى الجارف ولم تكن مصادفة أن مفكرنا إبراهيم فتحى لم يكن هو من كتب " ماركسية المستقبل " الذى كتبه المؤرخ الكورييلى , وإنما "الماركسية وأزمة المنهج " وقد صدر عام 1989 فى ذروة الازمة فى طبعته الأولى فى بيروت , ليجيب عن أسئلة كثيرة راودت عقول وأفئدة المناضلين . لم يهتف مفكرنا مع فوكوياما بحلول نهاية التاريخ , أو بنهاية عصر الأيديولوجية ملتحقا بحزب غير أيديولوجى , ولم يروج مع الليبرالية الجديدة مقولة أن " الرأسمالية تجدد نفسها " ولم يكن وحده فى ذلك وإنما كان هناك رفاق آخرون ظلوا واقفين على أرض الماركسية حتى وإن قاموا بمراجعات نقدية لبعض مفاهيمهم السابقة .
طبعا دراسة وتفهم تلك الأسباب العامة التى مثلت أرض نهاية هذه التنظيمات شئ ومعرفة التناقضات الداخلية التى أدت لذلك شئ آخر . هذه تجربة مناضلين لهم هم أن يقرروا متى يتحدثون فيها مراعين الضوابط القانونية والأمنية للمسألة . ولاأعتقد أن هناك من لايدرك أننا لازلنا فى إطار الدولة البوليسية وأن الثورة لم تنتصر بعد الأمر الذى راعته أجيال الشيوعيين السابقة فى شهاداتها ونحن منهم حتى الآن ..هل يمكن أن ينفصل مآل التنظيمات الماركسية جميعا عن هيمنة العولمة والليبرالية المتوحشة وعن التغييرات الإقتصادية والسياسية العميقة التى أحاطت ببلادنا منذ عصر السادات وحتى وقتنا الراهن أى لثلاث عقود على الأقل , هل يمكن أن ينفصل عن النزعة التى هيمنت وحولت كل النضالات الى مسارات حقوق الانسان فى الخارج والداخل وجففت منابع الطاقة الثورية الشابة بتحويلها عن المسارات الجذرية إلى الصراعات القانونية الحقوقية ورشوتها وإفسادها , هل يمكن بصفة أخص أن ينفصل عن ماأثاره سقوط الإشتراكيات البيروقراطية الواقعية الذى كان حدثا مدويا لايمكن مقارنته فى تاريخنا إلا بالغزو الصليبى أو المغولى أو العثمانى أو بسقوط الأندلس فحتى تروتسكى لم تتجاوز تصوراته حد الدولة العمالية ذات التشوه البيروقراطى . حيث بات كل رفيق يسأل رفيقه كيف حال إيمانك هذا الصباح ؟ وهل يمكن أن ينفصل عن وضع الطبقة العاملة العالمية ووضعها فى الرأسمالية على الصعيد الأممى ؟ وهل يمكن أن ينفصل عن وضع الطبقة العاملة المصرية التى جرى تمزيق أوصالها وتفتيتها بأساليب مختلفة تبدأ من أساس وجودها الإقتصادى ممثلا فى القطاع العام الصناعى وبالإحالة للمعاش المبكر , وتجريدها من المكتسبات النسبية التى حققتها فى العهد الناصرى على ضآلتها وإصلاحيتها , وتجريدها من استقلاليتها وأدوات صراعها النقابية والسياسية . فضلا عن أن رثاثة البورجوازية وفق المصطلح الذى صكه أندريه جوندر فرانك لابد وأن ينعكس على نقيضها وحافر قبرها وممثلوه السياسيون الذى يعكسون فيما يعكسون نفوذ هذه البورجوازية عليه , وكذلك تفاوت درجات الوعى بمصالحه حيث يسرى هنا أيضا قانون التطور غير المتكافئ . فلايمكن أن توجد أحزاب ماركسية ثورية متماسكة فى مواقفها ونظراتها الا إستنادا إلى طبقة عاملة ناهضة نشطة فى حركتها التلقائية . وقد علمتنا اللينينية أن الحزب الثورى ونظريته وأساليب عمله وأشكال حركته وتنظيمه تتخذ شكلها النهائى فى علاقتها الوثيقة بالنشاط العملى لحركة جماهيرية حقا وثورية حقا . اذا كانت مصر لم تتمخض عن ماو كما أشار أحد الرفاق المتحاورين , ألا يمكن لنا أن نفسر ذلك بغياب حركة فلاحية ثورية واسعة النطاق على غرار الحركة الثورية فى الصين التى إمتدت قرونا , ولاتعود الى تكاسل البعض أو عدم طموحه إلى أن يكون كذلك ؟ وينطبق ذات الشئ على هوشى منه فى فييتنام , متى تحرك فلاحونا المصريون وهل خاضوا أبدا مايمكن أن نسميه حرب فلاحين ؟ ويمكن أيضا أن نتسائل مسايرين نفس الرفيق لماذا لم يظهر فى أوساطنا لابريولا أو جرامشى وهل يعود ذلك إلى أن المؤرخ الكورييلى وتلميذه .... لم يرغبا فى أن يكوناهما أى لأسباب تتعلق بطموحاتهما فى " تحقيق ذاتهما " وهى العبارة المحببة لدى بورجوازيتنا الصغيرة التى تعتقد أن هذه هى مهمة التاريخ وصراعه الطبقى ؟ هل يمكن أن نفصل ذلك عن الحركة الشيوعية المصرية التى كانت فى إجمالها بإستثناءات قليلة تزدرى النظرية ( حنجورى ) وعاشت على ماركسية عقائدية مبسطة نست أن التاريخ لايعود الى الوراء شرط أن يكون قد تقدم بالفعل إلى الأمام ؟ وأن أعمال رواد الماركسية الأوائل لم تعرف حتى اليوم إلا فى أشكال مشوهة مجزأة ؟ هل يمكن أن نفصل الإنحراف اليمينى الذى سيطر على تاريخ الحركة وتذيل البورجوازية فى مراحل مختلفة وتواصله حتى الآن عن نسيان " الفريضة الغائبة " بل والتباهى بأننا لم نحمل فى حياتنا سوى قلما , وهى الإنتفاضة وفق المفهوم البلشفى وضرورة الإعداد لها دون اللعب بها حسب نصيحة إنجلز ؟هل يمكن لنا أن نتجاهل الموروث الثقافى الذى هيمن فيه الاتجاه الرجعى وغياب أى تقليد منهجى للفكر الفلسفى الذى إنقطع منذ زمن إبن رشد تقريبا
مقتطف من مقال ح ع ش م فى التاريخ الكورييلى - للكاتب



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الثورة البلشفية من مسلمى شعوب الشرق
- قراءة نقدية لأطياف ماركس فى طبعته التفكيكية
- الثورة والثورة المضادة - تشيرنيشيفسكى ، لينين ، تروتسكى
- فى ذكرى مرور عام على رحيل الرفيق هانى شكر الله
- قضية بناء الحزب - الإنتقال من الطور الحلقى الى الطور السياسي ...
- ذكرى مرور عام على رحيل تروبادور الثورة الدائمة بشير السباعى
- الطب النفسي والسياسة أداة التلاعب بالعقول
- هل كان ماركس أبا تقليديا ؟
- مقالات من الجريدة الرينانية الجديدة حول الثورة المضادة 1848- ...
- المثقفون المصريون ومناهضة التطبيع فى عهد السادات - 4
- المثقفون المصريون ومناهضة التطبيع فى عهد السادات -3
- المثقفون المصريون ومناهضة التطبيع فى عهد السادات - 2
- المثقفون المصريون ومناهضة التطبيع فى عهد السادات - 1
- حوار قديم مع المغنى الفلبينى فريدى اجيلار أيام ثورة إدسا 198 ...
- دفاعا عن حزب العمال الشيوعى المصرى والمفكر الماركسي إبراهيم ...
- من يذكر الديكتاتور الفلبينى ماركوس والإطاحة به ؟
- هل إستوعبنا حقا دروس إنتفاضة يناير 2011 فى مصر ؟!!! رؤى من م ...
- فى ذكرى 25 يناير 2011 - إستلهامات لينينية
- عن الإنتفاضة والحزب فى ذكرى 18- 19 يناير 1977 - رد على رفيق ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى ومنتقدوه - من أوراق شيوعى سابق 1


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - فى بعض أسباب تلاشى التنظيمات الماركسية السبعينية فى مصر