أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - نصف ساعة فقط!!*














المزيد.....

نصف ساعة فقط!!*


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


تجاوزت ساعة يد علي الطاهر العاشرة بدقيقتين من صباح السبت 14 مارس 2020 عندما إتكأ البص على جانب الطريق قبالة إحدى المطاعم الذي يجاور سوبرماركت ودورات مياة عامة وماكينتي مشروبات ساخنة وأخرى للمشروبات الغازية والمياة المعدنية٠ وكان سائق البص في إنتظار الركاب  عند باب البص في الطابق السفلي ليخبرهم أن فترة الإفطار هي نصف ساعة فقط.

هي: بابا أريد آيسكريم!!!
هو(ناظراً للسوبرماركت وإليها) :حسناً يا حلوتي!!
الأم: لا تحضر لها شيئاً مثلجاً سوف تصاب بألم في حلقها وترتفع حرارتها!!
هو: أممم..
هي(باكية) : لا يا ماما.. أريد آيسكريم!!!
الأم: لا لا  لن تحصلي على أي شئ مثلج.. يمكنك أن تشربي عصير برتقال لأنه صحي ومغذٍ أكثر من الآيسكريم!
هي(باكية ) : أرجوك يا ماما.. بابا قل شيئاً
الأب(مبتسماً) : حسناً دعيني يا كاثرين أحضر لسوزي حجماً صغيراً.
كاثرين(منزعجة) : بيتر.!! لا ليس هذه المرة أيضاً!
بيتر(ضاحكاً) : سوف أحضر لك أيضاً كما فعلت في المرة السابقة!!

ها قد كان دورك للدخول على دورة المياة وخلفك عدد من الرجال والصبية في ذلك الطابور الطويل ينتظرون دورهم مثلك لذلك لم يكن بإمكانك أن تسمع رد كاثرين على حديث بيتر.

٢


تبقت ثلاث دقائق للمهلة التي حددها سائق البص عندما خرج على الطاهر من دورة المياة فإتجه إلى إحدى ماكينة المشروبات الساخنة ودفع بالنقود في التجويف المخصص لذلك وبعد ثلاث ثواني كان قد أمسك بالكوب الورقي  بيسراه في حين إنشغلت يمناه بتناول ثلاثين سنتاً  إنزلقت في تجويف آخر ذي غطاء بلاستيكيٍ شفاف هي ما بقى ليه من تلك المبايعة الآلية.

عندما إحتسى أول جرعة من الكاكاو، تناهى إلى سمع على الطاهر غناء جميل لطفلة أمسكت بملعقة خشبية صغيرة كمايكرفوون وبين ساقيها الصغيرين يجلس كأس صغير يحوى آيسكريم وقد توسطت سوزي كل من  بيتر وكاثرين وقد شاركاها تناول الآيسكريم وإن بدا كأسيهما بحجم أكبر.

اتسعت إبتسامة على الطاهر لذلك المشهد وكان كوب الكاكاو في طريقه لفمه عندما نادى عليه سائق البص

السائق : انت، انت.. أكمل ما تحتسي سريعاً إذا سمحت.. لقد إنتهت فترة الراحة

على الطاهر : لا عليك يمكنني أن أكمل شربي داخل البص!!

السائق : لا.. ممنوع الشرب داخل البص.. فقط يمكنك شرب الماء داخله
على الطاهر : حسناً حسناً.. تبقى القليل في الكوب، سوف أشربه حالاً

وعندما رفع على الطاهر الكوب ليكمل شربه، وقد نظر بتلقائية إلى البص تلاقت عيناه مع أعين ممتعضة لبعض ركاب البص فأخذ جرعة كبيرة ساخنة قبل أن يلقى بالكوب الفارغ في الاسطوانة المعدنية التي خصصت لحفظ النفايات وإرتقى للطابق العلوي من البص حيث مقعده وقد شعر بنيران  اشتعلت في سقف حلقه.


مزمل الباقر
كوالالمبور في 30 مايو 2020م

*قصاصات من روايتي الجديدة:
جالن إمبي : رحلة المدن الفاتنة



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا السودان.. بين الشد والجذب (4-4)
- المقعد رقم 8A
- كورونا السودان.. بين الشد والجذب(3)
- حي العمدة*
- Bukit Bintang
- أربعة فرضيات لصراخ ( الكيزان )
- كورونا السودان.. يين الشد والجذب(2)
- جورج تاون*
- كورونا السودان..  بين الشد والجذب
- شانغي
- فيما يتعلق بإغلاق سوق ليبيا
- مروة زين أو أبدع لأنجو
- الحس الوطني وحده لا يكفي يا سعادة الوكيل ‎
- من يوميات إعتصام القيادة العامة (2)
- من يوميات إعتصام القيادة العامة (1)
- ( كان بدري عليك ) يا أبو خليل
- ومن قال أن الشعب سينسى مجزرة القيادة العامة
- رسالة إلى بريد تجمع المهنيين السودانيين
- ( قوم يا عاطل.. خش الموكب)
- المتضررون وحدهم يملكون حق الاختيار


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - نصف ساعة فقط!!*