أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد نصر الدين السيد - الحقيقة بين -نظرية المؤامرة- ومنظومة العلم-














المزيد.....

الحقيقة بين -نظرية المؤامرة- ومنظومة العلم-


السيد نصر الدين السيد

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوقات الازمات تزدهر "نظرية المؤامرة" ويزداد عدد المعجبين بها كيف لا وهي تقدم رؤيتها على هيئة حكاية مسلية ابطالها كيانات غامضة تستثير خيال المتابعين. وفى المقابل تقدم "النظرة العلمية" نجاحاتها بشكل تقريري عبارات مصاغة بدقة لا يشوبها الغموض تدعمها ارقام ومنحنيات.
وبما ان كل من "نظرية المؤامرة" و"منظومة العلم" تدعي أن ما تقدمه هو الحقيقة دعونا نتعرف أولا على ما تعنيه الحقيقة من منظور العلم. فـ "المعرفة العلمية (الحقائق)"، المنتج الرئيسي لمنظومة العلم، هي تلك التي يُعَوَل عليها في فهم ما يدور حولنا من احداث وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعامل معها. وطبقا لهذا المفهوم فإن "المعرفة العلمية هي الأفكار/الاعتقادات الصادقة والمبررة".
وصدق الفكرة/الاعتقاد يعني ان ما جاء بها اما "يطابق" الواقع، او "يتسق (عدم تناقضه)" مع الحقائق المستقرة، او بما يوفره من حلول ناجحة لمشاكل عملية. فالقول، على سبيل المثال، أن "رفاه مجتمع ما في تزايد مستمر" يظل مجرد رأي او تصور مالم تؤكده إحصاءات دقيقة. في هذه الحالة يمكن القول ان ما جاءت به الفكرة "يتطابق" مع الواقع لذا فهي صادقة ومن ثم تصبح "حقيقة". اما الفكرة القائلة بـ "تماثل مواصفات شبكة الطرق المحلية مثيلاتها العالمية" فهي بالضرورة غير صادقة لكونها غير متسقة مع الارتفاع المستمر في عدد حوادث الطرق. والقول بـ "ان انشاء بنوك الفقراء يسهم في تنمية المجتمعات" هو قول صادق نظرا لان انشاء مثل هذه البنوك يؤدي حل مشكلات الفقر في العديد من الدول.
وصدق الفكرة/ الاعتقاد وحده ليس كافيا لاعتبارها حقيقة علمية بل لا بد أن تكون "مُبَررَة". والتبرير هنا، أو "متانة التبرير"، يعني طبيعة "البينات (الشواهد) "Evidences التي تدعمها، والتي من أهمها: "البينات الإمبريقية (الإحصائية)"، "البينات الشهادية" و "البينات الحكائية". والنوع الأول من البينات، "البينات الإمبريقية (الإحصائية)"، هي تلك تنتجها الملاحظة المنهجية لظواهر الواقع والتحليل العلمي لهذه الملاحظات. اما "البينات الشهادية" فهي تلك التي تقوم شهادة الخبراء المعتمدين والموثوق بهم في مجال الفكرة. وتتوقف قوة هذه البينات على مدى الثقة في خبرة أصحاب هذه الشهادات. وآخر انواع البينات، "البينات الحكائية"، هي مجرد حكايات، متعلقة بموضوع الفكرة المطروحة، يرويها الآحاد بالأصالة عن أنفسهم او نقلا عن الآخرين (العنعنات). وفى الحقيقة لا يقدم النوع الأخير من البينات دعما قويا للفكرة نظرا لانتفاء صفة "التواتر" أو "التكرار" عنه. وهي الصفة الضروري توفرها في أي بينة لازمة لدعم الفكرة ولتحويلها الى حقيقة.
والآن وبعد ان تزودنا بالأدوات الضرورية حان وقت النظر عن قرب لمفهوم "نظرية المؤامرة" وبالتحديد "نظرية المؤامرة البارانويدوية" Paranoid Conspiracy Theory (*) كمنهج لتفسير أسباب ما يقع في العالم من أحداث. ويقوم منهج التفسير القائم على مفهوم "نظرية المؤامرة" على مبدأ مفاده:
أن أي حدث رئيسي لابد وأن يكون وراءه كيان خفى، حكومة أو جماعة أو تنظيم، ذو نوايا خبيثة وحاقدة خطط له وعمل بطريقة سرية وماكرة على وقوعه. وهي عبارة لا توجد دلائل على "صدقها".
ولا يأخذ هذا المنهج في اعتباره أي شواهد عملية بل ويتعمد تشويهها وتحريفها لتلائم ما يسعى إليه من تفسير. أي انه وهو بالطبع لا يلقى بالا لـ "متانة التبرير" في تحليل الشواهد. وتتبدى العناصر "البارانويدية" فيما تتبناه من أفكار من قبيل قوى خفية ظلامية ذات قدرات خارقة لها أجندات سرية تسعى لتحقيقها بأي ثمن وبأي أسلوب. ويعتقد أصحاب نظرية المؤامرة اعتقادا راسخا لا يتزعزع في صحة نظريتهم وبأنها فوق النقد وأن من لا يعتنقها هو غافل أو مخدوع على أحسن تقدير.
وللحديث بقية
(*) البارا نويا Paranoia هي مرض نفسي يتسم من يعاني منه من شكوك غير مبررة وغير عقلانية تجاه كل من يتعامل معه ويسيطر عليه الاعتقاد بأنهم يسعون للإضرار به بشكل أو آخر.

الانسان بين العلم والخرافة
https://www.youtube.com/watch?v=z5VtztzotWA



#السيد_نصر_الدين_السيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الإبداع وثقافة الإتباع
- القوة الناعمة وعالمنا الافتراضي
- جبر الحداثة: خلاصة القول (4/4)
- جبر الحداثة: من فكر البساطة الى فكر التعقد (4/3)
- جبر الحداثة: المبادئ العامة (4/2)
- جبر الحداثة: حضارة التمكين (1/4)
- صناعة الابداع
- صعود وهبوط التخصصات العلمية
- تقييم من حَكَم
- ولهم فى الكلاب شفاعة
- هكذا تحدثت علوم -ما بعد الحداثة-
- المعرفة ثورة وثروة
- الاعجاز العلمي في ألف ليلة وليلة
- حكايتي مع الدوق دي بروي
- مشاهد من المستقبل المنظور
- وهَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَ ...
- عارضني من فضلك
- الطهطاوي وانجازه المسكوت عنه
- حوار حول مجتمع المعرفة
- حتى لا ننسى سطوة التكفير


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد نصر الدين السيد - الحقيقة بين -نظرية المؤامرة- ومنظومة العلم-