أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صالح سلوم - كيف اغتالت عصابات الناتو الداعشية السعودية العصملية اختي فاطمة اليوم؟















المزيد.....

كيف اغتالت عصابات الناتو الداعشية السعودية العصملية اختي فاطمة اليوم؟


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 16:49
المحور: سيرة ذاتية
    


توفيت اختي فاطمة اليوم عن عمر يقارب الرابعة والستين ..وفاطمة كانت تعيش مع زوجها وعائلتها في مدينة الطبقة قرب عاصمة داعش الرقة وكانت تملك بيتا صغيرا جمعت فيه كل تعب عمرها وما ادخرته منذ الصبا المبكر لتتباهى ببعض المقتنيات ..استولت عصابات حلف الناتو من الجيش الحر الذي اسسه زعيم تنظيم القاعدة الارهابي عبد الحكيم بلحاج ثم توالت القاعدة وثم داعش على الطبقة ..اصبحت فاطمة لاجئة من جديد داخل سوريا فتركت بيتها الذي ادخرته لاخر العمر لتقيم في اللاذقية ولتعاني مع السوريين شظف العيش على يد الحصار الغربي الاستعماري الذي موله اوباما كثيرا ثم ترامب بدرجة اقل..التهديدات كانت تصل اليها لاستهداف ابنها لمجرد ان اسمه باسل اي لقربه من اسم باسل الاسد وكانت التهديدات تصلها من عصابات داعش التي ضمت بعض الشباب المراهق من الجيران ورغم ان نهاية هؤلاء كانت القتل بعد ذلك الا ان ذلك اخاف فاطمة حيث باسل هو ابنها الوحيد مع فتاتين وهو مراهق لايفقه ما يجري..
كان داعش والعصابات الاطلسية الاخرى كابوسا على المواطن السوري والفلسطيني فامكانيات الفقراء في سورية كانت محدودة وهم يملكون بيوتهم وبعض مدخراتهم فكيف وقد اصبحوا نازحين يدفعون ايجارات ارتفت فلكيا بسوريا بسبب الحرب وغلاء كل شيء بسبب الحصار الغربي السعودي العصملي..رغم كل ذلك قاومت فاطمة رغم ان هذا تتطلب منها جهدا استثنائيا لتعليم ابنتيها فتخرجتا ومنهن واحدة في مجال البرمجة من جامعة اللاذقية
فاطمة التي ربتنا ونحن صغار كانت تقوم بكل الاعمال المنزلية لعائلة كبيرة بحوالي سبعة عشرة شخصا ولا زلت اتذكرعندما كانت تطلب مني ان اشتري لها النيلة الزرقة من دكانة جارتنا ام زهير لتضعها على الغسيل الذي تفركه باللجن على يديها ..ومن الصباح الباكر كانت تستيقظ صابرة متحملة دون تأفف عكس اخواتي الاصغر اللواتي كن ينحن على انهن قمن بالشغل قبل ايام والدور على فلانة او علتانة بينما فاطمة كانت تنهض من على تراحتها وتقوم بما عليها وهو الجهد الأكبر وكل يوم فبعد زواج اختي فريال كان الشغل على فاطمة التي كانت سلوتها في نشر الغسيل على الحبال على سقف الغرفة المتهالكة التي لم يتحمل ضربة شاكوش واحدة حين هده..
في طفولتي كنت اصاحبها الى تقديم الامتحانات لم تكن تنجح فاطمة بصف التاسع وكان تقديم الامتحانات في مدينة حلب اذهب معها دون ان افهم اشياء كثيرة ولم تعيد التاسع كان خطها جميل ولكن اشغال هذه الفتاة الصغيرة التي تعاون امها بعائلة كبيرة يمنعها من التركيز وربما كانت هواياتها مختلفة ..كانت تشرح لي ان الاسئلة صعبة وانها ستنجح قريبا..بيد ان صعوبة واجباتها جعلتها المضحية
تأخر زواج فاطمة حتى الثلاثين يومها كانت الاعباء صعبة ومن تقدم لها اكبر منها بربع قرن وكنت قد اصبحت شابا جامعيا رفض ابي بسبب اعباء العائلة وكان قد تقدم اخرين لها قبل ذلك وكان الرفض ان اعباء البيت صعبة وكأن على فاطمة ان تستشهد وتدفع الثمن من اجل عائلة كبيرة يومها سألتها اذا كانت تريد الزواج ام لا فقالت لي يا خيا انا كبرت و بدي اتزوج فوقفت معها وحصل الزواج.. سنوات ولم تتكيف مع هذا الشخص فاستغربت منها انها بدأت تطلب الطلاق كان رفض في العائلة لذلك فالطلاق مصيبة كبيرة في المجتمعات المتخلفة ومنها نحن رغم انه حق انساني عدت وسألتها فقالت انها لاتريده وانه ليس جيدا وقفت معها بحزم وبصلابة ضد زوجها السابق وقلت عليه ان لايجعلني ارى وجهه ابدا ولا اريد ان يرسل اي شخص من طرفه لأي احد في البيت يستغل بساطته لأن الطلاق سيحصل وانتهى الأمر..عاشت فاطمة في البيت قليلا وكنت قد ارتحلت الى موسكو وتونس وفي العالم بأوائل العشرينيات ولم يعد لي صلة وثيقة بمشاكل البيت الا انها عادت وتزوجت شابا يصغرها بعدة سنوات وقد ارتاحت له وانجبت ابنها باسل وابنتيها وسكنت بالطبقة زرتها هناك في المدينة عدة مرات ..وكانت نقية خلافا لكثر فقد كانت تبحث عن كل شيء جيد لي ويريحني من العلاقات مع الناس في الطبقة وفي احدى زياراتي كانت تحتفظ بصور التقطها لي مصور مع الممثل المصري نور الشريف وغيره يوم ان اجريت معه مقابلة عن مشاركته بفيلم ناجي العلي وكانت تتباهى بصوري امام الجيران حيث وضعتهم في البوم
ثم غادرت في رحلتي الماراثونية في العالم لأكثر من ثلاثة عقود لم ارها الا شهرا واحدا تقريبا
تواصلت معها بالتيلفون مع ان لدي عقدة بالاتصال بالهاتف فانني لااتصل بأحد خلال ست اشهر احيانا وبعد اصابتها بسرطان الثدي كان واضحا ان فقدانها بيتها بالطبقة يؤرقها وما يحز في نفسها سرقة داعش الاطلسية العصملية السعودية كل ما ادخرته من تعبها
كنت احاول ان اعيد ترتيب الامور في رأسها المتعب ان صحتها اهم وان تحاول ان تتمتع بالحياة وتشرب فنجان قهوة على مقاهي اللاذقية وان الدنيا مشوار قصير وعلينا ان لانلتفت فيه الى الوراء
خرجت من عملية استئصال اولى لثديها وهي عمليات تجري في كل العالم وفي بلجيكا وتشفى بعدها النساء الا ان الاورام عادت لفاطمة واضطرت الى القيام بعملية ثانية وكان جيدا ان الدولة السورية رغم ان القوى النازية الاطلسية ونخبتها السياسية الاستعمارية في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تحاول ان تضيق على سوريا حتى في المجالات الغذائية والصحية بلا رحمة والبارحة مددت عصابة بروكسل عقوباتها الوحشية على سورية فان الدولة السورية وفرت علاجا مجانيا لمرضى السرطان رغم تكلفته وهذه ارقى اشكال الديمقراطية حيث ان المصاب بالسرطان لايستطيع ان يتعالج بالنظام الامريكي اذا لم يكن شبه مليونير
قبل عشراشهر انتابني احساس رغم ان فاطمة طمنتني ان صحتها جيدة وايضا امي قالت لي ان صحتها جيدة انتابني احساس ان فاطمة ستموت وقد اخبرت الشخص الذي حادثته وربما يقرأ كلامي الان ..كانت فاطمة لا تريد ان تنسى بيتها واشيائها ثمة شيء لم افهمه كان عزيزا على فاطمة في البيت وكانت مهمومة بذلك ..وكانت تعقيدات ما بعد التحرير وعمالة قسد والثارات الاطلسية السعودية العصملية الصهيونية التي تركتها بين ابناء المدينة صعب ان تلتئم بسرعة وكان هذا يؤجج اوجاع فاطمة الدفينة من هذه الحرب الاستعمارية التي جعلت ابنها في المنفى بالمانيا يا دوب يدبر حق دخاناته وايضا الاخرين الذين قدموا لها ما استطاعوه رغم ظروفهم الصعبة في المنافي ولكن اعباء الممعيشة واصرار الغرب الاستعماري وبيادقه الاتراك العصمليين والسعوديين والقطريين جعل الاعباء اكثر وطأة عليها وعلى كل سوري ومنها نهب النازي ترامب ابار النفط والغاز السوري ..
كنت قد انهيت نسبيا محاكمات وظروف استغرقت تسعة اشهر وكنت اسدد ما علي بسرعة مع بعض التقتير.. وشهر او شهرين ويصبح وضعي اريح قليلا لعلني استطيع السفر بعد عدة اشهر لأرى فاطمة قبل موتها ولكن فاطمة فعلتها وماتت..هل لأن هذا الحلف الاطلسي ودواعشه الاتراك والسعوديين والقطريين لم يتوقف عن جرائمه الذي استمر قصفهم على اللاذقية التي لجأت اليها وضمتها بحب و درست ابنائها ولكن ظروفها كانت صعبة عليها وعلى كل مواطن..
اعتبر ان حلف الناتو ومرتزقته السعوديين والاتراك العصملية والصهاينة والقطريين من اغتالوا اختى فاطمة وان معركتي معهم مستمرة فكريا وبكل السبل حتى تحرير العالم الثالث من هذه القاذورات الارهابية الاستعمارية
سلاما لذكراك يا فاطمة سلاما لروحك ايتها الاخت العزيزة الطيبة الشهيدة



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى داعشي مسيحي صهيوني عراقي يعيش على مزابل الناتو الاستعمار ...
- انا اهم شاعر في العالم وليس فقط اهم من درويش هههه
- اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت هههه
- مخابرات الفاشي اردوغان تنقل الدواعش الى ليبيا والجيش الليبي ...
- جرائم الحرب التي تقترفها الطائرات الامريكية النازية باحراق ق ...
- لم انتحر العرب جماعيا يوم لم يقدسوا كلمة شيوعية ؟
- نظام دولي جديد على انقاض الاقتصاد الامريكي المكورن..شوية تفا ...
- لم صدم مسلسل -حارس القدس- وسائل الاعلام الاستخباراتية القطري ...
- سخرية ابو العلاء المعري من الاديان ومكر السلف ؟
- هل تطالب الشعوب العربية بتعويضات عن مآسيها بمصادرة بنوك روتش ...
- كورونا ظهر في فرنسا قبل الصين حسب دراسة تدرس تاريخ الفيروس ل ...
- لم يتقاتل المغاربة والجزائريين على من عينه ترامب المشرف على ...
- قصائد / شيوعيات : عرش .. صمت ..منجم .. حصاد .. رعب
- ادارتا ترامب وجونسون وفضيحة البنية التحتية الامريكية المترهل ...
- رد على صدامي نقشبندي داعشي مأجور للسي اي ايه
- حول المصطلحات الصهيونية :سنة شيعة علوية كفار ولم تمول محميات ...
- فاشية الهيكل التنظيمي للاخوان المسلمين وحكم عصابة الكومبرادو ...
- مظاهرات العام الجديد ضد فاشية سياسات الاقلية الاوليغارشية ال ...
- اشغال الذباب الصهيوني السعودي القطري الالكتروني في لعق مؤخرة ...
- شطب ديون العالم الثالث و ديون المواطنين لمحاربة فيروس كورونا ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد صالح سلوم - كيف اغتالت عصابات الناتو الداعشية السعودية العصملية اختي فاطمة اليوم؟