مفاجأة-قصة

أسماء الياس

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 01:23
المحور: الادب والفن
    

أسماء الياس-فلسطين
مفاجأة
توسلت أن يتركني بحالي، لكنه صمم على تعذيبي.. سألته:
- لماذا تعذب قلب، كل ما فعله أنه أحبك؟
لم تكن لديه إجابه، سمعته ذات مرة يقول لأحد أصدقائه بأنه يفكر ابلهروب من هنا. لكن المسؤوليات الملقاة على عاتقه تجبره على البقاء. سأله صديقه:
- ما نوع تلك المسؤوليات؟
- والدي ووالدتي، لا أستطيع تركهم بهذا العمر.
في تلك اللحظة تأكد لي بأن رامي يؤتمن على الروح. يكفي بأن محبته لوالديه، ورعايته لهم، وهذا جعله بنظري إنسانا يستحق كل تقدير.
بعد لحظات من التأمل، التفت نحوي وقال:
- هل تعنين ما قلتِ؟ هل أعذبك حقيقة؟
- نعم، عندما لا تسأل عني، عندما تغيب بالأيام ولا أراك، ولا أعرف أين أنت.
- لكني أتصل بك، أسأل عنك، وأحيانا تأخذني المشاغل عنكِ.
- اليوم مثلا أردت مفاجأتك، ودعوتك لأحد المطاعم المشهورة بالسمك، وأنا أعلم مدى محبتك لأكلة سمك، خاصة سمك بحر عكا المشهور بطعمه الطيب.
- نعم صدقت أحب السمك البحريّ بشكل كبير.
- إذن هيا، اليوم اجازة بمناسبة عيد الفصح المجيد، لماذا لا يكون هذا اليوم من الأيام التي سوف نتذكرها ما حيينا.
- أنا على استعداد، فقد طلبت الإذن من الماما والبابا، وأخبرتهما باني ذاهبة حتى ألتقيك.
- هيا المطعم من أمامنا والبحر من ورائنا، ما رأيك.
- رأيي مثل رأيك هيا بنا.
عندما وصلنا وجدنا بأن مدير المطعم قد جهز لنا طاولة تطل على البحر. والبحر بهذا اليوم هادئ. وأشعة الشمس جعلت مياهه تلمع بشكل جميل محبب للنفس.
نظر نحوي وقال:
- لدي مفاجأة، قد تسرك، وقد ترفع لديك الأدرينالين.
-يا ساتر ما هذا الشيء؟ لقد شوقتني.
- بما أنه اليوم عيد، وفي العيد كما تعلمين يكون الانسان سعيدا مبتهج.ا
وبما أنك تقولين باني قد أهملتك الفترة السابقة، اليوم بعد أن ننهي وجبة الغذاء. لدي برنامج سوف يغنيكِ عن باقي الأيام.
- يا سلام شيءٌ رائع.
- سوف نذهب لمعرض الرسام المعروف وديع سليمان. يا وفاء، بعد ذلك نذهب نشاهد مسرحية كوميدية، للمثل شهاب. هل أنت سعيدة الآن؟
- أنا بكامل سعادتي الآن. أنت تعلم بأنني أحب هذا الممثل.
- لهذا حجزت تذكرتين لك ولي اليوم الساعة الثامنة مساءً. وبعد ذلك سنذهب إلى البيت حتى أعرّف العائلة على زوجة المستقبل. هل أنت موافقة؟
أجبته بنظرات اإلعجاب دون اللسان.

#أسماء_الياس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل