أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - مفكرون أم مقلدون














المزيد.....

مفكرون أم مقلدون


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عادتاً ما يتميز المفكر بخصائص وعلامات تدل على صفته كمبدع , وكمخلق لرؤى جديده , وكمنتج لأفكار ونظريات ترفد الأنسانيه بكل ما هو جديد . المفكرون هم تلكم الفئه من البشر الذين يدفعون عجلة التقدم الى الأمام , والذين يساهمون بوضع الحلول التي تساهم بتقليل معاناة الأنسان في كفاحه , وصراعه مع الطبيعه التي يعيش في كنفها . أنهم القوه المحركه لعجلة الحضاره . ربما يسأل سائل , ما هي العله بطرح هكذا موضوع. طبعاً السبب هو التزوير الذي دب في كل مفاصل حياتنا ,فقد أُنتحلت الكثير من الألقاب , وأسبغت الكثير من الصفات من غير وجه حق على أشخاص , جرياً وراء الشهره , وأكتساب الوجاهه المجانيه ,مما ساهم بخلط الأوراق , وما عاد يعُرف الغث من السمين , فضاعت المعايير , وفُقدت المقاييس . عند تتبعنا لحياة الكثير من المفكرين ,ترى أنتاجهم الفكري هو نتيجه لتأمل ومخاض لتفكير, لأيجاد حلول لمشاكل عانت منها مجتمعاتهم , فهم يدرسون واقعهم وينشغلون به , ويبذلون قصارى جهدهم من أجل تحسين واقع أوكسب منفعه أو دفع ضرر , فترى أكثر المجتمعات تقدماً وحيويه , هي تلك المجتمعات التي تزخر بوجود فئة المفكرين .كما ما يثير أهتمامي هي تلك الفئه التي حاولت أنتحال صفة المفكر ,عبر ما ينقله من أفكار, عمل على أستنساخها من مبدعيها الأصلين , وهي نتاج لواقع وظروف معينه , فركبوا الموجه , وبدأو بتهريب هذه الأفكار الى مجتمعاتنا على أنها أفكارهم , ومن صميم أبداعاتهم , ومن خالص مهجهم , أما المقلدون ،فهم كالسلع الصينيه التي تبدل أوراق منشأها وتكتب عليها (صنع في العراق) .
لو دققنا في طبيعة المفكر , لوجدناها طبيعه تأمليه , تتسم أفكاره بالترابط المنطقي , والأتساق في تسلسل أفكاره, ويتسم مشروعه بالوحده الفكريه , كما أنه ذو نموذج معرفي أو أعتقادي واحد , يستبطن رؤيه كونيه واحده , تربط كل حلقات تفكيره في سلسله رؤيويه واحده ومتسقه, ومتناغمه , أما الناقل للأفكار أو بالأحرى مستنسخها ,فهو لا يعدوا أكثر من حامل لها ,من مكان أنشاءها الى مكان أدعاءها , ولكن وبلا شك سوف تفضحه طبيعة ما ينقله من هذه الأفكار , والتي تتسم عادتاً بعدم الترابط , وما يتعريها من التفكك , فتراها باهته , ضبابيه , متناثره , فاقده لكل أتساق , وبالحقيقه هذا ما لمسته شخصياً في بعض كتابات الدكتور عبد الرحمن بدوي . لابأس بما يقوم به البعض من ترجمة أفكار يعتقد بصلاحيتها , وأهميتها لواقع وبيئة الناقل لها , ويتوسم بها مقدار من الواقعيه كبير , تساهم في التغير الأيجابي , ولكن المشكله عند البعض أنه مجرد ينقل لكتاب أخذوا مساحه كبيره من الشهره ,فيسقط الناقل في دائرة الأنبهار فينقل أفكاراً لا تزيد الواقع الا تشويشاً وفوضى , وهنا يمكننا أرجاع الكثير من الفوضى الثقافيه والفكريه , وما تحمله من تناقضات مزقت النسيج المجتمعي العراقي , وأثرت سلباً على نسيجه القيمي. هذا النوع من الناقلين (المستنسخين) تراهم يتصفون بالتبعيه , واللهث وراء كل ما هو جديد , من دون التأمل في مخرجاته , وما يصدر من تطبيقات سلبيه غير محسوبه لها . هذا اللون من الفوضى ساهم بشكل كبير في تمزيق هويه فكريه لمجتمع كانت أحد أسباب أستقراره وأنسجامه , فأنتجت شخصيات سايبي الأنتماء , متماهين مع الأخر لحد التلاشي مما ساهموا بصناعة شروخات بالنسيج القيمي والأجتماعي العراقي . هذا النوع من المثقفين الناقلين يدفعهم هاجس الأنبهار من جانب , وهاجس الشهره من الجانب الأخر . أنه التقليد الأعمى الغير مكترث بما ينقل , وهل هو من الغث أم من السمين , فهو كالمستورد لمعلبات الغذاء ,الذي يجهل ما تحتويه , وما تحتويه من قيمه غذائيه لعلها تحمل أمراض خطيره لمتناولها.
من الثابت أن المفكر الحقيقي يتميز بالأجتهاد وتعتريه نوبه من القلق قبل أن تفيض قريحته من أفكار عظيمه , في حين ترى الناقل لا يجهد نفسه , فالأول منهك القوى بسبب ما يبذله من جهد تتطلبه عمليات الفكر والتأمل , في حين ترى الأخر تنطبع على أساريره علامات الأسترخاء . المفكر عادتاً يكون صاحب مشروع حضاري ,في حين الناقل للفكر لا يشغله هكذا مشروع , فهو مشغول بنفسه عادتاً . كما أن المفكر يمتاز بعمق المضمون , أما الناقل أو المقلد فهو سطحي ولا يكلف نفسه الغوص في أعماق الأفكار . المفكر كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري (يحمل رؤيه وهويه وحلم , وأمل) , يهمه الحق وأكتشاف الحقيقه , أما المقلد فلا تهمه الا مصالحه الذاتيه لأنه يدور حول نفسه. فالمفكر يمتلك فكر وطريقة تفكير في حين يكون الناقل أو المقلد عمله تراكمي ,فقد يجمع الأفكار , وقد لا يجيد حتى ربطها مع بعضها ,فتنتهي عنده مفككة الأوصال ضبابية المعنى .



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة وطن
- أثر المكان في صناعة الديكتاتوريه
- الكاظمي وقوى الدوله
- عندما يُشفع للأرهاب
- ثقافة المسؤوليه
- الأدمان بين العبوديه والأستعباد
- الأدمان بين العبوديه والأستعباد
- نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي ٣
- نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي ٢
- نظرات في أستراتيجية الأصلاح الأجتماعي 1
- شذرات في الشخصيه العراقيه : المبالغه ١٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه : المبالغه 13
- شذرات في الشخصيه العراقيه: الوصوليه 12
- شذرات في الشخصيه العراقيه ١١
- أحزاب تخشبت فماتت
- مفارقات بين عالِمين
- شذرات في الشخصيه العراقيه 10
- شذرات في الشخصيه العراقيه 9
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٨
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٧


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - مفكرون أم مقلدون