أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - طبقة عامله خارج الطبقيه!!!؟















المزيد.....

طبقة عامله خارج الطبقيه!!!؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبقة عاملة خارج الطبقية!!!؟
عبدالاميرالركابي
في المدى المعروف من الكرة الأرضية بالعالم الثالث، تستنسخ الطبقات مع غيرها من المفاهيم والأفكار الصادرة من الغرب وعنه، وفي حال كهذا لابد من ان يكون في للعراق على سبيل المثال، وفي العشرينات من القرن المنصرم، "طبقة عاملة"، لاداعي للتحرج من مقارنتها فورا"بمثيلاتها في الأمم الراقية" (1) ونحن هنا في حضرة تعابير الاربعينات، طبقة عاملة لاباس من ان تكون حتى "ريعية"!!!؟ ريعيه؟ مالمقصود بهذا التعبير، نحن بالكاد تعرفنا أخيرا على حكومات ونموذج أنظمة الريع النفطي، كشعار متداول لم يسبق ان جرى وضعه ضمن سياقات الحاضر ومتغيراته(2)، فماذا يمكن ان نعلم عن شيء اسمه "الطبقة العاملة الريعيه"، بمعنى الطبقة العاملة التي توجد بصفتها قوة واداة معادية للطبقية داخل مجتمعها، وضدها، ومضادة كينونة ووجودا للصراع الطبقي واحتمالاته، وصولا الى الانتساب لعالم الوطنية الذي لاتملك منه سوى موروثها من تاريخها المشاعي الريفي الثوري الذي انحدرت منه!!!.
ياللهول... اليس هذا افتراض خارق للعادة، مرفوض كليا، ومن المستحيل قبول مجرد تخيله قبل التفكير به، انا شخصيا سافعل ذلك، متحملا كما كنت خلال حقب عمري، موقع الاقصاء واستحقاق الشيطنه. لاباس، فهذا كله ضروري ولازم للدلالة على تحكم درجة ومستوى ماقبل الإنسانية العقلية وطغانها على مايسمى الاراء والنظرات، بالاخص منها طبعتها الببغاوية التي لاتفقه أي شي، لاعن ذاتها ومايعود لتاريخ المكان التي هي منه، ولا تاريخ غيرها الذي تبصم عنه، وتتوهم لتعيش في الخيال طبعات مزورة منه.
الامر ابعد من ذلك، فنحن نجازف في حالتنا التي نحن بصددها باقتراج مايمكن ان يعتبر من قبيل "نخبه العجز لدرجة الخيانه" وباعتبار انها فئة يمكن ان تظهر في مكان وزمن معينين تحت اشتراطات خاصة، فحين حضر الغرب وقد حقق نهضته الحدبثة، كانت منطقة شرق المتوسط وبمقدمها العراق في حالة انحدار بين دورتين تاريخيتين، المنتهية والتي تؤرخ خاتمتها مع سقوط بغداد عام 1258 وتستغرق الفترة من القرن السابع من النهضة الجزيرية التحريرية الخارقة حتى حينه، وليس هذا كل شيء كما يقول عادة أبناء نخب التردي، فالمنطقة التي نتحدث عنها كانت أيضا واضافة لما هي فيه من حال انحدار، واقعة تحت طائلة "ماقبل الادراك المجتمعي" أي تلك الظاهرة المديدة، التي يكون العقل ابانها عاجزا امام الظاهرة المجتمعية، وغير قادرعلى بلوغ او مقاربة كنهها ومنطوياتها، ومثل هذا الحال اضافة لوطاة التردي، بل وبه كسبب اصلي ملازم، جعل هذه المنطقة بلا رؤية لذاتها، لاتعرف هي اين، ولا في اية نقطة، أوعند أي محطة من محطات انحدارها واحتمالات صعودها، فعاشت حكم واقع مستجد من دون توفر عناصره الضرورية.
ذلك يعني انها لم تكن موجوده لذاتها، وان قانون "إحلال الوافد مكان المستعصي الغائب" كبديل عن ضائع، كان قابلا للحضوران لم يصبح واجبا كاحد خياراتها الأساسية، مع الاخذ بالاعتبار قرب الظاهرة الغربية المتوسطية، وضخامتها، ونوع ماحققته، وحجمه، بالذات على مستوى نموذج "الدولة"، عدا الأفكار والرؤى الشاملة، وهو ماجرى تاسيسا عبر الظاهرة المعيبة والكسيحه عقلا المعروفة ب "النهضة"، حيث التاريخ لما لامثيل له من الاستبدال والتماهي الاتباعي المعيب، مطابقة على الاخر، الامر الذي سيجيز مثلا اعتبار ماقد انتجه حضور الغرب واحتياجات توطنه البنيويه مثل ( السكك وعمالها، والنفط والعاملين فيه) من فئة مشتغلين ضمن البنية الاستعمارية.. "طبقة عاملة"، تقارن بالطبقة العاملة الاوربية وليدة الثورة البرجوازية والانقلاب التاريخي على الاقطاع، والاله، والمصنع، مع ان فئة من يسمون بالعمال او حتى " البروليتاريا"هنا قد ترافق اختلاقها من قبل الاحتلال، وبناء لمقتضيات حضوره، وبذات اللحظة، مع ابتداع والذهاب الى فبركة "اقطاع"، وجد الاحتلال به الاجهاز على جوهر البنية المشاعية العراقية التاريخية وسيلة يضمن بها، وعن طريقها بعضا من نفوذه المهدد، مخالفا بذلك طبيعته هو.
في ادبيات النهضة المعيبة يجد من ينتمون لها لانفسهم أوضاع مجابهه متخيله من نوع الانتباه على الغرب، والتحدي الغربي، والرد عليه، من دون ان يقال لنا اين وبماذا، وماهي الوسائل او المعطيات التي جرى اللجوء اليها واستعمالها بمواجهة الطاريء الكاسح، واستنادا لاي منجز او متحقق ذاتي، او مجرد رؤية ذاتيه مقابله او محايثة، بينما يجد بعضهم ان انشاء "حزب شيوعي" ممثل للبروريتاريا في عراق العشرينات، امرا يمكن تبريره واقعا، وبالتحديد بنيويا في بلاد طبقتها العاملة منتوج استعماري براني، من خارج البنية والاليات المجتمعية، طبقة عاملة ضمن مجال هو احد اهم ركائز وجود الهيكيلية الغربية الاستعمارية، وضمان استمرارها، مثل الريع النفطي الذي صار منذ الخمسينات ركيزه استمرار الدولة البرانية المقامة من الاستعمار الإنكليزي لأغراض استعمارية، ليس هذا فقط، بل وتحوله الى أساس وروح استمرارية الدولة القاهرة في طورهاالثاني 1968/2003 ،دولة الريع النفطي والعقيدة والنواة القرابية، الثقيلة الوطاة على البنية الأساس التاريخية.
كان من المستحيل قيام الدولة الاستعمارية البرانية في العراق، من دون محاولة قلب شكل ملكية الأرض في الريف بقانون التسوية عام 1932 مع الدعم الاستعماري المباشر، وحضور الغرب في الطور الأول 1921/1958 والريع النفطي بين 1968/2003 ،ومن دون الهيكليات والبنى الضرورية، والمشاريع وماتحتاجه من ايد للعمل، لاعلاقة لها بالطبقة العاملة المولودة في الغرب في العصر الحديث، اذ قد توجد هذه باعتبارها قوة نفي للصراع الطبقي، ولامكانية تحول المجتمع الى الصناعة، كما الحال في النظام الريعي البعثي 1968/2003، وماقد وفر له ريع النفط من استقلال عن المجتمع، وموقع توظيفي مديرللمجتمع من اعلى، معطل للمنتجية وقوانيها وتوازناتها. وكل هذا لن يستقيم الا بجهاز دولة مركب من اعلى، والاهم بقوى استيهام ايديلوجي مكرس للفبركة الغربية الاستعمارية، وتعزيز قانون "إحلال الوافد مكان المستعصي الغائب"، كما فعل أمثال "فهد" يوسف سلمان يوسف، وكامل الجادرجي، وغيرهما من امثالهما(3) من مفبركي الوطنية الزائفة الاستعماريه، المضادة للكينونة والذاتيه التاريخية، والتي هي قوة عجز مركب تصل حد اعتماد سبيل تمثيل الغرب ضد البنية والاليات المجتمعية، ومن ثم مقتضيات الوطنية.
تتاسس وطنية هذا النفر على اتباع الغرب نموذجا في غير مكانه، واعتبار كل لحاق به مقصد واتفاق مع الحقيقة التاريخية، مع منع اية نية او رغبة في النظر للذات بصورة قاطعه، رفضا ل "الخصوصية" سوط الايديلوجية والوطنية المفبركة الاستعمارية، هذا الزمن الكاذب الايهامي، يصل اليوم وبحكم ارتخاء يد الغرب موضوعيا وتاريخيا، بسبب تاكل نموذجه، واضطراره للجوء لوسائل غير مباشرة في الهيمنة، الى كارثة وعبء دالته تهالك الهياكل وماينسب للهيئات والدول والمؤسسات المركبه من دون أي أساس، بينما ماتزال الحياة في حال تمخض، لم تنجب بعد الجيل المؤهل للقفزخارج مامتبق من وطاة الفبركة والاستبدال المعيب المسمى نهضة.
ان تاريخ العودة للذات هو مايلوح اليوم في الأفق، خلل الازمات الشاملة، وتاكل واهتراء مايعرف بالدول الفاسدة العاجزه، واشكال ممارسات وتهالك موضوعات من مازالوا مصرين على نمطها ونموذجها، ناهيك عن متبقيات الأفكار والايديلوجيات المهترئة، في حين لم يسمع بعد دوي او صرخة "استحضار الغائب وطرد متبقيات الوافد" وهو مايستدعي من اليوم نهضة جيل يطوي من السجلات تاريخ قرنين على مستوى المنطقة الشرق متوسطية، واكثر من قرن من تاريخ العراق.
نحن مجتمع "التحوليّة التاريخية" التكنولوجي الانقلابي المصصم للذهاب الى مابعد الة ومصنع، ومابعد مجتمعات، ولسنا باي حال مجتمع مصنعية، او آلة هي مما يناقض بنيتنا التاريخية، "الأعلى" من تلك الموافقة للالة ونموذجها، ومايرافق حضورها من أنماط دول وطبقات، حدث ولمقتضيات تاريخية وموضوعيه ان مررنا، او رضخنا ظاهرا لوطاتها ولزمن من الاستبدال والتزوير المخالف لخاصياتنا، ولموقعنا ضمن الاليات التاريخية على مستوى المعمورة، بينما بدات تتشكل مع طلائع القرن الحالي معالم وأسباب نبذ ذلك الطور التوهمي من التاريخ، وان كانت بقايا ثقل ازمة البديل غامرة، ومما يوقع التمخضات في الانكسار المتكرر، برغم إصرار التاريخ على الحضور، وتوالي الاطلال من بين شقوق الزمن الايل للانكفاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كامل الجادرجي ( مذكرات كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديقراطي)دار الطليعه ـ بيروت/ ص20
(2)لم يسبق ان قرات ظاهرة الريع مجتمعيا، وعلى صعيد الدولة والحكم على رغم اساسيتها بالنسبة لحالة مثل العراق مابين 1968/2003 ،والقراءة الوحيده عن مثل هذا النمط كتبها فرنسي عن ظاهرة الدولة الريعية السعودية، هو "بول فيي" وترجمت ونشرت في الثممانينات في مجلة "دراسات عربيه" اللبنانية، في حين استمر الحديث في العراق مركزا على الشعاريات "الدكتاتورية" من دون تعيين، ناهيك عن التركيز على مظهر أساس وفاصل في التاريخ المجتمعي العر اقي الحديث.
(3) من الاستدلالات على ضحالة الممارسة "الفكرية"، للأحزاب "الطبقية" ومن يحف بها ويواكبها فيما يعرف بالاكاديمية، مافعله حنا بطاطو وكتابه الشهير عن "الطبقات الاجتماعبة والحركات الثورية العراقية"، مصرا على ان مسالة التحليل الطبقي ممكنه في العالم الثالث، والعراق بالذات، ليؤسس عمله برمته محاولا اثبات انطباق نظريات ماركس وغيره على الواقع العراقي، وهو مااعتبرته الصحافة الغربية عملا من اعمال القرن العشرين البارزة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية كعتبة تمهيد للتحوليّه(2/2)
- الماركسية كعتبة تمهيد للتحوليّة
- الراسمالية الماحقة تنتصر على ماركس
- نظرية الثورة لينينيا وتحوليا عراقيا؟
- - قرآن العراق- شرط اللاثورة التشرينيه
- 1/تشرين: بوابة اللادولة، اللاثورة؟
- اللاصعودية وانهيار الدولة المتقابل
- اللاصعودية:شروط الفبركة وعراق التشكل
- الماركسية: نهاية الثورة الاحادية الاعلى*
- اللادولة واللاثوره؟
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3ج
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3ب
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3أ
- الانهيارالأمريكي واللاصعود العراقي؟/2
- الانهيار الامبراطوري الأمريكي واللاصعود العراقي؟/1
- انتفاضة عراق ممنوع من الوجود/6 ب
- فبركات وطنية وقومية اقرب للخيانه؟/6أ
- الفبركة وما ينقص الثورة الكونية الأعظم؟/5
- هل يُعدم العراق بفبركتهِ اُحادِياً؟/4
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/3


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - طبقة عامله خارج الطبقيه!!!؟