أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - - قرآن العراق- شرط اللاثورة التشرينيه















المزيد.....

- قرآن العراق- شرط اللاثورة التشرينيه


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"قرآن العراق"شرط اللاثورة التشرينية
عبدالاميرالركابي
لكل زمن سياقاته ونوع إيقاع تشكله، وتبلور ظواهره واحداثه، في الزمن الأحادي ثمة ماينسب للمعروف بظاهرة الثورات، وهي فعل منته لم يعد موجودا، بما ان زمن الأحادية نفسه قد شارف على الزوال، نحن قد نحتاج لمراجعة عينته النموذج من زاوية اثيرة تجلت في الصلة التلازمية بين الفكرة والفعل، او مايطلق عليه ( النظرية/ الثورة) كما جرى التعبير عنها من قبل لينين اختصارا وتكثيفا بجملة ( لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية)، وهو قانون الأرجح انه سيستمر مع متغيرات جوهرية ابان زمن الانقلاب التحولي، وتحديدا خلال الفترة الانتقالية الاخيره بين زمنين ومفهومين عقليين مجتمعيين.
لقد توطن العقل على مدى الاف السنين عند عالم الأحادية والنهائية الازلية المجتمعية، وباساسها الاعتقاد بنهائية وازلية الظاهرة المجتمعية مع خليتها، الكائن البشري، وهي حالة مصدرها تعذر الإحاطة العقلية بالظاهرة المجتمعية، ومكنونها وماتضمره، وماهي مصممة لكي تبلغة وتنتقل اليه. الامر الذي لم تكن ارض الرافدين/ العراق مستثنىاة منه، ومن الرضوخ لوطاته، ان لم نكن هي بالذات من دون غيرها قد عانت اكثر من أي مكان اخر على مستوى المعموره، من اثاره لسبب بسيط، متات من كونها نمط مجتمعية كيانية ازدواجية، كتب عليها وظلت مضطره برغم ذلك، للنظر لذاتها والعالم احاديا، الامر الذي استمر على مدى دورتين تصيريتين تاريخيتين، الأولى السومرية البابلية الابراهيمية، والثانية العباسية القرمطية الانتظارية، إضافة للشطر المنقضي الى اليوم من الدورة الثالثة، المستمرة من القرن السادس عشر الى الان.
وتظل حالة ارض الرافدين ابان الزمن الأحادي، وطور القصور العقلي، ازدواجيا بنية، واحادي منظورا، يتغلب فيه احد مكونيه المتطابق مع زمنه، والاشتراطات الملائمه له وتبرر ترجحه، وغلبته، وسطوة نموذجه، بحيث تسود الأحادية الموافقة للطرف المتمثل بالدولة الأحادية القاهرة داخليا، بينما يطمس حضور المجتمع والمكون الاخر التاسيسي، والاسبق، الذي هو قاعدة الكيانية الازدواجية، وحامل ديناميتها، والعائد لعالم مجتمعية اللادولة غير القابلة للتجسد ارضويا، والتي تعمد للتحقق خلال فترة الغيبه والاختفاء، بصيغ سماوية، ونبوية موقتية، وبما يضعها هي الأخرى تحت طائلة التعريف والتسمية الاحتوائية الأحادية المانعة لتجلي ذاتيتة غيرها.
تقوم المجتمعات كظاهرة، وهي محكومه لحالة اختلال وتفارق استثنائي، وفي بقعة محدودة بعينها على مستوى المعمورة، يمتنع التوافق العضوي بين الطبيعة والكائن البشري انتاجيا، وهو ماكان حصة سومر ابتداء، ومانجم عن نوع بيئية مجافية للجهد البشري كليا، جعلت المجتمعية الأولى هناك، حالة تجسد لصيغة "العيش على حافة الفناء"، وحصيلته الانتاجوية اللاارضوية، ومترتباته المتفوقة إدراكا، على الطاقة العقلية، والمتاح لها من قدرة على الإحاطة، بينما العقل يبدا أولى خطوات انتقاله من العقل ماقبل المجتمعي، الى بداية والعتبة الأولى من عملية التصيّر من خلال، وفي غمرة المجتمعية.
يومها تنتصر الأحادية، وتسود ويظل نموذجها الاعرق والاكمل الأول النيلي، مثالا ونموذجا لاقترابه ودنوه من الطاقة العقلية المتاحة في حينه، وهو مايستمر لحين اقتراب الأحادية من نهاية دورها، وامد تسيدها، فالحياة والمجتمعية لاتوجد لتستمر ساكنة من دون ديناميات تصيرية، او بما يبقي وطاة الأحادية النموذج والتصورات مستمرة الى مالا نهاية، وسواء من ناحية توزعات الأنماط المجتمعية واشكال احاديتها بإزاء المزدوج الوحيد منها، وتوزعاتها الجغرافية او درجات وأنواع انشطاريتها، توجد المجتمعية كحالة حية ماخوذه يقوانين التحول والانتقال، وصولا الى زوال المجتمعية نفسها كهدف مجتمعي وجودي، الانشطار الأول السومري واللامجتمعية الأرضية الأساس والمنطلق، هي بدايته الدالة على مستقبله ونهايته، بمعنى ان المجتمعات لم توجد من دون غرض كامن ومودع فيها، وفي عمق كينونتها، كما انها لا تعيش اية لحظة من حياتها ومسارات وجودها، من دون خضوع لقانون التحولية الكوني الاشمل وتفاعليته على مستوى الأشياء والموجودات الكونية كافة، وفي قلبها ظاهرة المجتمعات ومادتها.
هنالك محطتان محتمتان على الظاهرة المجتمعية، كلاهما تنتسبان لعالم "العيش على حافة الفناء" واشتراطاتها مافوق الارضوية، الأولى تختص بها ارض الرافدين الازدواجية التحولية بنية وكينونة من دون المعمورة، تظل تنتظر التحقق على مستوى المعمورة، تمنعها من ذلك اشتراطات ومناحي قصور مادية وتكوينية بنيوية وتصورية، تجعل من الأحادية المجتمعية غالبة بين محطتين، أولى رافدينية، وثانية عامة شاملة تدخلها الظاهرة المجتمعية بمجموعها على مستوى المعمورة، وهو مايتحقق بلوغه والوصول اليه، عبر مسارات تاريخية تصيرية، وعمل اليات تاريخية وحتميات مآل، مصممة من قبل "الغائية الكونية العليا"، ومقررة، اعلى اشكال تحليها مايبلغه الغرب الأوربي الانشطاري الطبقي حين ينتقل الى الزمن الالي بعد اليدوي والمصنعي الصناعي، مكان الزراعي.
وقتها يبدا زمن التفارق بين الكائن البشري، والطبيعة، بالحضور في قلب الأحادية المجتمعية، وان في اعلى صيغها، وأكثرها دينامية، وتصير علاقة الإنتاج كعملية بالكائن البشري مهددة بالتفارق النافي للاخر، مع تزايد ميل الراسمال الى الاستقلال بالمنتجية والياتها، تخلصا من وطاة وحضور المجتمعية واشتراطاتها، الامر الذي يدخل العملية المجتمعية الى، ويذهب بها نحو نسق من التدميرية تلازمية لعملية الإنتاج، باعثها الخروج الانتاجوي على الاشتراطات المجتمعية، وعلى مايؤول الى الحاجات العضوية والواقعية، بظل دخول عنصر متفوق، يملك ان يأخذ قدراته الالية والتكنولوجية الفائقة المستجده، الى تدمير شروط الإنتاج والحياة، والى قلب اشتراطات العيش البشري، والتحكم بها وبواقع الكوكب الأرضي وتوافقية الحياة مع ممكناته ومايتوفر عليه، مايفتح الباب امام نوع ديناميات حياتية مدمرة، قاتله وساحقة تصيب كل ممكنات العيش.
هذا النوع من التفارقية البشرية مع الطبيعة، مختلف بالطبع عن التفارقية الأولى السومرية الابتدائية، مع انها تعيد احضار نمط حياة خاضعه لقانون "العيش على حافة الفناء" نفسه، وهو ماقد يذكر بمتوالية ماركس عبر المراحل الخمسه، من المشاعية البدائية، الى المشاعية العليا، ليجعل المشهد تحوليا، بدايته "العيش على حافة الفناء" بنيويا، واخره ونهايته "العيش على حافة الفناء" ماديا، حيث تتوفر وقتها ومعها، الوسيلة الضرورية التي كانت وظلت تنقص المجتمعية التحولية الرافدينية، وتحول بينها وبين الانتقال الى مابعد مجتمعية، فالالة التي ينتقل لها الغرب، لاتؤدي فقط الى تدمير قواعد التوافق البشري الطبيعية، الى ان تجعل الحياة مستحيلة، وعلى حافة او شفا الانقراض وحسب، وانما تعود لتوفر عبر التكنولوجيا، وسيلة إيجابية، موافق لنمط الإنتاجية العليا، اللامجتمعية، الضرورية واللازمة للتحول بعد تخليصها من وطاة المنتجية الالية، ومنظومة مفاهيمها وتصوراتها الأحادية، واساسا وقبل كل شي، طريقة استعمال ونوع وظيفتها ومكان استخدامها، أي ماتلائم نوع استهدافها المتضمن في كينونة التكنولوجيا وخاصيتها الأساس وما خلق له ( كل شيء ميسر لماخلق له).
هنا حيث ينتهي عالم الأحادية موضوعيا وماديا، بينما تصبح مقومات الانتقال التحولي جاهزة ومتوفرة، تنتقل مركزية التحول والتغيير الأعظم التحولي، ويتراجع الغرب الذي يكون قد حظي بموقع ومكانه استثنائيتان على مستوى المعمورة وعموم المجتمعيات ابان صعوده الالي المصنعي، فلا يعود هو قادرا، ولا مهيئا لتصدر عملية الانتقال من الأحادية، وتصير احاديته بالذات عامل منع له، توقفه دون اجاء مايتعداه بنية، وان توفر على المطلوب ماديا، ليعود التاريخ ويستدير الى حيث ابتدا، والى المنطلق الأول الممنوع من التحقق ابتداء، حيث كانت رفعت"صحف إبراهيم الاولى"، بانتظار حلول زمنها واوان تحققها.
في العراق اليوم تنهار وطاة الأحادية التي ظلت تحول دون تحقق الذات الوطن/ كونية الرافدينية الأصل، وحيثما مايزال البعض يعتقد بالفبركة، او باشكال وصيغ الاحادوية والدولة والطبقويات في واقع مجتمعي يعمه التفكك الأقصى، بعد انهيار صيغة الفبركة الغربية، ابان زمن تهاوي مقومات الفبركة والقدرة على نشرها وتصديرها، بعد خروج الغرب الأوربي من دائرة الفعل، والقدرة على تعميم النموذج خصوصا، وغلبة الإمبراطورية الامريكية المفقسة خارج رحم التاريخ نموذجها الأقصى الانتاجوي،ماوضع العالم امام لحظة انقلاب عظمى تحولية، موطنها وموضع انطلاقها هو نفس موضع انطلاق المجتمعات البشرية الاول، وإذ تدخل ارض الرافدين عالم ثورة تشرين 2019 ، يدق ناقوس مابعد الأحادية وايقاعها وتفكراتها وعقلها القاصر عن مكنون الوجود المجتمعي والياته.
لن "تنتصر" ثورة تشرين كما يتخيل، لانها أصلا ليست انتخابات، ولا دولة مدنية، واصلاحات لااساس ولاموجب لها، وهي سوف تتقلب بين اليات التفكك والانهيار، واستحالة الدولة الأحادية، وتآكلها المطرد، حتى الالتقاء بالذات بعد الاف الأعوام، وانبعاث ماكان حيا مثل جمرة في قلب مجتمع، حكم عليها بان تتسعر ولاترى الى "يوم الدين"، فلا يماط عنها اللثام، وتشع على المعمورة، الا ب"قرآن القراءات" الأعظم، قرآن مابعد القراءات الكبرى الثلاث الابراهيمية، القرآن الذي به ومعه يذهب العالم والمجتمعات والكائن "الانسايوان" الى "الانسان"، حيث انتهاء صلاحية المجتمعية، والانتقال الى مابعدها، هي والجسدية.
"قرآن العراق" هو ثورة 1تشرين2019 ........
معه تصير هي، وبه تكتسب ذاتها التي هي جوهر ذات العالم المتصيّر في الأفق اليوم...



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1/تشرين: بوابة اللادولة، اللاثورة؟
- اللاصعودية وانهيار الدولة المتقابل
- اللاصعودية:شروط الفبركة وعراق التشكل
- الماركسية: نهاية الثورة الاحادية الاعلى*
- اللادولة واللاثوره؟
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3ج
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3ب
- الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3أ
- الانهيارالأمريكي واللاصعود العراقي؟/2
- الانهيار الامبراطوري الأمريكي واللاصعود العراقي؟/1
- انتفاضة عراق ممنوع من الوجود/6 ب
- فبركات وطنية وقومية اقرب للخيانه؟/6أ
- الفبركة وما ينقص الثورة الكونية الأعظم؟/5
- هل يُعدم العراق بفبركتهِ اُحادِياً؟/4
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/3
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/2
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجيه متهافته/1
- الانفجار الكبير والكون اللامرئي
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/2
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/1


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - - قرآن العراق- شرط اللاثورة التشرينيه