أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الشيء المؤكد فيما يجري في ليبيا اليوم!؟














المزيد.....

الشيء المؤكد فيما يجري في ليبيا اليوم!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن فهم مشكلة ليبيا المزمنة وأيضا المشكلة الراهنة الا بفهم الحقائق التاريخية والواقعية التالية:
1- الشيء المؤكد أن تركيا - وكذلك ايطاليا - وبضوء أخضر من بعض الدول الكبرى، لن تسمح لقوات تحالف الكرامة بقيادة المشير حفتر بالسيطرة على العاصمة طرابلس مهما كان الثمن!.
2 - والشيء المؤكد الآخر أن مصر، وبضوء من بعض الدول الكبرى، لن تسمح لقوات تحالف الوفاق بقيادة السراج، والتي محورها وجوهرها جماعة الاخوان المسلمين، بتجاوز (سرت)(*) اذا تمكنت من هزيمة وسحق قوات الكرامة في الغرب الليبي مهما كان الثمن!.
3 - والشيء المؤكد الآخر أن دخول تركيا بهذا الشكل القوي والسافر في الصراع الليبي الليبي عقد المشكلة الليبية بشكل أكبر وأخطر إذ أن مصر باتت تنظر لما يحصل في ليبيا بأنه أمر يتعلق بشكل مباشر بأمنها الوطني، فليبيا عبر التاريخ، وخصوصا برقة، تشكل امتداد استراتيجي لمصر.
4 - الشيء المؤكد الآخر أن الغرب يشعر بقلق بالغ من التدخل الروسي ودعمه بقوة لتحالف المشير حفتر وترى في التدخل الروسي اعادة لسيناريو انتصار روسيا في سوريا.
5 - والشيء المؤكد الآخر أن الصراع الجاري في ليبيا له وجهان، وجه سطحي ووجه آخر عميق، الوجه السطحي يبدو من خلاله الصراع للغربيين وربما للعرب أيضا كما لو أنه صراع سياسي ايدبولوجي بين الاسلاميين والعلمانيين ، أو بين أنصار ثورة فبراير وأنصار النظام السابق، أو ربما حتى بين الشرق والغرب، بينما الوجه الحقيقي والعميق كما نعلم نحن الليبيين هو صراع اجتماعي جهوي وقبلي وعرقي عميق ومزمن متعلق بمكونات المجتمع الليبي في غرب ليبيا ، أي بين محور قبيلة ومدينة (مصراتة) وحلفائها من البربر والزاوية وغريان، وبين محور قبيلتي ومدينتي (ورفلة وترهونة) وحلفائهما من القبائل العربية البدوية كورشفانة والفرجان والقذاذفة، فالتاريخ في الغرب الليبي (**) يعيد نفسه!!.
6 - والشيء المؤكد الآخر أن مصر ترفض بشدة وحزم مشروع تقسيم ليبيا بل وترفض حتى الفيدراليةليس حبا في ليبيا وخوفا عليها بل لأن حصول ذلك قد يغري بعض الأقاليم المصرية بالمطالبة بالفيدرالية أو حتى الانفصال، ولكن ومع كل هذه المخاوف المصرية فإن مصر اذا وصلت إلى طريق مسدود ووجدت أن الاخوان المسلمين وحلفائهم الأتراك تمكنوا من احكام قبضتهم على طرابلس والمنطقة الغربية وباتوا يشكلون خطرا على أمن مصر من خلال تمدد نفوذهم لشرق ليبيا (برقة) فإن مصر ، في هذه الحالة، ستبدل موقفها من الحل الفيدرالي بل والحل الانفصالي وتسعى بكل قوتها لدعم الفيدراليين بل وحتى الانفصاليين بشرط أن تضمن ولاء هؤلاء للقاهرة بما يضمن أمن ومصالح مصر.
7 - والشيء المؤكد ما قبل الأخير أن الدول الكبرى لم تتفق بعد على إعادة النظر في مشروع دولة ليبيا التي أسستها اسما وجسما ايطاليا الفاشية عام 1934، ولم تتفق بعد على العودة لمشروع الدولتين (برقة وطرابلس الغرب) ولكن بلا شك وكما ورد في بعض الصحف الايطالية أن الحديث عن حل الدولتين موضوع على طاولة النقاش في كواليس اللعبة الدولية.
8 - والشيء المؤكد الأخير أن ليبيا تقف على شفا جرف هار وهاوية سحيقة من الضياع وغور المجهول، فحتى لو فاز هذا الفريق أو ذاك وتمكن من سحق من خصمه، فمشكلة ليبيا الأساسية ستظل أعمق وأخطر، فما لم يعرف ويعترف الجميع أن دولة ليبيا التي اخترعها اسما وجسما المحتل الايطالي عام 1934 هي دولة مركبة تتركب من بلدين وقطرين عربيين شقيقين وجارين هما برقة و طرابلس الغرب - حالها حال بريطانيا وروسيا وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا - مالم يعرف ويعترف الجميع بهذا - فلن يعرفوا الطريق الصحيح نحو وحدة واستقرار وازدهار واستمرار دولة ليبيا !.
****************
الهامش:
(*) مدينة (سرت) تقع في منتصف ليبيا وهي الحد الفاصل تاريخيا وجغرافيا وطبيعيا واجتماعيا بين ما كان يعرف قبل تأسيس ايطاليا لدولة ليبيا بالقطرين البرقاوي والطرابلسي، فقد ظلت سرت عبر التاريخ، قبل وبعد الفتح الاسلامي، هي الحد الفاصل بين برقة (بنتابولس) وطرابلس الغرب (تريبولس) أو (تريبوليتانيا).
(**) بالرجوع للتاريخ الليبي البعيد والقريب، نجد ونكتشف أن هذا الصراع الاجتماعي الجهوي في الغرب الليبي ، القطر الطرابلسي سابقا، هو السبب الأساسي في فشل مشروع الجمهورية الطرابلسية عام 1918، وفي فشل مشروع حكومة القطر الطرابلسي عام 1919، وفي فشل وتوقف حركة الجهاد والمقاومة ضد الطليان عام 1923، وفي تأخر انتصار ثورة فبراير عام 2011 لعدة أشهر بينما الثورة نجحت في الشرق الليبي (برقة) في غضون أيام معدودة!، بل إن هذا الصراع الاجتماعي الجهوي العرقي بين مكونات المجتمع الليبي في غرب ليبيا بين (الأخوة الأعداء) هو السبب الأساسي في فشل إعادة بناء الدولة الليبية حتى الآن منذ سقوط نظام العقيد القذافي وأولاده!، مع ضرورة الوضع في الاعتبار هنا كي تتضح الصورة أن المشير (خليفة حفتر) قائد تحالف الكرامة وإن كان من سكان شرق ليبيا (برقة) إلا أن أصوله القبلية والجهوية ترجع لقبيلة ومدينة (ترهونة) في غرب ليبيا، ولو كانت أصول المشير (حفتر) ترجع مثلا لمدينة وقبيلة (مصراتة) في غرب ليبيا أو كانت ترجع لأحد قبائل (السعادي) في شرق ليبيا مثلا لتغير المشهد السياسي في ليبيا 180 درجة!، أقول هذا لنعرف حجم وثقل العامل الاجتماعي والجهوي والقبلي في الأزمة الحالية!، فما لم نعرف ونعترف بهذه الحقيقة لن نعرف حقيقة مشكلة ليبيا وطبيعة الحل المناسب لها!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تموت وتكون آخر من يعلم !!
- من هم المسلمون الليبراليون!؟
- ليبيا الجديدة علمانية ام اسلامية؟ جمهورية أم ملكية!؟
- (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) رسالة ...
- اليوم العالمي للاعتراف والاعتذار!!؟؟
- الخيال العلمي في الأدب العربي والدكتور مصطفى محمود!؟
- كورونا، رواية سينمائية ضمن أدب نظرية المؤامرة!؟
- المرأة والعنف المنزلي، في زمن كورونا!؟
- عن افلام الخيال العلمي العربية!؟
- إلى أين يجر فيروس كورونا عربة العالم!؟
- عالمنا من ثورة تونس لثورة كورونا!!؟؟
- في ذكرى سقوط دولة بني عثمان!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين!؟
- الغريب !؟(خاطرة شعرية)
- نظرية المؤامرة وجنون الارتياب!!؟؟
- ما لا يعرفه العرب عن دولة ليبيا !؟
- ليبيا بين الفوضى الخلاقة والفوضى غير الخلاقة !؟ (1)
- في الحرية!؟
- الانتخابات البريطانية، الأسئلة والمؤشرات!؟
- وماذا عن دواعش إيران في العراق!؟


المزيد.....




- بلومبرغ: دول مجموعة السبع تبحث تخصيص 50 مليار دولار لأوكراني ...
- كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟
- مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة مت ...
- بعد أن ألمح إلى استعداد فرنسا إرسال قوات إلى كييف.. روسيا تع ...
- وول ستريت جورنال: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعاً للموافقة على ات ...
- ماكرون وشولتس -ينسقان مواقفهما- بشأن الصين قبل زيارة شي إلى ...
- بوريل: نهاية الحرب واستسلام أوكرانيا -خلال أسبوعين- حال وقف ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح بوريل حول وقف إمدادات الأسلحة إلى كي ...
- مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات يشهدها جنوب البرازيل منذ 80 عام ...
- قناة -12- العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: وفقا للتقديرات ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الشيء المؤكد فيما يجري في ليبيا اليوم!؟