أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - أحلامُ الملائكةِ كيف تَكونّ ؟ ! في رواية - أحلامُ الملائكةِ -















المزيد.....

أحلامُ الملائكةِ كيف تَكونّ ؟ ! في رواية - أحلامُ الملائكةِ -


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 17:50
المحور: الادب والفن
    


بقلم: الناقد والفنان سد جمعة


القارئ والمتابع للإصدارات الأدبية لـ د . / صلاح شعير ... يُدركُ أنهُ مُهتم اهتماما بالغاً برصد التغيرات الاجتماعية والقيم والسلوكيات الإنسانية في مصر من خلال نموذج " القرية " ، وهي النموذج الأمثل و المستوطنّ الرئيسي للقيم الدينية و بالدرجة الأُولي مع القيم والسلوكيات الفطرية الشفيفة ، ذلك لأن القرية هي الطرف الأقرب تلامساً للمدينة ، كما أنها الرافد الدافق لهذه القيم الأصيلة لسكان المدينة والمَرجع و المُرجح بصورة ما للإصلاح والتقويم و الاحتفاظ بصورتها التقليدية - مع العمل بها - كوسيلة ناجعة لهوية نقية و خاصة بين الدول ، إن رصد هذا التغير و التأثيرات المُتبادلة بِحداتِها وسرعتها ، ومدي تغلغُلِها في نسيج الإنسان وبالتالي البيئة المحلية ثم المجتمع و الهوية المصرية ذاتِها يؤكد صواب هذا التوجه الذي يهتم به كاتبنا .

إن هذه المتابعة و الرصد العلمي في إطار أدبي وفني يعيد للذاكرة أدبيات الرواية المُؤرِخَة لِحقبةِ من الزمن كما رأينا في أدبيات وروايات أديب نوبل مصر و العرب : نجيب محفوظ في الثلاثية وغيرها أو علي وجه الدقة للقرية والريف المصري منبع القيم والحضارات والسجل الدائم للتطور الديموغرافي للبيئة والسكان ؛ لقد فعل ذلك أسماء عديدة من الكتاب المصريين مثل محمد حسين هيكل ؛ يوسف ادريس ؛ عبد الرحمن الشرقاوي ؛ محمد عبد الحليم عبد الله ؛ توفيق الحكيم وغيرهِم كُثر .

ولقد كانت للكاتب رؤيته المستقبلية في تغير سماتِ القرية المصرية من خلال رصده للزحف الطاغي لسلوكيات وأخلاق سكان المدينة ؛ فبدلا من أن تستقبل المدينة وتكتسى ببعض سماتِ المدينة ولو تجملا، صارت القرية فريسة سعلة أمام الزحف الطاغي لسلبيات سلوكيات المدينة ، ولم تعد القرية كما كانت واحة الراحة والخضرة والماء والوجه والسلوك والأخلاق الحسنة ؛ ومصدراً حقيقياً لهم ؛ لقد تغيرت القرية عن زمن من كتبوا عنها ذكتُ أسماؤهم حتي أصبحت القرية كمريض الجزام تتساقط من وجهه وجسده قطعٍ من اللحم وظهرت البثور و الحفر العميقة مِن جراء التساقط السريع للسماتِ الجمال ، و الطهر، وحلت الدمامل و التقيحات و القبح و الضعفِ والبؤسِ مكان آياتِ الجمال ، لقد رصد الكاتب بنجاحٍ بالغ ذلك في محاولتهِ لفت الأنظار لِما يحدث و تدارك ذلك ، فكانت شخصياته من أهل القرية أو الوافدين إليها ومِن خلال صراعات رهيبة فيها الكثير من السلبيات الخلقية وهي تتشاحن مع بعضِها بقسوةٍ وعنفٍ بلغ حد الإزاحة و الطرد و الفتن و القمع و السطوة البدنية و الإرهاب و وصولاً للدماء و القتلِ المباشر ؛ كان الكاتب بارعاً في تصوير و رصد كل ذلك و بصورة درامية تحملُ الفكر كما تحمل صدق الرصد .
إن هذا يؤكد أن الرواية ستبقى دوما الأميز أدبيا كوثيقة شاهدة عن تطور و تغير الإنسان بل و والبيئة الدائم في كل بلدٍ .

* ولا اغفل أن أُشير بما هو معلومٍ عن كاتبنا الراقي أنه يحمل دكتوراه في الاقتصاد وله كتب ذات أهمية وقيمة بالغة وربما غير مسبوقة في خصوصيتها و اهتمامها بالأثر الاقتصادي و البعد الاجتماعي لعدد من المشاريع القومية الحديثة في مصر .
و ... نبدا معاً رحلة نلتقط الأبرز في هذه العمل الأدبي الذى نحنُ بصدده " أحلام الملائكة " .
نعلمُ أنّ " الملائكة؛ هُمّ حلمٌ لكثيرٍ مِن البشر؛ فما تكونُ أحلامُها!

* عنوان الرواية كان اختيار و إبداعُ ذكى؛ لا يجبُ أن نغفلهُ و نحن نمضى إلي ما بعدهِ ؛ و يُهيئ القارئ للبحث عن الملائكة في الرواية، وأيضا يُتيحُ له إعداد و تصور لِما تكون عليه أحلام هذه الملائكة .

* كما أن الغُلاف ذاته يمثل بألوانه شبه الداكنة ، ومكوناته الرئيسة أيقونات القرية المصرية المرأة الريفية المصرية ، والترعة ، وجرة الماء ربما لم تعد تمثل فقط وعاءاً للماء؛ بل هي أشبه بوعاءٍ يحملُ ا لذكريات لكل بما فيها من الآمال و المعاناة ، مع خلفية لحظاتٍ من بزوغ " الفجر" و إشراقة بشائر أضواء يومٍ جديد لأمال وأعمال روتينية تتدثر بوهج طاقات متجددة راغبة في اختلاف جديد عن يوم سابق سنلاحظه في ثنايا صفحات الرواية .

* ويأتي الإهداء البسيط و العام " إلى كل عشاق الأمل " ، كبطاقة دعوة رقيقة يصطبها ويبرزها القارئ كوثيقة عبور حين تدلهمُ الأحداث ليمضي بشغفٍ إلى نهاية القصة .

* لقد كان لتعبير ناقدنا الراحل محمود امين العالم " البناء المعماري " حين تعرض في قراءاتِه لأدب نجيب محفوظ ، سنجد أديبنا د . / صلاح شعير .. يهتم بتقنية إعداد الهيكل المعماري لأحداث و شخصيات رواياته ، فهو بوسيلة ما وتقنية احترافية رائعة ، يجيد رسم الشخصية بدءاً من الأسم و الملامح والسمات الخُلقية والسلوكياتٍ وأسلوب الحوار ... الخ ؛ ليتسقُ ذلك مع الإطار الذى تتحرك فيه الشخصية على امتداد الرواية لِينزعُ الكاتب نفسه من الوجود أو التأثير أو التدخل المباشر في لغة السرد – ونأمل ان يتدارك و يقلل حجم تدخله الواضح من خلال إضافة تقارير مُباشرة قد يكون مضطراً لإضافتها بحكم أسلوب صياغته المألوفة في كتاباتهِ العلمية >

* ولقد كان أديبنا حريصاً أن يكون البناء الهيكلي مُكتملاً فنيأ حيث أن الرواية تقع في 176 صفحة من القطع المتوسط ؛ و تتكون من 20 فصلا معنوناً بأسماءِ تُدلل على ما في الفصل و أحداثهِ ؛ بداية من الفصل الأول المعنون " جميزة العم حافظ " التي يُشير من خلال " الجميزة " التي تعني الرسوخ و الجذور و الإثمار الدائم للقيم و السلوكيات المتأصلة في القرية، وباقي العناوين تشيرُ لأحداث كل فصل ( البؤساء ؛ الغيرة القاتلة ، السرايا ، المصيف و الشقاء ؛ السقوط ؛ أحلام الملائكة ؛ الجريمة ؛ الوداع الأخير؛ شؤم المعصية و الآلام ؛ الهروب ؛ الأمل ؛ الغزو ؛ المفاجأة ؛ العودة ، المواجهة ؛ الفجر ، الغدر والحلم ) .

* وأعد مع دقة رسم الشخصيات ؛ تنوعِها و اختلاف ثقافتِها و بنيتِها الذاتية والنفسية المرتبطة بثقافات تخلطُ أحيانا بين العلم و الجهل والآمال والطموحات المُتعددة البسيط منها و المُعقد وإيجاد آليات ومبررات لكل شخصية في أدوارها المُتباينة في أحداث و تطور الرواية وتأثير ذلك المباشر وغير المباشر حتى حين ينتهي دور كل شخصية ؛ لتأجيج الصراع وتفعيل الاحتداد الدرامي الأساسي للرواية أو ما يمكن تسميتهُ بعنصر الإثارة و التشويق للقارئ .

* يتمتع أديبنا بقدرته السردية الفائقة التميز في اللغة و أسلوب سردٍ بسيط دون إسهابٍ يُسطحُ أو اختزال مُخل ، مِن خلال كلمات حوارٍ متسقُ تماماً مع الشخصية نفسِها و ثقافتِها تأكيداً لصحة رسم الشخصية و سلوكياتِها التي وضع بذورها في بناءهِ لِلمعمار الهيكلي للرواية .
* ولعل الرائع في بناء هيكل الرواية مع تعدد الشخصيات ( مدرس ؛ موظف ، ريفي أو ريفية ، عامل أو عاملة ؛ طالب ؛ دارس علم ؛ طبيب ؛ مثقفٍ بدرجاتٍ متفاوتة ... الخ ..... إن هذه النماذج و من خِلالِها يرصد الكاتب التحولات و التغيرات في القيم و السلوكيات الإنسانية والشخصية لكل من في القرية؛ وقد جاء هذا الرصدُ بوسيلةٍ أدبية وعلمية - في آن واحد – لِمن يعنيه الأمر في المراكز و الهيئات العلمية المُختصة.

* ربما لأنه لم تتوفر لي سوي نسخة PDF؛ لم أتمكن من عرض نماذج تُدلل على ما ذكرته من تقنيات أو فقرة من فقرات و صفحات الأحداث.

* الرواية و إن كانت تدور حول شخصية رئيسة ومحورية ؛ إلا أن الكاتب و من خلال بناءِه المعماري لها ؛ جعل كل الشخصيات أبطالا ؛ وجعل البيئة و المكان والزمان أيضا أبطالا حقيقين . بل جعل " الحُلم " حُلماً للبشر والملائكة ، حين ينهي روايته بفقرة طويلة اقتطع منها عمقاً واضحا للرواية في هذه الفقرة :

( عندما تطهرت النوايا ؛ إنبلج من الأعماق وجه الملائكة تحوم فوق السنين ، ليزيح مع البشر جبال الجهل من فوق العلوم ، فقبض الجميع علي خيوط الفجر يجذبون الشروق من جوف السماء حتي يأتي الصبح الجديد )



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحرب السيبرانية- يحذر من خطورة إختراق الفضاء الإلكتروني عل ...
- ظلال المجتمع في رواية -كفر الهوى- تؤهلها للسينما والدراما ال ...
- عودة - صلاح شعير - .. من كفر الهوي
- رواية المهزوز تحذر المجتمع من الآثار السلبية لظاهرة العنف ال ...
- -أيام الكراهية والكلاب- رواية تحمل صورة سينمائية لقرية الستي ...
- -كفر الهوى- تشير إلى أن الفيسبوك يهدد الأمن القومي للعرب.
- -الظمأ والحنين- رواية تطالب بحل مشاكل الأمة بالعلم والوحدة
- واقعية تتزين بالرومانسية في رواية (كفر الهوى)
- -مملكة الأسود- نص مسرحي تم بناءه لتعزيز منظومة القيم الإيجاب ...
- -ومضات على الطريق-كتاب يعالج أوجاع الأمة العربية
- -الكيس الأسود- تنتصر للقيم الإيجابية بالمجتمعات العربية
- -دليل تربية الحمام- كتاب لنشر الثقافة العلمية
- مملكة الأسود نص مسرحي يخاطب عقل الطفل العربي
- -مركب الفأر والفأرة- قصة تعتمد في نسجها على التراث الشعبي
- توترالسرد الروائي بين رمزية الواقع وواقع الرمزية عند صلاح شع ...
- -مملكة الأسماك- تنفر الطفل من العادات المزمومة
- مسرحيات -الساحرة والحكيم- تواجه التطرف بالاعتدال، والجهل بال ...
- هي العنيدة فمن أين جاءت الذئاب؟ في رواية صلاح شعير
- رواية العنيدة والذئاب: نسيج إبداعي يخلص إلى أن الأيمان بالقي ...
- كتاب -من حكايات العمر- سيرة ذاتية تتحرك بين السياسة والأدب، ...


المزيد.....




- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح شعير - أحلامُ الملائكةِ كيف تَكونّ ؟ ! في رواية - أحلامُ الملائكةِ -