أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - مصطفى محمد غريب - لفساد والفقر وكورونا والمحاصصة في العراق فصل من فصول الأزمة!...















المزيد.....

لفساد والفقر وكورونا والمحاصصة في العراق فصل من فصول الأزمة!...


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 22 - 16:22
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


الفساد والفقر وكورونا والمحاصصة في العراق فصل من فصول الأزمة!...

الأزمة العامة التي تهيمن على العراق أصبحت غولاً متعدد الأطراف اذا سمح لنا ان نسميها أزمة بهذا الشكل، هذه الأزمة تحمل العديد من الابعاد في اقسامها المترابطة التي تكمل الواحدة الأخرى، لتصبح أداة في تكوين الأزمة العامة مع اقسام أخرى، الفساد المالي والإداري والفقر واخيراً وباء كورونا عبارة عن قسم مترابط الابعاد، فالفساد بأنواعه واصحابه بشكل عام أداة رئيسية في سرقة قوت الشعب والأموال العامة بدلاً من المساهمة في البناء والتطور فقد أدى الى زيادة الفقر وحتى دون الفقر وساهم الفساد في عدم التصدي الواعي المادي والمعنوي لوباء الكورونا بملموسية مدى فقر القطاع الصحي إلا من تضحية العاملين فيه الذين نشهد لهم بسالتهم ودورهم وتضحياتهم، والقطاع الصحي يفتقر الى ابسط المعالجات والامكانيات المتطورة وبخاصة في قطاع الدولة وبصدد وباء كورونا فإن مخاطر انتشاره على الأبواب واكثر ،ومن هذا الباب اكد جواد الموسوي مقرر خلية الازمة النيابية "ان النظام الصحي في العراق سيشهد انهياراً خلال عشرة ايام مقبلة في حال لم تتخذ الجهات المعنية لمواجهة جائحة كورونا إجراءات صارمة ، لنتصور حجم المأساة اذا انهار النظام الصحي على حياة الملايين من الكادحين من العمال والفلاحين والكسبة والموظفين الصغار والفقراء الذين لا عمل لهم والبطالة وآلاف العوائل التي تعيش الفاقة والاملاق في العشوائيات والمخيمات البائسة!
من هنا نحن نرى الارتباط العضوي بين الفساد وما بين فقر الناس والعاطلين عن العمل او الكسبة اليوميين، من جهة ثانية ضعف القطاع الصحي وفقره من المستشفيات والمستوصفات والمعدات الطبية وغيرهما من المؤسسات الصحية، وضعف القطاع من الكادر الطبي بكل انواعه وبخاصة الأطباء العاملين في القطاع الحكومي مقارنة مع الدول التي تكاد ان تكون شبه مستقرة نسبياً، ولا ننسى أبداً كارثة هروب وهجرة العشرات من الأطباء بسبب العنف الطائفي والمافيات المسلحة والتهديدات التي طالتهم لدفع الإتاوات المالية ، هذه الابعاد التي تُشكل مع ابعاد أخرى سببها نهج المحاصصة الطائفية والاضطرابات الأمنية والبطالة وغيرهم من الذين شكلوا الازمة العامة، وعليه نجد ان الفساد المالي والإداري قد أطلق عليه في الوقت الحالي في اكثر من موقع او مقال " علمٌ فوقهُ نارُ " هذه التسمية اعيدت على مسمعي في دمشق قبل حوالي ( 40 ) حيث ادين النظام العراقي بالبدء اشعال الحرب بشكل واضح واكد احدهم موضحاً ان بداية الحرب من قبل النظام العراقي كعلم فوقه نار لكن البعض كان يحاول التبرير وتجميل قوله على الرغم من الحقيقة لينطبق عليه الشطر الشعري المنسوب للشاعر صالح بن القدوس الازدي المتوفى عام( 776 ) " يعطيك من طرف اللسان حلاوة ---- ويروغ منك كما يروغ الثعلب " اذكر ذلك بعد سماعي الى تهويلات البعض المسؤولين والجهات المسؤولة المتهمة بالفساد اصلاً القول : بان الفساد نسبي ليس بهذا الحجم أي ان حالة "علمٌ ونار" لا ينطبق عليها ذلك المثل ولسنا هنا للتبرير لأننا سنقدم أمثلة حية على ان الفساد المالي والإداري أصبحا اكثر من معروفين واكثر من ملموسية، فمجرد معرفة أسباب انتفاضة تشرين ( 2019 ) التي قدمت اكثر من ( 700 ) شهيد وآلاف المصابين التي دوت أصواتهم بالضد من الفساد والفقر والبطالة والمحاصصة والأحزاب الفاسدة ، وزيارة طارئة لأكثرية مؤسسات ودوائر الدولة سيلمس المراجع ضخامة الفساد الإداري تفشي الرشوة والتزوير والبيروقراطية سيقتنع بما ذهبنا اليه ، وللمعرفة اكثر على المرء الاطلاع على ما أصدرته هيئة النزاهة والنزاهة البرلمانية التي هي بالعشرات تكشف مدى اتساع دائرة الفساد بشقيه الذي اصبح مضرب الامثال، ولو نأخذ موضع مشروع مطار كركوك الذي طالبت لجنة النزاهة البرلمانية بتداعيات الفساد وبكافة الأوليات المتعلقة بإحالة المشروع للاستثمار لتحويله الى مطار مدني، وطالبت لجنة النزاهة بحيثيات المعلومات واشارت " تم منح مدارجه الاثنين وبرجه وأبنيته وأملاكه وبنيته التحتية بكلفة (١٠٠ ) مليار دولار لمستثمرين لم يصرفوا على المشروع سوى مليارين" كيف يستطيع الانسان المجنون تقبل موضوعة الكلفة الهائلة والصرف العجيب الذي يشير الى الفرق الشاسع بين الكلفة والصرف، وأشارت لجنة النزاهة البرلمانية ان الشركات المكلفة بالمشروع وبخاصة احد الأشخاص المهمين قام بتنسيب أستاذ جامعي الى المحافظة " لتنفيذ مشروع المطار بدون موافقات رسمية لأن هيئة الاستثمار أقرت ببطلان العقد ولم تعترف به أساساً"، مثال آخر حول ما نشرته وسائل الاعلام والعديد من المختصين في لجان النزاهة على صرف ( 60 ) مليار على قطاع الكهرباء ولا نسهب بالحديث عن الوضع المأساوي لقضية الكهرباء ، اين ذهبت المليارات من الدولارات التي لو كانت بيد امينة ونزيهة لتم بناء دولة حديثة وليس قطاع كهربائي ؟،في موضوع اخر اشارت النزاهة حول كلفة المشاريع المتلكئة في البصرة " تجاوزت ( 572 ) مليار دينار وكشفت النزاهة مشروع عن ( 47 ) تحوم حولها شبهات فساد إدارية ومالية وأشارت إلى النزاهة "أن الكلفة الإجمالية التي حدَّدها الفريق المركزي للمشاريع المتلكئة والمتوقفة (572,521,211,620) مليار دينار" اما المبالغ التي صرفت فقد بلغت (195,080,348,371) مليار دينار، ولهذا تمت احالتها الى مديرية تحقيق الهيئة في محافظة البصرة لاتخاذ اللازم بحق هذا التلكؤ والفساد ولكن كيف ستجري الأمور وهل "تلفلف" القضية كما " لفلفت " المئات من القضايا المشابهة الله وحد يعلم!!، وهذا فيض من غيض والمخفي اعظم، والحديث حول الفساد له اول وليس له آخر، اما المبالغ المفقودة والمختفية بطرق عديدة تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ان نسب الفقر تزايدت باطراد لا مثيل له وأشار الحزب الشيوعي بلاغ لجنته المركزية في 6 / 12 / 2019 ان " نسب البطالة والفقر، فضلا عن عوامل اخرى خارجية وتدخلات اقليمية، انتفض شعبنا وشبابه على وجه الخصوص " ومثلما اشرنا في المقدمة ان احد العوامل الرئيسية لانتفاضة تشرين الفساد والفقر والبطالة ، ولا بد من التذكير ان جائحة كورونا عمقت الازمة اكثر حيث كشف عادل الركابي وزير التخطيط عن نسبة الفقر بسبب جائحة كورونا حيث وصلت الى " 40% بعدما كانت في العام الماضي 23% حسب مؤشرات الجهاز المركزي للإحصاء " ونوه الى" وجود الكثير من المشاريع المتوقفة منذ عام ٢٠٠٨، لأسباب فنية ومالية".
هذا هو حال العراق المزرى الذي أصيب بالصميم جراء حكم الفاسدين والأحزاب والتنظيمات والشخصيات الفاسدة ، وهذا الجزء هو احد الأجزاء المكملة للازمة العامة التي تحتاج للخلاص والإصلاح الى جهود مضنية ونزيهة من قبل الحكومة الجديدة وعلى الرغم من التفاؤل بانتصار الحق الوطني لكن ذلك يجعلنا نفكر مليون مرة بما وعدته حكومات إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي تلك الوعود التي انقلبت الى وقائع مظلمة في طريق تحرير العراق من التخلف والتبعية وجعله يصطف مع الدول المتقدمة بما يملك من إمكانيات مالية هائلة، ان انتفاضة تشرين 2019 هي انتفاضة الحق من اجل انقاذ البلاد من الضياع ومن الكارثة والفواجع التي تنتظره اذا لم تباشر الايدي النظيفة في التخلص من المحاصصة والفساد ومعالجة قضايا الفقر والمرض والتعليم...الخ ونعتقد ونحن على صواب باعتقادنا مثلما كنا ان ابطال انتفاضة تشرين لن يكفوا عن المطالبة سلمياً بالحقوق المشروعة ولن يخضعوا الى الابتزاز والقمع والخداع وسيكون الانتصار ابداً للشعب العر اقي



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول الجذرية مع الإقليم للتمتع بالاستقرار والأمان والبناء
- نص بقايا أنهر الدمع في ليل السقم
- مجرمون حتى في زمن كورونا بدون حساب
- مستلزمات الانتصار على الإرهاب عسكرياً وفكرياً
- نص لم يكن حلمي!..
- حقيقة الرأسمالية ونظامها الاستغلالي غير العادل
- نص المستجد كورونا
- نكبة الهيمنة والفراغ السياسي ورئيس الوزراء
- جانحة كورونا والكارثة المأساة
- تصفية الحسابات على الساحة العراقية
- دور الأحزاب في المحاصصة الطائفية السياسية
- العبور إلى شاطئ الحلم
- الطرف الثالث في عمليات الخطف والاغتيال والاعتقال
- نص في شارع الرشيد
- آفاق الوجه التراجيدي للفقر ودونه في العراق
- الانتفاضة وقانون الانتخابات الجديد
- وأخيرا وليس آخراً الانتفاضة الشعبية في العراق
- نصان -- القدوم يا بغداد
- تراكم السخط والغضب أدى إلى الانتفاضة الجماهيرية في العراق
- نص مقدمة المقام


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - مصطفى محمد غريب - لفساد والفقر وكورونا والمحاصصة في العراق فصل من فصول الأزمة!...