أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - نكبة فلسطين














المزيد.....

نكبة فلسطين


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اطلقت مفردة “النكبة” على جرائم تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين، على أيدي “العصابات الصهيونية المسلحة” وقوات الانتداب البريطاني، وقرار الامم المتحدة في تقسيم الوطن إلى نسب لم يحافظ عليها. كان هذا في 15 مايو/ أيار عام 1948، ومنذاك وكل عام، يحيي الفلسطينيون بمسيرات احتجاجية وندوات ومهرجانات ومعارض فولكلورية تؤكد ارتباطهم بأرضهم وحقهم في العودة إليها، وتصدر أغلب الجهات السياسية، حكومات أو حركات سياسية بيانات شجب واستنكار ودعوات لانصاف الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه المشروعة في العودة و الحرية والاستقلال على كامل تراب وطنه.
عقود سبعة وسنتان مضت.. وتأتي غيرها وقد تمر.. ولم تأخذ قضية شعب ارتكب ضده كل ما تصفه القوانين المتفق عليها، بالجرائم الكبرى، التي تعقد محاكمات دولية لمرتكبيها، ما تستحقه قانونيا وأخلاقيا وسياسيا، وما وردت من قرارات للأمم المتحدة بمجلس أمنها أو جمعيتها العامة، لم تنفذ منها، بل وأتخذت قرارات الفيتو على كل ما يتعلق بها أو يحقق للشعب الفلسطيني ما يحق له ويتوجب عمله، ومثلها ما تصدره الإدارة الأمريكية وحكومات حليفة لها، وليست آخرها صفقة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب وولي عهده جيرارد كوشنر، والتي أعتبرت وبعد كل تلك السنوات وعدا جديدا آخر. ولم يكتف هذا الرئيس الأمريكي، بصفقته وإنما يعرض باستمرار اتهامات وتهديدات وعقوبات مسبقة لكل من يخالفه هذا التصور .
كل تلك الكوارث التي اختصرت باسم النكبة، لشعب شرد وقتل واحتلت أرضه وصار ما صار عليها من تطهير عرقي وإبادة جماعية وروايات ترددها الألسن وتقول بها الأيام، وظلت التساؤلات عنها قائمة ومستمرة أيضا، رغم كل حقائقها معلنة في مؤتمرات وشعارات وخطب سياسية. حتى اصبحت "النكبة" سؤالا للجميع. يطرح أمام الفكر العربي والممارسات السياسية خصوصا أن تراجع وتعيد النظر باطروحاتها بفكر قانوني إنساني يحاكم المجرمين ويقر بحق الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض، والحياة فيها دون مساومات واتفاقات فردية وخضوع مخجل وارتهانات محزنة، وغيرها مما يحيّر العاقل ويكشف عن هوان عجيب.
خلال تلك العقود شنت حروب ومعارك وحصارات أنتجت خسائر لا تعد ولا تحصى، مادية وبشرية، وآثارها وتداعياتها على الشعب الفلسطيني والوطن العربي والعالم أيضا ماثلة وشاهدة. تتوازى معها أسئلة كثيرة عن دور ووعود الإدارات الأمريكية والغربية عموما، وحتى مندوبي ما سمي بخارطة الطريق وموقفهم من القضية ومستقبلها. وكذلك ما يحدث على الأرض الآن وما تتعرض له القضية والشعب العربي من جرائها.
ما أعلن من خطط للقضية الفلسطينية ومؤتمرات عقدت وخطب صدعت لم يكن كلاما عابرا في ظل الظروف التي تحيط بالقضية وواقعها ومحيطها، ولا ينفع معها الغضب فقط. إذ لا يمكن أن تستمر في هذا الوقت ومع كل هذه التطورات والتحولات في العالم والمنطقة، دون رد وموقف شجاع.
يبقى المهم هو ما يقرره العرب عموما، والفلسطينيون خصوصا، وتصوراتهم من المستجدات الجديدة وإعادة النظر في قدراتهم الكامنة وطاقاتهم المضيعة. الصمت المريب أو التواطؤ الغريب صار مكشوفا ومعلوما ويتطلب الآن أن ينتهي وان يقف النظام الرسمي العربي أمام المرآة ويرى نفسه ومستقبل وطنه ويفرض على العالم إقرار الحق والقرارات الدولية التي اقرها بنفسه وطبقها في غير مكان، لا التفرج عليها أو طيها في ملفات النسيان. والتوقف عن خطوات شاذة اتخذت أو أعمال مشينة وجهت ودعمت للتفرقة والفتنة وخدمة المخططات المعادية لكل حر شريف.
ألا يحرج رئيس أمريكي سابق، كان أحد مهندسي المفاوضات والصلح مع الكيان سابقا، جيمي كارتر، أن يصف الكيان بأنه عنصري ويمتلك أسلحة نووية علنا ويطالب برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ويعتبر الحصار على سكان قطاع غزة جريمة ضد الإنسانية، حيث كتب: "إن العالم يشهد الآن جريمة بشعة في حق الإنسانية على أرض غزة، حيث يعيش 1.5 مليون إنسان داخل سجن كبير، ولا سبيل أمامهم للخروج، سواء بحراً أو جواً أو براً. إنه عقاب جماعي وحشي لأهل المنطقة بالكامل". ولا يسمع مثله من ذوي القربى من أترابه والمتحمسين للقضية أو المتباكين عليها والمبذرين أموال أمتهم خداعا للدفاع عن عروبة القدس التي قال عنهم الشاعر المعروف، النواب، ما قاله في حينه واليوم أيضا؟.
على الصعيد الفلسطيني يواصل الشعب صموده ويقدم صورا عن بطولات اسطورية، لم يهدأ يوما، ظل مناضلا ومواصلا وماسكا بمفاتيح بيته الذي هدم وخارطة مدينته التي ازيحت، وطرقات الوصول إليها رغم كل المتغيرات على الأرض فيها، ويستمر جيلا بعد جيل، بدمائه وصبره وكفاحه الوطني، بمسيرات العودة، واضرابات الاسرى، واعتصامات الأهالي في المناسبات والذكريات، رفع اسم القضية ووضعها دائما أمام العالم، قضية شعب وارض، حرية واستقلال وعودة ودولة كاملة السيادة، من بين ركام المخيمات أو في بلدان الشتات المجاورة والبعيدة.
ويظل سؤال: ماذا قدم للشعب الفلسطيني في نكبته المتواصلة؟، سؤال دائم يتطلب العمل الواجب، في وحدة وطنية وبرنامج كفاحي والتفاف شعبي واسع واصرار على رفض ما يخطط ويعمل عليه لتصفية القضية والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والعمل عربيا ودوليا على ما يتفق مع القانون الدولي والشرعية الدولية وحقوق الشعوب وإرادتها في التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية وبناء الأوطان بثرواتها البشرية والطبيعية وإقامة علاقات مشاركة عادلة ومتكافئة ومتوازنة لمصالح كل من تهمه الأمور فيها دون بخس أو نهب أو استغلال وهيمنة استعمارية.
بعد كل هذه السنوات، وكل ما حصل فيها وما جرى للشعب الفلسطيني من نكبة ونكسة ونكبة متوالية لابد من نظرة موضوعية ومراجعة ضرورية لها ولما سيأتي بعدها، وتقدير استراتيجي ورؤية مستقبلية لآفاق تحرر وطني. و



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابتن/الكولنيل توم مور
- فايروس كورونا لا يعرف حدودا
- كورونا الأغنياء والفقراء
- في وداع صباح علي الشاهر
- واشنطن- هافانا: وحشية الرأسمالية وترامب
- ما بعد الكورونا: نحو تضامن عالمي جديد
- المشهد السياسي في العراق بعد الاعتذار
- اوكسجين فلسطين
- صفعة القرن والشارع العربي
- من يدعم -داعش- العراق؟!
- جرائم حرب في العراق
- الحراك والحراكيّون في الوطن العربي
- العراق أمام مفترق طرق
- الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة
- تهديد العراق
- موجات الحراك الشعبي في الشوارع العربية
- جريدة الشارع العراقي
- عن شعارات الحراك الشعبي ومطالبه في العراق
- العراق:حيتان الفساد تحكم العباد وتدمر البلاد
- اتساع الدعم والمشاركة والتأييد للحراك الشعبي في العراق


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - نكبة فلسطين