أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيرزاد همزاني - عندما أصبح ألأله ذكراً - أبراهيم بن تارح - المقدمة 1















المزيد.....

عندما أصبح ألأله ذكراً - أبراهيم بن تارح - المقدمة 1


شيرزاد همزاني

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


أبراهام بن تارح
المقدممة
كان أبراهام بن اميلة يعيش في مدينة بابل العتيقة في الحضارة. ولد هناك وربي وترعرع في عائلة من كهنة الالهة عشتار إلهة بابل القوية وألألهة ألأكثر عبادة في بابل وهي الالهة الرئيسية في هذه المدينة ذات القوة والثراء. كانت عبادة عشتار وتقديسها تسنم بابل وكان المجتمع انثويا وألأم هي مركز الأسرة وعمادها الاجتماعي.
في بليل القديمة نشاء ابراهيم وكان طفلاً مشاكساً أطول من أقرانه وأقوى منهم وعندما شبّ التحق بمنحت ابيه الذي كان ينحت التماثيل للألهة جميعاً وعلى ألأخص عشتار وعشيقيها ألألهين مردوخ وديموزي. كان يعمل هناك ويتقاضى اجراً عالياً بالإضافة الى المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها. لكن كل شيء تغير مع الوساوس التي راودته وكرهه لعشتار واحتقاره للمراءة التي يراها فقط كآلة لتشبع متع الرجال وألة للأنجاب والعمل.
الفصل الأول
دخل ابراهيم على تارح وسأله
أبي لم لا انسب اليك.
لأن قانونا هو هكذا، عشتار هي ألأم وجميعنا ننسب اليها ومن صلبها. ألم تلدك أمك، لولا ألأم لن يكون هنالك ميلاد. ألأم هي واهبة الحياة وهي عشتار الصغيرة.
لكن يا أبي أنت السبب في الخلق, الماء يتدفق منك وأمي مجرد ارض تنمو عليها بذورك
يا بني أن أمك هي ألهة صغيرة وهي واهبة الحياة, ما تقوله لا يمت للحق بصلة, راجع أفكارك ولا تنسى أن أمك صاحبة الفضل في أنني أباك . وذلك لأن عشيرتها يتخذون الازواج وليس العشاق وكانت تستطيع أن تنتبذني وكنت ستُنسَبُ اليها وحدها كما ينْتَسَب اغلب الاولاد الى أمهاتهم في مدينتنا. يا بني انت ايضاً متزوج من بنت خالتك وهي تحبك ولديك ابنان وثلاث بنات وينسبون الى أمهم وأليك. دع عنك هذه الافكار وكن شاكرا لإلهتنا عشتار وألآلهة ألأخرى. قم بعملك وواظب على حضور مجلس الملك ممثل ألإله مردوخ واستمر في تدريبك ووظيفتك الدينية تعش سعيداً.
خرج ابراهيم من عند ابيه وذهب الى معبد ألأله مردوخ أقام الشعائر الواجبة وهو مؤمن بأن هناك خطاءً في نظام بابل وعبادة ألألهة عشتار كأم ألمدينة وألألهة ألأعلى مكانة والأقوى. بعد ذلك توجه الى البيت واستقبلته زوجته سارة التي كانت تحبه لدرجة العبادة. فأبراهيم رائع وهو رجل جميل فارع الطول, مليء بالحب لعائلته وان كان يحب ابنائه اكثر من بناته وفوق كل شيء فيه فحولة غير عادية وهو شبق ولولا حبه لسارة لبحث عن عشيقات لإشباع شهواته الذكورية.
كان ابراهيم في الحقل يبذر القمح بعد ان انتهى من اداء شعائر المعبد. وهو يبذر كان يفكر , هذه الارض ستؤول الى اختي وانا الذي اهتم بها ,أحرثها ,أنظفها, ابذرها سيكون نصيبي اللاشيء منها بعد موت امي ولن يكون لاولادي الذكور شيء منها. أنه خطاء نحن من نحرث ونحصد الاراضي ابي فعلها قبلي والآن أنا وستؤول الى اختي لتصبح هي من تامر من يحصد غلتها. أنه خطاء هذا الظام خاطىء وردد بنه وبين نفسه اللعنة على عشتار.
أدرك أبراهيم التعب فاستلقى على عبائته تمت طل احد الاشجار واستغرق في النوم. استيقظ والعرق يتصبب منه نتيجة كابوسٍ يراوده منذ سنين وسنين خلت. وهذا الكابوس هو اعادة أليمة لحادثة وقعت له في صباه. في احد المرات تأخر عن حضور مراسيم تعظيم عشتار في المعبد وظل يلعب مع أقرانه. وعندما عاد الى البيت ضربته أمه ضربا مبرحا وحرمته ألأكل يوماً كاملاً ولم تجد توسلاته صدىً. رغم أنه كان يبلغ من العمر فقط عشر سنوات إلاّ أنها لم تشفع له لتعفي عنه أمه. لم يجد الملجىء إلاّ عند ابيه الذي طيب خاطره ونصحه بالمواظبة على حضور قداس تعظيم عشتار ليتجنب غضب امه وليعظم الالهة وأم الآلهة عشتار تعظيمها المستحق. منذ ذلك اليوم ونمى كره عشتار في نفس ابراهيم وكان يفكر بكل ما يقلل من شأنها ويرفع شأن ألآله مردوخ. أنه أنما دون علمٍ كان يرفع من شأن أبيه ومن شأنه في المستقبل وشأن الذكور على الاطلاق ويحط من شأن أمه وأخواته والنساء عامةً.
وأستيقظ من نومه متعرقاً. شرب بعض الماء من كوزه وعاد اليه هدوءه. يا لهذا الكابوس الذي لا يفارقني منذ عشرين سنة. اللعنة على عشتار وعلى أمي وعلى النساء عامةً. ناقصات خِلقة.
عاد الى بذر حقله بالحنطة وبينما هو منشغل بالبذر سمع صوتاً يناديه
أبراهيم كيف حالك ؟
أنه صديقه لوط أقرب أصدقائه الى قلبه ويتمنى لو يبوح له بأفكاره صراحةً بوماً ما دون تلميحٍ وإيماءات. كانا بنفس العمر وصديقان منذ الطفولة وذهبا الى سوح التدريب معاً وتعلما القراءة والكتابة معاً وبينهما ترابط اشبه ما يكون روحياً.
نعم لوط انا بخير. كيف حالك؟
نظر لوط الى ابراهيم عن قرب وتفحصه وقال مخاطباً إبراهيم
كلا يا صديقي لست بخير. ماذا هنالك؟
أجابه ابراهيم وقد علاه الانفعال
لوط ألسنا نحن من نبذر الأرض ونزرعها ونسقيها وإلاّ لأصبحت بوراً وصحاري؟ أليست هذه البذور كمائنا؟ ونحن كالأمطار نهطل. ومردوخ كالشمس ينير وتتبرعم الحياة بدفئه وضياءه. أليست هذه الأرض كالنساء؟ نحن من نمنح الحياة ولسنَّ هنّْ. لولانا لانقرضت الحياة. مردوخ منبع الحياة ونحن الرجال وسيلته لخلق الحياة.
صفن لوط للحظة وقال
يا أبراهيم مشكلتك أنك تفكر بالحياة كثيراً. يا صديقي نحن الرجال غير راضين. لا أقول كل الرجال بل أغلبهم غير راضين ولكن هذا مجتمعنا والنساء لهنَّ حق التملك والنسب والكثير بل أغلب الوظائف المدنية تحت أيديهن. ولا تنسى أن عشتار هي ألإلهة ألأم واهبة الحياة ونحن كلنا ابنائها وهذه إرادتها. والملكة أنانا سيدتنا ممثلتها على ارض بابل وما كلكامش بدونها إلاّ لا شيء. هو زوجها لكنها تستطيع أن تجعل منه مشرداً متى ما أرادت بل وأن تأمر بقتله، لكنها تعشقه وهما متفاهمان ولديهما ابن وبنتان وبعد وفاة إنانا ستصبح أبنتها أكد ملكة بابل وقد تتخذ عشيقاً بدل زوج. لكن حالنا سيبقى كما هو. يا إبراهيم دعك من هذه الأفكار وتعال معنا اليوم نشرب الخمر ونلعب القمار للتسلية، لهذا جئتك اليوم فأن جماعتنا أي الأصدقاء قد أعدوا مجلس شراب لنا فقط.
قال أبراهيم وقد أزعجه تجنب لوط لحديثه
أنت تتجنب يا لوط فكرتي وتاشغل فقط بتوافه الامور. تعرف انني قد تركت القمار منذ ولادة اسماعيل وتركت الخمر منذ ولادة اسحاق. أشرب النبيذ فقط وباعتدال وستكون تكلفة الطعام والنبيذ على حسابي. لكن لا تهمل اقوالي هكذا,
قال لوط ليهدئ من انزعاج ابراهيم
يا براهيم هذا هو مجتمعنا وتعرف عقوبة التجديف بعشتار, أنه الحرق حياً كما حدث لنمرود. أنت لست اقوى منه او ذو رهطٍ كما كان هوَ. على كل حال اراك المساء.
وودعا بعضهما.



#شيرزاد_همزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساءاً يليق بشخصكِ
- أصبحَ الوطنُ هو إستلامُ راتب
- خيطٌ واهْ
- وجهان لعملةٍ واحدة
- الموظف والوالي
- فرحةَ شعبٍ محتضر
- لغز الحياة والموت
- وأولي أمركِ .... هؤلاء الحثالات
- ألا يا أيها الساقي 83
- رسالة من مصطفى سليمي
- ألا يا أيها الساقي 82
- أذهب وعد لممالك داعش
- هامش أسفل وباء الكورونا
- في ذكرى الهجرة المليونية
- عيد ميلاد سعيد 2020-03-30
- لجوء أليها
- هامش على خريطة وباء الكورونا
- أشتاق أليكِ يا ملاكي
- ألأمل الخالد
- الشعب النبيه


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيرزاد همزاني - عندما أصبح ألأله ذكراً - أبراهيم بن تارح - المقدمة 1