أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - تسطيح الادمغة














المزيد.....

تسطيح الادمغة


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تشاهد التلفزيون هذه الايام لا تخرج بشيء يهزُّك، أو يجعل عقلك يعمل ويفكر في التحرُّك، كل شيء يدعوك الي تسطِّيح مخك، وأن تستلقي شبه المغمى عليه لا يحتاج إلا لعُشر وعي كي يتابع البرامج؛ فكلها برامج تسلية. اي نعم هناك برامج تسلية في كل تليفزيونات العالم، ولكنهم دائمًا يضعون أمام أعينهم فائدة المُشاهد، فيُغلِّفون الثقافة والمعلومات بغلاف مسلٍّ. عندما تشاهد محطات الغرب تجد معلومات ومعلومات، وآفاقًا واسعة تفتحها لك كاميرا التليفزيون تُريك العالم كله وأنت جالس، تُعلِّمك التاريخ، تُريك الجغرافيا، ليست علمًا جافًّا كما ندرسه، إنما حقائق مذهلة مصوَّرة، العالم حقيقة بين يديك. مناقشات خطيرة تتناول أدق تفاصيل الحياة هناك، وبالذات مشاكل التعليم والتربية، يشترك فيها آباء وأمهات وطلبة وأساتذة وعلماء؛ بحيث بعد المشاهدة تحس وكأنك قرأت أكثر من كتاب عن الحياة في العالم أجمع. وليس معنى هذا أن اللوم كله يقع على الإذاعة والتليفزيون، لكن صحافتنا أيضًا تشترك في عملية تبطيط عقل الصائم والمواطن؛ فالصفحات الدينية تتحدث عن رمضان وكأنه أول رمضان يصومه المسلمون، تتحدَّث عن رمضان وكأن القراء مجموعة من الجهلة أو كأنهم كانوا بالأمس فقط يعبدون الأصنام.


إن الصفحات الدينية في جرائدنا ومجلاتنا تنسى أننا شعب مسلم له تاريخ عريق في الإسلام وفي التعبد وفي معرفة ما يضره وما ينفعه. والمواطن المصري الأمي يعبد الله ببساطةِ، أصبح الدين جزءًا لا يتجزأ من تكوينه وكيانه، وهو بالتأكيد أكثر تقوى، إذا كانت التقوى تُقاس بالتلقائية والنوايا الحسنة، من بعض من ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين وعلى المتديِّنين بحيث لا يصح في العبادة إلا ما يقولون وما به يشيرون.


 كان مفروضًا أن تتحدَّث تلك الصفحات عن القيم العليا الكامنة وراء الامتناع عن المتع الجسدية، كان مفروضًا أن تَنتهِز شهر العبادة وتشرح لنا الحكمة في تشريع طقوس العبادة، كان مفروضًا لا أن تتحدَّث عن كيف تُصلي وكيف تصوم، ولكن أن تتحدث عن لماذا تصوم ولماذا تصلي، ولكن الإذاعة والتليفزيون والصحافة الدينية، يضيع المعنى الكلي لرمضان الكريم، ويبقى الشهر يَنظر إلينا بَرِمًا من عليائه. جموع من الرجال والنساء المسلمين القادِرين على شق الصخر ولوي الحديد تقضي يومها في كسل مروِّع، وليلها في طعام وشراب وتسلية، ويضيع من عمر الإنسان شهر لم يكسب فيه عبادة، وإنما أدى فريضة، وبشق الأنفس، ويضيع على المصريين كم وافر من الطعام استهلكوه، وكم وافر في الحقيقة من ملايين الملايين من مساعدات الإنتاج لشعب محتاج فقير أُهملت وأُضيعت بحجة الصيام، مع أن الصيام حجة المجتهد، والعمل عبادة في حد ذاته، وأن يهمل المواطن عمله بحجة أنه صائم جريمة دينية وخُلقية ودنيوية أيضًا.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضاد الفيروسات ريميسيفير Remdesivir يظهر النجاح في علاج COVI ...
- من الممكن أن يكون البصاق هو الحل لاختبار CoV-2
- لماذا يموت الرجال اكثر من النساء في جائحة COVID-19؟
- خلي بالك من البخور
- الاختلافات الصارخة في معدلات وفيات الفيروسات التاجية في البل ...
- حرب العقول
- الشلة الحاكمة
- نقص الأكسجة الصامت -Silent hypoxia- يقتل مرضى COVID-19.
- بدون الغذاء، لا يمكن أن يكون هناك مخرج من هذا الوباء.
- مشكلة الغذاء في جائحة Covid-19
- 33 نوع من الفيروس التاجي
- اللون البنفسجي ‏The Color Mauve
- متي تنتهي جائحة الفيروس التاجي
- نظرية قد تفسر آلية تجلط الدم الخاطئة شدة COVID-19
- الاستعمار الحقيقي
- اصابع covid-19
- لماذا لا ينتشر COVID-19 مثل في العالم الثالث؟
- العدد الحقيق للوفيات لجائحة Covid-19
- طبائع الاستبداد
- العزل المنزلي للفرد والاسرة


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - تسطيح الادمغة