أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امل كاظم الطائي - عبق الذكريات عبر الاطلال















المزيد.....

عبق الذكريات عبر الاطلال


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


نساائم هواء عذبة وسماء صافية، خرجت من عزلتي بعد شهر من الحظر المفروض على دول كثير ة من ضمنها وطني لاتقاء الاصابة بفايروس "كورونا" الذي انتشر كالنار في الهشيم واستطاع الاعلام ان يهول منه لامور اقتصادية بحته وكي يفهموا العالم انهم قادرون على فعل اي شئ...
الطريق خالية من المارة صادفت بعض السيارات تجوب الطرقات ربما للتسوق او لامور اخرى لا ادري.
كانت وجهتي لزيارة مكان العمل بعد ان سمحت الدولة برفع الحظر جزئيا .
- الله يساعدكم
- اهلا ست
- شلون وضع العمل اليوم، ان شاء الله كل شي تمام.
- الحمد لله اكملنا الحائط مع الجيران بعد تصحيح الاخطاء والاخذ بنظر الاعتبار ملاحظاتك وملاحظات المهندس المقيم
- بارك الله بكم
قلت في نفسي لا استطيع من هنا رؤية العمل والطريق بالاتجاه الاخر مغلق لوجود اكوام الرمل والطابوق، كيف سارى الحائط من الجانب الاخر، بقيت صامته اتامل حركة العمال ودأبهم في العمل، وفجأة لاحظت ان باب الجيران الاخر مفتوح واستغربت لاني سمعت انه تم شراؤه من قبل شخص، ترددت بالدخول ولكني وجدت لامناص من ذلك لرؤية العمل برمته.
تمشيت ودخلت الكراج تأملت دار الجيران الذي لم ادخله الامرات قليلة تكلمت فيه مع زميلتي بالدراسة ولكني لم ار داخله ولامرة وحقيقة ومنذ صغري كان لدي فضول لمعرفة ورؤية غرف الدار كيف تبدوا وما هو نمط تصميمها.
رغم انهم جار العمر والدار بنيت قبل ان اولد ورغم علاقتا الطيبة معهم لكن لم تكن علاقة عميقة فهم في حالهم ونحن في حالنا رغم ان بناتهم زميلات لي ولاخواتي في المدرسة ووالدهم صديق وزميل مهنة لوالدي.
اذكر يوم اصيبت ابنتهم بالحصبة الالمانية طرقت الباب استقبلتني امهم وقلت
- خالة هذا الواجب
- اي حبيبة بس ما اريد انتقال العدوى لك لان بنتي مصابة بالحصبة الالمانية
- طيب خالة ساعطيكم الواجب بالتليفون كان ذلك العام 1974 كنت في الرابع الابتدائي وكلفتني معلمة الصف اعطاء الواجب لعلمها اننا جيران.
- طافت بي الذكريات عدت ل 40 سنة مضت وتذكرت كم كات جميلة جديقة دارهم ولكني كنت احب حديقتنا اكثر خصوصا النخيل فقد كان والدي رحمه الله مولع به وكان في دارنا سبع نخلات احبهن الى قلب والدي الخستاوية والبرحية فقد جلبهم صديق عزيز له من البصرة كهدية عندما انتقلنا الى الدار العام 1962 لم اكن في هذه الدنيا بعد.
تذكرت كم كا منزلهم جميل واصحابه سعداء بوجود سبع بنات ووالديهم ومن الطرائف ان شارعنا كان في اغلب بيوته سبع بنات لا ادري كيف صادف ذلك ولكن حين وعينا على الدنيا كان الشارع هكذا وحتى الجيرران الجدد الذين سكنوا المنطقة في عقد السبعينيات كان لاغلبهم سبع بنات مصادفة ام مفارقة لا ادري.
ولجت الى الدار وتطوف بي ذكريات المدرسة والمعلمات والصفوف وحرص معلماتنا على ادائنا للواجب وتفتيش الدفتر الصفي والبيتي وحساب عدد الصفحات لكل تلميذ في الصف للتأكد من ادء الواجبات، كانت ايام جميلة وللمدرسة طعم ثاني غير مانراه اليوم
كنت احب يوم الاثنين لوجود نشاط لاصفي بعد الدرس الرابع، كل تلميذ انضم الى مجموعة كان هناك مجموعة للموسيقى واخرى للرسم وثالثة للشعر وابعة للتمثيل وخامسة للعلوم وسادسة للرياضة واخيرة للتمثيل انضممت لمجموعة العلوم ومجموعة الشعر كان يشرف على النشاط اللاصفي طلاب اكاديمية الفنون الجميلة ، نعمل في نهاية كل سنة حفلة كبيرة يشرف عليها المعلمون بالتعاون مع طلاب الاكاديمية وتم اختياري كاحسن طالبة تؤلف الشعر وتلقيه واعطوني دور متميز لاداء نشيد الترحيب بالضيوف في الحفلة الختامية للمدرسة لا ازال اذكر كلماته ومقاطع منه:-
نحن اطفال صغار همنا نيل العلوم
وبهذا القل فخارا مشرقين كالنجوم
انظروا حرف الالف
والهاء مني تعترف
واللام مثل المنجل ...
اتذكر اسمونا زهرات ولبسونا يومها فساتين بيضاء ووضعنا على رؤوسنا اطواق ورد جميلة وكل طالب كان يحمل كارتونه بها الحرف الذي يقوله ...
كان يوم جميل جدا ذاكرته تحمل عبقا واريجا لا انساه فزت في يومها بالقاء الشعر وكنت الاولى على صفي
نلت هدية من مديرتي واخرى من مرشدة الصف واختيرت كاحسن مراقبة للصف، لم نكن نعرف بعد نظام القدوة
استدركت بعد ذلك اني جئت الدار لارى الحائط الفاصل بيننا وبين الجيران بعد اعادة بنائه
رايت شبابيك الجيران دون ستائر وبعضها مكسور فاسترقت النظر الى داخل الدار لاول مرة ارى غرفة ضيوفهم جميلة وتحوي على موقد كنت ارى مدخنته اعلى سمج الدار، جميل تصميم دارهم وتذكرت ايام كنا نلعب في الحديقة "ريشة" ايام العطلة الصيفية او نركب البايسكل يومها كسرت كلل زهور الحديقة كي اتعلم دون جدوى ولا انس يوم لسعتني الدبابير لاان سقطت والبايسكل على نبات الاس وصرت فريسة لكورة الدبابير التي لم تبقي مكان وفي وجهي الا ولسعته مما اضطر اهلي اخذي الى مستشفى اليرموك يومها استقبلتني ممرضة الاطفال بوجه باسم ولباسا بيض جميل وهي تقول
- شبيها الدبدوبة يابا هاي شمسوية بيج الزنابير واعطتني حلوى لم ارضااخذها الا بعد ان اذنت والدتي لي باخذها
- اجلستنني الممرضة على السدية وقالت لتخافين ومسحت وجهي برذاذ بارد ثم زرقتني ابرة وقالت لامي لاتخافي غدا ستكون احسن اعطوها الكثير من الماء، كانت المستشفى نظيفة وباردة ورائحة اللديتول تفوح من ردهاتها وكل ممرر يؤدي الى قسم، هنا الاطفال ، الباطنية ، الكلية ، الجملة العصبية، كنت اقف اقرأ القطع فيقول الاطباء ما شاء الله شطورة.
اي زمن كان العراق في حال غير هذه الحال ، الشوارع نظيفة والباص ياتي في موعده والاشجار مغروسة على جانبي الرصيف والتليفونات العمومية في الشارع ترمي قطعة نقدية وتتصل، وكل عمود كهرباء معلقة عليه حاوية نفايات والباص مكتوب عليه بالاحمر "ممنوع التدخين"، كنت اصر ان استقل الباص ولا استقل سيارة الوالد كي اصعد الى الطابق الثاني ومنه اتفرج على الشارع والمارة ، ياه اشتقت لك يا بغداد اشتقت لك بحق.
- عبرت الباحة الوسطية لدار الجيران وتذكرت يوم كان والدهم رحمه الله يصرخ من الالم فقد سقط عن الدرج وانكسرت رجله وهو يتالم ولا احد يسمعه فذهب اخي وطرق بابهم وعندما اطلت احدى بناته بادرها اخي:-
- يوجد صوت صراخ من ناحية دارنا يبدو لي ان عمو قد سقط وشرعت البنت تركض وتصرخ هي الاخرى وفعلا وجدت والدها ممدد وقد سقط عن الدرج ، ويومها نقلناه بسيارتنا الى المستشفى وقاموا بتجبيس رجله وصار يجلس في باب دارهم بعكازته ويحاور المارة كان ذلك العام 1984 كنت في الصف الثاني كلية وعند عودتي كنت احييه
- مرحبا عمو
- هلا بابا هلا شلون الوالد
- بخير عمو انت شلون صرت
- على الله بعد كم يوم وارفع هذه الجبيرة
اخيرا وصلت الى الجدار الذي اروم تفقده ياه لن استطع ان ارى كل العمل فحجم الانقااض من جراء هدم الحائط القديم كبيرة ولكن لا بأس ساحاول مممم عمل جيد تم انجازه كما اردنا ولكن المكان بحاجة الى تنظيف.
عدت لمكاني ومررت بالطارمة المسقوفة امام باب دار الجيران ياه كل شئ اصبح عتيق وصامت ولاحياة بالدار لم تعد بعد رحيل صاحب الدار وزوجته الى ملكوت الخلد كما كان سابقا يعج بالحياة والجمال، وبناتهم تفرقوا كل واحدة في دولة ولم يتبق من ال 9 افراد غير اثنتين واحدة لازالت تسكن قربنا في نفس الشارع مع عائلتها والاخرى قالوا انها رحلت بعد انن توفيت الام رحمها الله.
دور تبنى واخرى تهجر واخرى تهدم لبناء عمارة اطباء كفاك الله شر طمعهم ، وسمعت انهم قد باعوا الدار الذي ورثوه عن والدهم ياتى من سيكون جارنا الجديد وهل لديه عائلة ام...

المهندسة امل الطائي
30 نيسان 2020



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق موجعة ستظهر لامنا الارض مابعد كورونا!
- 57 عام على انقلاب 8 شباط الاسود
- في الجامعة... الطلاب بين اليوم والامس
- الامهات بين الامس واليوم
- المراة العراقية بين الواقع والطموح
- الشهيد اسمى المخلوقات وافقرهم في نيل الحقوق
- من هنا نبدأ
- فصلية في القرن الحادي والعشرين
- في ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود
- الى اخي مع التحية
- عيدية
- نبض الشارع
- كل الوفاء والحب في ذكرى رحيلك
- المواطن العراقي بين الامس واليوم
- قلادة فضة
- الفساد المالي والاداري في دوائر العراق الى اين؟؟؟
- حقائق مرة في مجتمع عراق اليوم
- موظفون يهجرون وظائفهم في مؤسسات القطاع العام العراقي قبل سن ...
- امرأتان من العراق
- رجلان وامرأة


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امل كاظم الطائي - عبق الذكريات عبر الاطلال