أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو المراكشي - البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثاني-














المزيد.....

البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثاني-


عبدو المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !!
- الجزء الثاني -
أكيد أن المؤتمرات العشرين والحادي والعشرين والثاني والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ، كانت حاسمة في قلب الموازين لصالح البرجوازية الوضيعة على الصعيد العالمي ، ومهدت الطريق أمامها لإنهاء الثورة الاشتراكية العالمية وثورات التحرر الوطني ، وإدخال العالم كل العالم في فوضى عارمة ، وفي نفق مظلم يقود الى المجهول ……
فمع بداية السبعينات ، وبعد حصول مجموعة من المستعمرات السابقة على استقلالها ، اختنقت الراسمالية العالمية بالفائض من الانتاج ، و لم يعد بمقدورها تصريفه في بلدان الاطراف . وأصبحت بذلك بلدان المركز الرأسمالي تعيش على وقع أزمة خانقة " أزمة فائض الانتاج " ، هي من قرر بالنهاية مصير الراسمالية العالمية ورسم الخريطة الجيوسياسية للعالم الماثل أمام أعيننا اليوم . لم يكن هناك من مخرج من هذه الازمة الطارئة والحادة ، سوى توسيع عملية الاقتراض وتسهيل شروطها لصالح البلدان النامية و من جهة ثانية تشجيع الاستهلاكية وانتاج الخدمات على حساب الانتاج البضاعي ، وهو ماسمح للانتاج الفردي بالتمدد والتغول ، واحتلال مساحة واسعة في اقتصاديات بلدان المركز الرأسمالي سابقا .
تغول الانتاج الفردي الخدماتي على حساب الانتاج البضاعي الجمعي ، دفع اعدادا كبيرة من الطبقة العاملة الى التخلي عن الانتاج البضاعي والدخول الى الانتاج الفردي ، كما سمح كذلك لقطاعات واسعة من الطبقة الراسمالية بالتحول الى " طبقةّ" طفيلية تعتاش على حساب جميع طبقات المجتمع ، و تستثمر في سوق البورصات والابناك والمضاربات المالية . هذا الوضع الجديد أحدث تغييرا عميقا في البنى والهياكل الاجتماعية داخل بلدان الراسماليات الكلاسيكية ، وسمح لللطبقة الوسطى بأن تحل مساحة شاسعة على حساب باقي طبقات المجتمع ومكنها من التغول وتسخير جميع اجهزة ومؤسسات الدولة لصالحها . ظهر تناقض جديد لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل وهو تناقض بروليتاريا – طبقة وسطى وأصبحت الصراعات الطبقية تدور على حلبته !!!
انهيار العوالم الثلاث ، عالم الثورة الاشتراكية وعالم ثورات التحرر الوطني وعالم الرأسمالية ، أدى بالنتيجة الى ميلاد عالم جديد تقوده "طبقة " طفيلية لاتمتلك برنامجا سياسيا واجتماعيا حقيقيا . عالم قائم على أوراق خضراء مزيفة لا قيمة حقيقية لها وأصبح مصير الاقتصاد االدولي والمجتمعات البشرية ، يعتمد بشكل عميق على مستقبل واستقرار الدولار وأصبحت جل الأسواق العالمية تعتمد في معاملاتها على الدولار في الواردات والصادرات.....

بدأ الدولار يحتل هذه المكانة الهامة في الاقتصاد الدولي منذ اتفاقية "بريتون وودز" سنة 1944 ، حيث تم اقرار نظام مالي وافقت بموجبه الدول الصناعية الكبرى على وضع سعر معين لنقدها المحلي بالاستناد إلى الدولار الأمريكي ، و ربط الدولار الأمريكي بقاعدة الذهب "35 دولاراً للأونصة الواحدة" .
وقد قدر احتياطي الذهب عند أمريكا آنذاك بالثلثين ، وباقي دول العالم بالثلث الباقي . ولكن استمرار ضعف ميزان المدفوعات الأمريكي بسبب الانفاق الخارجي وحرب الفيتنام ، أدى إلى ضعف الاحتياطي من الذهب الأمريكي ، بحيث انخفض ما بين 1961 و1970 إلى ما يقارب خمسة مليارات دولار. ومن أجل الحفاظ على المخزون الذهبي لأمريكا قرر الرئيس الأمريكي نيكسون في عام 1971 ، وقف تحويل الدولار إلى ذهب معلناً انتهاء نظام ربط الدولار بالذهب .

اليوم يهيمن الدولار الأمريكي الغير مغطى بالذهب على المعاملات العالمية ، و أصبح يعمل كوسيط في معاملات لا حصر لها ، تصل إلى أكثر من 5.4 تريليون دولار في اليوم . وبلغت حصة الدولار في احتياطيات 146 بنكاً مركزياً على مستوى العالم أكثر من 64 % من مجموع احتياطي العملات لتلك البنوك ، فيما استحوذ اليورو على 20% منها ، بينما لم تتعد مساهمة الين الياباني والجنيه الإسترليني الـ5% ، أما اليوان الصيني فلم يتجاوز احتياطاته في تلك البنوك 108 مليار دولار أمريكي مشكِّلة بذلك نسبة تقل عن 1% عام 2018. وقد ترتب على قوة الدولار الاقتصادية هذه ، أن أصبحت أمريكا قادرة على معاقبة الدول اقتصادياً ومالياً ، بل أيضاً على ثني البلدان الأخرى ومنعها من التجارة مع البلد المستهدف من خلال نظام (SWIFT): (الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمية بين البنوك) ، بحيث لاتستطيع أي دولة أن تبادل سلعها وخدماتها بعملاتها المحلية ما لم تتم تسوية المعاملات بالدولار عبر نظام (SWIFT)...
لكن تراكم المديونية الأمريكية عبر عقود من الزمن ، قد أوصل البلاد إلى مأزق مالي حاد جدا ، وهو ما سماه بولتون بالخطر على الأمن القومي . وأمام هذا الواقع ، أضحى هامش المناورة المتبقي أمام الولايات المتحدة الأمريكية ، هو ضخ المزيد من السيولة (طباعة المزيد من الدولارات المزيفة ). علما أن ضخ السيولة بالكميات التي تفي بتمويل الدولة ومتطلبات الحياة اليومية للشعب الأمريكي ، ناهيك عن سداد ديونها ، سيؤدي حتما الى انهيار الدولار، أو ما سماه وزير الخزانة الأمريكي "دولارا ضعيفا"، وهو مايعني بالضرورة فقدان جميع دول العالم التي تتعامل بالدولار ، فقدانها لجزء هام من ثروتها . "دولار ضعيف " حسب تعبير وزير الخزانة الأمريكي لايعني شيئا سوى كونه مقدمة ل"انهيار الدولار " حتى القاع ، وهو ما ستعجل به الكرونا على الأمد القريب !!!
..........يتبع .



#عبدو_المراكشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !!


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو المراكشي - البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثاني-