أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - أعطاب الوعي عند الإسلاميين أم عطب الفهم عند الغنوشي














المزيد.....

أعطاب الوعي عند الإسلاميين أم عطب الفهم عند الغنوشي


توفيق السالمي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر السيد راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس كتابا وسمه بـ" الحركة الإسلامية ومسألة التغيير". ومن خلال مقال إشهاري صادر في نشرية "الرأي العام" الإخوانية يتم تقديم الكتاب على أنه محاولة لتقويم أعطاب الوعي لدى الحركة الإسلامية، وهي الظاهرة التي منعت الإسلاميين من التحول إلى قاطرة تقود الجميع في معركة الإصلاح والتغيير. والإقرار بأن الإسلاميين يعانون من أعطاب وعي يطرح أكثر من سؤال.
- 1 - ما هو وعي الإسلاميين؟
الواضح من خلال هذا الكتاب أن مركز وعي المسلمين هو التغيير، وإذا لم يكن فالإصلاح. فالمعركة بحسب وجهة نظر الكاتب هي معركة إصلاح وتغيير. أو لنقل بلغة أكثر وضوحا يحاول صاحب النص أن يتفادها أن معركة الإسلاميين هي معركة تغيير أو إصلاح. بمعنى تغيير المجتمع أو على الأقل إصلاحه.
ومن خلال هذه المعادلة يمكننا أن نفهم معنى الإصلاح كما التغيير. فالإصلاح جزء من التعيير وإلا ما معنى الإصلاح والتغيير. فالجمع بينهما يقتضي عدم التناقض بين الأمرين. إذ لا يمكن القيام بالشيء ونقيضه. وليس عدم التناقض فقط بل الانسجام أيضا. حتى كأن الإصلاح هو مقدمة للتغيير. ولكن هذه المعادلة لا تستقيم لأن الإصلاح يتطلب ضرورة الاحتفاظ بموضوع الإصلاح. والمعنى هنا هو المجتمع التونسي بصورته الحالية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا. وطالما أن المطلوب قبل الإصلاح هو المحافظة فإن التغيير سيصبح أمرا غير وارد. وإلا صارت المحافظة أمرا لا معنى له. إذن يحاول راشد الغنوشي جعل الظل سببا لظهور الشمس بأن يجعل تغيير المجتمع ممكنا مع المحافظة عليه بلا تغيير. فالحركة الإسلامية حركة محافظة ورجعية بالأساس ولا يمكنها بأي حال أن تضع في برامجها التغيير. ولكن التغيير مطلب اجتماعي لا يمكن لأي سياسي اليوم في تونس أن يتجاهله. ولذلك يحاول الغنوشي أن يجعل الوعي بالتغيير، حتى في صلب حركته، وسيلة للمحافظة. فهو كمن يجعل ضرورة المشي وسيلة للوقوف.
في المقابل من فعل الخداع الذي يمارسه الغنوشي يتبلور وعي التغيير لا في المجتمع فحسب بل وفي داخل حركة النهضة، إذا بقي لها داخل أصلا. فحركة النهضة في الواقع لم يعد لها داخل. فداخلها هو خارجها لأن الوعي الناظم لمجموع الناس الذين يتصورون أنفسهم في الداخل متعاكس مع الحالة الفكرية والسياسية الجديدة للقيادات وخاصة للزعيم. ولتقريب الصورة للقارئ فإن حركة النهضة تشبه اليوم اجتماعا يجلس فيه الجمهور الحاضر متجها نحو اليسار في حين يجلس المشرفون على الاجتماع متجهين نحو اليمين. فالقيادات تتجه نحو الفراغ ويتجه الجمهور نحو اللاشيء. ولذلك قلت إن حركة النهضة لا داخل لها في الواقع، بل لا قواعد لها أصلا. وهذا ربما ما جعل الغنوشي بعد عشر سنوات يصدر كتيبا يتيما في 120 صفحة يتحدث فيه عن أعطاب الوعي عند الإسلاميين. والحقيقة أن أعطاب الوعي ليست عند الإسلاميين بل هي عند الغنوشي نفسه الذي يريد من الإسلاميين أن يتجهوا شمالا ليصلوا إلى الجنوب، أي أن يكونوا محافظين ويحققون التغيير.
التغيير ثورة والمحافظة حركة ضد الثورة. والإسلاميون مطالبون بحسب زعيمهم أن يكونوا في الآن نفسه ثوريين ومحافظين ضد الثورة.



#توفيق_السالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق الحصري في الثروة والحرق الحصري في الحقيقة
- في معجزة الارتكاب الوطني
- في الاكتتاب الوطني
- الهاشمي الحامدي: الاتجار في الدين والسمسرة في بؤس المفقرين
- تحليل قول ابن الراوندي
- واقعية أم ذرائعية : محاولة في فهم السلوك السياسي لليسار التق ...
- السيستام هو المشكل
- مأساة الطرح الديني بين الأسس المتعالية ومأزق النزول الأرضي .
- الإخوان والعسكر يفسدون الثورة


المزيد.....




- خواجه محمد آصف لـCNN عن هجمات الهند: انتهاك واضح ودعوة لتوسي ...
- مبعوث ترامب: بوتين رفض وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكر ...
- -دخلت السجن لشيء لم أفعله-.. رجل يعرب عن صدمته بعد اتهامه بـ ...
- قبيل زيارة ترامب.. مصدر لـCNN: قطر تُخطط لطلب 100 طائرة بوين ...
- إسرائيل وصدمة اتفاق واشنطن والحوثيين
- رويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا ...
- بايدن يصف مقاربة ترامب تجاه روسيا بـ-الاسترضاء- في أول مقابل ...
- حين تصبح كشمير -عروس الوطن-.. لماذا اختارت الهند اسم -السِن ...
- ما الذي يحدث بين الهند وباكستان؟
- ما أصل الخلاف بين الباكستان والهند؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق السالمي - أعطاب الوعي عند الإسلاميين أم عطب الفهم عند الغنوشي