أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نجيب وهيبي - اضن ان الله يعلم














المزيد.....

اضن ان الله يعلم


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


اضن الله يعلم ...
اوقف سيارته السوداء الفارهة على ناصية الطريق اليمنى غير بعيد من حاويتي قمامة بلديتين ، أمام الصيدلية الليلية مع الساعة الخامسة مساءا تقريبا ثاني أيام رمضان ، القى نظرة يسارا فوجد صفّا طويلا خارجها ، تأفف ثم استغفر وسحب هاتفه ، إتصل بالصيدلاني :
- الو اهلا سي فلان ، رمضانك مبروك ، لابأس عليك ؟
- اهلا وسهلا سي فلتان والله الحمدولله نسألو على حوالك يا راجل ما شفناكش من اللي بدا الحجر .
- الله غالب يا خويا ، المهم هاني وقفت بحذاك باش ناخذ شوي جال معقّم وبعض الكريمات ومواد التنظيف للبشرة الحساسة وكان ثمة شوي كمامات ، نلقى صف طويل في الشارع و الناس مش محترمة برشة مسافة التباعد البره ، وبصراحة مزروب شوي .
- هضاكة اللي بيك سي فلان ! أيا دقيقتين ويكونو عندك هاني شفت الكرهبة
- السلام عليكم
- السلام عليكم
خمس دقائق تسلم كيس ما طلب ونقد الساعي بهم إليه ما يجب ، أدار محرّكَ السيارة ، أمسك سبحته بيمناه ، دفع مُعشِق التروس في وضعية السرعة واحد ، التفت يسرة فيمنة الى الامام ،ثم إنطلق لسانه جزعا " استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله " ، نقرت سبابة يمناه بسرعة وغضب لوحا رقميا على تابلوه السيارة نزلت النافذة البلورية اليمنى للسيارة
- فصرخ قائلا " من كفركم والعياذ بالله تقطعت عليكم رحمة ربي ، ما يزيش مش ساترة روحك وزيد فاطرة رمضان جهار نهار ، اعوذ بالله ، الله يهلككم "
قبض سبحته ملئ يده وغادر غاضبا ، مُخلّفا وراءه سحابة غُبار ، و إمرأة يعلوها من شعر رأسها حتى أخمص قدميها غُبار الحياة ، ترتدي ثيابا مهترئة ، أو هي أسمال لا تكاد تُغَطّي جسدها النحيل وهي تلوك بعض ما جادت به حاوية القمامة وتحمل في يدها قطعة من خبز هي بقايا عشاء أحدهم ، رفعت عينين خاويتين ، حانقتين ادمعتهما سحابة الغبار و لمعان طلاء السيارة ، ثم طأطت من بؤسها كمدا وقالت في سرّها " أضن الله يعلم أنني لم اذق الزاد منذ يومين كاملين ، فالقمامة لم تكن عامرة مثل اليوم "



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكارى
- نحو إعادة تركيب العلاقات الاجتماعية
- المجتمع المدني التونسي : خصائصه وآفاق تطوره ( محاولة للتفكير ...
- ماكرون -الطائي- سيذبح أفريقيا مرة أخرى إحتفاءا بضيفه الكورون ...
- متى نضع حدا لجشع الانسان -الراسمالي- حتى نُنقِذ الإنسانية جم ...
- الانسان في دولة الكورونا و-القتل الرحيم-
- الكورونا ، الحرية ، الفلسفة ووهم الصين الشيوعية
- الكورونا مقابل الحرية ، او تصدير الخوف -المعلّب- مقابل انسان ...
- استسقاء !! او استخارة !!
- خطاب تولي الرئاسة : رئيسنا السعيد يرفرف دون أجنحة!!!
- رجة الانتخابات الرئاسية التونسية ، الصندوق يضرب كل التنظيمات ...
- قيس سعيد مرة أخرى : جملوكية أو داعشية !!!!
- رئاسية تونس 2019 ، ماهي الشخصية المفترضة في رئيس الجمهورية ا ...
- -الكي- أو طائر الفينيق !! في النقد والنقد الذاتي حتى يرتقي ا ...
- اليونان : يسار ... يمين ، دوريتهما الانتخابية من دورية أزمة ...
- مأساة سيدي بوزيد !! برنامج وطني للإصلاح الزراعي وحده الكفيل ...
- بلد المليون ونصف شهيد على كف عفريت
- ليبيا : سواءا تمكن حفتر من طرابلس او اندحر ! يبدو ا انه تم ا ...
- الشعوب السودانية تدخل تاريخ الثورات الحديث
- ردا على من لا يستأهل الرد ....تصويبا لأخطاء أقلام مأجورة


المزيد.....




- عودة الثنائيات.. هل تبحث السينما المصرية عن وصفة للنجاح المض ...
- اختفاء لوحة أثرية عمرها 4 آلاف عام من مقبرة في سقارة بالقاهر ...
- جاكلين سلام في كتابها الجديد -دليل الهجرة...خطوات إمرأة بين ...
- سوريا بين الاستثناء الديمقراطي والتمثيل المفقود
- عامان على حرب الإبادة الثقافية في قطاع غزة: تدمير الذاكرة وا ...
- من آثار مصر إلى الثقافة العالمية .. العناني أول مدير عربي لل ...
- اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان
- الوزير المغربي السابق سعد العلمي يوقع -الحلم في بطن الحوت- ف ...
- انتخاب وزير الثقافة والآثار السابق المصري خالد العناني مديرا ...
- بعد الفيلم المُرتقب.. الإعلان عن موسمين جديدين من مسلسل -Pea ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نجيب وهيبي - اضن ان الله يعلم