أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال العبود - دور المثقف














المزيد.....

دور المثقف


نضال العبود

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يمتلك المثقف مهمة حضارية، و دوراً ريادياً في سيرورة التغيرات و التحولات البنيوية التي يتعرض لها مجتمعه، متسلحاً بفكر تنويري طلائعي و قناعات مبدئية تستهدف الواقع و تحالفاته السائدة، قاصداً تغيير ملامحه السوداوية من ظلم وفقر و تخلف و جهل.
و المثقف العضوي كما يراه غرامشي ليس ذلك الشخص الحامل لثقافة معينة أو حمولة معرفية في مجال ما، بقدر ما هو ذلك الشخص المتشبع بفكر التنوير و القيم الإنسانية و يمتلك الوعي الجماهيري بأكثر القضايا حساسية و مصيرية.
ينطلق هذا الوعي من رفضه لكافة أشكال الاستبداد و الاستلاب الواقعة على كاهل الجماهير و يهدف إلى تحريرها من كافة الإكراهات و إلى تحقيق سعادتها في مجتمع تنتفي فيه جميع أنواع الاضطهاد و الاستغلال الذي تمارسه السلطة الاستبدادية، فالمثقف هو الأكثر حساسية لقضايا مجتمعه و مشاكله، يتصدى بوعيه و فكره ضد الأنظمة المستبدة و يعمل على كشف زيفها و ادعاءاتها الباطلة، فتتصدى له بدورها قمعاً و قسوةً، و تقصيه أو تعمد إلى شرائه و استخدامه بوقاً لها. فالأنظمة المستبدة تعمل على إفراغ عقول الناس و تضعف إرادتهم و تمنعهم من التفكير بمستقبلهم للحفاظ على دوام سلطتها. لكنها غير قادرة على ممارسة قمعها و قسرها دون إيناسها الانصياع و الخضوع من رعاياها، فيتحمل المجتمع بذلك قدراً من المسؤولية في إدامة السلطة المستبدة عندما يستجيب لها دون ردة فعل مواز يجبرها على إعادة التفكير في ممارساتها السلطوية القمعية (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و (كما تكونوا يولى عليكم).

و ليس هناك أبرع من المثقف في التحريض الإيجابي و تنظيم رد الفعل هذا، و حث المجتمع على رفض إجراءات القمع و الاستئصال الموجهة ضده.

تلعب الموارد المالية دوراً أساسياً في علاقة الحاكم المستبد بالمحكوم.، فاحتكار السلطة للموارد المالية دون مراقبة أو محاسبة يدفعها أكثر نحو التسلط و الاستبداد.

الوجه المقابل للمثقف العضوي هو مثقف السلطة، الذي لم يستطيع الصمود أمام المغريات المادية التي يبذلها النظام لكسبه و تنحيته عن طريقها و شراء ذمته، و هؤلاء تموت ثقافتهم عندما تستيقظ الجماهير و تعي مصلحتها و تهب للدفاع عنها في وجه الطغاة المستبدين. لهذا فالمثقف مطالب أكثر من غيره في السمو على نزعاته الشخصية و الترفع على الخلافات الجانبية مع أقرانه من المثقفين، التي غالباً ما تكون للسلطة المستبدة دوراً محورياً فيها، ليمارس دوره الطليعي في توعية الجماهير و الذود عن أهدافها في مقاومة الظلم و الفساد و عدم المساومة على القيم و المبادئ العليا.

يتعاظم دور المثقف في ظروف الاستبداد و التخلف و الجهل و يرتقي ليصبح ضميراً للمجتمع، فلا ينتظر من أحد أن يسمح له بممارسة دوره في إنتاج الوعي و التحريض عليه، بل عليه أن ينتزع هذا الحق بنفسه حتى مع غياب شرط الحرية، فالمثقف هو المحرر، فهل يحتاج إلى من يحرره حتى يحرر الآخرين فيما بعد.
المثقف يمتلك القدرة على طرح الأسئلة بموازاة قدرته على تقديم الأجوبة، فهو صاحب أفكار جديدة ، و الأفكار لا بد لها من قوى مجتمعية فاعلة تتلقاها و تنقلها إلى حيز الواقع، و إلا بقيت مهما كانت تنويرية و ثورية، حبيسة الرؤوس و المقاهي.
مكان عمل المثقف هو الشارع و في أوساط الجماهير، لأن السلطات القمعية الاستبدادية و في قمة الانفتاح الذي تقدم عليه، تدع المثقفين يصرخون و تحولهم إلى ظاهرة صوتية، و تطبق مبدأها:
" دعهم يقولون ما يريدون، و دعنا نفعل ما نريد".







#نضال_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار النظام العربي
- تخصيب اليورانيوم .. ماذا يعني؟
- مفهوم الأمن الإنساني
- جذور الاستبداد في العقل السياسي العربي
- المثقف و الميكيافيلية
- التخلي عن القطاع العام تفريط بحقوق العمال و إضعاف للسيادة ال ...
- ما هو السبيل للوصول إليها ؟
- أنا و الآخر، صدام الحضارات ... الاستبداد و الشعوب العربية
- الناس لا تأكل شعارات
- لماذا فشل القطاع العام في سوريا؟
- خصخصة القطاع العام في سوريا
- منظمات المجتمع المدني و آفاق الإصلاح
- حماس و روسيا
- القوة العالمية الثالثة
- البحث العلمي بين الشعار والتطبيق
- هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟
- حماس تلج المجتمع الدولي من البوابة الروسية
- مديرية حقول الفساد
- الشفافية في مواجهة الفساد
- تهميش حملة شهادات الدراسات العليا و تداعي القطاع العام في سو ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال العبود - دور المثقف