أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون ما بين خطر الكورونا ومخاطر الاحتلال














المزيد.....

الفلسطينيون ما بين خطر الكورونا ومخاطر الاحتلال


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 21:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


نتفهم انشغال القيادة الفلسطينية بوباء الكورونا وتداعياته وسبل مواجهته بما هو ممكن ومتاح من الإمكانيات ،كما نقدر الانجازات التي يتم تحقيقها لمواجهة الكورونا بالرغم من الارتباكات المصاحبة للإجراءات المتخذة تشبها ًبما هو معمول في الدول المتقدمة بدون الأخذ بعين الاعتبار التباين في الظروف والإمكانيات ،إلا أن المطلوب إنجازات في مواجهة الخطر أو التحدي الاستراتيجي وهو الاحتلال وصفقة ترامب نتنياهو .
إن كنا لا نقلل من أهمية المظاهر الشكلانية أو التشبه بالدول المستقلة في الإجراءات المتخذة لمواجهة الكورونا أو في أي تصرفات أخرى ،إلا أنه يجب الحذر لأن هناك اختلاف كبير بين الوضع في فلسطين والوضع في بقية دول العالم ،ليس فقط من حيث الإمكانيات بل من حيث الأولويات في المخاطر المُهددة للأمة وللوجود القومي ،حيث دول العالم غير مهددة بوجودها القومي بالاحتلال ،وبالتالي يمكن اعتبار وباء الكورونا الخطر والتحدي الأكبر بالنسبة لها ،بينما الشعب الفلسطيني الوحيد في العالم الواقع تحت الاحتلال ولا يعيش في دولة مستقلة ذات سيادة وبالتالي يعتبر تحدي الوباء في الدرجة الثانية من الأهمية بالرغم من خطورته .
انطلاقا ًمن ذلك فإن مهمة مواجهة خطر الاحتلال ومخططاته الاستيطانية وضم الأراضي لها الأولوية على أية مواجهة أو مهمة أخرى حتى وإن كانت وباء الكورونا ،أو على الأقل ألا يؤدي الانشغال بالكورونا لتجاهل الاحتلال ومخططاته ،لأنه مهما كانت تداعيات الكورونا فإن خطره يبقى آنياً حتى وإن طال أمده ،وحتى لو أدت تداعيات الوباء لتصعيد ومواجهات بين الدول الكبرى فإن نتائج المواجهة ستؤدي إلى تعديل في موازين القوى بين الكبار وإعادة تقاسم العالم ولا ضمانة بأن التغيير في النظام الدولي سيكون لصالح العرب بشكل عام أو لصالح الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص .
على القيادة الفلسطينية وكل الفاعلين السياسيين الاهتمام بالقضايا الوطنية الرئيسة وبالخطر الدائم والمتواصل الذي يهدد الوجود الوطني وهو الاحتلال والاستيطان ،وقد أشار السيد الرئيس أبو مازن إلى ذلك في خطابه في الثاني والعشرين من ابريل الحالي بمناسبة حلول شهر رمضان واعداً الشعب بأن القيادة لن تسكت في حال إقدام حكومة التحالف الصهيوني على ضم أراضي فلسطينية ،ولكن يبدو أن أي تهديد لإسرائيل لن يجدي ولن يكون له تأثير في ظل استمرار حالة الانقسام والشلل في النظام السياسي ،وهو وضع لا يوفر أي عناصر قوة للرد على المخططات الإسرائيلية .
الكورونا أصاب إسرائيل بدرجة أكبر من الفلسطينيين ومع ذلك لم تتراجع عن مخططاتها الاستيطانية ومشاريعها التوسعية وسياستها العدوانية والعنصرية ،وقد نجح تحالف اليمين في التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة نتنياهو وكان من بين بنود التوافق بين نتنياهو وغانتس تنفيذ مخطط ضم أراضي فلسطينية ومواصلة تنفيذ صفقة ترامب –نتنياهو من طرف واحد ، مما سيجعل من هذه الحكومة الأكثر خطراً على قضيتنا ومشروعنا الوطني ،كما أوضحنا ذلك وحذرنا منه في مقال سابق .
لم يقتصر الأمر على إسرائيل ،فقد أدى خطر وباء الكورونا وعبر العالم إلى حالة غير مسبوقة من التضامن الاجتماعي وتجاوز الخلافات السياسية ولو مؤقتاً ،إلا في الحالة الفلسطينية ،حيث لم يحرك الوباء طرفي المعادلة السياسية في الضفة وغزة للتفكير في آلية للمصالحة والتقارب ،وركب الجميع موجة تحدي الكورونا وكأنه لا توجد مخاطر وتحديات أكثر خطورة من الكورونا .
سيتم تجاوز خطر الكورنا اليوم أو غداً بالقضاء عليه أو التعايش معه كبقية الأوبئة والأمراض ،ولكن سيبقى الاحتلال والاستيطان والانقسام الداخلي واستمرار الصراع على السلطة والشرعية ،وسيقف الفلسطينيون في مواجهة أخطر حكومة إسرائيلية ،فماذا هم فاعلون ؟ .
إن استمرت الطبقة السياسية في الاشتغال والانشغال بالقضايا الطارئة وبتدبير أمور الحياة اليومية المعيشية فمعنى هذا أنها ارتضت أن تكون مجرد سلطة حكم ذاتي محدود وملتزمة بنصوص اتفاقية أوسلو بل وستبدو وكأنها متساوقة مع صفقة القرن ، إطالة هذا الحال سيؤدي لأن يستسلم الشعب للأمر الواقع والتعايش مع ما هو قائم وهو ما تسعى القوى المعادية لفرضه على شعبنا ،متسلحة بحالة عجز الطبقة السياسية وانشغال العالم بوباء الكورونا وبالأزمة الاقتصادية العالمية المرشحة لمزيد من التدهور .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورونا واحتمالات حرب عالمية ثالثة
- الكورونا يضع النظام الدولي على المحك
- الحكومة الفلسطينية وتحديات الكورونا
- حكومة الوحدة والقائمة العربية وذكرى يوم الأرض
- من عالم ما بعد الحداثة إلى عالم ما بعد الكورونا
- مقاربة سسيوثقافية لوباء الكورونا
- ماذا بعد هوجة التنديد بصفقة ترامب - نتنياهو ؟
- قراءة في الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها
- الفلسطينيون والإسرائيليون ،صراع مفتوح وتواصل محتوم
- هل انتهى فعلاً المشروع القومي العربي الوحدوي ؟
- التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا يكفي لوحده لمواجهة صفقة تر ...
- قرارات الإدانة والشرعية الدولية لا يكفيان لمواجهة السياسة ال ...
- ردود الفعل على صفقة ترامب اخطر من الصفقة ذاتها
- تركيا وإيران ،أعداء أم أصدقاء ل (العرب)
- الثورة الفلسطينية كانت وما تزال على صواب
- دولة خارج سياق الزمان والمكان
- حتى لا يكون الرئيس أبو مازن كبش فداء المرحلة
- واشنطن تغتال سليماني والعرب سيدفعون الثمن
- خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين
- هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون ما بين خطر الكورونا ومخاطر الاحتلال