أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا يكفي لوحده لمواجهة صفقة ترامب















المزيد.....

التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا يكفي لوحده لمواجهة صفقة ترامب


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 17:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


تبايُن المواقف من خطاب الرئيس أبو مازن في مجلس الأمن يُعطي مؤشراً خطيراً ليس فقط على استمرار عقلية وواقع الانقسام الفلسطيني بل أيضاً استمرار حالة التيه السياسي وغياب أية رؤية أو استراتيجية للرد العقلاني والواقعي على خطة ترامب ،وهو رد كان من المُفترض أن يتبلور منذ أن أعلن ترامب عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة للقدس وعندما أوقفت واشنطن المال عن السلطة وجَهرت بموقفها الرافض لحق عودة اللاجئين وعندما أغلقت مقر منظمة التحرير في واشنطن ،بل حتى قبل مجيء ترامب عندما توقفت المفاوضات الرسمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
خطاب الرئيس أبو مازن في مجلس الأمن لم يختلف عن خطاباته في المحافل العربية والإسلامية والإفريقية بل كانت حدة نبرة الخطاب في مجلس الأمن أخف . ما تمناه البعض من أن يكون الخطاب أكثر وضوحاً وحدة في مواجهة واشنطن وتل أبيب وأكثر وضوحاً في التأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه بمقاومة الاحتلال وشرعية هذه المقاومة مع التركيز على التمييز بين عنف دولة الاحتلال وعنف الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه ،إلا أنه في اعتقادي ما كان للرئيس إلا أن يتكلم بهذه اللغة في مخاطبته لأعضاء مجلس الأمن والعالم لعدة أسباب منها :
1- إن الرئيس استمر أميناً مع نهجه ومنطقه السياسي الذي يراهن كلياً على التسوية السياسية والمفاوضات والشرعية الدولية ولا يؤمن بجدوى المقاومة المسلحة .
2- إن الخطاب جاء مباشرة بعد فشل التوصل لصيغة مشروع قرار في مجلس الأمن يُدين الصفقة وهو فشل يُعد مؤشراً سلبياً يجب التوقف عنده مطولاً .
3- جاء الخطاب بعد مماطلة محكمة الجنايات بفتح تحقيق في جرائم إسرائيل .
4- جاء الخطاب بعد تلمس الرئيس لضعف ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية التي لم تتجاوز الرفض اللفظي لصفقة ترامب .
5- جاء الخطاب في ظل استمرار ضعف الحالة الفلسطينية واستمرار الانقسام وعدم خروج المعارضين لصفقة القرن عن مربع الخِطابة دون أي توجه فعلي لبديل مقاوم وعملي للصفقة .
بعد أيام ستنتهي هوجة أو موسم التنديد والرفض للصفقة ،وهي معارضة مهمة في حدود التعبير عن الرفض الشعبي لأية تسوية تتجاهل الحد الأدنى للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كما تم بلورتها في المجلس الوطني في الجزائر 1988 ،ولكن لن ترتدع إسرائيل وأمريكا وتدفعهما للتراجع عن الصفقة وإن كان من الممكن أن تدفعهما كنوع من المناورة للحديث عن تعديل الصفقة والبحث عن وسطاء لجلب الطرف الفلسطيني لطاولة المفاوضات .
لا نتفق مع الذين يبالغون ويُهوِّلون من حالة الرفض لصفقة ترامب –نتنياهو لدرجة أن البعض يعتبرها ولِدت ميتة ،بل نؤكد على خطورة هذه الصفقة وضرورة الاستعداد لمواجهتها ،وذلك لعدة أسباب :-
1- الصفقة تعبر عن واقع السياسة الدولية الواقعية التي تقوم على المصالح وبالتالي لا تُعير اهتماماً لخطابات الرفض والتنديد ولا لقرارات الشرعية الدولية ،وواشنطن تعرف جيداً مواقف الدول العربية والإسلامية وتعرف جيداً حدود قرارات الشرعية الدولية كما تعرف الواقع الفلسطيني المنقسم على ذاته .
2- تعبر عن موقف الإدارة الأمريكية وليس مجرد رأي شخصي لترامب ،وخصوصاً إذا ما تم انتخاب ترامب مرة ثانية ،والتحليل الذي يقول إن الصفقة رأي شخصي لترامب يتعامل مع أمريكا كالتعامل مع دولة عربية الكلمة والقرار فيها للزعيم وليس عن دولة مؤسسات ،فترامب صناعة الدولة العميقة ويعبر عنها وعن شبكة المصالح القومية الكبرى الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية .
3- هناك تحوُّل في حديث الرئيس أبو مازن تجاه الرئيس ترامب من السلبية المطلقة ونعته بأسوأ الصفات إلى الحديث الإيجابي في خطابه في مجلس الأمن وهو ما يؤشر عن استعداد للحوار مجدداً مع ترامب .
4- استمرار التوجه الإيجابي للرئيس أبو مازن تجاه الجمهور الإسرائيلي وحديثه عن إسرائيليين رافضين للصفقة من سياسيين وعسكريين ،واستعانته غير الموفَقة برئيس وزراء إسرائيل السابق أولمرت ،وهذه المقاربة للمجتمع الصهيوني تتعارض مع حقيقة أن كل المجتمع الإسرائيلي ينحو نحو اليمن ويرفض قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 أو التخلي عن القدس .
5- استمرار تمسك الرئيس أبو مازن بالسلام والتسوية السياسية لدرجة مدحه لاتفاقية أوسلو ،مع أن جزءاً كبيراً مما يجري للشعب الفلسطيني يعتبر من مخرجات تسوية أوسلو .والإشارة الايجابية من الرئيس لاتفاقية أوسلو قد يفسر عدم تطبيق قرارات فلسطينية سابقة بإنهاء العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل أو حل السلطة أو وقف التنسيق الأمني .
لا نقلل من أهمية موقف الرئيس الرافض حتى الآن للصفقة وهو الزعيم الفلسطيني والعربي الوحيد الذي يتحرك عبر العالم بالرغم من مرضه وكِبر سنه مدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني ،فيما الزعماء الآخرون يكتفون بالرفض العلني وبعضهم ينتظر نصيبه من الصفقة ،كما نؤكد على أهمية الحراك الدولي في الأمم المتحدة وخارجها والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ، إلا أن الرئيس وإن حاول أن يكون واقعياً وعقلانياً وإن نجح نسبياً في كشف حقيقة صفقة ترامب –نتنياهو والتحريض عليها حتى لا تكتسب شرعية رسمية ومُعلنة ،إلا أنها تبقى عقلانية وواقعية منقوصة إن اقتصرت على الرفض والتمسك بقرارات الشرعية الدولية التي لا يُعتد بها في زمن الواقعية السياسية ،كما أنها تفتقر إلى أهم مكونات الواقعية السياسية وهي القوة وحسابات المصالح .
حتى تؤتي عقلانية وواقعية الرئيس أبو مازن أوكُلها يجب دعمها بمصادر قوة توجد عند الشعب الفلسطيني ويمكن تفعيلها بالوحدة الوطنية وتثبيت وجود الشعب على أرضه كوجود مقاوِم وليس مجرد كم عددي ،وهذا أمر ممكن وخصوصاً أن الصفقة المشبوهة لا تستثني أحداً في غزة والضفة والقدس وفلسطينيي 48 وفي الشتات ،وخطوة إلغاء الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير إن كانت جادة ومشفوعة بآليات تنفيذ على الأرض وبوحدة وطنية تنهي الانقسام ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح ،والشعب الفلسطيني عظيم ولديه عناصر قوة يجب استنهاضها بطريقة عقلانية .
ونقولها بصراحة للذين يعارضون نهج الرئيس ،إن مسؤولية مواجهة الصفقة ليست مسؤولية الرئيس والسلطة الفلسطينية فقط بل مسؤولية الجميع ولا داع للشماتة بالرئيس والسلطة بالزعم بأن الصفقة صفعة للرئيس ومنظمة التحرير ولكل من راهن على التسوية السياسية والشرعية الدولية ،ونقول للشامتين ،منذ سنوات ونحن نسمع خطابكم الرافض للسلام وللتسوية السياسية وتزعمون بأن المقاومة المسلحة هي الرد والبديل لنهج التسوية ولنهج أوسلو ،وها هي التسوية فشلت وما هو مطروح أكثر خطورة من تسوية أوسلو ،فأين مقاومتكم المسلحة وعملياتكم الجهادية ؟ وهل يُعقل أنه في الوقت الذي تواجه القضية خطر التصفية من خلال صفقة ترامب –نتنياهو تتمسكون بالهدنة مع إسرائيل وبالانقسام ؟.
ليست هذه دعوة للعودة للمقاومة الفصائلية الموسمية بالشكل الذي كانت عليه بل دعوة لتوحيد الموقف الفلسطيني بالوحدة الوطنية واشتقاق استراتيجية مقاومة شعبية تُشعر الاحتلال بأن مخططاته لتنفيذ الصفقة وضم المستوطنات لن تمر بدون ثمن ،ولا نقصد بالثمن مزيد من القرارات الدولية بل يدفعه المستوطنون من دمائهم وراحتهم ومصالحهم ،وتدفعه دولة الاحتلال بإبقائها في حالة توتر وتحت الضغط وعدم الاحساس بالأمان .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات الإدانة والشرعية الدولية لا يكفيان لمواجهة السياسة ال ...
- ردود الفعل على صفقة ترامب اخطر من الصفقة ذاتها
- تركيا وإيران ،أعداء أم أصدقاء ل (العرب)
- الثورة الفلسطينية كانت وما تزال على صواب
- دولة خارج سياق الزمان والمكان
- حتى لا يكون الرئيس أبو مازن كبش فداء المرحلة
- واشنطن تغتال سليماني والعرب سيدفعون الثمن
- خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين
- هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟
- عقدة الانتخابات الفلسطينية لا تكمن فقط في الممانعة الإسرائيل ...
- تآمر العرب على بعضهم أخطر من تآمر الأباعد عليهم
- دور مصر المركزي في إنجاح أو إسقاط مخطط دولة غزة
- النظام السياسي الفلسطيني ،من الأزمة إلى الانهيار
- أفول نظرية القيادة الكاريزمية
- استشهاد أبو دياك وتراجيديا الأسر والشهادة
- حركة فتح وتحدي الانتخابات العامة
- شرعنة الاستيطان شرعنة للاحتلال وانقلاب على الشرعية الدولية
- غزة لا تحتمل كل هذا العبث المميت باسم المقاومة
- في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟
- الانتخابات والمصالحة والدوران في حلقة مفرغة


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا يكفي لوحده لمواجهة صفقة ترامب