أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد سعيد - عندما تأكل الديموقراطية أبناءها















المزيد.....

عندما تأكل الديموقراطية أبناءها


حامد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ ان اجتاحت قوات الإتلاف الدولية ارض العراق بحجة (دمقرطة) العراق الصدامي وهي تقع كل يوم ضحية لهجمات حربية وأخرى إعلامية لا تخلوان من جرأة وتنظيم. الذييعيش في العراق يدرك جيدا بان العراقيين سعداء بالتغيير الذي حصل في بلادهم، وهم، إن كانوا سعداء بوجود القوات المحتلة فإنهم اليوم ينتقدون هذا الوجود بنفس نغمة القنوات الفضائية المعادية لطروحات فوكوياما التي أنهت تاريخا لم يبدأ بعد، منطلقا من انتصار الإمبريالية على الاتحاد السوفيتي وجدار برلين الذي فككته الديموقراطية والحرية والشعوب التي تعشقها وخروج صدام حسين من الكويت التي لا نعرف كيف نعتذر منها على جرم لم نرتكبه فأعمتنا عاصفة الصحراء كما أعمت المجتمع الدولي وهو يواجه ظاهرة الجيوش المسافرة بحرا والمنقولة جوا للدفاع عن مصالح الأقلية العولمية بوجه الأكثرية من الفقراء التي لا تفهم من العولمة سوى الهاتف النقال والتشات عبر الانترنيت والصحون اللاقطة التي تتبارى قنواتها في اختيار سوبر ستار الهزائم العربية!
لا احد طبعا يرفض ديموقراطية الغرب التي حلت محل دكتاتورية العشيرة الصدامية المتخلفة شكلا ومضمونا، لكن لا احد في نفس الوقت يقبل حالة الفلتان الموجودة في عراق اليوم والتي تبرر بالديموقراطية. شكا لي عقيد في الشرطة العراقية رفض ذكر اسمه من سلوك ضباط التحقيق الأمريكان، يقول العقيد ان الشرطة العراقية تلقي القبض على اللصوص والعصابات الإجرامية التي فلتت من قبضة أبو غريب في غفلة من الزمن وتقوم بالتحقيق معهم ويعترفون بجريمتهم ويتم ترحيلهم وأوراقه الى سجن المطار حيث يعيد التحقيق معهم ضباط تحقيق أمريكان، يدرك جيدا هؤلاء اللصوص عقلية الغرب القائمة على الشك من كل ما يأتي من عقل شرقي، يتباكون أمام هذا المحقق (الديموقراطي) ويدّعون بان الشرطة العراقية أجبرتهم على الاعتراف لأنها استخدمت معهم أساليب التعذيب التي كانت سائدة في عصر صدام، يغضب المحقق الأمريكي لاستمرار ممارسة اللاديموقراطبة في العراق الذين عانوا ما عانوه خلال التسعينات عندما ظهرت هذه العصابات كإفراز طبيعي لقسوة النظام العراقي السابق والحصار الاقتصادي المفروض على العراقي لا على سلطته بقرارات الأمم المتحدة التي أعمتها هي الأخرى رمال عاصفة الصحراء بعد تحرير الكويت.
قبل يومين سألت احد اللصوص: كيف خرجت من سجن المطار؟ أجابني ضاحكا: إنها الديمقراطية، فلعل باسم الديموقراطية حدثت سرقة المتحف العراقي النفيس أمام أنظار الجنود المحررين!!! وباسم الديموقراطية أحرقت دوائر الدولة بعد أن نهبت!!! وأمام أنظار الديموقراطية كان ولا يزال النفط العراقي يهرب من جنوب العراق بأعلام إيرانية ترفعه السفن الجريئة (تقية)، لقد علق ضابط بريطاني عندما وجه له احد مراسلي القنوات الفضائية العربية الغاضبة سؤالا حول هذا النفط: نحن نؤمن بالتجارة الحرة.. هذه تجارة!
خطباء المساجد في المثلث السني كذلك بعض خطباء المساجد الشيعية، يلهبون المشاعر ضد الوجود ألاحتلالي، بتهيج الدم العروبي في عروق المصلين الذين طالما ألهبتهم مثل هذه الخطب عبر تاريخ الإسلام والمسلمين ولم يكن القبض سوى هزائم تتلو هزائم يسميها العقل القومي بالنكسات تخفيفا من الإحساس بالعار وقلة الرجولة في مجتمع ذكوري لا يقبل أن يصدق بان الحرب سجال. هؤلاء الخطباء عرفوا بموالاتهم لصدام حسين حيث كنا نشاهدهم يحملون السيوف في جوامع عسكرية المسميات مثل أم المعارك وجامع يوم النداء وجامع صدام الموجود في كل محافظة من محافظات العراق ومسميات أخرى تطلق جزافا على بيوت الرحمة التي حولت الى بيوت تحث على جهاد الكافر القوي والدعاء بطول العمر لصدام ولعائلته المجيدة التي كانت تنهب البلاد والصلاة للعباد! الأمريكان يتركون هؤلاء الخطباء دون توجيه أو كلمة نقد أو تحذير لان العراق اكبر من خطيب شيعي طامع في سلطة دنيوية على حساب السلطة الدينة أو من مثلث ارتبطت مصالحه بصدام وعائلته، فكانت منه أفواج الحماية الخاصة وأجهزة الأمن والمخابرات والحرس الجمهوري (الخاص جدا)، ومنه أيضا تجار النفط المهرب خارج حدود مذكرة النفط مقابل الغذاء بشركات مقنعة مع عدي وقصي وعلي حسن المجيد ووطبان والطفل ابن وطبان، إذا سالت الأمريكان عن السماح لهؤلاء الذين يحثون الناس على الجهاد وبمقعد في الجنة مع حور عين حرموا منها في الحياة الدنيا فسيقولون لك إنها الديموقراطية، فيأتي الإرهابيون وفق قاموس الفهم الأمريكي والفدائيون العرب حسب الفكر القومي المنهزم في هذه الأماكن ليذهبوا في اليوم التالي ويفجروا مبنى الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو مركز شرطة او سوق شعبي شيعي او حسينية او كنيسة أو يرمون قنبلة في مدرسة ابتدائية كما حصل في حي القاهرة في بغداد باسم الجهاد المقدس ضد دولة الكفر الأمريكية. إنها الديموقراطية التي جعلت حدود العراق مفتوحة للمزايدين بالإسلام والجنة على حساب أطفال المدارس.
إنها الديموقراطية التي تجعل مراسلي القنوات الفضائية العربية وأكثرهم كانوا يعملون في قنوات عدي الإعلامية يتقلون نصف الحقيقة أو الجانب المظلم من القمر وبنصف مستوى ثقافي حتى جعلت احدهم يصف الاطلاقات النارية التي ألهبت سماء بغداد والعراق كله بعد مقتل عدي وقصي بأنها تعبير العراقيين عن حزنهم وغضبهم (ولا ادري ماذا سيقولون عن الاطلاقات التي ملأت الدنيا بعد خروج الجرذ من جحره او بعد مقتل الزرقاوي). وإنها الديموقراطية التي تسمح لقنوات فضائية مثل قناة الجزيرة باستضافة (مثقف عربي) مثل مصطفى بكري ليقول: (العراقيات يبعن أنفسهن للجندي الأمريكي بـ 200$)، اللعنة على الديموقراطية التي تجعل المراة العراقية، أمنا واختنا وزوجتنا عاهرة على لسان مثقف عربي مثل بكري!!!!
ان على أميركا ان تدرك ان الديموقراطية ليست برشامة دواء تبتلع وتؤثر، إنها فعل حضاري قائم على الصدق مع الذات والآخرين ومحنة عقلنا العربي انه يقدس الكذب مع التذكير بان نبينا العظيم جعله راس المصائب. نعم إن الديموقراطية فعل مكتسب وان فترة الانتقال من الديكتاتورية الى الديموقراطية يجب أن تمر بمرحلة أو منطقة وسطى اسميها الدكتاتورية الرحيمة أو الدكتاتورية المنظمة لتهيئ العقل المجبول على الخوف والكذب من اجل البقاء، على تفهم حقيقة ان الواقع قد تغير وان العقل المضطهد يجب أن يتغير هو الآخر وينسحب الى منطقة أكثر هدوء تحل فيها ثورات صناديق الاقتراع محل ثورات السلاح والجيوش ذات العناوين المقدسة، ألا لعنة الله على الديموقراطية، مع الاعتذار لفوكوياما فتاريخه لم ينتهي بعد!



#حامد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية العربية:... البداية... النهاية
- مقابر جماعية
- الابواب
- اعتقال
- هنا يرقد وطن
- ثلاث قصائد
- ست مقاطع لعدنان الصائغ
- راعي العصافير الثلجية
- من يقول لعطوان الكحلي: اسكت
- امجد حميد... لماذا استعجلت الموت
- من قتل اطوار بهجت؟


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد سعيد - عندما تأكل الديموقراطية أبناءها