أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدلي عبد القوي العبسي - عن فكره العبور















المزيد.....

عن فكره العبور


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اخذت فكره العبور معان فلسفيه عميقه
واخذت ولبست اغلفه دينيه مقدسه و تجلت في مظاهر وتنويعات شتى لدى الديانات والثقافات
لكنها في جذرها الاساس تشير الى سعي البشريه منذ فجر التاريخ الى تشييد جنتها الارضيه ومملكه سعادتهاالارضيه
والخلاص والتحرر من كل ما يكبل انطلاقه الانسان لتحقيق ذاته وتحرره من الخوف والجوع و الظلم والاستغلال وكل القيود التي تكبل حريته وتوقه الى الحقيقه
واخذت الفكره شيئا فشيئا تتبلور وتكتسب مفهوما ميتافيزيقيا واضحا مع تطور الفكر الديني كانعكاس لتقدم المجتمع
حتى وصلنا الى مطلع العصر الوسيط لتأخذ هذا الشكل والمضمون التي تأخذه في الديانات الابراهيميه حيث يتوسل البشر المحبطون ان ياتي الخلاص من السماء فيرشدهم الى طريق الخلاص والعبور من الحال المزريه التي يحيونها الى حال اخرى تكون فيها الراحه والسعاده والتحرر من كل ما يؤلم ويعذب النفس البشريه والجسد البشري.
كل هذا نلمسه في محاولات تجسيد ما اسموها ممالك الرب على الارض والعبور الى ارض الاحلام ارض الخلاص او الهروب نحو الحياه الابديه ومشاركه رحله العبور مع الرب الى مملكه النعيم والسعاده والخلود وما الى ذلك من مظاهر وتجليات شتى لنفس الفكره.
وفي تاريخ هذه الحكايه تدفقت سيول الافكار والمشاعر و سيول الدماء ايضا وتقدست نصوص تشرح العبور
و معناه وكيفيته وما بعده فالعبور هو قنطره الخلاص وبوابه تفتح الى مملكه السعاده
واصطبغت الفكره بالمشاعر البدائيه و العرقيه و السيكوباتيه الجمعيه
ومع وصول البشريه الى تخوم البدايه بدايه التاريخ الحقيقي الى عصرنا الحديث
اكتسبت الفكره مفهومها العلمي الواقعي الثوري حيث يصبح الان ما كان يعتبر شكلا من اليوتوبيا
واقعا ممكنا ومحتملا الوصول اليه بالعلم والعمل والنضال.
وبعيدا عن شطحات الاعتقاد بالتاسيس لما يشبه ديانه جديده تقوم على العلم و الثوره
فهذه الشطحات من قبل البعض تم تجاوزها فليست الاشتراكيه ديانه وانما هي حركه وفكر ومجتمع جديد يؤسس على العلم ويبنى بالثوره والعمل مجتمع لا مجال فيه لكل ما هو غير عقلاني وغير انساني
الكثير من المجتمعات يتلمس طريقه الان نحو بناء المجتمع الثوري العلمي الانساني العادل يحاول رسم ملامح الطريق حيث وصلت البشريه الى عهد نظام ومجتمع هو اكثر بربريه ووحشيه مما كانت عليه زمن المحاولات البدائيه الاولى
تأتي هذه المحاولات لتجاوز هذه النظام كثمره تقدم في الوعي الاجتماعي
لكن مع ضلالات كثيره وتيه بين العلم واليوتوبيا
واما الذين كانوا الاقرب الى العلم والواقع الموضوعي وبدأوا حقا اولى خطوات العبور نجدهم يتعثرون في تجربتهم الاولى لكن المؤشرات توحي بانهم قريبا سينهضون ويواصلون السير
عند هؤلاء تكتسب مفاهيم الخلاص والتحرر والعبور مضامين جديده
فالبحث عن الخلاص بالنسبه لهم هو السعي الدؤوب عبر الممارسه النضاليه الاجتماعيه الثوريه والمعرفيه نحو تشييد نظام اقتصادي اجتماعي جديد تتحقق فيه العداله والمساواه والانسانيه الحقه
واستكشاف وتلمس كل الممكنات الواقعيه لتحقيق ذلك وكل المراحل التي تتطلب منا اجتيازها للوصول الى هذا الهدف
نظام ينتفي فيه استغلال الانسان لاخيه الانسان وهذا لا يتحقق الا بممارسه النضال الاجتماعي الطبقي والنشاط المعرفي العلمي الثوري الواعي
والبدايه تبدأ من نضال الجماهير الكادحه في كل مكان وتحت رايه حزب طليعي ثوري يسترشد بنظريه علميه ثوريه وخبره نضاليه عظيمه مؤسسه على المعرفه الخلاقه والنشاط الاجتماعي الثوري والارتقاء بهذا النشاط الى مرحلته النوعيه الاعظم وهي الثوره والتي بها تتحقق او يبدأ تحقق عمليه العبور

اذا القيامه بالنسبه لنا هي قيامه الشعب الكادح عبر ثورته المظفره
قيامته كشعب ميت وانتقاله الى نادي الشعوب الحيه المكافحه التي تشيد مملكه الانسان
العبور بالنسبه لنا هو الانتقال من نظام الراسماليه الامبرياليه الفاسد والمدمر الى نظام بديل اكثر انسانيه وعدلا ومساواه
وعمليه العبور تتم في عده مراحل تبدأ في تحقيق التجاوز والقطيعه مع النظام الاجتماعي الراهن عبر الثوره الاجتماعيه المنتصره
ثم الدخول بعدها في
المرحله الانتقاليه طويله الامد التي نجتاز بها دربا طويله وعره فيها انحناءات ومنعطفات وصعوبات وتعقيدات وموروثات ثقيله جمه.
الفداء بالنسبه لنا هو تضحيات مناضلي البروليتاريا وسائر الكادحين وفي مقدمتهم شهداء الثوره البروليتاريه
ايقونه الفداء هو شهيدنا البروليتاري هو القائد الشهيد والمفكر الشهيد

وارض الخلاص نشيدها هنا على الارض وهي ارض العداله والمساواه والديمقراطيه الحقيقيه حيث تتحقق سعاده الانسان وادميته وتعلو كرامته
حيث هي للانسان ومن الانسان وبالانسان تبنى
حيث هي مملكه الحريه والانسانيه الحقه التي تنتفي فيها الكراهيه والانانيه
التي يتلاشى فيها منطق( انا و ليذهب الاخرون الى الجحيم) وليسود بدلا من ذلك منطق ( نحن )
حيث لا وجود للزيف والنفاق والمتاجره باحلام البسطاء وامانيهم وصحتهم و كدحهم
كما يفعل الراسماليون في كل مكان
مجتمع فيه صحه الكادحين وارزاقهم واحلامهم ليست للمتاجره
والكسب الانتخابي الرخيص كما يفعل الراسماليون الاوغاد
حيث ارواح الناس وصحتهم الجسديه والنفسيه ليست هامشا في حساب الربح وانما هي الهدف الاساس
هذا هو الدرس الذي نتعلمه الان من جائحه كورونا
وهذا ما على المؤمنين ان يفهموه اولئم الذين يلجأون الى الصلاه وينغمسون في عظات عيد لقيامه
ويحتاجون الى من يعرفهم بان الخلاص يكمن في الثوره والعمل والتغيير تغيير النظام الراسمالي المتسبب في كل انواع الشرور
الخلاص يكمن في الاشتراكيه
في هذا المجتمع الذي هو مجتمع الجميع لا مجتمع البعض
مجتمع المحبه لا مجتمع البغض
مجتمع التشارك وتقاسم الخيرات بالمساواه والعداله لا مجتمع التعارك والحرمان والبؤس و التفاوت
مجتمع تكون فيه الصحه في متناول الجميع الصحه للجميع لا للاقليه المترفه فقط
مجتمع تكون فيه كل وسائل البقاء على قيد الحياه متاحه للجميع بالوفره والكفايه
لا تفاوت في فرص الطبابه والراحه والتكنولوجيا الصحيه والاساليب العلاجيه و جوده الانظمه الصحيه
مجتمع يستطيع ان يقهر الامراض و الاوبئه بفعاليه بامكاناته الماديه والمعرفيه والروحيه المتاحه للجميع والتي يمتلكها الجميع .



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد نبي الانسانيه
- رساله الى الاخ رشيد
- عاشق الصباح
- سورون الى الهلاك فصل ما قبل النهايه
- لست وحيدا في هذا العالم
- من نوويه ترومان الى بيولوجيه ترامب
- سد النهضه فيلم اميركي جديد
- اعظم امرأه في التاريخ
- نداء البرتقال
- تشكرات افندم
- جمهوريه ياجوج وماجوج الشعبيه
- الشمس تغرب في اميركا وتشرق من الصين
- ان كنت ناسي افكرك
- منعطف جديد في مسار الصراع ضد الصهيونيه
- حكايه باريسيه تتناسل
- وداعا ايها البطل
- سهيل المزيف ( عن تجربه الوحده اليمنيه الفاشله )
- ليلى التي احبت الذئب
- فلتسقط صفقه القرن
- جفراء انت في القلب


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدلي عبد القوي العبسي - عن فكره العبور