وداعا ايها البطل

عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6458 - 2020 / 1 / 7 - 17:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

وداعا ايها البطل


الامه العظيمه التي انجبت هذا البطل


من ضفه نهر الفرات الشرقيه وحتى الحدود الغربيه للصين ، بدأت كبرى حضارات المشرق العظيمه في بلاد فارس
وهي حضارة ورثت تراث بابل وسومر واشور ونقلت عن الهند والصين وهضمت واستوعبت،وابدعت بعد ذلك حضارة هي الاروع في التاريخ
لأنها ملتقى الحضارات الاقدم والحضاره التي توسطت جغرافيا الحضارات العظيمه الثلاث الصينيه والهنديه والبابليه و حيث انصهرت الخلاصات في بوتقه واحده
ولسبب اخر ايضا في اعتقادي ربما لان شعوب هذه الحضاره تميزت بخصائص نفسيه متميزه حيث امتزج العقل بالعاطفه بالحواس والحدس في تركيب فريد لانسان هذا المكان يندر ان تجد مثله لدى بقيه الشعوب .
وربما كان هذا احد العوامل في تميز احفاد الاريين الذين هاجروا الى شمال غرب اوروبا
نقول هذا كاقتناع بحقيقه اجتما انسانيه تاريخيه وليس من منطلق عنصري او تكرار لثرثره النازيين.
هنا عرف الانسان الكثير من الحكمه وحقائق الحياه وهنا البدايات العفويه للديالكتيك كفلسفه
و هذا منعطف هام في التفكير البشري
فبدأ الحديث عن جدل الصراع بين الخير والشر النور والظلمه وادراك قدر الانسان ومصيره وكينونته في المواجهه والتحدي فكان التحدي الذي خاضه ابن هذه الأرض مرارا مع وحوش الطبيعه ووحوش المجتمع أيضا
تحدي الخوف وتحدي الظلم ومواجهه الشر


لكل عصر برابرته وبرابره هذا العصر هم ساسه وجنود وعسكر وتجار وجواسيس اميركا وموظفي دولتها الامبرياليه
الذين ارتكبوا افضع وابشع الممارسات في حق شعوب الأرض المستضعفه كافه و لم يستثنوا أحدا
وهاهم يعتقدون واهمين ان بإمكانهم تدمير وتركيع واذلال الشعب الإيراني الفارسي العظيم وتدمير الوطن المقاوم مثلما حاولوا ان يفعلوا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين ولبنان وغيرها
لكن الوطن والارض الكريمه حبلى دائما بالابطال الذين جبلوا على التصدي في وجه الطغيان الامبريالي الأميركي
وكل احابيله الشيطانيه وامتداداته داخل الاسوار وخارجها

هنا تجد اشخاص بنفسيات عظيمه وذهنيات سلوكيه استثنائيه حيث تشكل قيمه الواجب والفداء وجودا محوريا في حياتهم والوطن و كرامه اهله عندهم فوق كل شئ
وقد عبر الادب عن كل هذا في سردياته الملحميه والادب انعكاس للحياه والشخصيات الاسطوريه لها جذر في الواقع وفي التاريخ ولا غرابه ان رأينا تجسيدا مدهشا في مرات كثيره

يخرج رستم من بين صفحات الشاهنامه و يهبط من سماء الاسطوره الى واقع الحياه
رستم البطل المغوار اكمل سيرته كشخص حقيقي متجسد في هذا الزمان
الاعداء البرابره ما زالوا هنا ورستم كان حاضرا يرسم المشهد الاخير لهزيمه الوحش العملاق
يصارعه في البريه وفي البحر والجو غير ابه للعواقب
نازله في معارك كثيره ومستعد للمزيد
لا تنتهي فصول الشجاعه في تلك الارض الابيه
هنا تعلم الانسان معنى القوه والشجاعه والكفاح والمقاومه والكرامه ومعنى حب الوطن ومنازله الاعداء وفكره
السلام وهنا ابدع الانسان في ترويض الطبيعه وفنون الري والاداره وفنون الحرب و اسس للعلوم العسكريه وهنا اطلق الانسان الحكيم المحارب العنان لاجنحه الخيال و بزغ نور الحكمه مشرقا من بين صفحات روائع الادب والفن كما برعوا في تطوير لعبه الشطرنج
وهنا ظهرت واضحه جليه فكره ديالكتيك الصراع بين الخير والشر والنور والظلام
وصولا الى تجسيد الخير ومعاني الحق والعداله والمساواه.
وتستمر حكايه كل الدهور ومقاومه كل الامبراطوريات الشريره
في العصور الوسطى ابدع الفرس وكانوا روادا للحضاره الاسلاميه وبرز منهم الكثير من العلماء والفلاسفه والفنانين والادباء الذين كانوا هم نجوم ورموز الحضاره الذهبيه الاسلاميه نذكر منهم ابن سيناء والطوسي وسيبويه وابن المقفع والفردوسي .

للامبراطوريات الشريره القادمه من محيط الحضاره من الجهات الاربع تاريخ طويل من الهجوم على المراكز الحضاريه الكبرى والاقدم
كان الاغريق تلاميذ قساه كاذبون واهمون اساءوا فهم عظمه حضارات المشرق ورأوا في انفسهم او زعموا بانهم اساس العقل والحكمه وموطن العلم والانسانيه و الاخلاق
وفي هذا افتراء كبير ومغالطه تاريخيه وتضليل عظيم وقع فيه اكثر الناس من محبي التاريخ والفكر والسياسه
وجاء بعدهم الرومان والاحفاد مرارا وتكرارا بشعارات وعناوين مختلفه تحركهم بواعث الطمع ونوازع الغرور والحقد وكانوا
قناع خارجي وقشره زائفه للانسانيه والتمدن والجوهر في حضارتهم هو الشر الذي لا مثيل له و برعوا هم ايضا في الكذب والخداع واختلاق المزاعم عن حضارتهم التافهه!
وهم اكثر شعوب التاريخ بربريه وهمجيه والسبب يعود لتآكل القيم الروحيه وضعف حضورها وسيكولوجيه الشعب الماديه اولا ولجشع المال ولتربيه وتجمع قطعان المجرمين و عشاق المغامره وقراصنه البحر و الاقطاعيون الناهبون للأرض البكر.
حتى قساه ومستبدوا بلادفارس من اباطره وملوك كانوا ملائكه قياسا ببربريه حكام الرومان والاسبارطيين والاتراك والمغول وغيرهم من الشعوب التي سكنت في محيط واطراف حضارات المشرق العظيمه وابرزها الحضاره الفارسيه
ثمه اكاذيب و افعال تشويه تقال في حق الفرس وتاريخهم مصدرها المستشرقون الاوغاد ومثقفو الامبرياليه في العصر الراهن و كتاب وادباء ومؤرخي العصر الوسيط المدفوعين بشتى انواع العصبيات المؤججه لللكراهيه
وكذلك المأجورين من الحكام.
وكماهو الحال في صفحات ماضيه الذهبيه المشرقه ها هو شعب الحضاره العريقه يتحدى طغيان امبراطوريه الظلام ومملكه الشيطان الاكبر او روما الجديده رسوله الخراب والدمار في العالم
في هذا الزمن المظلم ثمه بقعه ضوء اسمها محور المقاومه وايران اعظم اجزاءه وعمقه الاستراتيجي
هنا قوه الحق لدى الشعب الحر الكريم تتصدى لحق القوه لدى اباطره الراسمال العالمي وجيوشهم المستخدمه كالات للسلب والنهب والبطش وتدمير مقدرات الشعوب
والثوره الشعبيه الايرانيه رفعت لواء مواجهه الامبرياليه والصهيونيه ودعمت المقاومه العربيه والاسلاميه وكانت هي أيضا احدى مفاخر التاريخ الإيراني
والبطل قاسم سليماني هو احد أبناء هذه الثوره العظيمه وتلميذ عظيم في مدرستها النضاليه .

نقول نعم نضال الشعب الإيراني مستمر ومعركه رستم مستمره حتى اسقاط امبراطوريه الفساد والطغيان الكوني
تتناسل امه الوحوش البربرية وتملأ الصحاري وتمخر عباب البحار وتسبح في الجو بحثا عن طرائد وفرائس
وفي المقابل يخرج من صلب رستم الاف الابطال يتصدون لكائنات الشر ابناء الظلام
وتبقى الحقيقه الراسخه ان الخير والحق ينتصرفي نهايه كل معركه والوحوش الشريره تولي الادبار
الوحش يقتل ثائرا والارض تنبت ألف ثائر.

#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل