أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميلود خيزار - عزيزي -المثقّف- الجزائري.














المزيد.....

عزيزي -المثقّف- الجزائري.


ميلود خيزار

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 10:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- عليّ أن أذكّرك، و اذكّر نفسي، بأنّه لا يكفي أن تكون كاتبا أو أكاديميّا أو متخصّصا في مجال علمي أو معرفي ما، كي تلبس عباءة "المثقّف" ما لم يكن كلّك "موقفا" واضحا من "السّلطة" (بكلّ ملابساتها و مفاهيمها و مظاهرها و ممارساتها).
و بما أنّك لم تكن "صانعا مباشرا" للثّورة، و لُذتَ بالصّمت "الخائن" أو اكتفيت بالنّقد "النّاعم" لنظام الاحتقار، أو ركبت "عربة الغضب" بعدما غادرها الشرفاء، كأغلب "أشباهك" الذين لم يجرؤوا حتّى على الخروج للتّظاهر و السّيـر، جَنبا إلى جَنب البطّال و المهشّم و المهمّش و المحيّد و المحجور على صوته و رأيه، سواء كان ذلك موقفا من الثورة أو خوفا من "اله الغابة" الذي تعبده طمعا، سرّا و جهرا (الاستبداد الذي ينتج و يحمي و يعيد إنتاج كلّ النّظم الفاسدة التي تنتقدها "بترف" فكري باذخ).
اعلم، عزيزي المثقّف، أنّ هذه الحشود المليونيّة (التي تُفاخِر بتسميتـها "الغوغاء"، لم تنتظر مباركتك في انحيازها الطبيعي إلى الحرية و الكرامة و العدالة، و لم تستشرك، ربّما يكون ذلك قد حزّ في نفسك، عندما خرجَتْ، بكلّ انتماءاتـها و مرجعياتها، لاستعادة سيادتها المصادرة و دولتـها المغتصَبة)، ربّما كان خروجُها "مسمارا أخيـرا" يُدقّ فـي "نعشك الرّمزي". ربّما تلقّيتَ "صدمة" الفضيحة بكونك لم تكن أكثر من "يهوذا" في بيعك "الرّخيص" لهويّة "الرّجل". هذا الرجل/ الإنسان الذي عزّ عليك أن تكونه آو حتّى أن "تتشبّه" به. ربّما تكون قد أشرفتَ، بوعيك المزيّف على هول الفجيعة و "حجم الهراء" الذي مارسته على "البسطاء" بإيعاز من أو تحت إشراف "اله الغابة".
- اعلم، عزيزي المثقّف، أنّك، إذ تصرّح أو تكتب أو تحلّل، أنّما تمارس كلّ ذلك بوصفك "عقلا" "حرّا" "وارثا" لكل تراكمات النّضالات المريرة و المكابدات القاسية التي عرفها "تاريخ الإنسان" و أنه لا يحقّ لك، أخلاقيّا، خيانتَـها، على الأقلّ. و أنك، بكلّ كلمة، تقولها أو تكتبها، تراهن بهذه "القيم" و بهذا "الإرث". و انك،بفضيحة "تبريرك لهذا النظام" المنتج و المروّج للاستبداد و الجهل و العنف و العنصريات و الأصوليات و الجهويات المقيتة، إنّما تقوم بدور "العاهرة" بهذه المواقف "الخجولة و المخجلة و الذليلة". و أنه ليس من "الشّرف" و لا من "النّبل" في شيء أن تبيع "جلد الأسد" إلى قطيع الحمير الذي يسبّح باسم "اله الغابة" و اعلم أن حقوق الآخرين هي حدّ طموحك الشّخصي"، هذا إن فضّلت "التخلّي" عن "عباءة المثقف" إلى "أهلها" و "مستحقيها" و مبادلتها بمزايا السُّلطة.

- عزيزي المثقف، إنك تعلم أنّ هذا النّظام هو نموذج تاريخي "للاستبداد" و أنّ الاستبداد لا يمكنه أن ينتج سلطة "شرعية" و لا يمكنه أن يعيش و لا يستمرّ في ظل "الشّرعيّة" ذلك انّه "عدوّ متأصّل" لكلّ ما هو شرعيّ. و أنّ أيّـة مباركـة أو "إشارة مبارَكة" منك له أو لبعض "اختراعاته" هي "طعنة" في ظهر القيم الأخلاقية و الإنسانية النبيلة التي يحلو لك دائما "مضغ علكتها " على "أريكة وثيرة" تحت ضوء "التّـرويج الإعلامي الرسمي" لك كنسخة مزوَّرة تقتات على "التزييف و الانتحال و التزوير". فأنت هنا لا تراهن بمصيرك الشّخصي بل بشرف "العقل النّقدي" و نبل "السّؤال الحرّ" و سموّ "القيم الفكرية و الجمالية و الإنسانية" التي تمارس باسمها "عهرك"، مانحا بذلك الفرصة لنظام الاستبداد كي يمارس "ثقافة الحطّ " من قيم الديمقراطية و الحرية و الاختلاف، و مبرّرا لإمعانه في احتقار كلّ ما هو إنساني و إبداعي و حرّ.
- عزيزي المثقف، إن الذاكرة الأخلاقية للعالم الإنساني، لم تغفر يوما "لكارل ماركس" تبريره "الرخيص" للاحتلال الفرنسي لبلدك، كما أنها لن تغفر لمنظّر العبث، أنرديه جيد، انحيازه لأمّه "الكولونيالية" على حساب "شعبك" ذلك أنّ "الذاكرة الأخلاقية الإنسانية " لا تحتفظ لشرفها "بالعهر الفكري" و لو كان مشفوعا باعتذار مرتكبه.

- عزيزي المثقف، انك تعلم جيّدا أنّ الدبّابة و القلم الأجير قد يطيلان عُمر الاستبداد لكنه لا يمكنهما حمايته من شعب مصرّ على "استعادة حريته و سيادته" و استرجاع "دولته المغتصبة" و إعادة بنائها على أساس ديمقراطي، مدني، و بقيم الحرية و العدالة و المساواة.

- إن امثال جورج واشنطن و ابراهام لينكولن و جواهر لال نهرو و شارل ديغول و مهاتير محمد و نيلسون مانديلا و هيلموت كول، كانوا رؤساء حقيقيّين، منتخبين، بطريقة "ديمقراطية"، لم يكونوا معيّنين من طرف عصابة أو قوّة دولية، لم يكونوا مجرّد "زعماء" لشعوبهم، كانوا يملكون رؤية سياسية و خطابا واضحين و وعيا "بـوضعهم التاريخي" كأمم، يملكون تصوّرا عميقا "لماهيّة الدّولة" و "لوظيفتـها". و لم يكونوا "قطّاع طرق" و لا "قراصنة تاريخ و مصائر"، و لم تكن سِيرهم الوطنية مجروحة من احد، و لذلك "نجحوا" في بناء دول عظيمة و اقتطعوا لها نصيبا من "شرف التاريخ".

- إنّ "الدّول" لا تؤسّس على "الاغتصاب" و لا تُبنـى على "الخديعة" و لا تستمر "بالكذب". و أوّل من يدرك ذلك هم المثقّفون "الحقيقيون" و لذلك تقوم أنظمة الاستبداد بتزييف الوعي عبر " النخب المزيفة" و "المهزوزة" أخلاقيا و فكريا.

- عزيزي المثقف الجزائري. كفّ عن الهذر قليلا و التملق و الزيف و امنح نفسك فرصة الإنصات إلى هدير التاريخ و صحوة الضّمير و نداءات الغد. فانك أكثر المنذرين بأنّ التّـاريخ لا يرحم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميلود خيزار - عزيزي -المثقّف- الجزائري.