أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم محمد - جذور نظرية المؤامرة في تاريخ الاسلام الاول















المزيد.....

جذور نظرية المؤامرة في تاريخ الاسلام الاول


حاتم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 19:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أن تحدث كارثة بالعالم الإسلامي أو الغربي ، إلا ويخرج لنا أصحاب العقول المتحجرة ، يتصايحون ويتباكون على ضياع الإسلام وانتشار الفساد في الأرض .. ثم أنهم ببساطة يفترضون أن تخلفنا وتأخرنا عن ركب الإنسانية الحالي ببساطة ( مما كسبت ايدي الناس )...
الى هنا هذا الامر عادي ، طبيعي ، مكرر ، مقدور عليه .
لكن ليس من المنطقي على الاطلاق
أن الغرب والكفار واليهود والنصارى والملحدين والشياطين والجن وكل المخلوقات على وجه هذه البسيطة تتآمر على الإسلام والمسلمين ،، بل انهم يقول بلا خجل ( يريدون أن يطفئوا نور الله الذي سيتم نوره، ولو كره المشركون أو الكفار أو أي شيء آخر ) ..
نعود الى جذور نظرية المؤامرة في تاريخ الإسلام الأول ...
سنتوقف في حادثتين مهمتين في تاريخ الإسلام ، ذكرهما ابن هشام في تاريخه وهذه النسخة التي بين يدي ( السيرة النبوية لابن هشام ،، دار الفكر للطباعة والنشر ،،طبعة 1424 ه – 2003 م ،،تقديم ومراجعة : صدقي العطار ،،، تحقيق سعيد اللحام )
في الصفحة رقم ( 3 ) ،، وبعد البسمله مباشرة تفاجئك هذه العبارة ( تآمر كفار قريش ) ،، على ماذا ؟ على محاربة الرسول الكريم , أي الإسلام
وفي السطر الخامس نجد الإجابة : ( على أن لا يَنكحوا إليهم ، ولا يُنكحوهم ، ولا يَبِعُونهم شيئاً ، ولا يبتاعوا منهم ) ، بقية قصة الحصار معروفة ، مع ملاحظة ، ان الصحيفة ( كما قال : ( انهم كتبوا ذلك في صحيفة ) ، وهذا بالتحديد ما يشكك في القضية اكثر ، من أين لهم صحيفة ليكتبوا عليها ذلك ،، هل كانت جلد شاه ؟ أم جريد نخل ؟ ثم باي خط كتبت بخط المسند اليمني أم بالخط النبطي ،، مع العلم أن العربية لم تكن كتبت بعد )
المهم أن الصحيفة لم تذكر شيئا عن تنقلهم ومخالطتهم الناس ، أي عدم التحدث اليهم ،، وبالتالي نشر الدعوة ،،لكن ليس هذا قضيتنا ،، انما القضية الأهم ،، وهي الارضة التي اكلت الصحيفة ،،
كما يقول صاحب السيرة في السطر السابع من ذات الصفحة (3): ( ، ثم عَلَّقوا الصحيفة في جَوف الكعبة توكيداً على انفسهم ) ...
حتى يفهم القاريء ما نقول ، ان الصحيفة علقت على جدار الكعبة ، أي أنها اما علقت بخيط على سقف الكعبة ثم تدلى هذا الخيط على جدار الكعبة ، وهذا ما بين الشك واليقين ، وعمليا لا يحتاجون له ، اما المنطقي أنها ثبتت بوسيلة ما على جدار الكعبة ، مثل قطعة خشب أو غيره ،، لكن المهم أنها ثبتت بجوف الكعبة ..
جوف الكعبة التي سقفها من خشب ايضاً ، كان لسفينة تكسرت لتاجر روماني (فجأة، وهكذا، في ذات توقيت اعادة بناء الكعبة.. اشتروها منه من ميناء جدة.. هذه قضية اخرى)، لكن ابن هشام ذكر ( تكسرت على الشاطئ بالقرب من مكة) ، جلبها القوم وشيدوا بها الكعبة كما جاء بالجزء الأول من الكتاب ..( الجزء الأول سيرة ابن هشام ص 157 )
أما الارضة ،، يقول صاحب لسان العرب
( الأَرَضَة : حشرة بيضاء مصفرة تشبه النملة تعيش في مستعمرات كبيرة، وتأكل الخشب ونحوه.
وهي من رتبةِ متساوية الأجنحة أو النمل الأبيض.)
وهي ارضة النبي سليمان ( قول الله تعالى: ﴿ فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). (سورة سبأ الآية 14 )
فهذه الأرضة التي ظهرت فجأة في القصة ( كما أراد الرواة والقصاصون ) مازالت تعيش في مخيلة العقل الإسلامي اليوم ، وهذا من السيرة ، اما في القرآن فقد ارسل الله القمل والبعوض على قوم موسى ايضاً ، والغريب في الأمر ، ان ذات هذه الافواه التي تحدث عن نظرية المؤامرة ، لا تجد تبريرا لما فعله القرامطه عندما اخذوا الحجر الأسود من الكعبة لمدة 22 عاماً ، كما يقول التاريخ لنا ،، فلم نرى أرضة تدخلت أو طيور ابابيل أو غيرها من هذه المخلوقات التي تظهر فجأة ، فتحل معضلة القصاص في ثواني معدودات ، لتعطل عقول أمة لقرون قادمة .

اما قصتنا التالية من ذات السيرة النوبية ، نقرأ في الجزء الثاني ذاته في ص93 عنوان ضخم باللون الاحمر
حضور ابليس في دار الندوة مع المشركين ..
قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم من اصحابنا ، عن عبد الله بن ابي نجيح ، عن مجاهد بن جبير ابي الحجاج وغيره ممن لا أتهم ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : لما اجمعوا لذلك واتَّعَدُوا أن يدخلوا في دار النَّدوة ليتشاوروا فيها أمر رسول الله ( ص ) غدوا في اليوم الذي اتعدوا له ، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة ( تعليق : لا يوجد من هذا ابداً ) ، فاعترضهم ابليس ، لعنه الله ، في هيئة شيخ جليل عليه بتَّ له فوقف على باب الدار ، فلما رأوه على بابها قالوا : من الشيخ؟ قال : شيخ من اهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسى أن لا يعدمكم رأيا ونصحا ، قالوا : اجل ، فادخل ، فدخل معهم لعنة الله . انتهى
هكذا فجأة ، تسمح قريش لغريب - جاء ليحضر اجتماع من اجل مؤامرة على قتل الرسول الكريم - شخص مجهول الهوية ، ومن نجد ( المنطقة ) ؟ ، فلم يسألوه عن القبيلة أو غيرها ، اصله وفصله ... الخ . لا حظوا اننا نتحدث عن دار الندوة القريشية ، التي يعتبر أهلها انفسهم سادت العرب وقادتهم واغني اغنياء الجزيرة العربية برمتها في ذلك الحين ، يسمحون لغريب دخل دار حربهم وسلمهم هكذا ، ومن اجل قتل الرسول الكريم ( ص ) ، فهل كان الامر يحتاج الى كل هذه الدراما ؟ لو ارادت قريش قتل الرسول الكريم ، لاغتالوه غيلة ، أو دست له السم كما اخبرتنا ذات السيرة لاحقاً .
المهم في هذه القضية ، فأن هذا الشيخ الابليسي ، لم يفعل شيئاً غير أنه أكد على رأي الحكم ابن هشام فقط ، السؤال المنطقي هو : ما الداعي لو وجوده من الأساس ؟
ثم ما هو دور ابليس ؟ وما هي طبيعته ؟ ومن زج به في هذه القصة ، التي لا يمكن ان تمر على عقل منطقي ابداً ، ثم أربعين رجلا ، من كل قبيلة ؟ هل كانت القبائل اربعين فقط ؟ ارحموا عقولنا .
اليكم كيف وصف القرآن ابليس وقدراته وامكانياته ..: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) (الإسراء) )
هذا هو ابليس ، الذي يتآمر ، ويتجسد فجأة بين القوم ، ليتأمر على المسلمين والإسلام .
خلاصة القول :
أن الجذور التاريخية لنظرية لمؤامرة في العقل الإسلامي اليوم ، ليست وليدة الصدفة ، بل هي أساس أيديولوجي ويقيني قام عليه الإسلام برمته ، منذ البداية ، انما هاذين نموذجين فقط ، من ارتال من المؤامرات الحقيقية التي اشترك فيها الجن والشياطين مباشرة ، كحادثة مقتل الصحابي سعد بن عباده ، الذي قيل أن الجن قتلته ، فقد رفض الرجل مبايعة أبو بكر وعمر معاً ، كما تقول بعض المصادر ، وفي حين أن أخرى تقول انه بايع ، وفي الحالتين قتل الجن الرجل .
فالمؤامرة جزء لا يتجزأ من تركيبة تفكير المسلم ، بل هي أساس في تفكيره كما اسلفنا ، وما الشيطان الا جزء منها ، والكفار ايضاً جزء منها ، بل انهم اخترعوا شخصيات تظهر فجأة كنبت شيطاني ، تعاضد المسلمين تارة ، مثل شخصية نعيم بن مسعود في قصة الخندق المشهورة ، أو تعمل ضد المسلمين وهم كثر ، كشخصية عبدالله بن أبي سبأ ، ثم انك تجد أنواع أخرى غير مباشر كحبكة مكملة لنظرية المؤامرة بين طيات تلك الكتب ، ان قاتل عمر بن الخطاب ، مجوسي ( فارسي ) ، وقاتل على بن ابي طالب من الخوارج ، أساس الشيعة ، ... الخ
لو اخذنا في تتبع نظرية المؤامرة بين سطور التاريخ الإسلامي ، سنستهلك ارتال من الحبر والورق ، فالمسلم من يعتقد في ابسط الأشياء ، أن شيطان يتأمر عليه ويريد أن يحيده عن الطريق القويم ، والمفارقة حتى المسلمين العاصيين ، في بيوت الشراب والبيوت غير الشريفة ، يلعنون الشيطان .
نستطيع أن انفهم أن الشيطان يُغالب الذي في المسجد والذي في الدرس ، هذا شيء منطقي ومفهوم ، و لكن الذي يفسد ما بال الشيطان مهووس به ، فقد فعل الرجل المعصية على اكمل وجه ، ولكنها هي نظرية المؤامرة التي يتجرعها المؤمن من لحظة ولوجه لهذه الدنيا ، عندما يسمع الآذان في المهد ، حتى لا يجد الشيطان له سبيلا .



#حاتم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور نظرية المؤامرة في تاريخ الاسلام الاول


المزيد.....




- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم محمد - جذور نظرية المؤامرة في تاريخ الاسلام الاول