أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - هل كانوا عمالقة؟














المزيد.....

هل كانوا عمالقة؟


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين النقد و المجاملة
بعض الناس لا تحب من ينتقدهم، و إن انتقدتهم في فكرة ما ينقلبون عليك بمجرد أن تخالفهم الرأي فتصبح أنت العدوّ اللدود في نظرهم و أنت الخائن و أنك عديم الكفاءة و..و..و..الخ، هؤلاء اعتادوا على من يجاملهم و من يضعهم في مرتبة العظماء و كأنهم صنعوا الحياة و لهم الفضل في بقاءك حيا، ليس كل ما يكتبه الإنسان أو يقوله قرآن منزه، فالإنسان بشر و معرض للأخطاء و قد يتعرض للنقد، لأن لكل رؤيته للأشياء و القضايا التي تطرح، و الزاوية التي يعالج بها هذه القضايا في زمن التنوير، حتى الكتب المقدسة تعرضت للنقد، أن ينتقدك الآخر لا يعني أنه ضدك أو يريد إحباط معنوياتك، الفرق بين النقد و المجاملة هو أن هذه الأخيرة وسيلة للوصول إلى هدف ما و تحقيق غرض ما منكَ، قد نمارس هذا الأسلوب من باب تشجيع الآخر على العمل و النجاح، لكن أن تتحول المجاملة الى عادة لكسب رضى شخص ما حتى لو كان مخطئا لا لشيئ إلا لأن له نفوذ و لأننا نريد من ورائها الوصول إلى غايتنا، فهذا سلوك غير واع و لا يـأتي من إنسان عاقل.
فالمثقف لا يجامل، و المفكر لا يجامل، و الناقد لا يجامل، و الإعلامي لا يجامل، و الثّوري لا يجامل، و المناضل لا يجامل، لكن رجل السياسة يجاملُ ( هيههههه) و الكاتب الحر وجب عليه أن يتحرر من صفات المجاملة، لأن المجاملة المبالغة فيها تتحول إلى نفاق و كذب على الناس بل تؤدي بالمُجَامِلِ ( المَدَّاح) إلى أن يكذب على نفسه و يصدق الطذبة فيحولها إلى حقيقة، و يبدي على الشخص الذي يجامله على أنه شخص صالح، و المجاملة المبالغ فيها أي المُفْرَطَة تقود الإنسان إلى العبودية و تجعله فاقد الإرادة و العزيمة و قد تُجَرِّدُهُ من كبريائه، و تضع الشخص الذي يجامله في مرتبة الإله، و تضع على رأسه تاج العظمة، و كأنه الوحيد الذي خلص البشرية و أنقذ بعبقريته الأمّة من الهلاك، ما وقع في الجزائر و في البلاد العربية من فساد سببه الإفراط في المجاملة ( الرئيس فلان، الوزير فلان، المجاهد فلان، الأديب فلان فعل كذا و كذا..) و تحول هؤلاء إلى "عمالقة" و كأن ما قاموا به معجزة من المعجزات الإلهية التي مدها الله لأنبيائه و رسله، في الوقت الذي نرى أناسا آخرين ضحوا من أجل أوطانهم و قدموا أعمالا جليلة، آثارها ما تزال حيّة، و لكنهم "منسيون" ، لا يذكر اسمهم و لا أعمالهم.
أستذكر هنا كتاب للمفكر البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري بعنوان: " هل كانوا عمالقة؟ " أصدره عام 1980 ، و قد تحرر الكاتب من صفات المجاملة التي تَضُرُّ و لا تنفع، فقد طرح الدكتور جابر الأنصاري رؤاه النقدية بصراحة تامة مسّت كبار الأدباء و المشاهير و كذلك الزعماء السياسيين في الوطن العربي، و حرص على إثارة قضايا فكرية من أجل تسخين مناخ العقل الجماعي الرّاكد و بثّ الحركة في خلاياه، و طرح في كتابه أسئلةهامة و جريئة، ليس من أجل التهجم عليهم كما يتبادر إلى الذهن أو التنكر لعطاياهم و إنما لمعرفة الحقيقة التي هي ضالة الإنسان المثقف، لقد ذكر الأنصاري ثلاثة أسئلة ذكر فيها ثلاثة أسماء مشهورة.

قال في السؤال الأول: قيل لنا أن جمال الدين الأفغاني هو حكيم الشرق و باعث نهضته و فيلسوفها، و لكن اين فلسفة جمال الدين الأفغاني؟ اين حلوله الناجعة التي قدمها؟ لماذا لم تقم النهضة العربية على اساس وطيد طالما بدأت بأفكار فيلسوف مثله؟ من يدلي على مؤلفاته الفلسفية غير رسالة "الرد على الدهريين " التي لا تحوي من الفلسفة شيئا.
و قال في السؤال الثاني: قيل لنا أن أحمد شوقي أمير الشعراء و أمير البيان و مجدد شعرنا العربي، و لم يتقبل الجميع ما قاله العقاد و ميخائيل نُعَيْمَة في شعره، و قال في حديثه عن الشوقيات أن معظمها يشبه افتتاح الجرائد اليومية في أيامنا هذه سلسلة طويلة من المرثيات.. معظمها في اضخاص من اصدقائه و معرفه نسيهم التاريخ، و سلسلة أخرى من المدائح و سلسلة ثالثة من المفاخر، فما مصير ابنائنا إذا قلنا لهم هذا امير شعركم الحديث؟
و قال في السؤال الثالث: هل أن جبران خليل جبران هو بتلك العبقرية و العظمة التي تحاول أن تقيم له الدراسات و الأبحاث اللبنانية المتراكمة منذ مطلع القرن العشرين؟ أهو قصاص بارع؟ أهو أديب مشرق البيان حقا؟ أهو شاعر في غير قصيدة واحدة طويلة اسمها المواكب؟ أهو مفكر فيلسوف، أليس هو في التحليل النهائي كاتبُ مقالة ذاتية تمزج بين البكاء و الوعظ.؟

نعم هو محق، المجاملة تضر و لا تنفع و لكن يمكن القول أيضا أن النقد المفرط أو بالأحرى النقد اللاذع يضر و لا ينفع، لأنه نقد سلبي لا يخدم الفكرة ولا يخدم الحقيقة و يقضي على كل الأعمال و الإنجازات، و قد يُوَلِّدُ الكراهية و العدائية و حُبُّ الإنتقام بين الكتاب و المثقفين، قد يؤدي إلى التدخل في الحريات الفردية و المساس بالحياة الشخصية للإنسان، بل قد يشعل حربا ليس لها نهاية، فكل ما يكتب كما يقول البعض يدخل في إطار أدب التقليد، و هو من أشد أنواع الأمراض الفكرية شيوعا و انتشارا، فهل نحتاج إذن إلى "الوسطية" في كتاباتنا و طرح أفكارنا و نقدنا للأخر؟ و كما يقال : "إرضاء الناس غاية با تدرك" و الحقيقة تكاد المجاملة أن تتحول إلى كفر. ( مجرد وجهة نظر)



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوفيد19 ..بين الطب الحديث والطب الروحاني
- نداء منظمة -آفاز- الدولية و هيئة الأمم المتحدة
- هل تخضع مختبرات الأدوية للرقابة العسكرية؟
- لماذا التآمر على البشرية؟ و من يسعى لتدمير الإنسانية؟
- حِراكُ الشُّعوبِ و مسألة التَّحَرُّرِ
- هل سيكون قطاع الصحة جوهر التعديلات في الدستور الجزائري القاد ...
- عندما ينتصر الفيروس على الأنظمة
- ابتكارات يهودية للقضاء على الكورونا في العالم..لكن ماهو المق ...
- هل الحداثة مشروع ماسوني؟
- تحويل العاصمة الجزائرية إلى ولاية أخرى لبناء جزائر جديدة
- الفساد في الجزائر.. المواجهة الكبرى
- مسؤولون يُشِيدُونَ بالصَّحَافة الإلِكْترُونِيّة
- تاريخ ظهور و تطور الحركة النقابية في الجزائر
- خروج عباسي مدني من الجزائر كان -إجباريا- بقرار رئاسي
- الشاعر و الروائي عيسى لحيلح: علينا أن نتحرر من البدع التي اك ...
- الداعية الإسلامي عمر عبد الكافي يطلق النار على الجماعات الإس ...
- لقاء المجاهد السعيد بوحجة بالمناضل مولود حمروش وراء إقالته م ...
- الجزائر يحكمها الأفارقة..؟
- في البحث عن خطاب سوسيولوجي موحد
- أين موقع الجريمة في مخبر السوسيولوجية؟


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - هل كانوا عمالقة؟