قراءة في كتاب -الصراع الفكري في البلاد المستعمرة- لمالك بن نبي

عبد الكريم آيت واشتوك

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 10:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

الكتاب الذي إخترت أن أتقاسمه و إياكم ، فهو رافقني طيلة مدة دراستي بسلك الآجازة (علم الآجتماع) ، وهو معنون بالصراع الفكري في البلاد المستعمرة للمفكر الجزائري مالك ابن نبي ، هذا الكتاب يحتوي على 143 صفحة.
هذا الكتاب هو محاولة لمالك ابن نبي توضيح طبيعة الصراع الفكري في الجزائر ، هذا الصراع يتعمل به الإستعمار مع شعوب العالم الثالث (الجزائر نموذجا)، و من إستغلال لموارده و سلبا لإرادته. و ينطلق في توضيح طبيعة هذا الصراع من خلال مطالبتنا بالرجوع إلى الوراء على الأقل نصف قرن لفهم كيف بدأ الصراع الفكري في البلاد المستعمرة ، بمعناه أن الصراع يبدأ قبل دخول الإستعمار من خلال محاولته فهم و معرفة عن أفكار البلاد المراد إستعمارها الجزائر في هذه الحالة. و ينطلق المفكر في تحليله في هذا الكتاب من خلال تصوريه الأحداث في قالب مسرحي ، بحيث يعتبر الشعب الجزائري هو الشخصية الأولى في هذا الصراع و الذي لازال يخدره النوم الذي آخنى عليه بضعة قرون. في نفس اللحظة تدخل الشخصية الثانية على مسرح الجزائري و سماها بالفكرة متجسدة و هي عبارة عن أفكار جديدة تظهر في الساحة مثلها بكل من ابن مهنا و عبدالقادر المجاوي، و يعتبرهما أول من يتقدمان على مسرح الجزائري كأول بطلين ، و كان لظهورهما دورا كبيرا في البلاد. فها هي الشخصية ثالثة تدخل الى المسرح و هي الإستعمار هذا الأخير يعيد الى جوه صمتا يغار و يحرص على بقائه كي يطيب للنائمين نومهم(الشعب). في هذا المشهد الأول فإن الإستعمار يستعين بالقوة ضد الفكرة المتجسدة و يحاول إقصائها من خشبة المسرح( الخطف و الإعتقال)، لكن سرعان ما تبين له أن الفكرة التي حاول إقصاءها بقية حية في ميدان المعركة و هذه الفكرة تتحول الى فكرة مجردة ؛ أي راسخة في أذهان الشعب أو بعبارة أخر تصبح الفكرة المتجسدة بطلة في حلقة الصراع. و هكذا يبدأ المشهد الثاني من هذا الصراع. إذ خلاصة الإستعمار من المشهد الأول عدة نقط: أنه أدرك أن وسائل القوة خابت الى حد ما ، من هنا فإنه سوف يجتهد في إمتصاص القوى الواعية في البلاد المستعمرة بأي طريقة ممكنة و بوسائل ملائمة ، و لتجسيد الإستعمار لهذا الطرح سيقوم بإستخدام لغة الفكرة المتجسدة في الطبقة المثقفة ، فيقدم للمثقفين شعارات سياسية تسد منافذ إدراكهم إزاء الفكرة المجردة، عبر إستغلال الشعار الديني و كذا المال عبر الصداقات، وبهذا يصبح وضع الأشياء و كأنها في الأضواء بينما يبقى المسرح الجزائري غارقا في الظلام. بالإضافة الى إستغلال الصحف التقدمين لمحاربة و تشويه كل من شأنه ان يتحول الى فكرة مجردة حيث تدافع عن البلاد على مستوى السياسي و تحارب كل الأفكار الإصلاحية التي تظهر من هنا يتسأل مالك ابن نبي عن علاقة الإستعمار بهذه الصحف و حتى كتبه تعرض الى نفس الموقف.
هذه المسرحية مخرجها الإستعمار و هذا المخرج لا يريد أن يشاهد النظارة فعلا ما يجري على خشبة المسرح.

#عبد_الكريم_آيت_واشتوك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات