أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - ساعات الحسم القادمة في الأزمة السياسية العراقية














المزيد.....

ساعات الحسم القادمة في الأزمة السياسية العراقية


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إرهاصات السياسة العراقية تثير العجب لدى المراقبين من خارج العراق رغم وضوح المشهد السياسي واستقطاباته الخارجية الجلية، دولياً وإقليمياً. الكل يعرف أن أمريكا لنن تتخلى عن العراق هكذا وببساطة بعد كل ما استثمرته فيه مادياً واستراتيجياً والتنازل عنه لإيران، وهذه الأخيرة لن تفرط بفريسة سهلة ومليئة بالخيرات وقعت بين فكيها مثل العراق، إذ أصبح هذا البلد بمثابة الرئة التي تتنفس بها إيران على الصعيد الاقتصادي والعسكري والأمني والسياسي، إلى جانب وجود أطماع ومصالح حيوية لروسيا والصين وتركيا والخليج في العراق، وكل طرف يعمل على تأمين مصالحه بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات من خلال الأذرع والامتدادات والأذناب الداخلية العراقية. ومنذ اندلاع تظاهرات الغضب والثورة الجماهيرية في الأول من أكتوبر في العام الماضي، تخلخلت وتزعزعت أسس البنيان السياسي العراقي المحاصصاتي الذي تهيمن عليه الأحزاب الدينية الشيعية التابعة لإيران أو الموالية لها، ومعها القوى السنية المشتتة والمتصارعة والمتنافسة فيما بينها على المغانم والامتيازات، وبالطبع المكون الكوردي ومطالبه ودوره وتأثيره في ترتيب الأوضاع السياسية في العراق. تفجرت التفاهمات القائمة بين مختلف الأطراف في العملية السياسية وانهارت تحت تأثير الحراك الجماهيري ومطالب المنتفضين بتغيير المنظومة السياسية برمتها ، وتفاقمت مؤخراً بعد استقالة عادل عبد المهدي ، وحصول الفراغ السياسي والدستوري المعروف اليوم وبعد باليه المرشحين ورفضهم في الشارع العراقي أو من قبل القوى السياسية التي لا تثق بهم، جاء تكليف برهم صالح لعدنان الزرفي ، محافظ النجف السابق ، وعضو تحالف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ليصب الزيت على النار ويفجر الصراعات بين الكتل السياسية الماسكة بتلابيب السلطة . هناك ثلاث كتل كبرى وحولها كتل صغيرة ومتوسطة تتجاذب لعبة التحالفات، كتلة سائرون بزعامة مقتدى الصدر، وكتلة الفتح بزعامة هادي العامري، وكتلة دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ولاعب متوسط الحجم يتمثل بتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم يتحين الفرص لإعلان انحيازه لهذا الطرف أو ذاك حسب مصالحه، وبالطبع الكتل السنية المختلفة والتحالف الكوردستاني . الكورد وبعض السنة يميلون لكفة الحضور الأمريكي الفاعل في العراق بينما يميل البيت الشيعي إلى الدور الإيراني المؤثر والحاسم في المصير العراقي إلى حد التبعية التامة بلا قيد أو شرط. فالذي تريده إيران يكون مقبول شيعياً في العراق والعكس صحيح، لكن هذه المعادلة تفككت اليوم. لقد نشرت ثمان فصائل مسلحة ميليشياوية عراقية موالية لإيران ومرتبطة على نحو مباشر بالحرس الثوري الإيراني فكراً وتمويلاً وتسليحاً وتدريباً، وكان يوجهها الجنرال قاسم سليماني قبل اغتياله من قبل الأمريكان، وهي حركة عصائب أهل الحق وحركة الأوفياء وحركة جند الإمام وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام علي وسرايا عاشوراء وسرايا الخراساني ، بياناً هددت فيه بحرق العراق إذا تم تمرير حكومة عدنان الزرفي التي يتهمونها بالتبعية لأمريكا وسياساتها في المنطقة والمعادية لإيران، وبعثت تلك الميليشيات ثلاث رسائل شديدة اللهجة للقوات الأمريكية وللكتل السياسية العراقية وللشعب العراقي ، وهددت النواب إذا صوتوا لصالح حكومة الزرفي التي سيقدمها لكسب الثقة في البرلمان خلال يومين أو أكثر، وهي مناورة من قبل هذا الأخير لرمي الكرة في ملعب البرلمان ليضعه أم مسؤولياته الدستورية، كما أرسل منهاجه الحكومي للبرلمان وللكتل السياسية ولوسائل الإعلام وطلب من البرلمان عقد جلسة لمنح الثقة لحكومته القادمة خلال 48 ساعة. فيما يتعبأ المناوئون له لطرح بديل تسوية يتفاهمون ويتفقون عليه بشروطهم لكي تتوافق عليه القوى الشيعية الحاكمة الفعلية للعراق. لكن تمرد الصدر وإعلانه أنه سيؤيد الزرفي في البرلمان إلى جانب تأييد ودعم تحالف النصر الذي ينتمي إليه الزرفي، مع تصريح ألأكراد بأنهم مستعدون لتأييده ، وكذلك بعض القوى السنية، سيضمن للزرفي النصاب الدستوري اللازم لنيل الثقة بالرغم من رفض الميليشيات المسلحة المعارضة لتسميته لاستشعارها بخطورته عليها وعلى مصالحها ، وربما على مصالح إيران الحيوية في العراق، لذلك سارعت الفصائل المسلحة وواجهاتها السياسية في البرلمان، إلى الاتفاق على شخص رئيس جهاز المخابرات العراقي الصحافي السابق مصطفى الكاظمي بعد تذليل عقبة رفض المالكي الشكلي له .
النتيجة النهائية لهذه المباراة هي وقوف الصدر وميليشياته سرايا السلام، وتحالف النصر، والكورد والسنة إلى جانب الزرفي في مقابل المعارضة الشرسة، والمسلحة ربما، التي ستخوضها تشكيلات الميليشيات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني وواجهتها السياسية البرلمانية المتمثلة بتحالف الفتح ودولة القانون. ولا أحد يعرف ما ستقوم به أمريكا في حالة نشوب مواجهات مسلحة بين المعسكرين وماهي مخططات إيران لمواجهة مثل هذا الظرف العصيب والحساس بالنسبة لها في العراق، وما هو موقف الشارع العراقي الغاضب والثائر الذي يواجه اليوم صعوبات وعراقيل وباء كورونا الذي يحد من نشاطه الرافض للعملية السياسية ومناوراتها الدنيئة، ويبقى الرقم الصعب والغائب تقريباً اليوم الذي تمثله القوات المسلحة في وزارتي الدفاع والداخلية ، المخترقة بفضل عمليات الدمج، من قبل الفصائل والميليشيات المسلحة تحت غطاء الحشد الشعبي، فهل سيتمكن الزرفي في حال نجاحه من كسب ولائها وطاعتها لمحاربة الميليشيات وسحب سلاحها ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا المتظاهرين بأوامر من قادتها؟ حركة عصائب أهل الحق وحركة الأوفياء وحركة جند الإمام وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام علي وسرايا عاشوراء وسرايا الخراساني وحزب الله العراقي وغيرها تقوم باستعراضات عنترية في شوارع العاصمة العراقي ومدن أخرى لاستعراض قوتها وأسلحتها متحدية السلطة والحكومة والقانون لترهيب الجماهير والنواب في آن واحد وإرسال رسائل تهديدية لأمريكا وأتباعها في العراق، إنه مشهد مرعب على أعتاب الكارثة.
...



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الزمن في السينما 2
- ستالكر STALKER لأندريه تاركوفسكي الدليل نحو عالم لا يوجد إلا ...
- المرأة والإخراج السينمائي
- السينما الفرنسية الواقع والآفاق
- الأسلوبية في السينما الغربية
- وودي ألن إله الكوميديا الغامض
- مفهوم الزمن في السينما
- لعبة توزيع جوائز الأوسكار وفيلم الطفيلي الذي حصد ستة منها
- الكون المضيء والكون المظلم
- المتاهة العراقية اليوم
- مقدمة كتاب الثالوث المحير: الله الدين العلم
- العراق : الطوفان القادم
- معضلة الزمن بين حياة وموت كوننا المرئي: -2-
- معضلة الزمن بين حياة وموت كوننا المرئي
- مصير العراق في منعطف خطير
- مقابلة مع المخرج الكوردي التركي الراحل يلماز غوناي
- العراق : ماذا بعد استقالة عادل عبد المهدي؟
- هل ما تزال المرجعية الدينية العليا في النجف مصرة على إبقاء ا ...
- الحقيقية الكونية و ألغاز الكون العصية
- من مهازل العملية السياسية في العراق


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - ساعات الحسم القادمة في الأزمة السياسية العراقية