أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رشيد إيهُومْ - الدرس العظيم لفيروس كورونا














المزيد.....

الدرس العظيم لفيروس كورونا


رشيد إيهُومْ

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 04:26
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لا حديث اليوم في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا عن فيروس يهدد الصحة العالمية للبشر. حالة من العلع والخوف انتابت سكان الكثير من الدول، بعد أن قررت مختلف الحكومات والدول، اتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتشار هذا الوباء الذي صنفته منظمة الصحة العالمية " جائحة عالمية". ما اقتضى اتخاذ هذه الاجراءات الاحترازية وهو ما كان له الأثر البالغ في سير الحياة الاجتماعية العادية، وأنا بدوري تأثرت بهذه الأحداث وحاولت ما أمكن أن أستنتج من وراء التفاصيل الصغيرة، الدروس الكبرى والعظيمة ورؤية الحدث من زاوية نظر أعمق وأشمل.
لذلك فالدرس العظيم الذي تقدمه لنا هذه الأزمة هو أن البشر وصلوا إلى مرحلة في التاريخ جعلتهم بالفعل يعيشون في قرية صغيرة، ففيروس كورونا ظهر في مدينة في أقاصي آسيا، وها هو اليوم يكتسح الكرة الأرضية كلها، وبعد أن كنا نسمع بالأمس بعض الأصوات الشامتة من الصين، بات هؤلاء في مرمى حجر من التهديد نفسه. لذلك لابد من أخذ العبرة، والاعتراف بأننا كلنا كبشر مصيرنا واحد في هذا العالم الذي بات أكثر ترابطا بشكل رهيب، وفي نفس الوقت مليئا بالتهديدات التي تهددنا جميعا، بغض النظر عن هوياتنا الثقافية وأدياننا وأعراقنا ولغاتنا وانتماءاتنا الجغرافية، إن كل حدث ولو كان صغيرا يمكن أن يؤثر في كامل الجسم العالمي.
فيروس ديموقراطي
نائب وزير الصحة الإيراني بعد إصابته بفيروس كورونا صرح بأن هذا الفيروس ديموقراطي لأنه لا يفرق بين الغني والفقير ولا الكبير ولا الصغير.
وبالفعل فهو لا يميز بين البشر فقط يضرب كل جسم حي، ومن هنا قناعاته الديموقراطية الراسخة، كما أنه لا يميز بين الأنظمة السياسية، فقد بدأ في دولة ذات حكومة الحزب الواحد، بعدها انتقل إلى حكومات " أكثر ديموقراطية"، ولم يستثني الحكومات الأكثر استبدادا في الشرق الأوسط. أصاب في البداية أفراد من الطبقات الدنيا من المجتمع في سوق في ووهان، بعدها انتقل إلى مسؤولين كبار في الدول.
إن ما يقع اليوم في العالم لا بد أن يوقظنا من السبات والغفلة التي مازالت تكتسح الكثير من العقول، فنحن كبشر باتت المخاطر والتهديدات التي تتربص بنا عديدة، ففي السنوات السابقة كنا نخاف من الحروب القاتلة، واستعمال الأسلحة النووية، وها نحن اليوم مهددون بكائنات مجهرية تصغرنا خمس ملاييين مرة لكنها كافية لإبادتنا جميعا، والتأثير في بنياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كورونا وروح التاريخ
تتفق الكثير من الدراسات الاستراتيجية على أن العالم الذي نعيش فيه مليء بالتناقضات التي تجعل الأزمات قابلة للانفجار في أي وقت، سواء السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية، لذلك فنحن في مرحلة تاريخية جد حساسة يجب على قادة الدول والمجتمعات على حد سواء التنبه لها، ومحاولة استباقها قبل أن يقول التاريخ كلمته لأنه هو الذي يقرر في نهاية المطاف وما نحن كبشر إلا وسائل في طاعة روح العصر كما يقول هيجل. خاصة في ظل الأزمة المزمنة التي تشهدها الرأسمالية، وكذلك الأزمات السياسية التي تمر منها الديموقراطيات الليبرالية في الغرب من صعود للحركات الشعبوية التي تهدد السلم الاجتماعي في تلك الدول، ولا ننسى ما لنظام العولمة من تأثير على الأزمات إذ تتحول الأزمة من قطر في العالم وتؤثر على أقطار أخرى فمشكلة اللاجئين في أوروبا مثلا، كانت نتيجة الحروب التي شهدها الشرق الأوسط فتحركت الحشود الكثيفة نحو الضفة الأخرى بحثا عن حياة أفضل. لكن كان لذلك تأثير بالغ على تلك المجتمعات خاصة في ظل تصريف أزماتها عبر جعل المهاجرين أكباش فداء، ولا ننسى الصراعات الاستراتيجية على الهيمنة على العالم، ومنافسة الهيمنة الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعل بعض الآراء تتجه في البداية إلى أن فيروس كورونا ليس إلا مؤامرة استراتيجية قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لتركيع التنين الصيني الجموح.
لذلك فهذا الوضع التاريخي العالمي الذي نمر منه قد يكون لتأثير حدث كبير بحجم انتشار هذا الفيروس، فرصة مواتية لظهور الأزمات المتوارية ، أو فرصة لتسريع تلك الأزمات كما ذهب إلى ذلك مثلا رجل الأعمال طلال أبوغزالة في إحدى مقابلاته. وهو ما يتخوف منه الكثير من الملاحظين في ظل النزيف والانكماش في الأسواق العالمية بسبب الاجراءات المؤلمة التي قامت بها الحكومات، فمثلا الصين قامت بضخ 26 ترليون يوان لدعم عملتها وحماية أسواقها، وهو ضعف موازنتها العامة.
كورونا والدرس العظيم
إن أعظم ما يمكن أن نستفيد منه في ظل هذه الأزمة هن أن نعترف بالفعل أننا في عالم موحد ومعولم، وكل أزمة هي أزمة تمس كافة البشر باختلاف انتماءاتهم، لذلك لا حاجة للانغلاق والبحث عن الخلاص الحضاري الفردي، كما يجب على الحكومات العالمية أن تتوحد من أجل ايجاد الحلول الناجعة لنقاط الخلاف فيما بينها، وعدم السقوط في مكر التاريخ، أي اللجوء إلى الخيارات العسكرية المتطرفة التي لا تأتي إلا بالمصائب والأزمات، ولابد من الاعتراف كذلك بأن يجمعنا ويوحدنا فوق هذا الكوكب ليس انتماءاتنا الدينية أو العرقية أو الثقافية أو غيرها وهي التي أصبحت اليوم الاختبار الأعظم أمام الإنسانية، بل إن أعظم ما يجمعنا هو الحياة، فانظر مثلا إلى المجتمعات كيف بدأ الناس مع انتشار الفيروس يتضامنون فيما بينهم و يساعد بعضهم بعضا، وينسون كل خلافاتهم السابقة، لأن تلك الخلافات أصبحت تافهة وصغيرة أمام التحدي الأكبر وهو حفظ حياتهم وحياة أحبائهم وهو أعظم غاية يمكن لأي نفس ببشرية أن تسمو إليها.
كاتب من المغرب



#رشيد_إيهُومْ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس العظيم لفيروس كورونا


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - رشيد إيهُومْ - الدرس العظيم لفيروس كورونا