أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - من إحدى شهاداتى على الحياة!














المزيد.....

من إحدى شهاداتى على الحياة!


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 05:18
المحور: الادب والفن
    


اعزائى

لقد بحثت كثيراً فى هذه الحياة عن معانيها
عن أهدافها وغايتها
فى تجاربها وطرقها

دخلت العديد من المواقف
وشاهدت أنواع عدة من البشر
رأيت من هم آدميون ومن هم حجر

تأملت قسوة الحياة ونعومتها
وحاولت أن أستعب تفاصيل وأيديولوجية معاملاتها

وبعد الكثير والكثير
من المحاولات ومعاناة فهمها وقراءتها

لقد توصلت آسفةً
إلى أن تلك الحياة فى صورتها السلسة

هى للحمقى

هى لهؤلاء التافهين وغير المكترثين
لم تكن الحياة تلقائية للبسطاء أو الحكماء

فمن يتمتع ببساطتها حقاً هم ليسوا الأنقياء بل اللا مبالون
ولا من كانوا يحللون ويدرسون ما يمرون به ولا ما يمر به غيرهم
بل من هم أغبياء وسطحيون وغير مفكرون
إن من يسعدون على هذه الأرض بحياة غير معقدة
هم الأنانيون

هم الذين يتعاملون مع الأرض كملهى
وتمتلكهم مباديء المرأة اللعوب
التى تهوى اللحظة ولا تنظر حولها
بل تُسِّلط ناظريها مباشرةً على ما ستسعد به ويتوفر أمامها

هم الذين لا يأبهون باحتياج غيرهم ولا يشعرون
فمنهم من يتشدق بمعانى عميقة للمَنظَرَة
ومنهم من لا يعنيهم لا جوهر ولا مظهر
وهؤلاء جداً فاجرون

انظروا
لقد عشت بما يكفى لأميز
من ممن حولى هم بقدر كبير مرتاحون

إنهم السخفاء محدودى العاطفة والفكر واللا انسانيون
انهم تلك الفكرة السخيفة للانتصار الزائف
وهم فى الحقيقة سراب وبلا ذِكر محترم سيزولون

إنهم ذلك المذاق المُر للأيام الذى يحمل ازدواجياتهم
واجبارنا على توفرهم
وهم بمثابراتهم على البشاعة مستمرون

يؤسفنى أن أشهد
أن الصادقين والحالمين سيتحتم عليهم
مواجهة صفعات الحياة القاسية
غير المراعية لجوهرهم
حيث ستُشهر فى وجوههم السلاح كل يوم
وتهددهم بالانسحاب من أيامهم كل يوم

وستقف متفرجة بدمٍ بارد على شراسة اعدائهم معهم
وهم باستمرار مُستنزَفون
من المتبلدين المنمقين وستتركهم فى حيرتهم منعزلون

وستتهاون مع الذين يعلمون كيف يكسبون المعارك الزائفة
وكيف يكون لأصواتهم صدى لأن سلعهم رخيصة ورائجة

ولكنى
أشهد أيضاً .. لتكون شهادتى كاملة
أن الحياة ترغب فى من يكسر لها أنف عنادها
تتمنى من يكبح عناد جموحها
من يلوى بالعدل والصبر ذراعها
فمن يثابر للنهاية سَيُخضعها
ويكسب فى آخر معركتها
وسيُخضع له رهائن أغبياؤها
وسيحصد حسرة أنانيوها

نعم إنها حقيقة ولكنها نادرة
وفاعلوها نادرون
وربما يكونوا مختارون
انتصاراتهم غير زائفة وغير مُتوَقَعَة

انما ليس كل مُحاوِل هو مثلهم
وليس كل مثابر شبههم
فالأمر يحتاج إلى مساندة من أعلى
يحتاج إلى حقيقة أقوى
لأسلحة فى معاركها تفوق الحرب الأرضية
ومعطياتها ونتائجها البشرية

ولكن سيتحتم على الجميع
الحقيقيون والزائفون ومَن مِن الأعلى مسنودون
أن يحاربون
بينما المعاناة ستكون متفاوتة
والنتائج ستكون مختلفة

وعليك أن تعرف
أن الراحة الوقتية وليدة صَنعَة الزائفون
ستواجهها فى طريقك إن كنت من الحقيقيون

لا أعرف كيف أنصحك الآن
وأنا مازلت أعافر مع الحياة ومعهم
ولكن يمكننى أن أقول أنه عليك محاولة
ألا تنظر إليهم وتتألم من راحتهم

فهى مؤقتة وهم واهمون موهومون
وفى احدى النهايات حتماً سيخسرون



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟
- اليوم أضحك مع سارة خِلسة
- يوسف لا تحاول أن تستعطف ساقى الملك
- تبرير يهوذا أو الجوكر موضة فى عالم الإنسانية الزائفة
- مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب
- سر المسيح الدجال
- لا تحزن على الحريق يا كوازيمودو فلقد عادوا ليصلوا
- تراب الماس وخالد يوسف
- آنسنة الألوان وتلون الإنسانية فى فيلم فوتوكوبى
- تذمر جالاتيا على بجماليون
- صلاة القمر
- لست الإبن الضال .. أنا الدِرهَم المفقود
- لست لخدمة فوتيفار ولا لطمئنة خدام الملك
- احذر جماهيرية الذباب
- ابداع التمثيل الصامت فى مشهد النهاية من فيلم شادر السمك
- مُعزون متعبون
- سبب الإقبال الجماهيرى المتزايد على برامج المقالب للفنانين
- المفهوم اليهودى لقبول السلام بين المسيح والسادات بميزان التا ...
- قبول اليهود للسلام بين المسيح والسادات
- لا تصدقوا سياسات حناجر المنابر


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - من إحدى شهاداتى على الحياة!