أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - كيف طُردت جمهورية مصر العسكرية من أفريقيا؟ سد النهضة مجرد عنوان














المزيد.....

كيف طُردت جمهورية مصر العسكرية من أفريقيا؟ سد النهضة مجرد عنوان


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصومال ألغت بروتوكول التعاون مع مصر في مجال التعليم في نوفمبر الماضي، وكان قد وقع في 2015، ثم أنذرت البعثة التعليمية المصرية نفسها بالمغادرة وتسليم مدرسة 15 مايوا للوزارة الصومالية قبل 30 ابريل القادم. وكانت الصومال وجيبوتي في منتصف هذا الشهر قد أرسلتا للحكومة الإثيوبية مايفيد أنهما إنسحبا من بيان الجامعة العربية الخاص بسد النهضة، وبذلك إنضما إلى السودان، وهكذا أصبحت كل دول حوض النيل والقرن الأفريقي ضد مصر المعزولة الكسيحة المنفرة الفاشلة.
تحاول حكومة القوادين الخونة اللصوص القتلة العسكريين في مصر أن تعطي الإيهام أن هذه تغيرات مفاجئة وصادمة، وأحيانا تحاول أن تعمم أن سبب الفشل ونفور الشعوب هو التاريخ المشترك بين مصر والاستعمار البريطاني في أفريقيا، وأحيانا بسبب حملات محمد علي وأبناءه في أفريقيا، ولكن كل هذه مجرد أكاذيب ودعاية سوداء ولفتا للأنظار بعيدا عن الأسباب الحقيقية، ولأن الأمر مختلف تماما.
الخيانة والجهل والفشل في موضوع سد النهضة واهدار حقوق مصر كاملة في ماء النيل، وتضييع كل فرص التقاضي والتحكيم الدوليين، هذه الثلاثية السوداء البائسة ليست نتائج سياسات مفاجئة أو مرتبطة بشخص السيسي وجنرالاته الحاليين، هذه توجهات وسياسات مترابطة منذ 68 سنة وبتحديد أكثر منذ إنقلاب يوليو 1952 العسكري الصهيوني.
قبل هذا الإنقلاب بزعامة جاسوس الفالوجا جمال عبد الناصر، وفي ظل الحكم الدستوري المدني كان يفرض على المهندسين والمعلمين والأطباء المصريين فترة تكليف عقب التخرج تتراوح بين 3 سنوات و 5 سنوات للخدمة في الأماكن الغير حضرية في مصر وفي أفريقيا وحوض النيل تحديدا، بالاضافة لبعض الدول العربية، وكانت المدارس ومحطات الري ومقاييس النيل المصرية تنتشر في كل دول حوض النيل دون استثناء، وكانت هناك جامعة مصرية إقليمية في السودان، وكانت تلك المحطات فاخرة جدا ومجهزة بالطباخين والممرضين وملحق ببعضها عيادات ونوادي للسكان المحليين، ببساطة كانت بؤرا ثقافية ووحدات للخدمات الاجتماعية ومنارات حضارية، والأهم أن مستوى المعلم والمهندس والطبيب كان يثير الفخر، فضلا عن أن الطلاب من هذه الدول كانوا يلتحقون مجانا بالمدارس والجامعات المصرية التى كانت تنافس مدارس وجامعات الدول المستعمرة لأفريقيا. وكان في بعض هذه الدول تيارات وكتل سياسية تطالب بالوحدة مع مصر، وكانت ترسل وفودا للتأيد كلما حل بمصر حدث ما، كما حدث خلال ثورة 19.
وغني عن التعريف أن الفنون والثقافة والسينما المصرية والدبلوماسية الأرستقراطية كانت من بين مكونات القوة الناعمة المصرية.
بعد الإنقلاب العسكري الصهيوني بدأت هذه الأنشطة تتقلص وتنخفض ميزانياتها مع الخراب الاقتصادي، والأخطر أن هذه المحطات والمدارس بدأت تخضع للسفارات الممتلئة بالمخابرات والقوادين والخونة العسكريين، وتنفك من سلطة الوزارات المعنية، وبجانب بعثات الشيوخ والقسس من المتطرفين والجهلة وكلاب السلطان، ورجال المخابرات وعمليات تأييد الطغاة والإنقلابات العسكرية والعشائرية، وتوجيه التعليم الأفريقي والأسيوي كله إلى مدينة البعوث الإسلامية ومدارس الأحد، وهكذا فقدت مصر علاقتها بالشعوب، وبدأت الأعلام المصرية تحرق في دول كثيرة بالأضافة لطرد البعثات وتأميم المدارس والمحطات وفصلت جامعة الخرطوم عن مصر في ظل إنقلاب البشير والإخوان الذى دبره ودعمه مبارك ضد الديموقراطية.
وفي هذا الصدد سأعطي مثالا محزنا عن كيف كانت سياسة الحكم المدني قبل إنقلاب يوليو الصهيوني، إذ كان منصب بطريرك الحبشة عندما يفرغ بالوفاة كانت مصر ترسل أسقفا قبطيا، وعندما ينزل إلى مطار أديس أبابا يستقبله في المطار الإمبراطور هيلاسلاسي ويقبل يده ويقدم له قرارا باكتساب الجنسية الإثيوبية ويصير بطريركا لإثيوبيا، وعندما بدأ جاسوس الفالوجا عبد الناصر يمارس البايوسياسة في أفريقيا بدأ يدبر الإنقلاب تلو الإنقلاب ضد هيلاسيلاسي، وبدأ في تشجيع انفصال اريتريا واقليم الأوجادين في محاولة خرقاء ومشبوهة، نتج عنها إنفصال الكنيسة الإثيوبية عن المصرية، وعندما دبر خيانة وكارثة 67 سلمت إسرائيل دير السلطان القبطي الضخم في القدس إلى الرهبان الإثيوبيين.
أما ماله علاقة بنهر النيل ومن ثم سد النهضة؛ فقد اشترطت أميركا والبنك الدولي من أجل تمويل السد العالي في 1956 أن تدخل دول حوض النيل في المفاوضات حول إنشاءه، ولكن عبد الناصر رفض وشن حملة غوغائية مقدمة للمزيد من الجرائم، أحدها كان التأميم الغبي المغرض الخاسر لقناة السويس التى لم يستفد منها الشعب شيئا لأن بلطجية الجيش ابتلعوها، ثم تراكمت الأخطاء عندما وقع عبد الناصر معاهدة مع السودان في 59 وهى تحت حكم إنقلاب من تدبير القاهرة بقيادة إبراهيم عبود لاقتسام ماء النيل تحت زعم بناء السد العالي، وكانت هذه المرة الأولى في التاريخ التى توقع فيها دول المصب اتفاقا من هذا النوع من وراء ظهر دول المنبع، ولم تساوي الاتفاقية في ميزان القانون الدولي قيمة الحبر الذى كتبت به، والأسوأ أنها كانت معولا في هدم اسس رابطة دول حوض النيل، وزرعت روح الضغينة وسوء النية في كل دول المنابع.
لاتستغربوا إذا من افلاس مصر وكساحها وعزلتها عن كل الجماعة البشرية وفي مقدمتها أفريقيا، وليبق لنا حكم جيش الخونة والجواسيس واللصوص والجهلة والبلطجية والمخنثين العسكريين صبيان نتنياهو السفلة. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمينيون والرجعيون هم من أخطر أمراض العالم..نتنياهو كمثال
- حتى نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية والعدل والسلام إلى طاق ...
- في ذكرى ريتشل كوري : كيف نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية و ...
- مضحكات ومبكيات مستنقع مصر العسكري : ثالث مستورد للسلاح في ال ...
- بيبي نتنياهو : احتفال وشعوذة ودسائس وتحريض على حافة الهاوية
- عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في ...
- بالرغم من مرور 28 سنة مازال السؤال معلقا..لماذا اغتيل فرج فو ...
- عن حسني مبارك وصدام حسين وتاريخ من الإرهاب والخيانة
- وفاة حسني مبارك : يأتي الطغاة الخونة ويسحقون الشعب ويرحلون.. ...
- الجذور التاريخية للتحالف بين الفاشيتين الإسلامية والعسكرية ف ...
- المصريون بين ثقافة الحرب وثقافة السلام
- صفقة القرن : (3-3) إعلان ترامب مجرد قمة جبل الجليد
- صفقة القرن : (3-2) هوامش
- صفقة القرن : (3-1) المقدمات
- عن التاريخ اليهودي والهولوكوست والعرب
- طوابير وراء طوابير من الفائضين عن الحاجة وممن لايصلحون للاست ...
- النظام العسكري المصري أعاد السلام مع إسرائيل إلى مستنقع الخي ...
- الميجور جنرال قاسم سليماني..أكثر من مجرد اغتيال
- مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر
- خطة ذيل السحلية العسكرية تحكم مصر


المزيد.....




- في خطوة غير مسبوقة... غواصتان نوويتان أمريكيتان تتحركان نحو ...
- الولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تغمر الشوارع وتشل حركة السف ...
- إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ -التج ...
- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - كيف طُردت جمهورية مصر العسكرية من أفريقيا؟ سد النهضة مجرد عنوان