أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في انتظار الإنهيار الكبير..السودان وسد النهضة كمثال














المزيد.....

عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في انتظار الإنهيار الكبير..السودان وسد النهضة كمثال


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الخرطوم تتحفظ على قرار عربي بالتضامن مع مصر والسودان في ملف سد النهضة" و "السودان: إثيوبيا صديقنا الحقيقي الذي نحتاجه.." و "أمريكا تخطر السودان بانهاء جميع العقوبات الاقتصادية".
إذا أضفنا إلى هذه المواقف مقابلة البرهان لنتنياهو في 3 فبراير الماضي في عنتيبي، ثم أضفنا أيضا الموقف الإثيوبي الإيجابي من الثورة السودانية ضد الحكم العسكري الإخواني، سيتشكل لدينا مسلسل مترابط ليس في حقيقته سوى نتائج لمقدمات طويلة استهلكت 7 عقود تقريبا، يمكن تجريدها دون خلل كبير في أربع حلقات : أولها سياسات جمهورية يوليو العسكرية في أفريقيا وخاصة في القرن الأفريقي والسودان وكامتداد لنفس سياسات اللصوصية والقمع الشعبوية "الوطنية" الداخلية، ثانيا النظام العربي وتوجهاته القومية والوحدوية، ثالثا الدائرة الإسلامية والأيدلوجية الدينية في كافة تلوناتها ومايطلق عليه طروحات معتدلة أومتطرفة أوإرهابية، وكلها كانت أدوات رسمية وإن تخفت أو تسترت أحيانا. رابعا العلاقات السرية مع إسرائيل والتى كانت فاعلا قويا لايقلل منها عنصر الخفاء، ولكنه يصبغها بصبغة خاصة لايجعلها من المقدمات المحسوبة وتحتاج إلى موضوع خاص لتقييمها. ليس من التعسف في اعتقادي أن نطلق على الدوائر الثلاثة الأولى أنها دوائر العقم والفشل والتخريب والفراغ الكبيرة، وفي كل جوانبها الإنسانية والأخلاقية والسياسية والإستراتيجية، ليس لأنها سياسات أبوية فوقية وتسلطية، بل لأنها فاشيات فارغة ليس فيها مايمكن أن تقدمه للعلاقات الاجتماعية الأفقية بين الشعوب أو بين الشعب الواحد لأنها كلها خصما من اسس الاجتماع الإنساني. إذ كانت السياسات المصرية تعتمد على سياسة فرق تسد الاستعمارية ودعم الإنقلابات العسكرية والنظم الديكتاتورية ضد الشعوب، ولم يكن النظام العربي مختلفا عن ذلك حتى أنه يمكن القول أن الجامعة العربية ليست إلا ناديا للمجرمين والطغاة، ولم تكن الدائرة الإسلامية في حقيقتها سوى فراغا كبيرا ليس له أي أسس ثقافية ولا اقتصادية ولا اجتماعية ولا سياسية، فقط خطاب مبهم غامض باسم هوية اكراهية مزيفة، وكان ساحة للجدل والنفوذ بين جناحي النظام العربي الاقطاعي بفرعيه البترودولاري والعسكري، واستخدموا فيه كل الوسائل بما فيها التطرف والإرهاب الإسلامي. ولم تزد أدوات جمهورية يوليو وفاعليتها عن استخدام الأزهر والعمائم المأجورة ومدينة البعوث والفكر الجهادي، بجانب أعمال المخابرات القذرة وتدبير الإنقلابات، ولم تكن هوامش التعاون الاقتصادي أو العلمي أو الاجتماعي وكل مايتعلق بمصلحة الشعوب لها تأثير يذكر.
كان أول الهاربين علنا من الفشل والعقم والإفلاس لهذه الدوائر الثلاثة إلى الأمام وفي اتجاه خدمة المخطط الإمبراطوري الصهيوني لبنيامين نتنياهو هو النظام المركزي العسكري المصري المؤسس الأساسي لهذه الدوائر الثلاث، ودون أي مقدمات سياسية أو اقتصادية أو حتى ثقافية تماما مثل كل سياساته في الدوائر الثلاث الأولى، بل ان الحصاد في هذه المجالات في الدائرة الرابعة الصهيونية ظل بالسالب وضد السلام والتعايش والتعاون بين الشعوب وبما فيها الشعب الإسرائيلي.
إنذارات الفشل والأخطاء والجرائم بل والخيانات كانت كبيرة وكثيرة، ولكن المدركات وامكانية الحوار كانت أقرب إلى الصفر، وغير مرغوبة في أفضل الأحوال.
ثم انفجرت فجأة أزمة سد النهضة وكأنها ظهرت من العدم، وبالطبع ليس هذا صحيحا كما أثبت رصد كل السياقات والعودة إلى تاريخ التحضير الطويل، والذى يجد تفسيره فقط في العلاقات التى كانت سرية مع إسرائيل.
كان يمكن أن يمضي كل ذلك في سياقات الضوضاء وذر الرماد في العيون من كل الأطراف التى ليس من صالحها تقييم أو حتى ذكر هذه المقدمات إلى أن انفجرت الثورة السودانية ضد تحالف العسكر ةالإخوان؛ فطفا كل شيء على السطح، وكان ملاذ السودانيين من تراكمات فشل وتخريب الدوائر الثلاث الأولى مزيج من اللجوء إلى الثقافة الأفريقية العفية والأقرب إلى الحرية والحداثة والمساواة من كل الدوائر الأولى وبما لايقاس، ولكن كان بين طياتها مشروع سد النهضة، الذى يتضمن دورا كبيرا لإسرائيل ومن خلفها كل الفاعلين الدوليين اللذين يعتبرون المنطقة العربية الإسلامية منطقة كارنتينا مظلمة وموبوءة. ولهذا كان لابد من حضور الدائرة الرابعة وعلى نحو علني بعد أن أنهت مصر العسكر مرحلة السرية طبقا لشروط نتنياهو. وهكذا التحمت توجهات وسياسات مجلس السيادة السوداني بكل نتائج الدوائر الأربعة وتتالت المواقف شبه الصادمة، ومن بينها طبعا المكافئات التى تلقاها من الغرب، ولن تتأخر المكافئات من باقي الدول.
لم يكن لدى سيسي رئيس جمهورية الاقطاع العسكري المركزية المصرية مايرد به على كل ذلك سوى التوغل في الفشل والتخريب والتصريح بتهديد ضمني عقيم وكأنه يمضغ الفراغ :"مصر تواصل مساعيها لتعزيز جهود تحقيق الاستقرار والسلام بجنوب السودان" يقصد طبعا التدخل التخريبي في شئون السودان.
ليس غريبا بالطبع أن جمهورية الاقطاع العسكري المتسلطة على المصريين ستكون الخاسر الأكبر بالرغم من أنها مركز الدائرة الرابعة أيضا، ولكن لنفس الأسباب في خسارات الدوائر الثلاثة الأولى، لأن الدافع في كل المرات كان استمرار النظام الاقطاعي العسكري على حساب كل الشعوب وفي مقدمتها بالطبع الشعب المصري.
وهكذا تتلخص وضعية مصر في أن المجال المدني الذى هو الشعب والوطن والدولة تم تخريبه وتفكيكه بالكامل تشيع فيه نسخة تدين شرير ومتطفل ومتخلف ومنفر وقبيح، بوسطة جيش جبان حقير فاسد لحد التعفن منزوع الإنسانية والأخلاق والوطنية، لم يعد يصلح لشيء سوى أنه مجرد جهاز قمع وحشي ضخم، وأكبر شبكة مافيا وتجسس وتهريب وسمسرة وجباية وتخريب وخيانة مسلحة في التاريخ، ومجرد وحدة خدمات خلفية رثة لجيش الدفاع الإسرائيلي. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالرغم من مرور 28 سنة مازال السؤال معلقا..لماذا اغتيل فرج فو ...
- عن حسني مبارك وصدام حسين وتاريخ من الإرهاب والخيانة
- وفاة حسني مبارك : يأتي الطغاة الخونة ويسحقون الشعب ويرحلون.. ...
- الجذور التاريخية للتحالف بين الفاشيتين الإسلامية والعسكرية ف ...
- المصريون بين ثقافة الحرب وثقافة السلام
- صفقة القرن : (3-3) إعلان ترامب مجرد قمة جبل الجليد
- صفقة القرن : (3-2) هوامش
- صفقة القرن : (3-1) المقدمات
- عن التاريخ اليهودي والهولوكوست والعرب
- طوابير وراء طوابير من الفائضين عن الحاجة وممن لايصلحون للاست ...
- النظام العسكري المصري أعاد السلام مع إسرائيل إلى مستنقع الخي ...
- الميجور جنرال قاسم سليماني..أكثر من مجرد اغتيال
- مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر
- خطة ذيل السحلية العسكرية تحكم مصر
- في ذكرى مرور 40 عاماً على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائ ...
- أسباب العصيان الوطني في مصر
- كارثة يونيو 1967: مجرد إنقلاب استعان فيه عبد الناصر بإسرائيل
- مصر: الديكتاتورية العسكرية وإنهيار الدولة.. شئ واحد
- داعش وأخواتها والفوضي . . ألحصاد الصحيح للفاشيات العربية
- الإقطاع العسكرى فى مصر: سلب ملكيات المجتمع وموارد وطنه وأخير ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين المهدي سليم - عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في انتظار الإنهيار الكبير..السودان وسد النهضة كمثال