أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ناجح العبيدي - من روسيا مع الحب: رسائل بوتين الكورونية














المزيد.....

من روسيا مع الحب: رسائل بوتين الكورونية


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 16:01
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مُعجب بحكم عمله المخابراتي السابق بأفلام الجاسوسية. لهذا أطلقت السلطات الروسية على عملية إرسال مساعدات طبية إلى إيطاليا اسم فيلم جيمس بوند الشهير "من روسيا مع الحب" من عام 1963.
لكن المساعدات الروسية إلى البلد الأوروبي المنكوب بوباء كورونا، والتي قوبلت بترحيب إيطالي ودولي كبير، اكتسبت بالفعل وليس مجازا طابع الفيلم السينمائي، ولكن لأهداف دعائية بحتة. بدلا من النجم البريطاني شون كورني، ممثل دور جيمس بوند الشهير، يلعب بوتين رجل لجنة أمن الدولة "كي جي بي" السابق دور البطولة في الفيلم الجديد، بل ويبدو أنه قام أيضا بإخراجه بنفسه.هناك الكثير من المؤشرات التي ترجح وجود حسابات سياسية لدى الكرملين خلف هذه المساعدات الإنسانية.
تحت غطاء المساعدة أرسلت موسكو قواتها المسلحة إلى إيطاليا حيث حرص الجنود الروس على استعراض قدراتهم اللوجستية ببراعة في بلد يعتبر حتى الآن الأكثر تضررا بالفيروس المميت. فمن البوابة الخلفية لطائرة الشحن العملاقة أليوشن التابعة لسلاح الجو الروسي التي هبطت في مطار عسكري جنوب العاصمة الإيطالية روما، نزلت عشرات الشاحنات والمركبات العسكرية. من هناك انطلقت وعلى متنها المواد الطبية لتقطع مئات الكيلومرات على الطرق الإيطالية السريعة وهل ترفع العلم الروسي. على مقدمتها وجوانبها رُفعت لافتات كتب عليها بأحرف كبيرة عبارة "من موسكو مع الحب" باللغات الإيطالية والإنجليزية والروسية حتى يراها الجميع. هكذا وصلت رسالة بوتين إلى الإيطاليين والعالم وكذلك إلى مواطينه.
تأتي الخطوة الروسية، وقبلها المساعدات الصينية الطبية إلى إلبلد الأوروبي المنكوب بالوباء، في وقت يشعر فيه الإيطاليون بالاستياء الشديد إزاء الاتحاد الأوروبي وجيرانهم في القارة العجوز بسبب انعدام التضامن معهم في محنتهم. وقد عبر رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبه كونتي عن ذلك بوضوح قائلا بإن "الاتحاد الأوروبي سيفقد مبرر وجوده إذا لم يتصرف بسرعة"، مشيرا إلى أن أزمة كورونا تودي بحياة الكثيرين من الإيطاليين وتتسبب بكساد اقتصادي غير مسبوق في ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. صحيح أن ألمانيا استقبلت دون ضجة إعلامية كبيرة مصابين إيطاليين للعلاج في مستشفياتها، إلاّ أن ذلك جاء متأخرا ولم يمحِ تماما شعور الإيطاليين بأنهم تركوا لمصيرهم من قبل "أشقائهم" الأوروبيين. وهذا ما يحاول بوتين استغلاله.
لأول مرة منذ الحروب ضد نابليون قبل أكثر من قرنين تطأ أقدام جنود روس الأراضي الإيطالية. لم تتضح كثيرا جميع المهام التي سيتولاها الروس في مكافحة كورونا في إيطاليا. صحيح أن البعثة الروسية تضم أطباء ومساعدين صحيين لديهم خبرة في مكافحة أوبئة مشابهة مثل إيبولا وطاعون الخنازير، لكن وسائل إعلام إيطالية تقول إن الطاقم الروسي متخصص بالدرجة الأولى في مقاومة الهجمات بأسلحة بيولوجية أو كيميائية، وبالتالي فإن المعدات التي جلبها الروس إلى إيطاليا لا تصلح بنسبة كبيرة لمكافحة وباء كورونا. لهذا لم تلقَ المساعدة الروسية الترحيب فقط وإنما قوبلت أيضا بانتقادات شديدة من قبل صحف إيطالية بارزة. في الوقت نفسه نوه الإعلام الألماني إلى حقيقة أن العملية الروسية جاءت بناء على مبادرة من قبل عضو قيادي في حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب يميني شعبوي مناهض للهجرة وللاتحاد الأوروبي ويتمتع بعلاقات وثيقة بالكرملين. فقد قام هذا السياسي اليميني وبالتنسيق مع عناصر قومية متعصبة في إيطاليا بإرسال نداء استغاثة إلى القيادة الروسية.
لكن بالنسبة للكرملين توفر المساعدة الروسية الطبية لإيطاليا فرصة ناردة لإظهار أن موسكو تلعب دور المنقذ في معقل الناتو والاتحاد الأوروبي. وهذا ما احتفت به وسائل الإعلام الروسية وخصصت لها تغطية مميزة. ومن المؤكد أن هذه الرسائل الموجهة إلى الداخل تحظى بالأولوية لدى قيصر روسيا الجديد الذي أقدم مؤخرا على تفصيل الدستور على مقاسه وبما يتيح له الحكم لسنوات طويلة مقبلة.
يشعر بوتين الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد منذ أكثر من 20 عاما بأن كورونا يخلط الأوراق من جديد على الصعيد الدولي، وأن عالم ما بعد الوباء سيختلف عما قبله. لا بد أن قائد الكرملين يرى بأن الظروف قد تغيرت لكي يعيد ترتيب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من الضعف والتفكك على خلفية احتدام الخلافات بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا بشأن التعامل مع الفيروس القاتل الذي اجتاح القارة العجوز بقوة. لهذا يمكن تفسير الخطوة الروسية على أنها تندرج ضمن محاولات موسكو المستمرة لشق صفوف الاتحاد الأوروبي ودفع عدة أطراف فيه لمراجعة موقفها من روسيا. ليس صدفة أن تتزامن حملة الدعاية لمبادرة روسيا الإنسانية مع ارتفاع الأصوات في حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب اليسار الألماني لرفع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

من دون شك لا يعرف فيروس كيرونا الحدود، وهذا ما يؤكد على أهمية تنسيق الجهود الدولية وتحسين التعاون بين القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا للحد من تفشي الوباء. حتى الآن أعلنت روسيا عن أكثر من 1500 إصابة، وأغليتها سُجلت في العاصمة موسكو. لهذا قرر بوتين أخذ زمام المبادرة وتركيز حملة مكافحة كرونا بيده وسط مخاوف من أن القادم سيكون أعظم. حينها لن تنفع أفلام الدعاية والجاسوسية.



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد كورونا: معالم نظام عالمي جديد؟
- هل سيفتك فيروس كورونا بالرأسمالية؟
- كورونا يفتك بالاتحاد الأوروبي
- العراق بين إفلاسين
- الانتفاضة العراقية ومأزق الدولة الريعية
- ملأنا البر حتى ضاق عنا...
- نهاية عقد ..بداية عهد!
- الحمقى ينتصرون دائما!
- الحلبوسي وجائزة نوبل للاقتصاد!
- العراقيون بين واقع البطالة وحلم التعيين!
- دين الغرب الجديد وأنبياؤه وشهداؤه
- ابن خلدون والمعادلة الصعبة بين الدولة والاقتصاد
- الثورات العربية وأوهام التغيير
- مارشالات وعرفاء
- سعر الإنسان لدينا ولديهم؟
- هل سيتعلم المسلمون من نيوزيلندا؟
- الجيش العراقي ’’الباسل’’
- خاشقجي وتروتسكي وما بينهما
- من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟
- الانفجار السكاني: أم القنابل


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ناجح العبيدي - من روسيا مع الحب: رسائل بوتين الكورونية