أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الأنصار - نبي الفقراء مذكرات بحيرا الراهب















المزيد.....

نبي الفقراء مذكرات بحيرا الراهب


باسم الأنصار

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


3

بعد ثورة يسوع المسيح، وبعد الثورات العديدة التي تلتها، وخصوصاً الثورة الكبرى التي أقيمت بين عامي 66-70 من الميلاد والتي انتهت بتدمير مدينة إيلياء تدميراً كاملاً على يد الرومان، ظهرت العديد من الطوائف المسيحية المختلفة المؤمنة بيسوع المسيح، ولكن الرومان وبالتعاون مع اليهود قاموا باضطهاد هذه الطوائف وقمعها والقضاء على نشاطها العلني، مما دفع هذه الطوائف الى العمل والنضال السري بشكلٍ أكبر، وذلك خوفاً من افتضاح خططهم. وبعد أن أدرك الرومان ذلك، قاموا بنشر جواسيسهم على الكهنة والرهبان والقسيسين بشكلٍ أكبر من قبل، وذلك لما لهؤلاء من دورٍ كبير في تهييج مشاعر الناس ضدهم، ولما لهم أيضاً من قدرة على تشكيل الأحزاب والتنظيمات السرية للعمل ضدهم.
حينذاك أخذ يعقوب البار شقيق السيد المسيح وأسقف إيلياء حينذاك، راية النضال بدلاً عن يسوع المسيح، وذلك ليقود الناس الى الخلاص. التزم يعقوب البار وأتباعه بتعاليم وعقيدة السيد المسيح من جهة، وبشريعة موسى من جهة أخرى، لذا صار يطلق عليهم تسمية ـ النصارى من بني اسرائيل ـ أي اليهود الذين يؤمنون بيسوع المسيح. وهم يختلفون عن اليهود الذين رفضوا يسوع المسيح ـ أي اليهود الذين نعرفهم الآن ـ ، ويختلفون أيضاً عن اليهود الذين اتبعوا يسوع المسيح فقط ولم يتبعوا شريعة موسى ـ أي المسيحيين الذين نعرفهم الآن أيضاً ـ.
وكان لأتباع يعقوب البار، أي نصارى بني اسرائيل، انجيلٌ يدعى انجيل متى العبراني، وهو الذي ورثه يعقوب البار من فم شقيقه السيد المسيح مباشرةً. كان الانجيل مكتوبٌ باللغة الآرامية ولكن باستخدام الحروف العبريّة. أنا لديّ نسخة من هذا الانجيل، وكذلك ورقة بن نوفل قس مكة كانت لديه نسخة أخرى، وكذلك بقية رفاقي في الدين المنتشرين في العالم لديهم بعض النسخ منه.
لقد احتفظ أسلافنا بالانجيل العبراني بكل أمانة ولم يضيعوه الى أن وصل الينا، على الرغم من أنهم اُضطهدوا كثيراً بعد مقتل يعقوب البار على يد رجال الدين اليهود، وذلك بعد أن اُكتشفت محاولاته أيضاً في اثارة الناس ضد المجمع اليهودي والرومان. وبسبب ذلك القمع والاضطهاد الهائل الذي تعرّض له أسلافنا النصارى، هربوا من إيلياء، ولجأوا الى كهوف قمران الواقعة على ساحل البحر الميت في بادئ الأمر، ومن ثم تفرّقوا في الأرض مبشرين بعقيدتهم الدينية. فقد اتجهوا نحو العراق ومملكة الرها الواقعة في شماله، ونحو أرمينيا والقسطنطينية وبلاد فارس ونجد والحجاز واليمن وسيناء والاسكندرية والحبشة وقرطاج وبصرى الشام وأثينا وروما، وحملوا معهم نسخاً من انجيلهم، انجيل متى العبراني. وبعد مدة ليست بالقليلة، صار لأسلافنا أتباعٌ ومريدون كثيرون في كل بقاع العالم، ولكن غالبيتهم كان يخفي عقيدته، وذلك خوفاً من اضطهاد اليهود والمسيحيين لهم.
وحينذاك، أطلقت الطوائف المسيحية واليهودية الأخرى معاً على أجدادنا نصارى بني اسرائيل صفة أخرى، ألا وهي صفة الأبيونيين، أي الفقراء أو الضعفاء في الايمان الديني، وذلك تحقيراً لهم، وتحقيراً لإيمانهم الفقير بيسوع المسيح حسب اعتقادهم. ولكن أجدادنا تمسكوا بعد ذلك بهذه الصفة بقوة، على اعتبار أنّ يسوع المسيح كان يقول لأتباعه المخلصين: ”طوبى للأبيونيين‟ ، أي طوبى للفقراء. ومن هنا جاءت تسمية نبي الفقراء التي صرنا نطلقها على نبينا الكريم، النبي محمد.
وفي بداية القرن الرابع الميلادي ظهر صراع كبير في كنيسة الاسكندرية حول طبيعة يسوع المسبح، وذلك بين بابا الكنيسة الكسندروس الأول وبين أحد رجالات الكنيسة آريوس. كانت عقيدة الكسندروس الأول تقضي بأنّ طبيعة يسوع هي من طبيعة الله وبأنه قديم وأزلي مع الله، وبأنّ الروح القدس من طبيعة الله أيضاً، ولهذا تبنى مفهوم الثالوث المقدس (الآب والابن والروح القدس). بينما كانت عقيدة آريوس ترى بأنّ يسوع هو من خلق الله ولكنه بمرتبة أعلى من بقية المخلوقات، وبأنّ الروح القدس مخلوقة أيضاً من قبل الله، وهي عقيدة كانت قريبة الى حدٍ كبير من عقيدتنا الحنفية الأبيونية التوحيدية.
وفي عام 325 م، عقدت الكنيسة المسيحية بعد اتساعها في أرجاء العالم مجمعاً موسعاً لكبار رجال الدين المسيحي في العالم في مدينة نيقيا الواقعة بالقرب من القسطنطينية، أطلق عليه مجمع نيقيا، وذلك للتباحث حول طبيعة يسوع المسيح بين القس أثناسيوس الذي كان يمثل البابا الكسندروس الأول وأتباعه من جهة وبين آريوس وأتباعه من جهة أخرى. وحضر هذا المجمع الامبراطور قسطنطين الأول الذي دعا الى هذا المجمع، وذلك بعد ان اشتد الصراع بين هاتين الفئتين اللتين كانتا تعيشان تحت حكمه. انتهى المجمع بتبنيه لعقيدة الكسندروس الأول، وبحرق كتب آريوس وطرده من المجمع الكنسي ونفيه الى شمال أوربا حيث القبائل الجرمانية. ومنذ ذلك الحين، صار يطلق على جميع الفرق الدينية الموحدة التي تخالف عقيدة الكنيسة الرسمية صفة الاريوسيين بمن فيهم الأبيونيين. ولذلك اختفت تسمية الأبيونيين بمرور الزمن، وحلّت محلها تسمية الآريوسيين وبالأخص في الشام والقسطنطينية.
ولكن، وبمرور الزمن صار اليهود والمسيحيون وبالتحديد في نجد والحجاز والشام والعراق يطلقون على أجدادنا تسمية أو صفة أخرى، ألا وهي صفة الأحناف، أي المنحرفون عن الصراط المستقيم. ولكن بعد مدة طويلة صارت كلمة الأحناف تحمل دلالة مختلفة عن الدلالة القديمة، ألا وهي دلالة المستقيمين، ولهذا صارت هذه الصفة من الصفات المحببة بالنسبة لحزبنا.
4




استمر حزبنا في نضاله السري ضد الرومان ومن بعدهم البيزنطيين (الروم) قروناً طويلة، واستمر عملهم على انجاب المنقذ والمخلص الجديد من دون توقف، ولكن محاولاتهم كانت تبوء في الفشل.
وفي العام 400 م، قرر حزبنا من جديد إظهار القائد الديني والسياسي المناسب، لكي يصبح المخلص المنتظر لأمتنا وللعالم أجمع، وذلك لأنّ الظروف العامة حينذاك كانت مناسبة الى حدٍ ما للقيام بذلك. فعقيدتنا الدينية بدأت تتسرب شيئاً فشيئاً الى عقول بعض القياصرة والى عقول وقلوب البعض من رجال الدين الكبار في روما وفي القسطنطينية العاصمة الجديدة للبيزنطيين، مما دفع حزبنا الى الاعتقاد بأن ظروف ظهور المخلص المنتظر باتت مواتية ومناسبة. وحينذاك، أشاع حزبنا في تلك الفترة وفي العالم أجمع بأنّ المخلّص المنتظر، سيكون عضواً في حزبنا الحنفي، وبأنه سيظهر في جزيرة العرب من نسل نبينا اسماعيل ابن ابراهيم، على الرغم من أنه من أصولٍ شامية، وذلك لأنّ حزبنا يؤمن بذلك تمام الايمان. وهذا الأمر جعل الجميع من يهود ومسيحيين يترقبون ظهور النبي في جزيرة العرب لعقودٍ طويلةٍ من الزمن.
وكالعادة وقع اختيار حزبنا على أحد أعضاء حزبنا الكبار في بلاد الشام، للقيام بمهمة انجاب المخلّص المنتظر. وكان اسم العضو هو كلاّب الشامي، وهو من سكنة جنوبي الشام. أنجب كلاّب طفلاً أسماه زيداً في البداية، ولكنه أطلق اسماً آخر عليه، ألا وهو قصي، وذلك لكي يصبح اسمه كنيّة أو رمزاً سريّاً يتعرف من خلاله عليه أعضاء حزبنا.
ولد قصي بن كلاب في جنوبي الشام، في العام 400 م، وهو الجد الأكبر للنبي محمد، ونشأ وترعرع هناك الى أن انتقل الى مكة في وسط الحجاز وهو في بداية شبابه، وذلك بعد أن قرر حزبنا تربيته ورعايته بحرصٍ شديد، من أجل أن يصبح قائداً دينياً وسياسياً هناك، ومن أجل أن يحقق عقيدتنا الدينية والسياسية التي أشرت إليها سابقاً.
وكان سبب قرار حزبنا بإرسال قصي بن كلاّب الى مكة، هو لأجل حمايته ورعايته بعيداً عن أخطار البيزنطيين، وذلك بسبب بعدها الجغرافي عنهم. كانت مكة حينذاك، عبارة عن خيامٍ وبيوت صغيرة جداً وقليلة تحيط ببيت الله الحرام الذي بناه نبينا الأكبر ابراهيم قبل مئات السنين. كانت خطة حزبنا هو مساعدة قصي على تشييد مكة عمرانياً، وذلك لكي تصبح واحدة من أهم المراكز الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتجارية في الحجاز كلها، وكذلك لكي تصبح في يومٍ ما، نقطة الانطلاق لجهادنا الأكبر ضد البيزنطيين.
وبعد وصوله الى مكة، وبعد أن استقبله أخوه المسن والأعمى زُهرة بن كلاّب هناك، تزوج قصي من ابنة زعيم قبيلة خزاعة التي كانت تشرف على مكة وعلى بيت الله الحرام الكعبة حينذاك، بناءً على رغبة حزبنا، وذلك للتقرّب منه أولاً، ومن ثم الحصول على شرف السيادة على الكعبة ثانياً. وقبل وفاته قام هذا الزعيم بتسليم ابنه الاكبر مهام العناية بالبيت الحرام وبشؤون مكة جميعها. ولكن، وبعد مدة من الزمن تمكن قصي من شراء مفتاح الكعبة منه، واقنعه بأنّ ادارة شؤون مكة والكعبة تتطلب رجلاً قوياً مثله. غير أنّ أبناء قبيلة خزاعة تمردت على قصي بعد ذلك، وأرادت الاشراف على مكة بنفسها مجدداً. لذا طلب قصي من حزبنا، باستدعاء قبيلته قبيلة قريش التي كانت تؤمن بعقديتنا الحنفية الابراهيمية، وبعض القبائل العربية الأخرى التي كانت تسكن معها في منطقة قضاعة الواقعة جنوبي بلاد الشام الى مكة، وقام بطرد قبيلة خزاعة منها، ومن ثم جعل مكة مكاناً خاصاً لقريش.
بعد ذاك قام قصي بتشييد البيت الحرام من جديد، وقام ببناء مدينة جديدة حول البيت، وقام بتأسيس دار الندوة. وهو مجلس يجتمع فيه زعماء مكة للتشاور حول جميع القضايا السياسية والدينية والتجارية والثقافية والاجتماعية الخاصة بشؤون مكة. كما نجح في خلق تحالفات عديدة مع القبائل العربية في نجد والحجاز والشام والعراق واليمن، بل أنه كاد أن يصبح ملكاً للعرب قاطبة، وكاد أن ينجح في قيادتهم للجهاد ضد البيزنطيين، ولكن الموت لم يمهله الوقت المناسب لتحقيق هذا الأمر، وذلك بعد أن بلغ عمره الثمانين عاماً. ولكن حزبنا قرّر بعد ذلك بأن يكون المخلّص المنتظر هو من نسل قصي وليس غير، وذلك لمكانته العظيمة وتكريماً له.

5



أنجب قصي عدة أبناء وهم عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وغيرهم، غير أنّ أهمهم وأكثرهم قوة وحضوراً وأيماناً كان هو عبد مناف. لذا قام قصي قبل مماته، بتسليم شؤون مكة له، ولذا أيضاً أصبح عبد مناف من بعده، سيد مكة من دون منازع، وأصبح ذا أهمية تاريخية أكبر بكثير من أهمية اخوته.
وأنجب عبد مناف عدة أبناء، ألا وهم هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل. وحينما كبر الأبناء بدأت الصراعات تظهر فيما بينهم وبالأخص بين هاشم وعبد شمس على قيادة مكة، وذلك لاختلاف توجهاتهم الدينية والحياتية. فقد كانت ميزة هاشم هي الميل الى التعبد والزهد واعانة الفقراء والمساكين والانشغال بالمسائل الدينية والروحية عموماً. بينما كانت ميزة عبد شمس هي الميل الى أمور التجارة والمال والسياسة. أما المطلب فقد كان ميّالاً لهاشم أكثر من اخيه عبد شمس، بينما اعتكف نوفل بعيداً عن هذه الصراعات وتفرّغ لشؤون العبادة فقط.
وبعد ممات عبد مناف، انقلب عبد شمس على أخيه هاشم، واستولى هو وأبناؤه على أمور مكة بالكامل، غير أنّ هاشم لم يستسلم لذلك، فجادله وقاومه بالحكمة والمنطق الى أن قام عبد شمس بتسليمه أمور السقاية والرفادة وبقية الأمور الدينية، على أن يتفرّغ هو وأبناؤه لشؤون المال والسياسة والتجارة. وبالرغم من أنّ هاشم كان منشغلاً بالأمور الدينية، إلاّ أنه قام بتنظيم رحلات التجارة بين مكة والشام صيفاً وبين مكة واليمن شتاءً، وذلك لحماية تجارة مكة من قطاع الطرق ومن عمليات السلب والنهب، وكذلك ـ وهو السبب الخفي ـ لنشر عقيدتنا الحنفية في البلاد كافة عن طريق هذه التجارة. وسبب قيام هاشم بالذات بذلك، هو لأنّ حزبنا قرر أن يكون هاشم هو المخلص الثاني بعد قصي في تلك الفترة.
غير أنّ هاشم مات في مدينة غزة الواقعة جنوبي بلاد الشام، وذلك في ظل ظروف غامضة وهو في نهاية العشرينات من عمره. وأنا أظنّ بأنه قد قتل مسموماً على يد احدى الطوائف اليهودية أو المسيحية، بعد أن اعتقدت هذه الطوائف بأنه المخلّص المنتظر، وذلك بعد أن لاحظت بريبةٍ وشكٍ رحلاته التبشيرية لعقيدتنا في بلاد الشام بكثرة، وبعد أن تأكدت بأنّه من نسل قصي.
قام هاشم قبل مماته، بتهيئة ابنه عبد المطلب، وذلك لكي يقود الشؤون الدينية في مكة من بعده. بينما قام عبد شمس بتهيئة ابنه أمية الذي تبنّاه لأسبابٍ غامضة، وذلك بعد أن اشتراه كعبدٍ من الشام في احدى رحلاته الى هناك، وذلك لكي يقود شؤون المال والسياسة في مكة من بعده.
وقد انتقلت الصراعات الخفية والمشاحنات السرية بين عبد المطلب وبين أمية من آبائهما اليهما. فكما أسلفت قبل قليل، بأنّ بني هاشم كانوا يمثلون الجانب الروحي والديني في مكة، بينما بنو أمية كانوا يمثلون الجانب السياسي والتجاري فيها. ولذا، كان بنو هاشم يحظون باحترامٍ وتقديرٍ كبيرين من قبل العرب بالمجمل، وبالأخص من قبل رجال الدين والحكماء وعامة الناس، وذلك بسبب الجانب الأخلاقي والانساني في سلوكهم وتعاملهم مع الناس، بينما بنو أمية كانوا يحظون باحترام وتقدير كبيرين من قبل الطبقة الغنية والثرية فقط، وذلك بسبب الجانب النفعي والاقتصادي الذي كانوا يتبادلونه فيما بينهم. من هذا المنطلق، كان يشعر بنو أمية بالغيرة القاتلة وبالحسد الشديد من بني هاشم طوال حياتهم. ومن هذا المنطلق أيضاً سيظهر فيما بعد العداء الحاد من قبل بني أمية وزعيمهم أبو سفيان ضد بني هاشم والإسلام وزعيمهم النبي محمد.
وبعد أن تولّى عبد المطلب الأمور الروحية والدينية والأخلاقية من أبيه هاشم، صار سيد قريش، وأحد سادات العرب الكبار، وصار يفكر أيضاً بأن يلمّ شمل العرب من حوله، وذلك من أجل نشر عقيدتنا الحنفية، إلاّ إنه لم يستطع. لذا فكّر حزبنا بأن يخلفه في ذلك ابنه الأصغر عبدالله ـ والد النبي محمد ـ من أجل تحقيق ذلك.
قام عبد الله بعد أن أصبح في العشرين من عمره بالعديد من الرحلات التجارية والتبشيرية في بلاد الشام، إلاّ أنّه مات في يثرب في ظلّ ظروفٍ غامضةٍ أيضاً، وهو في الخامسة والعشرين من عمره خلال وصوله إليها مريضاً قادماً من الجولان الواقعة جنوبي الشام في احدى رحلاته التجارية والتبشيرية هناك. وأنا أظن بأنه قد مات مسموماً أيضاً على يد احدى الطوائف اليهودية والمسيحية في الجولان، وذلك بعد أن اكتشفت أمره مثلما اكتشفت أمر جده هاشم من قبل.
لقد مات عبدالله، والنبي محمد كان جنيناً في بطن أمه آمنة بنت وهب، التي تزوجها بناءً على طلب أبيه عبد المطلب، وذلك لأنها كانت وأسرتها النبيلة والشريفة، أعضاءً في حزبنا الحنفي. وهذا الزواج كان المقصود منه أن يكون المولود منه، ألا وهو النبي محمد، المخلّص المنتظر، إن فشل عبدالله في مهمته.


يتبع ...



#باسم_الأنصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبي الفقراء مذكرات بحيرا الراهب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الأنصار - نبي الفقراء مذكرات بحيرا الراهب